اسرائيل الحالية ليست هى التى عرفناها سابقا
هناك شىء بها تحطم وانتهى فى اسرائيل فى السنوات الست الماضية الى غير رجعة ولن تستعيده ابدا وقد حاول شرحه رابين سابقا عندما سالوه عن السلام ( مزاعمه السلمية) فرد ان اسرائيل تغيرت فلم يعد شبابها نفس شباب الماضى هم غير مدفوعين باى دوافع او عقائد يمكن ان يضحوا من اجلها
لقد تبلور المجتمع الاسرائيلى فى العقود الاخيرة وكما شاهدته من داخله ليصبح مجتمعا مرفها جدا تحركه طبقة متوسطة ليبرالية ومتامركة رافقها موجات من المهاجرين الاقتصادين اللقطاء من اليهود الروس ( الذين بدا عدد كبيرا منهم يحزم حقائبه وبصمت مع اعادة انتعاش روسيا واندفاعتها الاقتصادية المثيرة فى الثلاث سنوات الاخيرة )
طبعا نحن لسنا امام لحظة انهيار اسرائيل يجب الحذر من التسرع لكننا امام انهيار كل الهالة التى حاولت احاطة نفسها بها ( لكن الكيانات من هذا النوع تكون فى منتهى الخطورة والعدوانية فى لحظات ازمتها لذا يجب الحذر )
هنا وجهة نظر مثيرة للصخقى ناصر اللحام المختص بالشؤون الاسرائيلية فى وكالة معا
اسرائيل ارادت شرق اوسط جديدا فحصلت على المشرق العربي الاسلامي القديم
التاريخ : 01 / 08 / 2006 الساعة : 16:43
كتب ناصر اللحام - على الشعب اليهودي ان يسارع لاختيار قيادة جديدة له ، قيادة شرقية داعية للتعايش مع شعوب الشرق وليست قيادة اجيرة عند البيت الابيض .
فاسرائيل التي خلقت لتدافع عن مصالح امريكا في المنطقة تحولت الى "كعب امريكا الضعيف " في المنطقة ، وفلسطين التي يفترض ان تكون ملاذا لليهود من عذابات اوروبا قد تحولت الى اخطر مكان يعيش فيه اليهود .
وفي اللحظة التي يحاول العجوز الصهيوني شمعون بيريس اقناع اليهود بشرق اوسط جديد من اخراج بنيامين نتانياهو واشراف شارون ، لن تجد اسرائيل سوى المشرق العربي القديم ، ولن تجد سوى شعوب عربية مقهورة تريد الانقلاب على اتفاقية سايكس بيكو والعودة الى الوطن العربي الكبير .
وبعد عشرين يوما من الحرب الاسرائيلية على لبنان ، لا يفهم المحللون ماذا تريد اسرائيل ؟ وذلك لانها هي لم تعد تفهم ماذا تريد ! فلماذا سمع الاسرائيليون عن وقف اطلاق النار من محطة CNN ؟ ولماذا تدير محطة اخبارية مثل FOX NEWS حياة اليهود وكأنهم اصبحوا رهائن بيد الاثرياء في امريكا ؟
المحلل الاسرائيلي السياسي امنون رابينوفيتش في القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية كان بليغا في الوصف حين قال" ان اسرائيل حينما تحارب وحتى وان كانت على حق فانها تكون غبية" .
ويشير المحللون السياسيون ان الشعب الاسرائيلي كان يجمع على ضرورة الرد العسكري على عملية الوعد الصادق في محاولة لاسترداد كرامة الجيش وقوة الردع المهدورة في رفح وجنوب لبنان ، لكن هذا الجمهور نفسه قد جرى خداعه من جانب اركان الجيش وقادة الحكومة حيث انقلب العسكريون على المجتمع وقاموا باغتصاب عقله عن طريق الادعاء انهم قادرون على تحطيم المقاومة اللبنانية خلال اربعة ايام ثم خلال اسبوعين ثم اضطروا لطلب عدة اشهر.
وبعد عشرين يوما من الحرب وفي اعقاب نتائج معركة بنت جبيل وسقوط الصواريخ ما بعد حيفا حاولت اسرائيل البحث عن اهداف جديدة لحربها عن طريق تغيير العناوين الكبيرة للاحداث.
