يا عزيزي الكمبيوترجي
لأول مرة أقرأ لك رد أشعر أنك كاتبه من قفا إيدك
فالآية صريحة تقول:
" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي [COLOR=Blue]فَقَعُوا
فكما تلاحظ و يلاحظ كل من يفهم اللغة العربية أن الأمر بالسجود كان على الفورية و مرتبط بتسوية آدم و نفخ الروح فيه . و ليس كما توهمت يا عزيزي بأن الله خلق آدم و خلق زوجه ثم انطلقا إلى الجنة ثم وسوس لهما الشيطان ثم عمل رب العالمين اجتماع و عندها طلب من الملائكة السجود جميعاً فسجدوا و رفض إبليس ذلك .
هذا سيناريو يشقلب الأحداث و لا يمكن اعتباره شيء بالمرة .
لأسباب عديدة :
أولاً : المنطق يقول أن خلق آدم و تسويته و نفخ الروح فيه يجب أن يسبق أن يطلقه الله في الجنة هو و زوجه . و هذا لا أعتقد يحتاج إلى طول نقاش إلا لمن شاء الجدل العقيم .
فهل يمكن أن يقول الله لآدم و زوجه غير المخلوقتين "أسكن أنت و زوجك الجنة ..... " إلخ !!!
ثانياً : الأمر بالسجود جاء مرتبطاً بانتهاء الله من خلق آدم إذ قال :
"ِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)" ص
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29)" الحجر
كذلك في سورة البقرة ، لو راجعت الآيات لوجدت أن الله يخبر الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة (و هو لم يجعله بعد) ثم أمرهم بالسجود فأبى إبليس ثم قال لآدم اسكن أنت و زوجك الجنة .
يعني السياق أوضح من جرم الشمس ، و لا أدري لماذا تريد أن تشقلب الأحداث بجملة يسردها علينا زميلنا و كأنها قاعدة تخر لها الجباه إذ ثقول :
"لنص الذي لدينا و الترتيب الذي فيه هو ترتيب إخباري لا ترتيب في الحكم و لا يشترط أن يكون الترتيب الإخباري مطابقا للترتيب في الحكم..."
يعني و كأنك تقول أن الله كان لديه أحداث حدثت ، و هو - لسبب نجهله - انتقى الأحداث كما ينتقي أحدنا الخضار ، و وضعهم في صحن أشبه بصحن السلطة ، و قال لنا هاكم التاريخ ، صحيح هي أحداث حدثت ، و لكن هي على شكل سلطة تاريخية ، رتبوها على طريقتكم .
هل هذا هو القصص القرآني و الحكمة الربانية !!!
أم أنها هذه القاعدة التي اخترعها من اخترعها لتبرير تناقض كهذا التناقض ثم تداولها الناس و جئت بها و كأنها نص مقدس يفسر كل خلل في تسلسل أي قصة قرآنية !!!!
يا عزيزي هذا إسمه منهج أعوج يمكن أن تقنع فيه أي شخص من العوام ، فيرتاح ضميره لأن الآيات لا يشترط فيها الترتيب ، بل الإخبار .
يعني ممكن يكون أول شي خلق آدم ، ثم أسكنه الأرض ، ثم تاب عليه لا ندري ممَّ ، ثم عصى ربه ، ثم أصعده إلى الجنة ، ثم نفخ فيه من روحه ، ثم سواه ، ثم تذكر أن يقول للملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة ، ثم علمه الأسماء كلها ، ثم رفض إبليس السجود له ، فقال الله للملائكة اسجدوا ، و قال لإبليس "شايف ، قلت لهم اسجدوا سجدوا ، غنت ما سجدتش ليه !!! " ، ثم وسوس لآدم ليأكل من الشجرة ، ثم خلق الله الشجرة ، ثم نزلوا جميعا إلى الأرض .
هل يعجبك هذا النص السلطاتي ؟؟؟؟؟؟
يا حبيبي يا كمبيوترجي
إما أن ترد بما يمكن أن يُطلق عليه رد منطقي
أو لا ترد فهو أفضل (و بلا زعل) .
هذا بالنسبة لقلبك الأمور راساً على عقب في مرحلتيك المعكوستين ، و لا أدري إن وجدتَ من يؤيد كلامك هذا سواء هنا في النادي أو ممن تستفتي في كلية الشريعة في جامعتك .
بالله عليك اسألهم و قل لهم كيف يوسوس لإبليس لآدم و هو لم يُخلَق بعد ؟؟
بلكي يفهموك فااااا تيجي تفهمنا هالفزورة
ولا عشان رمضان يعني بلشتوا فينا بالفوازير ؟؟!! :23:
نأتي الآن لما يفترضه الكمبيوترجي من عودة إبليس إلى الجنة .
أول شيء يمكن أن أرد عليه بسهولة و أوفّر على نفسي العناء فأقول له : ما دليلك على عودته إلى الجنة بعد الخروج الأول ؟؟؟
و لكن هناك أشياء أخرى يمكن أن نضيفها على السؤال .
الله يقول لإبليس :
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)
فهل تقول لي أنه بعد ذلك رجع بكلامه و سمح له يدخل الجنة مرة أخرى ليوسوس لآدم و زوجته !!!!
هذا فرمان إلهي المفروض أنه نافذ و لا رجعة فيه ، شو الشغلة لعب عيال !!!!
يا عزيزي هذا أمر قدري و ليس أمراً شرعياً يمكن مخالفته كقوله "اجتنبوا كباشر الإثم" لأن هناك من يخالفه ، لكنه أمر بالخروج صاغر ذليل مدحور رجيم ، و هو كقوله "كن فيكون" فلا يجوز أن يتلكأ إبليس في تنفيذ المشيئة ، و لا يجوز أن يعود ليكسر حكم الله و يمكث في الجنة ، لا بل يناقش و يثرثر مع آدم و زوجته ، هذا كله ممنوع على إبليس منذ اللحظة التي أمره الله بأن يخرج من الجنة .
و المسألة يا عزيزي لا يمكن حلها إلا بشيء واحد ، وهو أن كاتب القرآن لم ينتبه إلى هذا التناقض، فقال بخروجين لإبليس ، و هو نفسه القائل
"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
"
و يمكن أن نستزيد من تفسير ابن كثير لهذه الآية حيث يقول :
اقتباس:وَهُوَ إِخْبَار عَنْ نُفُوذ مَشِيئَتِهِ فِي خَلْقه كَمَا أَخْبَرَ بِنُفُوذِ قَدَرِهِ فِيهِمْ فَقَالَ " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَة " إِنَّمَا نَأْمُر بِالشَّيْءِ مَرَّة وَاحِدَة لَا نَحْتَاج إِلَى تَأْكِيد بِثَانِيَةٍ فَيَكُون ذَلِكَ الَّذِي نَأْمُر بِهِ حَاصِلًا مَوْجُودًا كَلَمْحِ الْبَصَر لَا يَتَأَخَّر طَرْفَة عَيْن وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْض الشُّعَرَاء : إِذَا مَا أَرَادَ اللَّه أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كُنْ قَوْلَة فَيَكُون
تحياتي يا كمبيووووووووووووووترجي