وما زال ضيق الافق يلاحقنا عبر اسقاطات ميكانيكية لا تنفع صديقا ولا تضر عدوا !

عندما اتت امريكا الى العراق ، لمك تضع بالحسبان ما وصل اليه أصحاب العمائم الآن من فوائد . كل ما هنالك انها كانت تتوقع من اصحاب العمائم السوداء الا يقفون ضدها في عملية اسقاط نظام طالما كان مصدرا بؤس و شقاء لاصحاب العمائم . انما كانت ترى في الليبراليين ( و يبدو ان البعض أقل فهما من ان يدرك الفرق بين الليبرالييبن و أصحاب العمائم ) الحليف الذي سيمسك السلطة في حال سقوط النظام . لكن ما هو معروف في السياسة هو ان الامور احيانا تجري كما لا تشتهي السفن . فاستطاع اصحاب العمائم اثبات وجودهم بقدر عال من المسؤولية و التفهم و الصبر ، و لهذا حصلوا على ما يريدون . و هذا كله لم يمنع الليبراليين من القيام بواجباتهم في مجلس الحكم الانتقالي او في مجلس الحكم المؤقت او الحكومة القادمة ولا شك .

و يحاول البعض اقناع نفسه و غيره بان الاخوان المسلمين مثل بعض اصحاب العمائم العراقيين (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية )، و شتان ما بين البعرة و البعير . فاصحاب العمائم كانوا وما زالوا ينادون بمجتمع علماني و ليس بمجتمع ذي هوية اسلامية و مرجعية قرءآنية و سنة نبوية و كلام فارغ لا فائدة منه في تحديث مجتمع خرج لتوه من نظام حكم استبدادي اكل الاخضر و اليابس و ارتكب المجازر الجماعية ، و ظلم الجماهير العراقية لاكثر من خمسين سنة متواصلة .

و يحدثك البعض عن افغانستان و كانهم يحاولون اقناعك بان افغانستان الامس هي افضل من افغانستان اليوم . و لن نعلق على هذا باكثر من تلك الكلمات التي تكفي لان يعقل العاقل ما يسمع من كلام معقول .

الزمان لا يعود الى الوراء الا اذا استلم السلطة فيه فكر اخواني سلفي سوري يطمح بالوصول الى السلطة على ظهر دبابة شيطانية لان الدبابة الامريكية لا تسمح لمثل هكذا فكر يؤيد كل ما تنهي عنه امريكا من ارهاب و تخلف و رجعية ! و لهذا فالدبابة الامريكية لا ترحب بهم و هم بدورهم فهموا اللعبة و يدعون بانهم لن ياتوا على الدبابة الامريكية ، و يتحدثون بطريقة تثير السخرية عند من يفهم عمق الامور .

و لقد كان درس العراق كافيا لمن له عقل ليعرف بان امريكا، لو كانت تريد مصالحها فقط لقبلت توسلات صدام حسين في نزعه السياسي الدبلوماسي الاخير، قبل سقوطه الذريع، عندما خاطبهم بالقول : تعالوا نتفاهم و خذوا ما تريدون ! لكن من لا يعقلون سوى ما تربوا عليه من مفاهيم بال الدهر عليها و خري ، ما زالوا يعتقدون بان امريكا اتت الى العراق كي تبقى فيه الى الابد ، و لهذا فهي تركب على الليبراليين لتنفذ ذلك المشروع المستوهم !

و مع ذلك تدور عجلة الحضارة و تقذف بعيدا بحاملي الفكر الاسطوري ، الشعبوي ، الكلاسيكي ، و الذي لا يرى في امريكا سوى الشيطان الاكبر الذي لا يرجى منه خيرا . انهم يسيرون و لكن عيونهم تنظر دوما الى الوراء . انهم ينظرون دوما الى عصر ذهبي عاشه جدودهم في ظل اولياء صالحين و في مجتمع خال من كل الموبقات . انهم يسيرون بعكس حركة التاريخ ، و كلما اتت تجربة كانوا يزدادون جهلا رغم ما وصل اليه العلم من قدرات انفجارية . انهم يكرهون كل شيء الا ما تربوا عليه في مخادع مظلمة مليئة بالزيف و ذات روائح منتنة .

