Arrayبالمناسبة أتماكا .. ولكي نتكلّم عن الموضوع من زاوية أخرى طالما أنّك "رفعته" و"رفتعه" .. لا ترفّع عليك ظالم
الدوبامين "ناقل عصبي" في الجهاز العصبي المركزي .. أي أنّ وجوده أساسي وليس "ظرفاً طارئاً" .. لكن الاختلال في توازن أي مادّة من مواد الجسم خصوصاً في هذه المنطقة .. يؤدي إلى تغيّرات في الطباع والحالة النفسيّة .. فالعديد من الأدوية النفسيّة تمارس مفعولها على "مستقبلات الدوبامين" خصوصاً أدوية الذهان والشيزوفرينيا (فهؤلاء المرضى بعانون من إفراط فرز الدوبامين) .. وحتّى "التقليعة الجديدة" في أدوية وقف التدخين تعمل على مستقبلات الدوبامين .. عدا طبعاً عن أدوية مرض "باركنسون" والأدوية "القلبية" ..

الآن .. أي إنفعال نفسي أو حتى "أي عمليّة فكريّة" هو بالأصل عبارة عن زيادة أو نقص في نشاط مركز ما "أو أكثر" في الجهاز العصبي المركزي .. وحينما نتكلّم عن "نشاط" و"تنبيه" فنحن نتكلّم عن زيادة ناقل عصبي .. وحين نتكلّم عن تثبيط فنحن نتكلّم عن نقصان ناقل عصبي .. فالقلق هو نشاط (أدوية القلق الشائعة "بنزوديازبينات" تعمل على مستقبلات الـ GABA ) .. والإكتئاب هو "تثبيط" .. إلخ ..

تنوّع النواقل ومعدّلاتها هو سبب تنوّع وسعة الحياة النفسيّة للإنسان .. ولولاها لتحوّل الإنسان إلى "روبوت" .. فمن "البديهي" مثلاً أنّ لمشاعر الحب تأثير على "النواقل العصبيّة" .. كما هي مشاعر "الفرح" .. "الحزن" .. "الحنين" .. "الغيرة" .. إلخ .. واكتشاف مركز هذه المشاعر أو آليّتها "إن صحّ الخبر أعلاه .. وهو غير مزود بمصدر" وبالتالي اكتساب القدرة على السيطرة عليها "دوائياً" لا يعني أنّها "المشاعر" أمراض أو اختلالات .. فالقمر قمر .. جميل ورومانسي .. حتّى لو علمت أنّه عبارة عن إنعكاسات ضوئية لا أكثر ..

لو كان "زيادة ناقل عصبي" أو "نقصانه" في المركز العصبي "علّة" و"مرضاً" .. لكان كلّ منّا يمرض يوميّاً مليارات المرّات .. فحمداً لله على نعمة الحياة .. حمداً له سراً لا "علناً" .. فالحمد "سراً" مرض في "الفص الصدغي من الدماغ" .. إلا أنّ الحمد "علناً" عضال أعظم .. يزيد من معدّلات التنبيه في أسفل مركز الحركة أيضاً ..

خوليو[/quote]

ولكن أليست تلك النواقل العصبيّة والنشاطات في الجهاز العصبي المركزي ثانويّة مقارنة بالجهاز النفسي !!!!

لا أعتقد أنّ فلان من الناس تجده منفعلا وعاطفيا بينما آخر أقل منه حدة في شاعريته وانفعاله لأن الفارق اساسا بكميّة الخلل أو (النقصان والزيادة) لناقل عصبي .. بالطبع العامل الأساسي هو "الجهاز النفسي" لذات الشخص وللعوامل التي تعرض لها في طفولته أكبر الأثر خصوصا في أمور الحب والعاطفة والتعامل مع الآخرين .. وما تلك النواقل العصبية التي تتحدث عنها إلا مجرد عوامل ثانويّة .. أو لنقول هي تمتثل لخريطة الإنسان النفسيّة مبتعدة أكثر عن كيمياء وقوانيين محددة لها ..

غالبا في مثل هذه المواضيع .. لا يكون هناك صلة أو ارتباط في الجهاز النفسي وفيزيولوجيا الجسم .. غامضة تلك الصلة حتّى الآن ..

أنتظر ردّك ..
مودتي ..

Array
ولكن أليست تلك النواقل العصبيّة والنشاطات في الجهاز العصبي المركزي ثانويّة مقارنة بالجهاز النفسي !!!!

