في ظل الحكم الصهيوني الويل لمن يدنس مقدسات المسلمين!
عزيزي ابراهيم
كم استغربت كثيرا و أنت تتحدث عن الطفل اليمني - ينتمي الى أرض اليمن - وحقه في سرقة أرضي و أرض أبنائي نتيجة وعد الهي مقدس!!!!!!!!!
و أستعجبت أكثر لترديدك الاسطوانة التي حاولت الصهيونية كثيرا عبر الاعلام لترسيخها و هي بيع الأرض, و أود أن أورد لك مقالا احصائيا عن هذا الموضوع و لكن قبل ذلك أود اعلامك بأن أملاك عائلتنا-و معظم العائلات الفلسطينية- ما تزال أوراقها منذ العهد العثماني معنا و لا تزال مفاتيح بيوتنا -التي ربما هدمت- تزين جدران منازلنا كوعد للعودة.
اكذوبة بيع اراضي عرب فلسطين
د. هند أمين البديري
راجت في الأوساط العربية, وفي زمن الانكسار العربي, فرية," بيع عرب فلسطين" لأراضيهم !! وردًا على هذه الفرية, وبعيدًا عن الدخول في الخلفيات, والملابسات السياسية, نقول, أن عمليات اغتصاب أراضي فلسطين, تمت على مراحل, استغرقت نحو قرن ونصف من الزمان , بين تخطيط, وتنفيذ, ساعد على ذلك ,بداية, الحكم العثماني ,الذي ربض على قلب الأمة, نحو 400 عام ،مما أضعف قواها, وأصابها بالخوار. الامر الذي شجع الطامعين بها خاصة حين التفت مصالح, كل من الإمبراطورية البريطانية ,وأثرياء يهود أوروبا الغربية, لحل مشكلة الفائض البشرى اليهودى, الذى اندفع من شرق الى غرب اوربا, اثر تغير نمط الانتاج, من زراعى الى صناعى, مع تحول النظام الاقطاعى, الى راسمالى .
* , همش معه دور اليهود , التاريخى , القائم ,على اعمال الوساطة ,والتجارة , والربا, والاعمال الحرفية, كاوجه نشاط تقليدية لليهود , وذلك بسبب عجزهم ,عن التحول الى البروليتاريا الجديدة, وبخاصة فى اوربا الشرقية , الامر الذى ادى الى تدهور اوضاع اليهود بعنف, وسادت البطالة بين الطبقة البرجوازية الصغيرة , فى اوربا الشرقية, مما دفع بموجات كبيرة من المهاجرين, الى اوربا الغربية التى كانت تشهد فترة ازدهار اقتصادى, و كان اليهود اثناءها , أخذين بالاندماج فى مجتمعاتهم الغربية ,( عن طريق التزاوج التى بلغت نسبته نحو ,50 % , كما كان للافكار التحررية ,التى سادت بعد الثورة الفرنسية , والاستقلال الامريكى , فضلا عن بروز تيار اصلاحى جديد لتطهير الدين اليهودى, من محتواه العنصرى والقومى , دورا كبيرا , ساعد على هذا الاندماج).
* وهكذا فقد كانت هذه الهجرة, وبالا على يهود غرب اوربا, لما نجم عنها من ضغوط اقتصادية, كان لها انعكاسات سلبية, على المجتمعات الغربية, عادت معها, فكرة معاداة السامية,من جديد, الى الوجود.والتى اصبحت منذ ذلك, الوقت فصاعدا ,احدى الدعامات , الهامة, فى دفع اليهود للتوجه الصهيونى, كحل لمشكلة اقتصادية و خاصة في فترة المد, الاستعماري .
وهكذا سعت البرجوازية والراسمالية, الى توظيف الفكر الدينى واستغلاله بما يخدم مصالحها, فعملت على احياء فكرة" ارض الميعاد",وروجت للفوائد المالية الجمة , التى سيجنيها اليهود, وفرص العمل الكبيرة , والاستثمارات الواسعة , فيما اذا كان لهم" وطن "خاص بهم . وساهم بروز تيار القوميات, واشتداد زخمها, بين الاقليات و الشعوب المستضعفة, فى القرن التاسع عشر.الى نجاح هذا الطرح.
ولتحقيق الغاية المنشودة , فى اقامة "وطن لليهود" , عرض اليهود ان يكونوا راس حربة فى منطقة المشرق العربى, لخدمة الاستعمار, واهدافه , مقابل تامين, وحماية, الغرب," للوطن اليهودى "المزمع اقامته فى فلسطين .
خاصة وان كبريات الدول الاستعمارية ,كانت تخوض معارك ضارية للسيطرة على مناطق النفوذ بالعالم .ولما كانت مصالح الدول الاستعمارية على راس اولوياتها, فقد تنافست فيما بينها لتبنى هذا المشروع .وكان قصب السبق لبريطانيا , لاهتمامها الشديد بالمنطقة ,لانها على طرق مواصلاتها الامبراطورية,التى لم تكن تغرب عنها الشمس .
فبدأ التخطيط والاعداد لهذا المشروع الذى دشن بعد اصدار بريطانيا لتعهد رسمى باقامة مشروع اسكان لليهود, فى فلسطين عام 1841 ,( بما يمكن اعتباره ,مسودة لوعد بالفور عام 1917 , اللاحق ), بعد افتتاح, القنصلية البريطانية ,عام 1839, فى القدس , والتى لعبت دورا, هاما ,فى ترسيخ اقدام اليهود فى فلسطين .