اقتباس:  فضل   كتب/كتبت  
المعرى  

هذا ما سيحدث بكل تاكيد و على الارجح سيكون قريبا  ليس بالضرورى على ظهر دبابة اميركية .......لن يتكرر سيناريو العراق ..... لكن بتداعى  وتفكك  الكيانات والبنى القائمة وقوانين الاحلال والازاحة...لربما يحدث تحت ضغط العمليات السياسية القائمة وبشكل تدريجى بطىء  وطوعى من النظام نفسه  كاحد الوسائل للتغير السلمى الذى لا يهدد القاعدة الاجتماعية والطائفية للنظام بالسحق... ولربما بسيناريوهات اخرى...لكن فى كل الاحوال الامور ذاهبة فى هذا الاتجاه  قطعا

هناك جهوزية اميركية مصلحية  عميقة لتقبل هذا الوضع ... وهناك جهوزية داخل اغلبية المجتمع السورى ايضا لتقبل هذا الوضع .... والمهم ان هناك جهوزية من الاخوان المسلمين نفسهم للانتقال لهذا الوضع و برنامجهم السياسى الاخير ( والذى يطمئن الجميع لم يكن مجرد صدفة ).........لا اعرف متى ستلتقى هذه الجهوزيات الثلاث لتتحول لميكانيزمات تطبيقية  

لكن فى كل الاحوال نحن نودع مرحلة فى تاريخ سوريا  والمرحلة القادمة بدات تتضح جزئيا ملامحها ..ان  الأرض تميد و الطبقات الجيولوجية تتحرك فى المنطقة.........  و بغض النظر عن تقديرنا الاخلاقى  

بكل أسف ، فهذا ما سيحدث فعلا ..
قد لا يكون النموذج العراقي متاحا لسوريا بسبب " طبيعة " التركيبة السكانية السورية كونها بغالبيتها الساحقة سنية عربية ( 82% ) ، لكن بلا شك فالتغيير الأمريكي هو القادم إلى سوريا .. وهذا ما بات الإخوانيون يدركونه .

شخصيا ، وكسوري (( معارض )) لا أستطيع قراءة موقف البيانوني زعيم الحركة مما يحدث في لبنان وبتأييده الصريح لموقف المعارضة اللبنانية بعيدا عن هذا " الغزل " الذي بات واضحا أكثر من ذي قبل .

ما يجب أن نعرفه أن أمريكا ليست شيخ زاوية ولا ملا شيعي ، وأيضا ليست " ليبرالي " على الطراز الذي أفرزته حملتها ، هي " براجماتية " وهذا حقها تماما ..

الإخوان عائدون إلى سوريا ، وهذا اليوم فقط صدر قرار عن وزارة الخارجية السورية بعودة (( كل )) السوريين المبعدين دون المرور عبر البوابة الأمنية وذلك يعني أن التغيير (( قادم )) .. لكن ( ربما ) بدون دبابة هذه المرة .

:wr:

مشكلة البعض أنه يقرأ الأمور (( بأمانية )) وأحلامه وليس كما هي على الواقع .. ذلك إرث (( تاريخي )) قديم عمره قرون .. وما لم تصلحه القرون من ( الغيبة ) العقلية في دهاليز الإرهاب والتطرف والدسائس ، سوف لن تصلحه ولا حتى الدبابة الأمريكية ... إنما ، حركة التاريخ تمضي غير آبهة بسكان الكهوف والقبور والدهاليز .. والكتب الصفراء المهترئة .


وحركة التاريخ لا يكتبها كلاب مزابله .. محال .. عبث .. لا يمكن ، ذلك أن التاريخ الإنساني ملك (( الإنسانية )) وليس ملك كلاب المزابل .

سنقول قريبا (( نحن )) الذين نمشي مع عجلة التاريخ شكرا أمريكا .. شكرا شكرا شكرا ، ليس على الدبابة التي تأتي بالديموقراطية ، بل لأن ذات الدبابة التي (( كنست )) الديكتاتورية كنست معها الليبرالية التسلقية في العراق ، وكنست العمائم ، وكنست أصحاب الحاجات الخاصة ، وكنست تورا بورا والضيم التاريخي والمتباكين واللاطمين والمستلطمين .. فألف شكر للدبابة من هذا المنطلق فقط ..

يحلم البعض .. لكن التاريخ يستمر في المسير ..
فأول ( مؤخرة ) دعستها الدبابة الأمريكية في العراق هم النيوليبرال بقيادة أحمد الجلبي .. ثم عمامة الحكيم ذاته .. ثم هاهي ترمي بقية عظام للكلاب كي يتقاتلو عليها ..