لا أعتقد أنّ فلان من الناس تجده منفعلا وعاطفيا بينما آخر أقل منه حدة في شاعريته وانفعاله لأن الفارق اساسا بكميّة الخلل أو (النقصان والزيادة) لناقل عصبي .. بالطبع العامل الأساسي هو "الجهاز النفسي" لذات الشخص وللعوامل التي تعرض لها في طفولته أكبر الأثر خصوصا في أمور الحب والعاطفة والتعامل مع الآخرين .. وما تلك النواقل العصبية التي تتحدث عنها إلا مجرد عوامل ثانويّة .. أو لنقول هي تمتثل لخريطة الإنسان النفسيّة مبتعدة أكثر عن كيمياء وقوانيين محددة لها ..

غالبا في مثل هذه المواضيع .. لا يكون هناك صلة أو ارتباط في الجهاز النفسي وفيزيولوجيا الجسم .. غامضة تلك الصلة حتّى الآن ..

أنتظر ردّك ..
مودتي ..
[/quote]

تساؤل جميل يا درّة قلبي "سبيشال" .. وطالما أرّقني و"صحبي" كثيراً .. فبحثنا عن "أجوبة" وسهرنا ليالٍ نناقشها برفقة كأس من "الوسكي" يتمايل ونتمايل معه على أنغام "أبو وديع" ..
لكن للأسف .. لا أحد في هذا الكون لليوم يملك الإجابة الشافية عن تساؤل كهذا .. ولا تزال الخارطة "النفسوعصبيّة" غامضة جداً .. ومعلوماتنا عن تفاعل الإنسان مع المحيط مقسّمة بجدار عزل فاصل وحاسم إلى "نفسية" و"عصبيّة" دون أن نستطيع "الربط" .. مما يجبرنا اليوم أن نُعامل كلّ كينونة منهما على أنّها "كلّ" متكامل .. ونغضّ الطرف عن التقاطعات والتماثلات ..
فما هو "الجهاز" النفسي حقيقة .. !! أليس هو بالنهاية كيان "مادّي" .. !! فأين هو !! .. وكيف يعبّر عن ذاته !! ..
الأكيد أنّه كيان مادي .. والأكيد أيضاً أنّه يعبر عن نفسه بطريقة مادّيّة .. كيميائيّة أو فيزيائيّة .. بالطاقة أو بالسيالات الكهربائيّة أو بمركّبات عضويّة ولا عضوية إلخ .. أو "على الأغلب" .. بكلّها مجتمعة .. وأغلب الظنّ أيضاً أنّه كيان لا "كتلي" .. غير متمركز ومحدد .. بل هو اجتماع لعدّة عناصر موزّعة في كلّ الجسم .. وبأحسن الأحوال .. "على طول الجهاز العصبي" ..

بالنسبة لي .. ليس هنالك تناقض بين قولي أنّي أحببت "فلانه" لعقدة أوديبيّة ما .. وبين قولي أنّي أحببتها لكيمياء تجلّت بإفراز "الدوبامين" (إن صحّت المعلومة) في مركز عصبي ما .. هناك "ربط خفي" بين الحقيقتين .. فعقدتي "الأوديبيّة" وبقايا "ذكرياتي" هي تفاعلات كيميائيّة في النهاية .. ليس لها أن تعبّر عن نفسها طبعاً إلا "بنواقل عصبيّة" و"شرارة كهرباء" .. كما أنّ "العكس صحيح أيضاً" .. هذه "الشرارة العصبيّة" لها أن "تعبث بكياني" النفسي وربّما "تستدعي" عقدي الأوديبيّة ..

برأيي .. لا يمكن اعتبار "الظواهر العصبيّة" ثانويّة "للنفسيّة" (كما هي نظرة علم النفس التقليدي) .. كما لا يمكن اعتبار "الظواهر النفسيّة" ثانويّة "للعصبيّة" (وهي النظرة العلميّة لعلوم الأعصاب حتّى اليوم) .. فالحقيقة العلميّة .. أنني و"بقلب بارد" أستطيع التحكّم بك وبانفعالاتك بل وحتّى بتخيّلاتك وهلوساتك وذكرياتك وبما تشمّه الآن من "روائح" وما تسمعه وتراه وأستطيع أن أحرّك حتّى "اصبع قدمك الصغرى" .. بمجرّد أن أمسك "قطعة معدنيّة" و"أبعبص" بها على قشرتك المخيّة .. وأستطيع أن أبيع لك حبوب "سعادة" و"نشوة" .. أو "شوق" و"حنين" .. أو "كآبة" .. أو "قلق" .. ولتنفعك حينها صيحاتك : هذا كلّه ثانوي و"جهازي النفسي" هو الأوّلي .. :)