توالت هجرات اليهود, الى فلسطين , لاهداف استيطانية, استعمارية ,بحتة, خاصة بعد ان تبلور المشروع الصهيونى, اثر مؤتمر بال عام 1897.وماتلا ذلك من احتلال بريطاني لبئر السبع ,جنوب فلسطين, فى 31/10 /عام 1917 تلاه اصدارها لوعد بالفور, فى 2/ 11 / 1917 والذى اعتبرته احد اهم نتائج الحرب العالمية الاولى, ثم امتد احتلالها لباقى فلسطين بعد احتلال القدس, فى 31 /12 / 1917 ثم مالبث ان اصبح وعد بالفور , التزاما دوليا, خاصة بعد صدور صك الانتداب ,عام 1922 ,عن عصبة الامم .
استمر الاحتلال البريطانى لفلسطين حتى عام 1948, اى نحو ثلث قرن . وبرغم الاجراءات الغريبة والعجيبة, التى لجات سلطات الاحتلال اليها لانتزاع اراضى عرب فلسطين,فانها و بسبب مقاومتهم العنيدة , لم تتمكن خلال تلك الفترة من انتهاب سوى مساحة ضئيلة , , لم تزد بحال عن 6ر6% من اجمالى مساحة فلسطين و حتى فترة ماقبل حرب عام ,1948,. ا ما نسبة 5ر77%من اراضى فلسطين ,التى اصبحت بحوزة اليهود بعد الحرب, والهدنة , وماتلاها من اتفاقات .فقد تم بالقوة الجبرية. وهكذا , لايمكن للمحتل ان ينال اى شرعية على هذه الاراضى. طيقا لكل المواثيق والاعراف الدولية . فالحقوق لاتسقط بالتقادم .
اما الفرية التى روجت لها الصهيونية بشكل غير مسبوق , فيما يتعلق ببيع عرب, فلسطين, اثناء الحرب لاراضيهم . فقد كانت بهدف تغطية جرائمها ومجازرها الوحشية, التى ارتكبتها,لاحتلال ليس ماأعطاها التقسيم اياه ولكن لتوسيع هذه الحدود ايضا هذا من ناحية , ولتشويه صورة عرب فلسطين , امام اخوانهم العرب, حتى لايتعاطفوا معهم .او يساندوهم فى معاركهم لاسترداد اراضيهم , من ناحية اخرى .
وللرد العملي على هذه الفرية نعرض للمراحل الثلاث ,التي انتهت بنكبة عام 1948 والتى كانت, بداية نكبات متتالية لفلسطين , والعالم العربى , ارضا وشعبا , لم تتوقف حتى الان:
المرحلة الأولى
فترة الحكم العثمانى
كانت فلسطين, إحدى ولايات الدولة العثمانية, الإسلامية , والتي ورثت" حق الرقبة "( ملكية الارض ملكية مطلقة),والذى كان سائدا منذ بداية العهد الاسلامى . كما كانت, قوانين الدولة, تمنع بقاء اليهود في فلسطين, أو حيازتهم لأراضيها, طبقًا لما كان سائدًا ,منذ العهد الروماني, والتي جدد المسيحيون مطلبهم لاستمرارها عند الفتح العربي من سيدنا عمر رضوان الله عليه الذي استجاب لهم على نحو ماورد في العهدة العمرية .
نلقى الضوء هنا على كلمتى حيازة, وملكية , للتفريق بينهما .
فالملكية : هى الحق المطلق, لصاحب الارض يتصرف بها كيف يشاء, بيعا , ورهنا , وتوريثا ,بما فى ذلك, من تغيير لطبيعتها, من زراعية, الى مبانى, وبالعكس . وهى اما ملكية , خاصة, للافراد, او عامة, حينئذ, تكون فيها الحقوق , للدولة, (ممثلة, بجماعة المسلمين), وكانت هذه الملكية , تدعى ب " حق الرقبة ". وأن بقي هذا الحق, صوريًا دائمًا .
أما حق الحيازة : فهو حق انتفاع لأصحاب الأرض, الأصليين, تماثل مع حق الملكية, بيعًا, ورهنا, وتوريثًا ، مع فارق واحد ,هو عدم جواز, تغيير طبيعة الأرض الزراعية ، لأسباب اقتصادية بحته ، وذلك لاهتمام الدولة العثمانية, بجمع أكبر قدر ممكن, من الضرائب المفروضة ,على الأراضي الزراعية.
جدير بالذكر, انه لم يكن لليهود ,أي حيازات للأراضي الزراعية, في فلسطين حتى عام 1869،كما لم يزد عددهم مابين 1877-1878 عن 13,942 يشكلون نسبة قدرها 1ر3 % , لاجمالى عدد سكان فلسطين. وهؤلاء كان بعضهم عربا , وجلهم من الحجيج اليهود, الذين تقطعت بهم السبل, بعد حرب القرم , ولم يتمكنوا من العودة الى بلادهم , وعاشوا فى فلسطين على الصدقات.
لكن إنجاز المشروع الاستيطاني اليهودي ,في فلسطين ,أخذ يسير بوتائر متسارعة ,حيث تمكن اليهود, بواسطة دعم بريطاني ضخم ,وعن طريق التحايل, على القوانين العثمانية, من اقتناص( 581ر245) دونم . تشكل نسبة قدرها 09,% اي اقل من 1% لمجموع مساحة فلسطين . وذلك حتى عام 1917 اي مع نهاية الحكم العثمانى وبداية الاحتلال البريطانى . 90% منه هذه المساحة تم انتزاعها باساليب ملتوية , وعن طريق منح الحكومة العثمانية الامتيازات للاجانب , وعن طريق الرشاوى للولاة العثمانيين , وما الى ذلك.