التاريخ يكتبه (( أبناؤه )) وليس الذين يستمنون انتصارات كاذبة قرب قبره منذ (( قرون )) ..
فهؤلاء ..
تجاوزهم التاريخ ومشى .. وسيظل يمشي ..

وما ضر قافلته نباح كلاب مزابل التاريخ والراقدين قرب القبر ؟؟!!
فالفجر لمن (( صلاه )) وليس لمن قضى ليله يهز القبر تاركا الصباح يطلع بدونه ..



باباي بني ... :nocomment:
;)

المعرى

((قد لا يكون النموذج العراقي متاحا لسوريا بسبب " طبيعة " التركيبة السكانية السورية كونها بغالبيتها الساحقة سنية عربية ( 82% ) ، لكن بلا شك فالتغيير الأمريكي هو القادم إلى سوريا .. وهذا ما بات الإخوانيون يدركونه .))


الكل يدرك ذلك تماما

ما يحدث فى لبنان ليس المقصود به بيروت بل دمشق

سوريا قوة اقليمية بالمقاييس الجيوبوليتيكية( من حيث المساحة والمصادر البشرية والتاريخ و صداها العاطفى فى الوعى الجماعى العربى )

سبق وقرات ثلاث تقارير منذ عدة اشهر ولا زلت احتفظ بهم صادرة عن مراكز ابحاث اميركية مؤثرة جدا فى صياغة السياسة الاميركية الشرق اوسطية وهى بالتاكيد باتت معروفة للنظام السورى وبالتاكيد هو سيحاول اتخاذ بعض الاجرات الاستباقية ( ساحاول ترجمتها لاحقا)

لكن ملخص الفكرة ( وقد شرحتها عدة مرات )

سوريا كقوة اقليمية جيوبوليتيكية يجب بشكل او باخر
اولا ضمان توجهاتها السياسية
وثانيا ايجاد الطرف المناسب لتحقيق هذه الضمانات

طبيعة النظام الحاكم لسوريا لا تسمح لنا التعامل معه كشريك فى استراتيجية تحتاج لاستمرارية وثباتية بحكم محدودية قاعدته الاجتماعية الطائفية ( اقصى ما يمكنه القيام به هو تقديم خدمات تكتيكية لحظية لا تصلح لاستراتيجية طويلة المدى وذات مصداقية )

هم فى التقارير يذكروا السنة العرب تحديدا وبشكل متكرر كشريك ذو وزن جدى ويجب التعامل معه

من ضمن الاجرات الاستباقية التى حاول النظام القيام بها بعد معرفته لهذه التقارير هى

تسول المفاوضات مع اسرائيل ( وهى رفضت ذلك لانها ايضا اسرائيل تدرك ان عمر هذا النظام انتهى ولم يعد شريك فى عملية كبرى من هذا النوع ..اتفاقية سلام )

استعراض عضلاته وخبراته الدموية فى قمع الاصولين واستجداء بل والتوسل لتقديم خدمات فى هذا المجال على امل خلق قاسم مشترك بينه وبين الادارة الاميركية


وثالثا وهو قد بدائها الان و وعلى الارجح سيندفع وبقوة هائلة للتصالح مع كل معارضيه فى الخارج والداخل وتحديدا الاخوان المسلمين ( لادراكه انهم اللاعب الاساسى فى المعادلة المرسومة )......على كل حال هذا جيد ويجب الترحيب به ومحاولة استخدام هذه الفرصة لاحداث انتقال سلمى وبالاجماع داخل المجتمع السورى بما فيه النظام نفسه ( هذه وجهة نظرى ..لا اعرف كيف تفكر اطراف المعارضة السورية )

يبدو ان كلاب المزابل مسرورة لعودتها الى سوريا ! و كلاب المزابل تظن بانها ستعود رافعة راية النصر الى دمشق ! وما زالت الكلاب تحلم بالعظم الذي سينهمر عليها من سماء البعث ! لكن هيهات !

وما زال سدنة الفكر العنصري القاتل في العراق لا يميزون ما يجري فيظهرون الامور باكاذيب تفضح جهلهم .

