اقتباس: بهجت كتب/كتبت
·
[QUOTE]ألا ينبغي أن تصبح هذه الأحزان القديمة نافعة لنا ؟.
ألم يأن الأوان أن نتحرر بالحب من المحبوب ،
و نتحمل الفراق ونحن نرتعش :
كمثل ما يحتمل السهم الوتر
لكي يصبح،و هو يتجمع للانطلاق أكثر من نفسه ؟
لأن البقاء لا يكون في مكان .
رينيه ريلكه – شاعر أماني .
هاجر .
هل صححت الخطأ في اسمك ؟.
وما ضير التحية إذا ؟.
أرجوا أن يكون واضحا أن الذي أعالجه هو النص و ليس شخصك الكريم ،و كنت بالفعل أتمنى أن يعرض الصديق جادمون هذا النص بدون نسبته لأحد فهو شائع شديد الشيوع حتى يمكن أن ينسب لكل الزملاء الأصوليين بدون تمييز .
اقتباس:ما الحل الصحيح و الملائم لابعاد أمريكا و اسرائيل عن الدم العربي؟؟؟
يا هاجر .. هناك بالفعل صراع خطير في منطقة الشرق الأوسط ، و لكن أسوأ ما نفعله هو ما تفعليه الآن .. أن نتصور أن هذا الصراع هو صراع ديني ، ثم نتعامل معه من ذلك المنطلق الأيديولوجي المصمت ،.هذا الطرح الديني هو حيلة لا شعورية هروبية من واقع الصراع كظاهرة سياسية لا نفهمها ، إلى وهم نظرية المؤامرة الصليبية التي لا نحيد عنها لأننا لا نجيد التفكير خارجها ، إننا في ذلك أشبه بمن يبحث عن العملة الضائعة حيث يجد مصباح النور و ليس في المكان الذي سقطت فيه !. للأسف هذه النظرية ( المؤامرة ) معطلة لفهم الحقائق بشكل موضوعي ، فهناك دائما أسباب اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية قادت إلى هذا الصراع المدمر الذي نحن فيه ، وهي أسباب معقدة، و الحرص على اكتشافها وتحليلها وتقويمها هو الطريق الأفضل لمعالجتها من الجذور، وليس فقط التعاطي مع منتجها النهائي (الإرهاب و العنف المضاد )، فما دامت هناك جذور، سوف تتجدد الأحداث ولو بشكل آخر وفي أماكن أخرى . حسنا هذا الصراع لن يختفي لو توقفنا عن التفكير كمسلمين متعصبين ، فحتى الشعوب التي تحتفظ في حقائبها بنفس الكتب يمكنها أن تتقاتل ،ولكن لو وضعنا المشكلة في سياقها السياسي و الثقافي الصحيح سوف يمكننا إدارة الصراع بأفضل شكل ممكن و يمكننا في النهاية وضع نهاية مناسبة له تحفظ لنا مصالحنا الحيوية ،و تعيدنا محلقين ضمن سرب العالم المتحضر المنطلق إلى الحرية و الرفاهية ، و بالأساس تخرجنا من زقاق التاريخ الذي حشرونا أو حشرنا أنفسنا فيه – لا فرق - مع الضفادع و السحالي حشرا .
إن البديل لرفض نظرية المؤامرة الصليبية – الصهيونية ليس النظرة الساذجة للحياة ، و لا يمكن أن نتصور أن إسرائيل مثلآ تجلس واضعة يدها على خدها منتظرة أن يفتح العرب لها قلوبهم و عقولهم ، و على النقيض فالصهيونية و إسرائيل تدير و بكفاءة صراعا عالميا طويلا ضد العرب ، منذ بداية الحركة الصهيونية و حتى اليوم ، و لهذا فإن الاستغراق في نظرية المؤامرة يؤدي إلى ضبابية رؤية الصراع و التخبط في الظلام ، في هذه الحالة سنحاكي النموذج الذي ضربه المفكر العسكري ليدل هارت حول الرجل القوي معصوب العينين الذي يقاتل خصما أصغر و لكنه مبصر ،و النتيجة محسومة مسبقا لصالح الثاني .