و في نفس الوقت تمت عملية مضاعفة أعداد اليهود في فلسطين, عبر الهجرة المنظمة, سرا وعلنا ,حتى بلغ عددهم :
عام 1915 38 ألف يهودي بنسبة 3. 5 % لسكان عرب فلسطين ، ارتفع
عام 1918 إلى 8 % من عدد السكان.
وقد استغل اليهود انشغال الدولة العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى , كما استغلواايضا فترة اغلاق دوائر تسجيل الاراضى, اثناء الحكم العسكرى البريطانى واحتلوا اثناء ذلك اراض مساحتها( 019ر175 )دونم. من خلال وضع اليد بالقوة. مابين 1914 وحتى 1920 . يؤكد هذه الحقيقة , ارتفاع عدد الشكاوى التى تقدم بها عرب فلسطين , لاسترداد اراضيهم التى انتهبت منهم , بعيد افتتاح دوائر تسجيل الاراضى مباشرة.
تعتبر بريطانيا مسؤولة بالدرجة الاولى عن تمرير, مساحة هذه الاراضى المقدرة ب 537ر420 دونم .لليهود .(اي بنسبة قدرها 01,% من اجمالي مساحة اراضي فلسطين) ويليها بالمسؤولية الدولة العثمانية ,( التى باعت , لكبار الملاك اللبنانيين والسوريين , القرى التى عجزت عن تسديد ديونها , بسبب استنزاف السلطات العثمانية, الضرائبى المستمر) .
الامر الذى خلق نواة الوطن" القومى اليهودى" على ارض فلسطين , فوق هذه المساحة الضئيلة جدا ولكنها كافية لنمو هذا الجنين السرطانى السفاح , الذى تعهدته بريطانيا بكافة اصناف الرعاية , حتى استفحل خطره وانتشر وباء مدمرا يعصف بفلسطين , وشعبها , و يهددالعالم العربي كله بنفس المصير .
المرحلة الثانية
فترة الاحتلال البريطانى
الدور المحوري لبريطانيا في تدمير فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أنقاضها :
بدأت هذه المرحلة , مع احتلال بئر السبع فى 31/10 /1917 والحاق, اول هزيمة بالاتراك فى فلسطين ,تلاها, وعد بالفور في 2/11/1917, الذي أتبعته بريطانيا باحتلال القدس فى ديسمبر 1917 ، لتصبح فلسطين باكملها , تحت الاحتلال البريطانى, ثم مالبثت ان انضمت إليها البعثة الصهيونية, عام 1918 , برئاسة وايزمان, والتي شكلت على غرار وزارة, رفيعة المستوى . لتقدم خططها الجاهزة, المتمحورة ,حول انشاء "وطن قومى" لليهود , فى فلسطين ,عن طريق, اغتصاب أراضي فلسطين ، والسيطرة على مواردها المائية ، وثرواتها المعدنية ، وتقويض اقتصادها ، للقيام بعملية إحلال واستبدال طبقًا للمقولة التي ابتدعوها "أرض بلا شعب, لشعب بلا أرض" , ليداروا سوءاتهم أمام العالم وليخفوا, أهدافهم التوسعية ,القائمة على القضم والهضم , او ما يعرف, بسياسة التجمع ,والاقتحام .يبتلعون ,قطعة ,إثر قطعة,ثم يستوردون المهاجرين , لمزيد من الارض , ومزيد من الارض, لمزيد من المهاجرين . فى متوالية هندسية لاتنتهى . (اخرها مشروع شارون فى ان يصبح عدد سكان "اسرائيل" عام 2015, خمسة عشر مليونا .) بينما هم الان خمسة ملايين .وقد حرص الصهيونيون منذ البداية , للحصول على غطاء شرعى, وسياسى لكيانهم المزمع اقامته ,كما حرصوا على دعمه بالتزام دولى , يعمل على خلق هذا الكيان" المنوى انشاءه" .
وقد كان لهم ما ارادوا, فحصلوا على وعد بالفور, اولا ,ثم تمكنوا من تحويله, لالتزام دولى , حين صدرت موافقة , عصبة الامم ,على صك" الانتداب البريطانى" على فلسطين ,عام 1922.
بل ماهو اكثر من ذلك, حين تبنى هذا الصك , خطط البعثة الصهيونية , بحذافيرها, التى قدمت الى فلسطين عام 1918 , , ليس هذا فحسب بل, أقر الصك , مشروعية, " وكالة يهودية ", لاسداء المشورة , للسلطات البريطانية, ومساعدتها على تنفيذ ,هذه المهام باقتدار ، وهو ما يمكن وصفه بتغليف جسم الدولة اليهودية, المنوي إقامتها, بثياب بريطانية, حتى يشتد عودها, وتتحمل بنفسها مسئولية الدولة القادمة.
وقامت السلطات البريطانية, , سواء العسكرية , 1917 , او المدنية, منذ عام 1920 , وحتى قبل أن تكتسب أي صفة شرعية لها في فلسطين,( اى قبل صدور "صك الانتداب", عام 1922 , والذى لم يتم اعتماده والتوقيع عليه الا عام 1923 , اى فترة ثلاث سنوات ,) بسن قوانين بالغة الخطورة, تتنافى مع كل الاعراف والقوانين الدولية وتمثلت , بالتالي
فى 18 نوفمبر عام 1917 تم إغلاق دوائر تسجيل الأراضي.
وفى 24 ابريل 1918 منعت اية تعاملات خاصة بالتصرف بالاموال غير المنقولة , كما حددت الايجارات, فى الاراضى الزراعية , بمدة لاتزيد عن ثلاثة سنوات .حتى لايكتسب المستاجر اى حقوق عليها.
