اقتباس: العلماني كتب
الغريب أخيراً، هو موقف "حماس" من "الاستفتاء"، فهي تخاف - كما يبدو - من تسليم زمام المبادرة للشعب الفلسطيني. وهي تريد أن تكون وحدها من يتحدث باسم هذا الشعب، ولكن ماذا لو تحدث الشعب باسم نفسه عبر استفتاء شعبي؟
الشعب الفلسطيني الحر قال كلمته بوضوح قبل أمد قريب
ومنذ ذلك الحين تجاوز أذناب أوسلو كل الخطوط الوطنية في محاولات مستميتة لإحباط إرادة الشعب!
الزميل يصور موضوع الاستفتاء وكأنه محاولة حمساوية للإلتفاف على خيار الشعب!
والحقيقة أن أذناب أوسلو هم من يفعل ذلك بإصرار وقصد!
كيف؟
هم يزعمون أن أبا مازن (خيار أمة) متناسين أن غالبية الشعب الفلسطيني التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة كانت تقاطع تلك الانتخابات!
خيار حماس كان حصيلة خيار اجتمعت عليه كل القوى والفصائل -ما عدا الإخوة في الجهاد الإسلامي-، وأغلبيتها كانت بهذا الاعتبار، أما خيار الرئاسة، فقد كان خيار بعض الشعب الفلسطيني (الأقل عددا)..
هذا من جهة...
من جهة أخرى خيار أبي مازن خيار قديم بالمقارنة بخيار حماس، وبالتالي فهو أولى بإعادة النظر فيه من خيار لم يعط حتى الساعة أي فرصة لتحقيق برنامجه على الأرض، لا بإرادة أمريكا وإسرائيل فحسب، بل بعرقلة وفوضوية وظلم ذوي القربى، وظلمهم والله أمضى على النفس ,اشد وقعا وإيلاما من وقع الحسام!
المطروح فتحاويا الآن هو إعادة التصويت على برنامج الحكومة، والحكومة دخلت ببرنامج محدد، واختيارها كان على ضوئه...
بينما نسأل هؤلاء هل يقبلون أن يعيدوا الآن الاستفتاء على شخص الرئيس أبي مازن مثلا؟
هل كان يقبل عاقل بأن تطالب حماس بعد فوزها بإعادة انتخابات الرئاسة ولو بطريقة التفافية غير مباشرة كفكرة الاستفتاء التي دبجها أذناب أوسلو مؤخرا، مستغلين وثيقة طرحها بعض المعتقلين في واحد من المعتقلات، وربما لم ينتبه كثير من الموقعين إلى الخفايا التي كان يتربص بها أذناب أوسلو حين وجدوا في بعض العبارات ما يسند مشروعهم الاستسلامي الذي انهار منذ بدأت الانتفاضة الأخيرة، وتبدت ملامح انهياره في انصراف الشعب عنهم، وحتى أقرب أنصارهم رفسهم بقدميه، ليبرهن الشعب الفلسطيني من جديد أن شعب الرباط (الجبارين) شعب حر لا يأكل بدياثته وعهره وخيانته كما يفعل مؤسسو (زهرة المدائن)، ورواد كبريهات تل أبيب، السابحين مع الصهاينة في منتجعات أوسلو!
الاستفتاء ردة عن الديمقراطية التي ما فتئ بعضهم يتاجر بأنه لم يجهضها كما فعل غيره!!
الاستفتاء خطوة غير ديمقراطية لثلاث أسباب:
1- أنه التفاف على خيار ديمقراطي لم يأخذ حظه من التجربة بعد.
2- أنه يطرح بعيدا عن مؤسسة الديمقراطية الرسمية (المجلس التشريعي)، وبالتالي فهو التفاف على إرادة نواب الشعب المنتخبين ديمقراطيا.
إنه التفاف بطريقة غير دستورية ولا قانونية وبالتالي فهي ليست ديمقراطية
3- أنه يستغل معاناة الناس والحصار المفروض عليهم داخليا وخارجيا ويسوق لهم الاستسلام كما سوق السادات كامب ديفيد، وكما سوق الحسين وادي عربة، بل وكما سوق صناع أوسلو (جريمة) أوسلو!
سلام فانفتاح فقبلة فموعد فلقاء فمنتجعات فرواتب فاستثمار فدولة فـ......
وما علموا بأن الصهاينة يدهم في الماء، بينما شعبنا في لهيب المعاناة يكوى ويعاني
ومن يجدف في المياه خاليا سيفكر لك كل حين بمشاريع حالمة تحقق بذكاء أطماعه
بينما الذي يتلظى بالنار يطلب منه أن يلهث خلف سراب جنيف وأوسلو وكمب ديفيد وخارطة الطريق ولقاء أولمرت ووعوده السخيفة!
شعبنا البطل لن يخيب رجاءنا فيه، لأنه ترمومتر كرامة الأمتين العربية والإسلامية..
أوليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيهم: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)
أهل الشام المرابطين بالقدس وأكناف بيت المقدس، طائفة منصورة لا يضرها من خذلها وخالفها وأرجف فيها الأراجيف
شعبنا البطل أبشر، فوالله إنكم لظاهرون على الحق منصورون
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }محمد35
(f)