تراهم يتحدثون عن شخصيات عراقية ما زالت باوج قوتها كالجلبي مثلا : ترى هل حدث له ما يجعل السخفاء يظنون بانه اصبح آذنا ( فراش ) على باب احد الامريكيين ؟ طبعا لا ، لكن البعض ممن لم يفقه شيئا من التجربة العراقية ما زال يخبص دون فهم او معرفة بحقائق الوضع السياسي العراقي !

نعم عجلة التاريخ كنست اصحاب الفكر السني المبتذل و شلل اخونجية العراق و مؤيديهم الى مرحاض التاريخ ، و ليس متحفه . و اثبتت بان أولئك الذين ملاهم التاريخ بالحقد و مارسوا اسوا العسكريتاريا ضد العراقيين كانوا يظنون بانهم سيصنعون التاريخ ببعض المجازر الجماعية و انهم مؤيدين باله محمد القرشي . و قد ثبت بطلان ما يعتقدون و خسئت كتبهم الصفراء و هبط فكرهم الظلامي . و ثبت بانهم و مؤيديهم لم يكونوا الا كلابا متطفلة على الحضارة الانسانية .

لقد دارت العجلة دورتها ولن تكفي اصحاب الاحلام انهم يدعون سرورا بسقوط فئتهم الباغية ، و لن تكفيهم ادعاءاتهم بالسرور لوصول العراق الى الديموقراطية الحقيقية عبر انتخاب ممثليه بكل حرية و نزاهة ، و لن تكفيهم كل كذباتهم ليقنعونا بانهم يسيرون مع حركة التاريخ . فقد وضع ذيل الكلب سنين طويلة في القالب و لما سنحت له الفرصة ليخرج عاد كما كان ، حنيفا !

انتصار الشعب العراقي لم يكن انتصارا كاذبا ابدا الا في نظر الحنفاء اياهم !

.

(أحمد الجلبي) .. رجل المرحلة العراقية القادمة!