وفى اوائل اكتوبر عام 1918 , صدرمنشور, كانت اخطر مواده المادة ( 5) التى الغت حقوق التقادم, فى اثبات الحقوق, فوق الاراضى . والذى كان يدعمه سابقا , القانون العثمانى , باعطاء , حق حيازة الارض المستصلحة ,وانتقالها,بيعا ورهنا وتوريثا لمستصلح الارض , ولاولاده من بعده, متى ثبت انه زرعها, عشر سنوات متتاليات.
فى عام 1920 اصدر المندوب السامى البريطانى الصهيونى هربرت صموئيل قانون الاراضى الذى يعتبر اول لبنة فى حجر الاساس "للكيان الصهيونى" ,الذى تعهدت بريطانيا, باقامته مستخدمة القانون كواجهة توارى خلفه سوءاتها.
عام 1920 عملت حكومة صموئيل بهمة ونشاط, لتنفيذ خطط اللجنة الصهيونية .فكانت باكورة اعمالها, افتتاح دوائر تسجيل الاراضى , واسناد مهمة الاشراف عليها, للصهيونى ( نورمان بنتويتش ), وفى نفس العام, استن قانون المساحة , الخطر. الذى عمل بنتويتش على تنفيذه الفورى , سعيا وراء مصادرة الاراضى .
إغلاق البنك العثماني (وهو الوحيد الذي كان يسلف الفلاحين بفوائد بسيطة).
فرض ضرائب باهظة, على الأهالي ، حتى أن الفلاحين, الذين كانت معدلات دخولهم أدنى من أي شريحة سكانية أخرى ، كانوا يدفعون أعلى معدل ضريبي.
غيرت السلطات, القوانين, وقلبتها رأسًا على عقب ، لإضفاء مسوح شرعية ,على عمليات اغتصاب الأراضي, بإسم القانون.واستنت لذلك العديد من القوانين الظالمة .
حاصرت الأهالي, في أرزاقهم ,حين استوردت مثيل إنتاجهم, قبل نزول المحاصيل, مما دفع الفلاحين, إلى الهاوية, بعد إفلاسهم الدائم, وتراكم الديون عليهم ، حيث بلغت نسبة من عجز منهم عن دفع الضرائب, نحو 75% .
فضلا عما مورس ضدهم, من سجن, وحجز, واضطهاد. وغرامات مشتركة , وعقاب جماعي متنوع.
كما ساهم المرابين اليهود, (وهم الجهة الوحيدة التي بقيت للاقتراض) في إفلاس الفلاحين حيث بلغت, نسبة الفوائد على الديون, نحو 200% , ماافقد الفلاحين أراضيهم المرهونة تسديدا لديونهم.حين كانت تباع بالمزاد العلنى.( وهذه الاراضى تحديدا هى التى استغلتها الصهيونية للترويج بان العرب باعوها .فضلا عن الاراضى التى باعها كبار الملاك العرب.وهى بالغة الضالة اي انها تقل عن نسبة 1% وسناتى على ذكرها بعد قليل).كما وقفت سياسة" العمل العبري" العنصرية حائلا دون تمكين المقتلعين من اراضيهم, من ممارسة اي عمل,بعد فقدانهم اراضيهم واعمالهم.
وارتكبت دائرة الأراضي, التي اتحدت مع دائرة الزراعة, ومحطة التجارب الزراعية, والبعثة الصهيونية, عام 1920 فظائع شتي , لمصادرة أراضي عرب فلسطين, تحت المسميات العجيبة لقوانين الأراضي المختلفة ..
حتى بلغ مجموع المساحة المنهوبة ، والتي رفع عرب فلسطين قضايا لاستردادها حتى عام 1935 (1.858.288) دونم تمكن البعض, من استرداد حقوقهم, في بعض المساحات ,من هذه الأراضي. في حين فشل البعض الاخر في اثبات حقوقه.
كما تم تشريد 86 ألف أسرة ,بعد أن دمرت منازلهم ,أو أحرقت .
فضلا عن الآلاف, الذين عجنت أجسادهم ,التي تمزقت إربًا, تحت عجلات المصفحات البريطانية, وسنابك خيولها, وهم يتشبثون بأراضيهم, رافضين إخلائها (انظر وصف أميلي نيوتن لهذه الفظائع في كتابها 50 عامًا في فلسطين) أو لابد أنك تأملت, ما حدث في جنين ونابلس, وغزة وسائر ارجاء فلسطين هذه الأيام, لتعرف كيف كان ولايزال عرب فلسطين يستبسلون دفاعا عن اراضيهم وتشبثا بها .
ثم وهبت وأجَرت, السلطات البريطانية ,لليهود, أراضي العرب, التى تم انتهابها .
كما منحتهم امتيازات متعددة, صادروا من خلالها ثروات فلسطين الاقتصادية,و المائية والمعدنية.وحظيت شركات البترول الاميركية بامتازات لمد انابيب البترول لمدة 70 عاما.-وفتحت ابواب فلسطين على مصراعيها للاحتكارات المالية البريطانية واليهودية لنهب موارد فلسطين عبر احتكارات وسائل النقل والمواصلات والتجارة الخارجية وغير ذلك.
وهكذا تمكن اليهود من اغتصاب مساحة قدرها (1.807.000) دونما –( طبقًا للوكالة اليهودية )– تمثل نسبة قدرها 6ر6 % لاجمالى مساحة فلسطين . أو 19.6% من مجموع مساحة أراضيها الزراعية (تقدير عام 1945).حتى عام 1948 .
جدير بالذكر, أن نسبة قدرها 90.4% من مجموع ما حاز اليهود, من اراض , تعتبر بريطانيا مسئولة, مسئولية مباشرة أو غير مباشرة ,عن تحويله أو تمكينهم منه (من دراسة وثائقية للباحثة) ، الأمر, الذي يكشف فداحة الجرم البريطاني ,الذي ارتكبته بريطانيا بحق شعب فلسطين, ووطنهم.
