اقتباس: zaidgalal كتب/كتبت
6963 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا فَقَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مَعِيَ مُحَمَّدٌ.... فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ قَالَ عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فَقَالَ..." (البخاري)
236 - .... حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ . (مسلم)
تصور أن الرواة يقولون لك في صحيحي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أُسْرِيَ به لم يكن نبيًّا ولا رسولًا لأنه لم يكن قد أوحي إليه بعد.
الخبر هذا يوضحه الخبر الآخر عند البخاري، والذي يقول فيه شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك
يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء.
هنا نجد أن الكلام يشير إلى حديث أنس عن ليلة الإسراء مقدما لها بما كان قبلها من إرهاصات وإشارات وعلامات، وما قال فيها إنه قد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بل، ولكن ذكر أن هؤلاء جاءوه قبل البعثة ثم جاءوه بعدها ولكن بإسراء ومعراج.
وأما الخبر الثاني يقول: "عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ إنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ
فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ"
وهنا ينتهي الطرف الأول منه ثم يتابع فيقول:
" فَلَمْ يَرَهُمْ
حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا" إلى آخر الخبر.
فتجد أنه يتكلم في مناسبة الإسراء المصادف في ذاك الوقت يومها ويذكر ما كان من إرهاصات قبلها، قبل البعثة ليلة ما كان فيها إسراء وبعدها كان فيها الإسراء والمعراج.
ما في هذا عفوا؟!!
[quote] وقد رفض العلماء –علماء السنة- هذا السخف مسطرين دليلًا قاصمًا على خطأ من يقول أن ما اتفق عليه الشيخان قد جاوز القنطرة. يقول الحافظ ابن حجر:
"وَقَوْله " وَقَبْل " قَبْل أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ ، أَنْكَرَهَا الْخَطَّابِيُّ وَابْن حَزْم وَعَبْد الْحَقّ وَالْقَاضِي عِيَاض وَالنَّوَوِيّ وَعِبَارَة النَّوَوِيّ : وَقَعَ فِي رِوَايَة شَرِيك - يَعْنِي هَذِهِ -
أَوْهَام أَنْكَرَهَا الْعُلَمَاء
سبحان الله تدعي الوداعة والسلامة والهداية والدعوة إلى المعروف ثم تصف كلاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سخف! فليكن إنكارك للأثر لكن ليس بهذه الطريقة السمجة وكأننا في معركة، ثم لما نخاطبك بذات الطريقة تروح تبكي وتلطم.
قد حكم ابن حجر بأن بعض الأعلام قد رفضوا هذه الزيادة على أن لا إسراء إلا ما كان بعد البعثة، والحقيقة أن الخبر ما ذكر إسراء قبل البعثة فيما أرى، ومع هذا فإن لا دليل عند أحد على عدم تكراره وتعدده كما في بعض الآيات القرآنية التي قد تتنزل بذات اللفظ والمعنى وأحيانا بألفاظ مقاربة جدا لتعدد الحوادث المتشابهة أو ما يكون شارحا في هذا الموضع لها أو مخصصا ومبينا.
وأما اعتراضك على تعليم موسى لمحمد صلى الله عليه وسلم فهو اعتراض وجيه لو لم يكن له أصل في القرآن الكريم، وفيه يتبع موسى وهو النبي الرسول من لا نعرف إلا أنه صالح مؤمن.
ألا تقرأ سورة الكهف كل جمعة؟!!
اقرأها وقل لي كيف يتبع موسى ذاك الصالح ويتعلم منه وهو من أولي العزم من الرسل؟!!
يعني هو كان النبي صلى الله عليه وسلم إله لا يرضى بنصيحة أحد ولا يسمو عليه في بعض جوانب العلم أحد حتى وإن كان نبيا رسولا كموسى عليه السلام؟!!
كن عاقلا ولا تأخذك العزة بالإثم في تضعيف ما لا يصح تضعيفه.