تصاعد التوترات بعد ضبط متحدث باسم حماس وبحوزته نقود
غزة-دنيا الوطن
قال مسؤولون انه حدثت مواجهة بين قوات فلسطينية متناحرة لفترة وجيزة عند معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر يوم الجمعة بعدما ضبطت شرطة الجمارك سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهو يحاول الدخول من مصر ومعه 639 الف يورو (804 الاف دولار) مخبأة في ملابسه.
ومن جانبه تعهد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية خلال خطبة الجمعة بعدم حل القوة الامنية التي تقودها حماس وقال انه مستعد لزيادة حجمها في تحد للرئيس الفلسطيني محمود عباس وللادارة الامريكية.
وهرع نحو 100 من مسلحي حماس الى معبر رفح الذي يحرسه الحرس الرئاسي التابع للرئيس الفلسطيني مما اثار مخاوف من حدوث اشتباكات جديدة بين الفصيلين.
وقال شهود ان تعزيزات من حرس الرئاسة أرسلت أيضا الى المنطقة.
وجاءت الازمة في أعقاب معارك بالاسلحة جرت خلال الليل في مدينة غزة بين الشرطة الفلسطينية وقوة الامن الجديدة التي أنشأتها الحكومة التي تقودها حماس في تحد لعباس. وأصيب أربعة أشخاص على الاقل في أول اقتتال منذ ان نشرت حماس القوة الجديدة يوم الاربعاء.
وفر سكان مدينة غزة الذين اصابهم الفزع من الشوارع خلال الاشتباكات بعد تصاعد التوتر وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان ظهور قوى امنية فلسطينية متنافسة هو "موقف خطير".
وقال هنية للمصلين في مسجد بمدينة غزة "أؤكد.. لا يوجد في نيتنا ان نتراجع خطوة الى الوراء. القوة ستبقى وستدخل الى داخل الشرطة وستمارس عملها ضمن جهاز الشرطة واولياتها حفظ الامن الداخلي واذا تطلب الامر زيادة عدد هذه القوات سنفعل."
ورفض ابو زهري في البداية مغادرة معبر رفح دون الاموال التي صادرها ضباط الجمارك الفلسطينية. غير أن شهود عيان قالوا انه غادر في وقت لاحق وأن المسلحين انسحبوا.
وقال مشير المصري عضو المجلس التشريعي من حماس ان ابو زهري كان يحمل تبرعات من دول عربية الى الحكومة الفلسطينية وأنها كانت مخصصة لدفع اموال لسجناء لدى اسرائيل.
وقال أبو زهري وهو المتحدث الرسمي لحركة حماس لا باسم الحكومة التي تقودها الحركة الاسلامية لرويترز انه غادر بعد التوصل الى اتفاق بالافراج "قريبا" عن الاموال.
وتواجه السلطة الفلسطينية أزمة مالية بعدما علق المانحون الدوليون تقديم المساعدات المباشرة بعد رفض الحكومة التي تقودها حماس القاء السلاح والاعتراف باسرائيل منذ توليها السلطة في مارس اذار.
وأكد مسؤولون اسرائيليون يوم الجمعة ان نائبي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيجريان محادثات مع عباس الاسبوع المقبل في أعلى مستوى للاتصال بين الجانبين منذ تولي حماس السلطة.
غير أن هنية قال ان حماس التي يدعو ميثاقها الى تدمير اسرائيل لن تخفف موقفها كما تطالب اسرائيل والقوى الغربية.
واضاف "لن نخطو خطوة باتجاه الاعتراف بشرعية المحتل على الارض الفلسطينية."
وقال سمير أبو نهلة المدير الفلسطيني لمعبر رفح ان ابو زهري كان يلف الاموال حول بطنه وأن ذلك عمل غير قانوني.
واضاف أنه بموجب القانون صادرت سلطات الجمارك الاموال وأنه ينبغي اجراء تحقيقات لمعرفة ما اذا كانت قدمت من مصادر مشروعة. واضاف ان ضباط الجمارك صادروا أيضا جواز سفر أبو زهري.
وقال أبو زهري ان بعض الاموال كان في الحقيبة بينما كانت بقية النقود في جيوبه.
وخلال الاشتباكات التي وقعت مساء الخميس طوق افراد من قوة حماس معظمهم نشطاء ملتحون مركز الشرطة الرئيسي في مدينة غزة وتراشقوا بالنيران مع رجال الامن الذين احتموا بداخله.
وقال المتحدث خالد ابو هلال "لا داعي لاقتتال القوتين. ولا نزاع على السلطة." واتهمت الشرطة حماس ببدء الاشتباكات بفتحها النار على مركز الشرطة.
وكانت القوة التي تساندها حماس وتتألف من 3000 فرد قد تشكلت تحت قيادة وزير الداخلية سعيد صيام ونشرت في تحد للرئيس عباس. وكانت حركة حماس قد هزمت حركة فتح في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير كانون الثاني.
وقال هنية ان عباس وافق على تشكيل القوة التي تقودها حماس وهو تأكيد نفاه مساعدون لعباس.
وردا على ذلك امر عباس بنشر وحدة للشرطة موالية لفتح. وكان القرار احدث خطوة في صراع متفاقم على السلطة بين عباس ورئيس الوزراء هنية.
وجاء نشر القوات المتنافسة في اعقاب انفلات أمني متزايد في غزة ومقتل خمسة مسلحين متنافسين على الاقل هذا الشهر.
*رويترز
صحيفة دنيا الوطن