داود البصري GMT 17:45:00 2005 السبت 19 مارس

مع تشابكات المشهد السياسي القلق في العراق، والفشل الواضح ( لأطباء السياسة العراقية ) في تشخيص وصرف العلاج للجسد العراقي المريض ، يكون البحث عن البدائل الواقعية والممكنة أمرا حيويا للتخلص من حالة الشلل المؤقت التي يعانيها العراق والتي ترسم أكثر من علامة إستفهام على واقع ومستقبل البلد مع حلول عشية الذكرى الثانية لحرب ( حرية العراق ) التي أطاحت وإلى الأبد بنظام البعث الفاشي والتي لاتزال توابعها وذيولها مستمرة مهددة بإكتساح الجيوب المتبقية من الفاشية العربية! وحيث تحققت بشائر الإنتصار الشعبي العربي بملاحظة حجم المتغيرات الهائلة التي طرأت على المنطقة والذي توج مؤخرا بالنصر الشعبي اللبناني الكبير الذي أعاد السيادة والكرامة والأمل للشعب اللبناني الذي يعيش اليوم أفراح ربيع حريته المعمدة بالدماء والآلام والأشلاء والضحايا ، واليوم وبصرف النظر عن نتائج الجهود والمشاورات العراقية بين الكتل المتنافسة الهادفة لتشكيل حكومة عراقية جديدة تضع الأساس العملي للوضع الدستوري الجديد ولبناء لبنات الدولة العراقية العصرية على أنقاض الهيكل العراقي السياسي الفاشل والمستمر منذ عشرينيات القرن الماضي ، فمن الواضح أن العراق يعيش أزمة معلومة على مستوى وجود وكفاءة القيادات السياسية التي بإمكانها قيادة الوطن والشعب نحو الآفاق الحقيقية للتغيير التاريخي والكبير الذي تحقق ! ، فالفشل الواضح هو الذي طبع مسيرة العديد من قيادات المعارضة العراقية السابقة والتي حملت أمراضها وعللها معها وهي تستلم سدة السلطة في بلد مغلق تعود على ( قيادة تاريخية غبية وشاذة )! وعلى حكم حزب شمولي عشائري واحد لم ينجح إلا في تحطيم الأسس المعنوية والمجتمعية للشعب العراقي ، ففترة الشهور التسعة ( وهي فترة الحمل والمخاض ) لمجلس الحكم العراقي السابق لم تستطع أن تفرز قيادات عراقية ميدانية لها من التجرد والكفاءة والشعبية والجرأة مايؤهلها لخوض وقيادة المعترك العراقي الصعب ، كما أن اللجوء والإنكفاء صوب وعلى سياسات طائفية وعشائرية ومناطقية لم يستطع أن يظهر الصورة الوطنية الشاملة لقيادات المعارضة السابقة التي وجدت نفسها وفي لحظة تحول تاريخية أمام مسؤوليات ومهام جسام لم تتوقعها أو تمتلك أية آليات وأدوات للتعامل معها ومن ثم قيادة السفينة العراقية لبر الأمان ، فالتلكؤ في تشكيل الحكومة العراقية والذي تتحمل القيادات الكردية بمساوماتها وإستغلالها للموقف ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المكاسب جانبا من المسؤولية فيه هو بمثابة نقطة عار في جبين السياسيين العراقيين العاجزين عن الموائمة مع تطورات الموقف واللاهثين صوب منافع ومصالح ذاتية لاعلاقة حقيقية لها بهموم وشجون الإنسان العراقي المحبط والمكتوي بنار الإرهاب والفوضى وتوقف كل مشاريع البناء والتعمير ، فالصراع المحتدم وسوق الهرج السياسي بين الأساتذة أياد علاوي وإبراهيم الجعفري ولهاثهم خلف الجبهة الكردستانية وإبتزازها الواضح هو أمر لايؤكد سوى إن تلك الأطراف قد إستهلكت وفرصتها ، وبات البحث عن حلول بديلة وواقعية من الأمور العاجلة والتي لامناص عنها ولابديل ، ومع كل يوم يمر ومساومات ووعود تمرر تبرز حقيقة الحاجة لقيادة عراقية جديدة من شأنها أن تكون الفيصل وحزام الأمان لضمان عبور المرحلة الإنتقالية الصعبة والحرجة ، وهنا يبرز دور الدكتور أحمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي وأحد أكثر السياسيين العراقيين إثارة للجدل والذي تكسرت على جسده نصال الهدم والشتم والإنتقاد والتشويه وبقي صامدا في الساحة متحركا على جميع المستويات ومؤكدا فاعليته وحيويته التي يحتاجها العراق اليوم أكثر من أي وقت مضى ، فالمعادلة السياسية ( المتلخبطة ) في عراق الحاضر لن يحل عناصرها سوى هذا العالم الرياضي وخريج أرقى الجامعات الأميركية في الرياضيات رغم كل الجدل الدائر حوله وفيه وعليه ، فهو من أبرز معسكر الداعين للإستعانة بالولايات المتحدة لتغيير النظام الصدامي البائد ونجح بالإضافة لعوامل منهجية ودولية أخرى في جر الأميركان للساحة العراقية ، وكان من أوائل الذين دخلوا جنوب العراق في أيام النظام البائد الأخيرة ، كما كان ميدانيا من أهم وأبرز العناصر التي تركت حياة المكاتب الوثيرة في لندن وعواصم الغرب وتواجد في كردستان العراق في تسعينيات القرن الماضي مخاطرا بحياته في ظل أوضاع متداخلة كانت كفيلة بالقضاء عليه إغتيالا وغدرا وكما حصل فيما بعد من غدر لقوات المؤتمر الوطني عام 1996 حينما إجتاح النظام أربيل بتنسيق مع الزعامات الكردية هناك ؟ أي أن روحية المغامرة والإقدام قد شكلت واحدة من أبرز إيجابيات الرجل الذي لاتربطني وإياه أي معرفة سوى لقاءات قليلة وعابرة ، ورغم السلبيات والنواقص والمثالب التي ميزت خيارات الجلبي لمعاونيه والمقربين منه إلا أن أحدا لايستطيع التشكيك بجدية وعراقة وميدانية السياسات التي ينتهجها والتي تدخل ضمن العوالم غير المألوفة في التفكير السياسي العراقي ، فهو بارع غاية البراعة في إتقان فنون المناورة السياسية وعقد التحالفات وقلب الطاولات وهو فوق هذا وذاك من السياسيين القلائل الذين يحترمهم الأكراد بل ويستطيع من خلال ذلك مواجهة قوائم طلبات الزعامات الكردية وإستغلالها ( لسوق الهرج العراقي الحالي )!، كما أن علاقاته المتوترة مع الأردن تحديدا وفي هذه المرحلة تجعل منه الرجل والقيادة الأنسب لمرحلة الإنتقال الدستوري الصعبة والمعقدة ! ، وسيظل التاريخ العراقي المعاصر يتذكر أن أحمد الجلبي هو الرجل الذي تصدى لمواجهة مؤسسات النظام البائد القمعية في الجيش القمعي العنصري المعادي للشعب وحزب البعث الإرهابي الفاشي وساهم في تهديمهما!، ولربما يعتقد بعض الحمقى والمرضى من أنني أكتب ماأكتبه بدافع وتأثير من ( رزم الدولارات ) التي يوزعها الجلبي ( كما أشيع )! وهي فرية وتهمة تضاف لآلاف الإفتراءات والتهم التي تكسرت نصالها على جسد ( أبو هاشم ) دون أن يرف له جفن ! إنني أختلف مع د. أحمد الجلبي في نواحي عديدة من أهمها موقفه الودي من عصابات مقتدى الصدر العبثية ومواقف أخرى عديدة إلا أن ذلك لايمنعني من تقرير حقيقة أن د. أحمد الجلبي اليوم هو الرجل المناسب لقيادة السفينة العراقية في بحر العواصف المائجة والهائجة التي تحيط بالعراق والعالم العربي بشكل عام ... إنه تصور وإجتهاد شخصي للتخلص من حالة العقم القيادي العراقية الراهنة.

