عزيزي خالد،
بشأن ما تقوله أدناه:
اقتباس: Khaled كتب
هل يطلق على الرب اسم نكرة؟ نحن نطلب اسمه العلم الذي لا يطلق على سواه، لا حقيقة ولا تزييفا!
هل يمكنك الإفصاح عن المشكلة بالتحديد؟!
أعذرني ولكنني لا أستطيع أن أفهم التسلسل المنطقي الذي حمل إلى هذه الجملة، فقد قرأت مداخلات الجميع ولكنني لم أفقه منها الشيء الكثير.
شخصيا، أحب البساطة والوضوح.
أفصح يا عزيزي: ما هي المشكلة؟!
وفي انتظار معرفة المشكلة، أحب أن أوضح أمرا ما بشأن اسماء الله في العهد القديم.
بداية، يبدو واضحا من سؤال موسى لله عن اسمه، أن الله رفض تقديم هذا الاسم. ولكن الله قدّم "صفة" أو "وظيفة" أو "لقب عملي"، بمعنى أن الله يرفض تقديم أسماء لا دلالة لها أو أسماء تصبح "لوغو" أو "شعار" جاف وجامد أو ما شابه.
لقد أصر الله أن يعكس "لقبه" أو "اسمه" شيئا حيوياً وديناميكيا في حياة البشر.
من أنت يا الله؟!
أنا إله إبراهيم واسحق ويعقوب.
ماذا يعني ذلك؟!
يعني أنه إله أحياء وأنه أيضا الإله الفاعل في حياة البشر الذي يتدخل ويسيّر ويساير. أي أنه إله أحياء لا إله أموات، وأن الجميع في الحياة الآخرى خالدون.
أنا هو الذي أكونه (يهوه)!
ماذا يعني؟!
يعني، ستعرف من أنا عندما ترى أفعالي أمام فرعون والمصريين.
تم اختصار الجملة "أكون الذي أكونه" إلى "يهوه" فأصبحت اسم علم ولكنها ليست اسم علم، بل إشارة إلى أن الله هو الإله الفاعل في تاريخ البشر والمتدخل لصالحهم في حياتهم والمتغلب على صعابهم عندما يلزم الأمر.
يبدو أن الفكرة التي يقدمها لنا العهد القديم تشير إلى أن الله لا يريد أن يتحول إلى مجرد "صنم" من بين الأصنام الأخرى الكثيرة المتواجدة في العالم. إلهنا اسمه "الله" هيا يا جماعة نعبد الله ونبني له هيكلا فيتعبد الجميع للهيكل الذي هو لله، فيتحول الله من كيان حي وحر وفاعل في حياة البشر ومتفاعل معهم، إلى مجرد تمثال أو صنم جامد لا حياة فيه.
هذا الأمر مرفوض تماما من قبل الإله الحقيقي الحي والفاعل والمتفاعل في حياة البشر ومعهم.
في العهد الجديد، لم يقدم المسيح يسوع اسما لله، فسار على نفس النهج الأمر الذي يعكس إرادة إلهيّة واضحة.
اللقب المفضل لله كان لفظة "أب". وهي تكفي. فإن شئنا كمسيحيين أن نختار سمل لإلهنا، فعلينا أن نسميه "الآب". لماذا؟! لأنها اللفظة والاسم الذي يفصح بأقصر الطرق وأفصحها وأوضحها عن هوية إلهنا.
في العائلة البشرية، قد ينمو الأطفال وهم يجهلون تماما اسم أبيهم. فهو بالنسبة لهم "البابا". ولو أنهم ل يحتاجون لاسمه في السجلات المدرسية، فإنهم على الأرجح سينمون جاهلين لاسمه تماما إلى أن يتركوا البيت الوالدي.
الأمر لا يختلف كثيراً في الدين، فنحن أبناء الله، لا نحتاج لاسمه لأننا نعايشه ونعيش معه ونختبره وندعوه باسمه الذي يجوي جميع وظائفه (إن شئت) وهو "آب".
عندما يرشدك أحدهم إلى وزير في الدولة يمكنه أن يؤدي لك خدمة ولنفرض أن هناك وزيرا اسمه "سعيد حميدان". ستجد أنك تستصعب جدا أن تنادي الوزير باسمه وذلك لأنك تشعر أن مناداته باسمه فيها إهانة أو نظرة متساوية له وهو أمر أنت لا تشعر به. فنلجأ نحن العرب إلى طريقتين:
الأولى: سيدي الوزير أو معالي الوزير أو معاليك
الثانية: نستعلم عن اسم ابنه البكر (سعدون) فندعوه باسم "أبو سعدون".
وهذا أمر دارج في الكثير من أمور وشؤون حياتنا البشرية.
فكم بالأحرى أن نتجنب ونتفادى مناداة الله باسمه الشخصي نحن الذين لسنا من الطينة عينها ولا من العجينة ذاتها؟!؟!
هل يكفي ما قلت؟! أم تجد أنني لا زلت أقتضب في الإجابة يا عزيزي؟!
تحياتي القلبية
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
ما هو اسم الرب عند أهل الكتاب؟
