اقتباس: استشهادي المستقبل كتب/كتبت
ليس نتاج ثقافة شرق اوسطية اوروبية بل هو نتاج ثقافة انسانية شاملة لانه ناتج عن السؤال عن من اوجد الوجود
اولا سؤالك "من اوجد الوجود" هو سؤال لامنطقي أصلا. أود أن اوضح هذه النقطة قبل الرجوع للموضوع لأنني اسمع هذا السؤال عديم المعنى كثيرا من المؤمنين.
لا يمكن ان يوجد شيء "اوجد الوجود" لأن كل شيء خارج دائرة الوجود هو تعريفا غير موجود.
بمعنى آخر اذا كان اللـه موجودا، فهذا يضعه في داخل دائرة الوجود، اما اذا قلت ان اللـه هو الذي اوجد الوجود، فهذا يضعه خارج دائرة الوجود مما يعني انه لم يكن موجودا. و كل هذا كلام غير منطقي.
و حتى لو صغنا السؤال بطريقة اخر،. مثلا، "ما أصل الوجود؟" طيب "الأصل" هذا لكي يكون ذات فاعلية، لا بد أنه موجود، و بما أنه موجود، و هو أوجد الوجود، فهذا يعني أنه أوجد نفسه بعد أن لم يكن موجودا!
هلا صغت لنا السؤال اذن بطريقة منطقية صحيحة؟
اقتباس:وهل فقط الشرق اوسطيون او الاروبيون هم من يفكر ويتسائل عن مصدر الوجود وخالقه
هذا ادعاء لامنطقي اخر. أنت هنا حسمت المسألة بأن "اللـه" هو الجواب المنطقي الوحيد للوجود، و بما أن كل البشر في كل الحضارات يتسائلون عن وجودهم، فلا بد أنهم كلهم يؤمنون باللـه، و هذا كلام خاطئ. هناك فرضيات و نظريات كثيرة لتفسير الكون غير فرضية "اللـه". و هناك الكثير من الاديان و الفلاسفة الذين اجابوا على هذا السؤال و لم يكن لـ "اللـه" اي وجود في افكارهم. و هكذا يبقى "اللـه" بالمعنى الاسلامي و المسيحي هو وليد الثقافة العربية و اليونانية، و انتشر بعدها في اوروبا و اميركا. و هذا المفهوم هو حديث العهد، و سبقته مفاهيم اخرى كثيرة، و أيضا جاءت بعده مفاهيم اخرى كثيرة لتفسير الكون.
إن ادعاء المؤمنين بفرادة مفهوم "اللـه" التاريخية هو محاولة منهم لفرض أمر واقع غير صحيح، و هو يشبه قول المستوطنين اليهود عندما يقولون، "اليهود دائما كانوا هنا" محاولين بذلك اعطاء الناس انطباعا يفيد بأن وجودهم هو أمر واقع تاريخي و مقبول لا جدل فيه.
و تذكر يا عزيزي أنه حتى لو كان كلامك صحيحا و حتى لو آمن كل البشر بوجود "اللـه"، فهذا لا يثبت شيئا لأن الاجماع البشري على شيء لا يدل على صحته بالضرورة. اتفق البشر في الماضي على ان الامراض هي ارواح شريرة، و ثبت خطأهم جميعا. اتفق البشر في الماضي على ان الارض ثابتة لا تتحرك، و ثبت خطأهم جميعا. هذا دليل قاطع على أن فطرة البشر طالما قادتهم في الاتجاه الخاطئ، و غرائزهم هي مجرد انطباعات قد تصيب و قد تخطئ.
أما استدلالك عن غرائز الاطفال، فأنا أشكك بأن الاطفال يولدون على الايمان باللـه، بل هم يتعلمونه من اهلهم. لكن حتى لو فرضنا انهم يؤمنون باللـه، فأنا أطلب منك أن تسأل اي طفل صغير قبل ان يتعلم شيئا عن العلم، اسأله اذا ما كانت الارض تدور ام لا. غالبية الاطفال سيستهجنون سؤالك هذا و يقولون لك أن الارض ثابتة لا محالة! فهل نأخذ غرائز الاطفال و نستدل بها على شيء؟
اقتباس:فمثلا لا استبعد ان يكون اهورمزدا واهريمان
الالهان الذان كان يعبدهما الفرس هما تحريف وتشويه لعبادة اله واحد بالاصل كما ان زرادشت محتمل ان يكون نبيا
وكذلك الامر بالنسبة لبوذا وغيره
هذا قلب للحقائق العلمية المعروفة و المعترف بها. يقول العلماء بأن مفهوم التوحيد هو مفهوم حديث العهد، و أن الاديان الاصلية لم تكن موحِدة بل كانت تؤمن بتعدد الالهة. و لا يختلف على ذلك اثنان في المجال التاريخي و مجال دراسة الاديان.
[QUOTE]ولا تلمني على حماستي الدينية او ما سميته
بالشِعر و الرومانسية الدينية.
طيب و لكن هذه المشاعر أحيانا تغيب عن الذهن حقائق كثيرة، و هذا الامر اشبه بالعاشق الولهان، الذي يحب محبوبته بشكل كبير لدرجة يعجز فيها عقله عن رؤية عيوب هذه المحبوبة الكبيرة، و المشاكل العديدة. و كثيرا ما تكون هذه المحبوبة خائنة له و لكنه لا يرى كل هذا و يتغنى بمحاسنها بالرغم من كل شيء.
و العواطف الانسانية تلعب دورا كبيرا في مسألة الإله بنفس الشكل.