الصراع هو سنة الحياة ، ومن الخطورة تصور عكس ذلك ، فهو عملية وجودية و حضارية شاملة و مستمرة ، طالما هناك تناقضات في المصالح بين أي كائنات متواجدة في نفس الحيز الزماني و المكاني ،و لكن هذه التناقضات ليست على نفس القدر فهناك تناقضات أساسية مثل تلك بين العرب و إسرائيل و أخرى ثانوية مثل التناقضات بين الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي أو بين العرب و إيران في الخليج أو العرب و تركيا بل و العرب بعضهم بعضا .
إننا ندعو لتبني نظرة برجماتية واقعية بديلة ، وهي نظرية الصراع التي هي أيضا محددة المعالم ، وعلى النقيض من نظرية المؤامرة و عناصرها هي .
1- التحديد العقلاني الدقيق لطبيعة الصراع و أهدافه و مستوياته ( شاملة عالية المستوى – متوسطة المستوى – منخفضة المستوى ) ، و بلورة القوانين العامة و الخاصة للصراع .
2- الدراسة الواقعية و المنهجية للعدو/الخصم / الآخر ،سواء نقاط قوته أو نقاط ضعفه بواقعية و بدون مبالغة .
3- تحديد الأهداف الأساسية للصراع ،و وضع أهدافا مرحلية قابلة للتحقيق.
4- إدارة الصراع بشكل منهجي ،و التطبيق العلمي لقوانين الصراع مع الاستفادة بأقصى قدر من الأفكار المعاصرة في هذا المجال ، بعيدا عن تهويمات الدراويش و تنطعات الدجالين !.
5- حصر العدو و عزله وتصفية الصراعات الثانوية ، مع التوسع في تحالفات جديدة على أسس واقعية ، فلا مجال للصراع مع إيران أو روسيا مثلآ ، في ظل إلحاح الصراع المصيري مع إسرائيل .
6- إعادة قولبة الفكر العربي حتى الشعبي بل و الديني ، في أطر عصرية بشكل مدبر و علمي ، و امتلاك خطاب صحي و حضاري لا يمكننا فقط مخاطبة العالم خلاله ،و لكن بالأساس أيضا مخاطبة أنفسنا .
أخيرا أؤكد لك أن أعدائنا هم المستفيد الوحيد من شغفنا بالتفسير الغيبي ( نظرية المؤامرة ) لما حدث في سبتمبر و في العراق و الشيشان وغيرها ، ليشيرون بأصابع اتهام جديدة إلينا بسبب هذا التفسير و يؤكدون مستدلين بأقوالنا أنفسنا : أننا مجرد بلهاء عصبيين و متعصبين تجاوزهم العصر .
أخي بهجت ..
كلامك صحيح ايضا ..
لامنافاة في اعتقادي بين النظرتين , وليس الامر يابيض يااسود ..
العنصر العقدي كامن في طيات هذا الصراع , وايضا يجب علينا نحن المسلمون ان نتخلى عن نظرة ( رد الفعل ) دائما وان نتحلى بروح المبادرة .............وقد تسائل وحيد الدين خان في كتابه ( المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل ) لماذا لا نتآمر نحن !!
وسار على خطاه المفكر الدكتور عبد الكريم بكار ايضا ..
وهذا اتجاه فكري وتيار جديد يسري في عقل الامة حاليا عملا بقول الله تعالى :
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟
قل هو من عند أنفسكم ! ان الله على كل شيء قدير .
كدرس من دروس هزيمة أحد .
فنفى سبب الهزيمة عن تآمر الكفار ونسبها للفئة المؤمنة نفسها .
نسأل الله تعالى العون والنصر والتأييد .