فبعد طلبها عودة كونداليسا رايس للمنطقة رفضت اقتراح مجلس الامن بوقف اطلاق النار وهو ما دفع عدد من كبار المحللين العسكريين والسياسيين لاعادة نبش الاسئلة الاولى التي اعلنتها حكومة اولمرت حين شرعت بالهجوم.
"زئيف شيف" من المحللين العسكريين الذين ذاع صيتهم في الانتفاضة الاولى قال" ان استراتيجية اسرائيل العسكرية فاشلة وانها خرجت الى هذه الحرب تبحث عن استعادة قوة ردعها ويجب ان تنتصر فيها مهما كلف الامر" ولكنه انتقد قيام الحكومة برفع شعارات كبيرة لن تتمكن من تحقيقها.
اما وزراء " اوسلو " مثل شمعون بيريس وحاييم رامون فقد طالبوا بهدم مدن وقرى لبنانية على رأس ساكنيها لاستعادة الردع الاسرائيلي وهو ما حدث في قانا ويتحمل مسؤوليته مرة اخرى العجوز المغامر شمعون بيريس شخصيا ومعه الوزير المراهق حاييم رامون .
وبعكسه قال الصحفي افي زخاروف من صحيفة "هارتس" انه يشكك في ان يكون هناك منتصر واحد في هذه المعركة" موضحا ان ما حصدته اسرائيل في غزة ستحصده في لبنان.
وحتى انطوان لحد حليف اسرائيل السابق فقد شكك في قدرة الجيش الاسرائيلي على كسر المقاومة و وصف السيد حسن نصر الله بالقائد العفريت الذي يعرف كيف ينتصر.
هذا ويقدر بعض المحللين السياسيين الاسرائيليين ان تتوقف الحرب في الاسبوع الاول او الثاني من شهر اب اي بعد اقل من اسبوعين ولكن اهم ما يزعج تل ابيب هو ان تقف المقاومة اللبنانية من جديد وتعلن انتصارها وهي خسارة اقصى على اسرائيل من قتلاها في بنت جبيل وميرون الراس لانها ستمد الفلسطينيين بقوة الايمان بالنصر .
يلاحظ ايضا ان الاسرائيليين نادمون على مطالبتهم بنشر قوات دولية حتى ان ابرز محللي القنوات التلفزيونية الاسرائيلية قال :" حتى لو جاء المارينز الى لبنان فان المقاومة اللبنانية سبق وقتلت المئات منهم".
ولكن ومن جهة اخرى ولرفع معنويات الجنود والجبهة الداخلية الاسرائيلية وتبرير مواصلة حزب الله اطلاق الصواريخ على المدن العبرية خرجت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بشعار جديد يقول :"ان هذه الحرب ستكون اخر حروب اسرائيل".
وبتقديري فان ما قالته المؤسسة العسكرية صحيحا لان اسرائيل لن تصمد عشر سنوات اخرى في هذا المشرق العربي الاسلامي الذي يغلي من القهر ، وستهوي المؤسسة الصهيونية قبل 2015 وتتحطم بلمح البصر ، فهي طغت وبغت وحطمت كل جدران العقل .... وربما سيبقى اليهود في مدنهم وحياتهم واملاكهم .... لكن الساعة الرملية للمؤسسة الصهيونية قد بدأت تعمل فالجيل العربي الجديد لا يقبل ولا يرضى بانصاف الحلول وهو تواق للاستقلال والنصر والانعتاق من جنون الحركة الصهيونية .
هذا الجيل لن يقبل ان يخلع سرواله ويرفع يديه على حواجز الاحتلال ، ولن يقبل ان يرى قادته يغتالون ، واخوته الكبار يهانون ويموتون في سجون اسرائيل ، والجيل العربي الجديد وفي اقل من عشر سنوات سينهي المؤسسة الصهيونية بالضربة القاضية لا ينفعها في ذلك ترسانات نووية ولا غيرها ، فاسرائيل ليست اقوى من الاتحاد السوفييتي ، وانهيارها لن يأتي على يد جيوش عربية من الخارج بل على يد سكان فلسطين و من دون مدافع ومن دون طائرات وبالتطور الطبيعي والحضاري .
http://www.maannews.net/ar/index.php?opr=S...S...etails&ID=3
منقول