وقد تمكن اليهود من تسجيل 6ر3% فقط من أراضي فلسطين كممتلكات يهودية ، من مجموع ماحازوه وهو 6ر6% .وبقيت نسبة 96.4% حقًا مطلقًا لعرب فلسطين, لن يسقط بالتقادم.
دور كبار الملاك العرب والفلسطينيين(والمبالغ فيه) في إنتقال الأراضي لليهود:
بقي أن نعرف, الدور الذي أسهم فيه كبار ملاك عرب, وفلسطينيين, فيما آل لليهود من أراض .ولابد هنا من خلفية سريعة.
اثر تغير نمط الانتاج ،من الزراعى الى الصناعى ،مع تحول النظام الاقطاعى الى راسمالى مع بداية المد الإمبريالي, في بداية القرن التاسع عشر, والتحول السلعي النقدي ، برز دور الأرض كسلعة رائجة, لما كانت تمثله من مردود, مادي مع ازدهار التجارة الزراعية .
حصل الأثرياء, والتجار, اللبنانيون والسوريون أواخر القرن التاسع عشر ,على الأراضي في فلسطين, كسلعة رائجة, لزيادة أرباحهم, ، ولما كان حق الرقبة للدولة, وحق الحيازة لأصحاب الأراضي ، فما حدث هو امتلاك المشترين لحقي الحيازة والانتفاع فقط بالأرض ولكن بشرط واحد هو عدم جواز تغيير طبيعة الأرض الزراعية , او الاضرار باالمنتفعين- وذلك في مقابل سداد الديون, على هذه القرى, الناجم عن الضرائب الحكومية المتراكمة .
و ما كان لهؤلاء أن يحصلوا على هذه الأراضي لو لم يتواطئ, الولاة المرتشون, في بيعها لهم. وحين وجد هؤلاء التجار, من يدفع لهم فيها أكثر باعوها, لليهود ,الذين لم يقنعوا بحقوق والانتفاع فقط, بل صمموا على استلامها, مطهرة عرقيًا, من أصحابها العرب.
وقد ساعدتهم القوات البريطانية,بقضها وقضيضها ومصفحاتها على نحو ما أسلفنا لتسليمها لهم خالية , عبر تطهير عرقي مريع , وبلغت هذه المساحة المغتصبة (625.000) دونم تعادل نسبة قدرها 2.5% من مجموع مساحة أراضي فلسطين, وفي أخصب أراضيها , حتى عام 1948.
أما كبار الملاك الفلسطينيين, وهم نادرون, كندرة الملكيات الكبيرة ، فقد باع بعضهم جزء من أراضيه, بهدف تحديث الباقي . والبعض الآخر, باع لضعف النفوس, وهوانها, وبلغ مجموع ما باعه هؤلاء الخونة, (261.400) دونم بنسبة قدرها 97. % أي أقل من 1% من مساحة أراضي فلسطين.هذه هى النسبة, التى روجت الصهيونية, عبر الة اعلامها الجهنمية, بان عرب فلسطين باعوا اراضيهم ,والتى سرت سريان النار في الهشيم.(للعلم هذه الارقام من مصادر بريطانية وصهيونية .ويستطيع اى راغب التاكد من ذلك .( انظر جدول رقم 1 الذي يوضح كيفية انتهاب اراضي فلسطين, في أخر المقال )وتظل الحقيقة الراسخة, و هي عجز بريطانيا والصهيونية ,برغم كل المحاولات ,طوال ثلث قرن ,عن انتزاع أكثر من 6.6% من مساحة فلسطين. مما يعكس مدى صلابة وصمود الشعب الفلسطيني, البطل, الذي قاد معارك,وهبات, وثورات, امتدت على مدى الفترة كلها ,من 1886 وحتى 1948. بلغت ما يزيد, عن خمسة عشر هبة ,وثورة, قدم خلالها الفلسطينيون , عشرات الآلاف, من الشهداء ، وسفكت الدماء البريئة, ونسفت الأحياء والقرى, والمدن ,وارتكبت عشرات المجازر، وزج الآلاف في السجون وأعدم رموز النضال ,وفرضت الغرامات المشتركة الباهظة,وطبقت العقوبات الجماعية , وغير ذلك الكثير.
ونؤكد هنا أن نسبة الـ 6.6% من مساحة أراضي فلسطين، ونسبة الـ 30% من اليهود, لاجمالى عدد السكان, حتى بداية عام ,1948 ما كان لها أن تسمح, تحت أي ظرف بإنشاء دولة يهودية على مثل هذه المساحة.
المرحلة الثالثة
حرب 1948 واتفاقات الهدنة
ولكن ما حدث بالفعل, من قيام دولة يهودية ,على أرض فلسطين,كان خارج كل الأطر المنطقية, والقانونية, حيث كان لبريطانيا الدور الرئيس فيه , سواء ما قامت به في المرحلة السابقة المشار اليها , او ماسعت اليه من ادخال الولايات المتحدة طرفا في القضية, ففي عام 1945 اعلن المستر بيفن وزير خارجية بريطانيا رسميا, في بيان القاه في مجلس العموم, في 13 نوفمبر, عن ادخال الولايات المتحدة , طرفا في قضية فلسطين ,وفي اي حل لها, ويعتبر ادخال بريطانيا, للولايات المتحدة ,طرفا في القضية, امرا بالغ الخطورة خاصة وانه حدث في اطار السباق الانجلو- امريكي , على ارضاء الصهيونية, وكسب ودها . كما جاء في البيان ايضا , دعوة لتاليف لجنة تحقيق انجلو –امريكية مشتركة لبحث مسالة يهود اوربا, والقيام باستعراض اخر, لمشكلة فلسطين. وذكر ان من دواعي سروره ان الولايات المتحدة لبت هذه الدعوة.