[MODERATOREDIT]المعرى

ان كنت تريد حوارا عقلانيا وله قيمة تثقيفية وتبادل معلوماتى مفيد ...فلست مضطرا ان تحاور اى فرد.... دعك من القمامة او الكلاب ( كما تسميها )[/MODERATOREDIT]

[MODERATOREDIT]

من المعروف ان الكلاب ذات النوعية الالمانية هي التي تنبح عادة لتشعر الناس بوجودها ، خاصة اذا شعرت بان اولئك الناس يتجاهلونها تماما كاية حشرة اخرى !


و اقول لاولئك الكلاب ما لكطم بالشان السوري ! يكفيكم انكم كلاب فلسطين التي تعض المقاومة و تسعى لاخذ سلاحها ارضاءا لاسرائيل !

بعيدا عن " لطميات " ذوي الحاجات الخاصة التي تعودنا عليها منذ (( قرون )) ولا يبدو أنها ستتوقف أبدا لا في القريب العاجل ولا في البعيد الآجل حتى وإن تمسحت على أعتاب الليبرالية التي ما قرأنا في كتابها (( أبدا )) أي ذكر لقبر وعمامة وضيم تاريخي .. نعود للموضوع :

براجمتيا ، ومن منطلق سياسي بحت .. هل نستطيع أن نلوم الإخوان المسلمين إن قرروا (( أخيرا )) العودة من البوابة الأمريكية ؟!
بكل تأكيد لا .. لكن هذا لا يعني أن الحركة تبنت الموقف الصحيح ، بل ستكون كتبت آخر سطر من تاريخها وخسرت آخر معاقلها الشعبية التي انهزت أساسا عقب أحداث الثمانينات وسيكون خطأها الأخير على الإطلاق.

أيضا .. وبعيدا عن العاطفة فالحركة ليس أمامها أي خيار آخر بعد أن فقدت كل خياراتها الداخلية .. وهذه المرة خيارها ليس بيدها بل ستمشي إليه مرغمة منقادة تماما كما حدث للجناح الإخواني في العراق عندما جره زلماي زاده جرا إلى مؤتمر لندن ممثلا عن الطائفة السنية كما عبر عن ذلك زاده ذاته .

في الواقع ، فلا أمريكا بغنى عن خدمات الإخوان ولا الإخوان قادرون على التحرك بعيدا عن الأجندة الأمريكية ، فحركة الإخوان – على ضعفها وتفككها – هي الحركة الأقوى في الجسد السوري المعارض والمتهالك أساسا ، وهي الرقم الأصعب في المعادلة والتي لا يمكن لأمريكا أن تتجاوزه رغم أنها حاولت ذلك من خلال " صناعة " هيكل ليبرالي سوري هش ممثلا بفريد غادري الذي تبعه بعض الأحزاب الكردية ، لينتهي هو وهي معا .. وعلى يد أمريكا ذاتها .

