أهلاً بك عزيزي العميد
سعيد بك محاوراً في خواطري
نأتي الآن إلى طريقتك في التفسير
أنا أقول : متى كان الخطأ نقيض الصدق
فتجيب بأن الكذب يعني الخطأ أيضاً .
أي أن نقيض الصدق هو الكذب ، و الكذب قد يعني الخطأ ، فيصبح نقيض الصدق هو الخطأ .
هذه طريقتك في التفسير و هي طريقة مشكِلة
تعال معي لنفسر كلمة على طريقتك .
مثلاً كلمة "الحَرّ"
ماذا تعني كلمة "الحَرّ" ؟؟؟
يقول لسان العرب :
الحَرُّ ضدُّ البرد
و لكن ماذا تعني كلمة "البرد" ؟؟
يقول لسان العرب :
البَرْد ضدُّ الحرِّ
إلى الآن لا يوجد مشكلة
و لكن لسان العرب يقول أيضاً أن من معاني كلمة "البرد" :
البَرْد السَّحْلُ
و السحل هو القشر و النحت و السحق حسب لسان العرب .
بمعنى ، لو أردنا استخدام طريقتك في جعل "ضد الصدق=الكذب=الخطأ" مما يعني أن ضد الصدق = الخطأ
فهذا يعني أن "ضد الحر=البرد=السحل" مما يعني أن ضد الحَرّ = السحل
و هذا يدل على فساد طريقتك في توليد المعاني من بعضها البعض .
بمعنى :
إذا كان ضد أ = ب ، و ب يحتوي على ج ، فهذا لا يعني بالضرورة أن ضد أ = ج .
هذا من ناحية الطريقة
من ناحية أخرى ، فقد عدت إلى "نجعة الرائد" الذي استخدمتَه كمرجع لاستنتاج أن الكذب قد يعني الخطأ ، و قرأت الصفحة جميعها فلم أجد ذكراً للخطأ أبداً .
و سأضع وصلة الصفحة هنا لزميلنا العميد و أسأله و أسأل الزملاء أين قرأ أن من معاني الكذب الخطأَ .
الصدق و الكذب في نجعة الرائد
فهل يوجد بها أن من معاني الكذب الخطأ ؟؟؟؟؟
الجواب يقيناً لا ، إلا إن وجد أحدكم هذا المعني المخفي بين سطور تلك الصفحات من ذاك المعجم .
و عليه ، نعود لنؤكد أن الكذب هو ضد الصدق ، كما تقر اللغة و معاجمها ، و أن معنى قوله "إن كنتم صادقين" أنهم كاذبين لأنه شرَط صدقهم بالإنباء بالأسماء التي عرضها عليهم ، لكنهم عجزوا عن ذلك ، فلم يكونوا صادقين ، و بالتالي كانت دعواهم أن الإنسان سيسفك الدماء و يفسد في الأرض هي دعوى غير صادقة ، أي كاذبة ، و نحن نسأل من جديد : هل يوافق تصورهم هذا-و الذي كذبهم فيه القرآن- لواقع الحال ؟؟؟؟
أم أن واقع الإنسان أنه فسد فيها و سفك الدماء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نأتي الآن إلى إشكالية أخرى طرحها الزميل العميد في النصف الثاني من مداخلته
فقد قال :
اقتباس:"إذن قول الله سبحانه وتعالى للملائكة ( إن كنتم صادقين ) معناه إن كنتم مصيبين ."
سنمضي معك عزيزي حيث تريد ، و نفرض جدلاً أنه قصد أنهم غير مصيبين ، أي مخطئون ، أليس كذلك ؟؟؟
ثم تقول :
اقتباس:"ثم ، في التفكير الإسلامي لا يمكن أن تكذب الملائكة على الله ، فهي تعلم جيداً أنّه لا يمكن أن يخفى الكذب على الخالق ، وخصوصاً أّنّها تقر وتشهد بأنّه هو ( العليم الحكيم ) ."
جداً رائع ، فأنت تنفي إمكانية كذبهم ، و تثبت أنهم غير مصيبين ، أي أنهم مخطئون .
لكن المشكلة المثيرة للحيرة هي أنك تناقض هذه المسألة أيضاً و تدخلنا في لعبة أشبه بلعبة "الزقطة" أو "المسّاكة" !!!
لأنك تمضي في كلامك لتنتهي بنتيجة تقول فيها أن الملائكة لا تخطيء في الاستجابة لأوامر الله ، و لا تخطيء كذلك في فهم ما يأمرهم به . أنظر إلى قولك :
اقتباس:أما تساؤلك ( يعني هل يمكن -نظرياً- أن يخطئوا في الاستجابة لأوامر الله ؟؟؟؟؟ ) فنقول ، لا يخطئون في الإستجابة لأوامر الله ، وذلك لقوله تعالى "لا يعصون الله ما أمرهم " ، فوضح أنّهم لا يعصون الله ما أمرهم .
فإن قلت لعلهم يخطئون في فهم أوامر الله ، فيأمرهم أن يفعلوا كذا ، فيفهمون منه شيئاً آخر عن طريق الخطأ فيفعلون بخلافه ، تماماً كخطئهم عندما قال لهم ( إن كنتم صادقين ) !!!
نقول وبالله تعالى التوفيق ، هذا الاحتمال يبطله قوله تعالى "ويفعلون ما يؤمرون" ، فلو أنهم يخطئون في فهم الأوامر الإلهية ، لكان فعلهم هوغير ما أمرهم به الله تعالى ، فلما قال "ويفعلون ما يؤمرون" علمنا أنّ فعلهم مطابق لما يأمرهم ولا يخالفه .
يعني في أول مداخلتك تثبت لنا أن ضد الصدق المقصود هنا هو الخطأ و ليس الكذب ثم تنفي إمكانية الخطأ عن الملائكة !!!!!
فما الذي تريد أن تصل إليه ؟؟؟؟
أنهم أخطأوا و لم يكذبوا ؟؟؟
لم تفلح لغةً
و لو افترضنا أنك أفلحت في ذلك ، فأنت تنفي عنهم في نهاية مداخلتك أن يخطئوا سواء في الاستجابة أو الفهم .
إذاً فما الذي تريد أن توصله لنا من مداخلتك السابقة ؟؟؟
تحياتي للجميع