و"الحقيقة العلميّة" أيضاً .. أنّي بتأثيرات "إيحائيّة" (تنويم مغناطيسي) .. أو بالغوص في أعماق نفسك اللاشعوريّة .. أستطيع أن أمنحك "السعادة" أو "النشوة" .. و"الحنين" أو "الكآبة" .. وأخلق لك "خيالات" و"هلوسات" وأستدعي "ذكريات" .. وكلّ ذلك طبعاً يرافقه تغيير في "كهربائيّة" الجهاز العصبي وفي تركيز "النواقل العصبيّة" ..

إذاً فالتأثير "النفسي-عصبي" متبادل .. ولا يسير باتجاه واحد .. وهنا أذكر أنّ "فرويد" كان يستخدم مصطلح "الجبلّة" للدلالة على "العناصر المبهمة" نفسياً" في تحديد "مسار المرض النفسي" و"تطوّره" .. وكأنّك إن جعلت شخصين يعيشان "ذات الحياة" بذات التفاصيل تماماً لما تفاعلوا معها بذات الطريقة .. وهذا دليل أنّ "التركيب العصبي" (والعناصر الفزيولوجية المؤثّرة) ليست مجرّد تداعيات "منفعلة" .. بل هو "فاعل" أيضاً في الحياة النفسيّة أيضاً ..


أخيراً .. "الجهاز النفسي" هو كيان له تمثيلات ماديّة في جسم الإنسان .. والأكيد أنّ هذا الكيان لا يعيش "عزلة" عن المؤثّرات المادّية الأخرى (فإن سلّمنا أنّه يتأثر بالمؤثرات الخارجيّة .. فالأكيد أنّه أيضاً يتأثر بالداخليّة) .. اللهم إلا في "التصوّرات الدينيّة" التي تصعد فيها الأرواح السماء وإن فنت الأجساد ..


خوليو

كيف حالك أخى خوليو ؟
من زمان والله ما تكلمنا !

أرجو فقط عدم استعمال الفاظ بذيئة مثل قولك :

Arrayبمجرّد أن أمسك "قطعة معدنيّة" و"أبعبص" بها على قشرتك المخيّة[/quote]

لايوجد داعى لهذه الاستخدامات , خصوصًا اننى لا احب ان اكون جزءا من حوار به كلمات مثل هذه .
هذا رجاء منى.

المهم ..

لا اعرف هل معنى كلامك ان الحالة الدينية مثلًا ( الايمان - الاعتقاد ) وهذا الشعور السحرى الذى يشبه الحب , هى مسألة متعلقة بكيمياء المخ ان صح التعبير ؟ وهل يمكن غدا ان نحقن أبانوب مثلًا بحقنة تشبه احدى مشتقات الافيون , فيدخل النادى بعد الحقن! ويكتب موضوع يسب فيه يسوع ويقول انه غير موجود ؟

اقصد ما دامت العملية كيميائية بحته مثلها مثل شعور السعادة , فلماذا لانتلاعب فيه كيفما نشاء؟

انا اتفق معك ان بعض المشاعر قد نسببها بطرق معينة مثل مشتقات الافيون , والتنويم المغناطيسى , الخ , فالسعادة مثلًا قد تسببها بكل سهولة ان حقنت شخص بمشتق افيونى فى الوريد !! , ولكنى اراها سعادة وهمية وليست حقيقية .. (سعادة تقليد) , انا اؤمن بان المخ يفز مواد كيميائية بالطبع تسبب فى شعور الانسان بمشاعر معينة ولكن اؤمن ايضًا ان كل ذلك ليس مادى بحت , اؤمن بالروح والمادة معًا .

عمومًا انا اظن انك متفق مع الموضوع بطريقة ما ..

اما مصدر الخبر فمبلور فى الخبر نفسه , ولاشك ان العزو والاسناد يثير الاستهجان:Dولكن عمومًا هو مطروح للمناقشة.

كفيت ووفيت يازلمى ..
(f)