الدرس العراقي .. يبدو أن أمريكا تعلمته ، وأيضا رغم أنفها ..
فالأقلية الشيعية في العراق فشلت في حشد الشارع خلف وهم التحرير كما وعدت ، وأثبتت الإنتخابات العراقية أن الشيعة أقلية في العراق وليسوا أغلبية كما كانوا يسوقون ... والأكراد لهم أجندتهم الخاصة البعيدة تماما عن الشارع العراقي ، لتجد أمريكا نفسها وجها لوجه مع البندقية العرب – سنية التي أثبتت هي الأخرى أنها رقم لا يمكن تجاوزه .

المقاومة العراقية ليست نزيهة تماما وبكل تأكيد ، فقد دخل في إهابها حركات الإسلام المتطرف التي صنعتها أمريكا يوما و القادمة من وراء الحدود ، ودخلتها الأهداف السياسية لسوريا والعراق .. إنما هذا لا يلغي أن مقاومة (( حقيقية )) قائمة في العراق ، وهي من ستتعامل معه أمريكا قريبا وقريبا جدا ، هذا إن لم تكن قد تعاملت معه فعلا كونها هي المالك (( الحقيقي )) للشارع وليس أطياف وهياكل ورقية أتت عبر فوهة الدبابة الأمريكية .

من ذات المنطلق ، فلا بد لأمريكا أن تعيد النظر بعلاقتها بالإخوان السوريين ولو مرحليا تماما كما فعلت مع المجلس الأعلى للثورة العراقية .. ولا شئ يضيرها في ذلك ، فرامسفيلد اتهم كتائب بدر بسوء إدارة انتفاضة شعبان من خلال سماحها للحرث الثوري بالإشتراك فيها ، وبالتالي هو الآخر يداه ملطختان بدم الشعب العراقي .. وتلك سوف لن تكون عقبة " أمريكية " في تعاون مع حركة متهمة هي الأخرى بالولوغ في دماء الشعب السوري .

سوريا : فالحملة الأمريكية على العراق قطعت الطريق على أي تحرك شعبي (( حقيقي )) ذلك لأن أمريكا لا تترك الأحداث للصدف ، بل هي من يصنع الأحداث .. وبالتالي فمن المستحيل أن تسمح للإخوان أو غيرهم بالتحرك بعيدا عن أعينها وإحداث تغيير يمكن أن يهدد مصالحها ..

وسوريا أيضا .. لم يعد أمام النظام السوري إلا " محاولة أخيرة " تتمثل في إعادة بناء الجبهة الداخلية والوصول قبل أمريكا لخطب ود حركة الإخوان وبغض النظر تماما عن تبعات العقود الماضية ، طبعا ومع بقية الأطياف السورية والشارع السوري .. وهو ما نأمل أن تنجح به لتجنيب سوريا درسا ديمو- طائفي ليست سوريا مستعدة له .

وسوريا أيضا ، فالشارع السوري يختلف عن العراقي من حيث الثقل الديموغرافي وهذه نقطة (( يجب )) أن تراعيها الأقليات المذهبية خاصة كونها المتهم الرئيسي أمام الغالبية بتبعات العقود الماضية .

من (( الحماقة )) أن تنظر هذه الأقليات للحملة الأمريكية على أنها سترسخ مكاسب (( آنية )) حصلت عليها خلال حكم الأسد وهذا درس تعلمته أمريكا من العراق ومن المستحيل أن تقع في ذات الخطأ مرتين ، فأمريكا التي " همشت " الطيف الأقوى في الشارع العراقي ثم لم تعد تعرف كيف تعيد الأمور إلى نصابها عادت تمنيه بحصص بعيدا عن مجريات الإنتخابات ..
هذا في العراق حيث النسب الطائفية متقاربة ..
فكيف سيكون الأمر في سوريا بنسبها المتفاوتة ؟؟
وماذا لو أعطت أمريكا للناقمين من الأغلبية " وقتا مستقطعا " لتفريغ الشحنة قبل أن تعيد الأمور إلى نصابها ؟؟!!



الدكتور فضل .. أشكر تجاوبك .. ونصيحتك :D
كتبت هذه التعليق قبل أن أقرأ ردك ، ولي عودة اليه عاجلا

محبتي
:wr:

احسنت .... يا معرى ....فى ردك الاخير فهو يحتوى على حشد كبير من الافكار المهمة ...لقد قراته عدة مرات