وقد تالفت اللجنة الانجلو امريكية في 10 ديسمبر 1945 مناصفة من البريطانيين, والامريكان ومعظمهم من غلاة المؤيدين للصهيونية,وكان هدف اللجنة الغاء الكتاب الابيض رسميا و نهائيا , وفتح ابواب فلسطين على مصراعيها للهجرة اليهودية لتامين اغلبية يهودية فيها تمهيدا لاقامة دولة اسرائيلية , وهو ماابرزه تقرير اللجنة الذي وضع في 20 ابريل 1946 .
او ما كانت بريطانيا قد سعت اليه منذ عام 1943 والذي ادى فعليا لحرب 1948 .فقد استطاعت الصهيونية ,انتزاع ثمن مشاركتها ب 30 الف يهودي- انخرطوا في صفوف جيش بريطانيا, وحلفائها, اثناء الحرب العالمية الثانية .- و الذي تجلى باستجابة بريطانيا, بمكافأة الصهيونية , بتوسيع المساحة المراد انتزاعها من اراضي فلسطين لمنحها لليهود لتستوعب اكبر عدد منهم . حين قررت اللجنة التنفيذية لحزب العمال البريطاني ذلك, عام 1944.
( وهكذا نسفت بريطانيا وعودها المقدمة للعرب في كتابها الابيض, عام 1939.) كدأبها دائما.
ولتحقيق الغاية في توسيع المساحة المنتزعة, من العرب , اتخذت بريطانيا عدة اجراءات, نذكر منها:
تخلي بريطانيا عن الانتداب وعن دورها في القيادة ومنحه للولايات المتحدة .كما اوضحت في مذكرة ارسلتها للامين العام للامم المتحدة اوائل ابريل 1947 , وطلبها عرض القضية في دورة خاصة, في الجمعية العامة , رغبة منها في احالة الامر للامم المتحدة- الامر الدي كان له بالغ الاثر, في تيسير صدور قرار التقسيم, والاسراع باقراره,تمهيدا لاعلان "الدولة اليهودية", بحجة حدوث فراغ سياسي.وما قد ينجم عن ذلك من اخطار.
وهو ماحدث بالفعل حيث صدر قرار التقسيم, عن الامم المتحدة في 29/نوفمبر 1947 .
ولم يكن ذلك اخر مطاف الدعم البريطاني غير المحدود لليهود , فقد اعلنت بريطانيا انتهاء الانتداب فعليا, فى 15 مارس 1948 وانتهاء الجلاء في اغسطس 1948 و بانها ستكف يدها نهائيا عن ممارسة سلطاتهاالادارية والعسكرية فيما بين التاريخين او بعد ذلك الا اذا اتفق الطرفين المتنازعين . ( وهي تعلم علم اليقين استحالة حدوث ذلك ).
ثم تراجعت عن قرارها بالجلاء عن فلسطين فى اغسطس 1948 ,وحددت موعد اخرا هو 15 مايو .
ثم انها انتهكت هذا التاريخ الذي حددته , حين انسحبت فعليا من المناطق اليهود ية .كما اخذت تسلم مطاراتها, ومنشاتها العسكرية, واسلحتها المتنوعة, لليهود , وهكذا ساهمت فعليا, في خلق جهاز اداري ,عسكري, قبل ستة اشهر على الاقل . من انسحابها ,كما سلمت لليهود استحكامات خط " ايدن "الذي اقامه الانجليز, على الحدود الشمالية, ضد الغزو الالماني زمن الحرب العالمية الثانية .
في ذات الوقت لم تنسحب من المناطق العربية الا في الوقت المحدد وظلت تمارس عرقلتها امام استعدادات الشعب الفلسطيني العسكرية للدفاع عن نفسه كما منعت دخول المتتطوعين من الدول العربية, فضلا عن منع دخول اي اسلحة.
وبرغم ارتكاب اليهود لمئات المجازر الوحشية ضد عرب فلسطين. والتهجير القسري لعشرات الالاف الا انه الحكومة البريطانية, لم تحرك ساكنا, بل ان ذلك كان يتم تحت سمعها وبصرها ومساعدتها وتشجيعها.
ليس هذا فحسب بل ان بريطانيا ادارت حرب 1948 من خلال تعيينها جلوب باشا القائد الاعلى للجيش الاردني رئيسا لهيئة القيادة العامة للجيوش العربية !!!!!.
وعندما قررت الجامعة العربية ادخال الجيوش العربية فى 15 مايو لانقاذ فلسطين , وهي التي كانت تعلم علم اليقين مدى التفاوت الضخم بين القوتين !! وافقت بريطانيا على ذلك مشترطة لتنفيذه ان تلتزم الجيوش بالاتغزو المناطق المحددة لليهود طبقا لقرار التقسيم , الامر الذي افقد هذا التدخل كل معانيه .فضلا عن ضعف الجيوش العربية تسليحا وتنظيماوادارة وغير ذلك.
وهكذا حددت بريطانيا مهام الجيوش العربية التي انحصرت بالدفاع عن القسم العربي من فلسطين طبقا لقرار التقسيم, وحتى هذا الهدف المتواضع لم تضمنه لها في النهاية, بعد ان توسع الصهاينة كثيرا عما حدده لهم قرار التقسيم الجائر الذي اعطاهم مايزيد عن 56% ليصبح مابين ايديهم نحو 5ر77% من مساحة اراضي فلسطين بعد حرب 1948 واتفاقات الهدنة , ومابعدها حين قدم رجل بريطانيا في الاردن, ورئيس الجيش العربي, جلوب باشا لليهود,مليون دونم في النقب, و 525 الف دونم في منطقة المثلث, جنين, وطولكرم, ونابلس. وبذلك تكون بريطانيا قد اوفت بوعودها في توسيع الرقعة اليهودية .
- ولعل من ابرز نتائج التعاون الانجلو- امريكي,اتفاقات الهدنة وتكريس حدود الكيان الصهيوني بعد توسيعه كثيرا عن قرار التقسيم وبعد تهجير عرب فلسطين من اراضيهم.
- ثم ايضا التصريح الثلاثي الشهير لبريطانيا والولايات المتحدة الصادر عام 1950واضم فرنسا ايضا وصدر بعد عام واحد من اتفاقات الهدنة في رودس , فقد كان تثبيتا وتاييدا وحماية لدولة اسرائيل .
وهكذا نلاحظ ان الدور الامريكي كان امتدادا للدور البريطاني واصبح بالغ الاثر والخطورة في المرحلة الانتقالية والتالية, في هذه المؤامرة الامبريالية .
وقد دشن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة , الامريكية ورئيسها ترومان شخصيا , بدايات مرحلة جديدة حين مارس ابتزاز رخيص, في الامم المتحدة, على الدول الفقيرة, والضعيفة, لإجبارها على الموافقة, على قرار التقسيم , بع الفشل في الحصول على التصويت لصالحه, في المرة الأولى ، -وهى سابقة لامثيل لها , فى الجمعية العامة -. الأمر الذي أدى إلى الموافقة على القرار, في 29/10/1947.القاضى بتقسيم فلسطين الى دولتين , عربية واخرى يهودية مع ابقاء القدس دولية .
اعطى قرار التقسيم الظالم, الدولة اليهودية 47ر56 % من مساحة اراضى فلسطين , والدولة العربية88ر42 % , والقدس الدولية , 56 ر.% من مجموع المساحة .
وكان القرار الاشهر هو القرار 194 الذي اشترط عودة اللاجئين الى ديارهم وتعويضهم باقرب فرصة مقابل الاعتراف بدولة اسرائيل عضوا في الامم المتحدة .
وهكذا تعتبر اسرائيل هي الدولة الوحيدة, التي تم إنشاؤها, بقرار مشروط .( والذي خرقته كما خرقت 135 قرارا اخر اصدرتها الامم المتحدة بحق فلسطين وشعبها ).
ثار شعب فلسطين, ثورة عارمة ,احتجاجًا على هذا القرار الفاجع .وقد شهدت الشهور الأولى بطولات خارقة, أدت إلى قلب موازين القوى, دفعت الولايات المتحدة في 19 مارس 1948 للتراجع عن هذا القرار خوفًا على مصالحها . كما تراجعت الجمعية العامة , لقناعتها بصعوبة تنفيذ القرار , باعتبار ان ذلك يحتاج لقوات كبيرة لتنفيذه ,لم تكن متوفرة .ثم اقترحت مشروع وصاية, على فلسطين .
وبينما كانت المشاورات, جارية بين كل من, بريطانيا, والولايات المتحدة ,والامم المتحدة . قرر الصهيونيون تنفيذالقرار , من جانبهم لوحدهم بالقوة ، خاصة بعد وصول صفقة السلاح السرية التشيكية اليهم في بدايات عام 1948. حيث راحت الهاجاناة تنفذ خطة هجومية شاملة ليس فقط للسيطرة على ما حدده قرار التقسيم , للدولة اليهودية وهو47 ر56 % من مساحة أراضي فلسطين بل على توسيع هذه الحدود أيضًا، متبعة العديد من الخطط كان اشهرها , الخطة (د) أو حدوة الحصان التي بدأ تنفيذها في أول إبريل، وتعتمد هذه الخطة ,على توصيل, وربط المناطق اليهودية, ببعضها ,عن طريق تدمير, القرى العربية, واحتلالها وطرد سكانها, من خلال محاصرتها, من ثلاث جوانب, وإطلاق النيران الكثيفة ليلا, والناس نيام, ودون سابق إنذار ، الأمر الذي كان يلقي الرعب والهلع في قلوب الأهالي, الذين كانوا يتركون كل عزيز, ونفيس, بعد أن تحصد النيران أعدادا غفيرة منهم, لينطلقوا تائهين مشردين ,بين جريح ,ومريض, وعاجز, وحين كانوا يحاولون العودة, بعد هدوء القصف ,كانت نيران القناصة اليهود تقف لهم بالمرصاد, ,والتي كانت تحصد, كل من تسول له نفسه, بالعودة إلى أرضه ، كما كان قانون (مصادرة الأرض ساعة الطوارئ) , الذي استنته العصابات الصهيونيه, أثناء حرب 1948 يمنعهم من العودة لاراضيهم .وعلى هذا النحو تم اقتلاع عرب فلسطين من 531 مدينة وقرية , يشكلون نسبة قدرها 85% لاجمالي عدد سكان فلسطين حينذاك.
يجدر التنويه هنا الى ان هذه العصابات كانت فى الواقع تشكل جيشا مدربا على مستوى عال, تدرب افراده اثناء الحرب العالمية الثانية, الى جانب الحلفاء ,فضلا عن كونه جيد التسليح والتنظيم .
وقد ارتكبت هذه العصابات , مئات المجازر, سجل منها المؤرخون الاسرائيليون الجدد,(35) مذبحة . تمت كلها ,تحت سمع, وبصر ,ومؤازرة السلطات البريطانية ,وتمكنوا بسبها من السيطرة ,على اكثر من عشرة أضعاف, ما كان بحوزتهم من أراض .
وقامت بتطهير ,هذه المناطق عرقيًا, وتهجير نحو مليون مواطن فلسطيني من ديارهم قسرا ، نصف هذا العدد تم تهجيره اثناء فترة الانتداب البريطانى وبمساعدته.
كما ساعد الانسحاب المبكر ,للقوات البريطانية ,_ طبقًا لترتيبات سرية من المدن والقرى والمواقع الهامة, ، فضلا عن المتناقضات المتشابكة ,على المساحة العربية الزاخرة بالضعف, وبقايا الاستعمار, وغير ذلك الكثير، على قيام دولة البغي والعدوان في 15 مايو 1948 على أشلاء فلسطين وشعبها. وعلى هذا النحو تمت جريمة نهب اراضى فلسطين و اقتلاع شعبها العربي بمساعدة قوى التقدم وحقوق الانسان والديموقرطية العالمية !!!!!.
(جدول رقم 1)
حيازة اليهود للاراضي في فلسطين منذ العهد العثماني وحتى عام 1948
وتسهيلات حكومة فلسطين البريطانية منذ بداية حكمها في تمرير اراض عرب فلسطين لليهود .*
المساحة بالدونم تاريخ الانتقال الكيفية التي تم بواسطتها الانتقال الجهة التي ألت اليها
581ر245 حتى عام 1914 تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة اثناء العهد العثماني( امتيازات لللاجانب, ورشاوى) مستوطنات وافراد
019ر175 مابين 1914-1920 فترة اغلاق دوائر التسجيل اثناء الحكم العسكري البريطاني مستوطنات وافراد
000ر40 1920 من خلال وضع اليد على اراضي جنوب يافا الى مستوطني عيون قارة"ريشون ليزيون"
000ر381 1921 اراضي بيسان بعضها جفالك( ممتلكات سلطانية ) من خلال اتفاقية غور المدورة شركة انماء الاراضي الصهيونية
000ر39 1921 اراضي عتليت والكبارة وقيسارية انتزعتها الحكومة لجمعية البيكا الصهيونية
000ر18 1921 امتياز روتنبرج لتوليد الكهرباء منحته الحكومة كامتياز
000ر120 1921 من اوقاف الكنائس والشركات بدعوى تسديد ديون البطريركية وتعيين لجان خاصة ادعت الحكومة ملكيتهاوسلمتها للبيكا
10.000 1925 اراضي الباجور انتزعتها الحكومة من صاحبها يوسف الخوري لجمعية البيكا
000ر100 1929 قريتى جبلين وكوكب وتوابعها , وقف الجزامي انتزعتها الحكومة لشركة كهرباء فلسطيناليهودية
000ر8 1933 اراضي سيرين نقلته الحكومة للبيكا
000ر165 1934 امتياز الحولة دفع اليهود ثمنا رمزيا لنحو 57 الف دونم من اجمالي المساحة لشركة انماء الاراضي الصهيونية
000ر139 1934 امتياز البحر الميت لشركة البوتاس اليهودية
005ر4 1945 بركة رمضان(وقف خليل الرحمن ) قضاء القدس انتزعتها الحكومة شركة لنماء الاراضي
351ر25 1945 في منطقة بئر السبع بوضع اليد شركة البوتاس
948ر22 1940- 1947 باعته الحكومة خلال الفترة شركة البوتاس
000ر15 1940- 1947 اراضي انتزعت الحكومة ملكيتها من العرب تم تحويل اجزاء منها لليهود
000ر8 1940- 1947 اراض تم تحويلها من صنف لآخرلتصبح باسم المندوب السامي حول معظمها لليهود
119ر117 حتى عام 1947 اراض صودرت قبل صدور احكام قضائية نهائية بشأنها حول معظمها لليهود
218ر634ر1 حتى عام 1947 المجموع
90%** النسبة لمجموع ماانتقل لليهود من اراض تعتبر بريطانيا مسؤولة عنها مسؤولية مباشرة وغير مباشرة
*- جدول مركب وضعته الباحثة . راجع هند البديري , اراضي فلسطين بين مزاعم الصهيونية وحقائق التاريخ دراسة وثائقية, جامعة الدول العربية 1998 ص 237 .
** وتمثل هذه النسبة 6.46 % من مساحة فلسطين الاجمالية .
القاهرة 25 فبراير 2003
د. هند أمين البديري
باحثة متفرغة, وعضو اتحادى الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، و المرأة الفلسطينية.بالقاهرة .
ليسانس اداب, قسم التاريخ , جامعة دمشق , سوريا
ماجستير ودكتوراة جامعة عين شمس, القاهرة
مواليد : القدس عام 1947
هذه الدراسة مستخلصة من :
من كتاب " دكتورة هند البديري " أراضي فلسطين بين مزاعم الصهيونية وحقائق التاريخ " دراسة وثائقية، الجامعة العربية ، القاهرة ، 1998.
للمزيد حول حرب 1948 فضلا عن المراجع المتنوعةالمتخصصة المذكورة في الكتاب. انظر:
د.عبد الله عبد الدايم , نكبة فلسطين عام 1948 , دار الطليعة , بيروت, الطبعة الثانية عام 2000.
*حقائق عن قضية فلسطين , صرح بها سماحة السيد محمد امين الحسيني , مفتي فلسطين , رئيس الهيئة العربية العليا , مكتب الهيئة العربية العليا لفلسطين بالقاهرة طبعة ثانية 1956 .
المصدر: خاص نداء القدس 12/4/2004، 11:04
أرجو أن يكون المقال مفيدا كونه يعتمد على الاحصائيات و الأرقام
مع التحية
:wr:
|