(12-02-2009, 03:34 PM)على نور الله كتب: الزميل الهاشمى المختار :
اقسم بالله الذى لا اله الا هو , ان الامام المهدى عليه السلام موجود و هو محمد المهدى ابن الامام الحسن العسكرى عليهما السلام .
:
الأخ علي تحية طيبة.
قسمك لا يؤخذ به وليست له أي قيمة لأن القسم إنما يطلب من المباشر للحدث الذي عاين أو باشر موضوع القضية بنفسة، فاليمين لا يكون إلا عن يقين، واليقين هو مباشرة الفعل، فإن كانت القضية تخص مشهدا فإن يقين المشهد هو الرؤية، فالذي حضر المشهد ورأى الأحداث بعينيه هو المطلوب شهادته، أما السامع فهو لم ير شيئا فكيف يستدعى للشهادة وأداء اليمين على شيء لم يشهده!!
وإن كانت القضية تخص شيئا يتعلق بحاسة أخرى غير حاسة البصر كحاسة تذوق الطعام فإن الذي تذوق الطعام بالفعل هو المباشر للحدث وبالتالي هو الشاهد في هذه القضية، أما الذي قيل له إن الطعام لذيذ فهو ليس بشاهد مادام لم يتذوق الطعام بلسانه، وهكذا فإن اليقين هو النتيجة المباشرة للحواس المادية والمعنوية.
من المسلم به بداهة أن الشيء الذي يتعجب من وقوعه هو ما لم يألفه الناس لأنه لم يسبق حصوله في الواقع.
لو جئتك بجريدة اليوم فوجدت فيها خبرين:
الأول يقول إن إعصارا ضرب بنغلادش فتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات .
والخبر الثاني يقول استطاع رجل أن يطير بلا أجنحة وبسرعة فاقت سرعة الكونكورد.
أي الخبرين ستصدق؟
لا شك أنك ستصدق الخبر الأول باعتبار أن الأعاصير ظاهرة كونية تحصل بين الحين والآخر ومن الممكن أن يصاب به أي بلد في العالم.
أما الخبر الثاني فستكذبه لأنه يخالف الواقع، فالطيران يحتاج جناحين ،بدونهما لا يتحقق الطيران.
إذن فالخبر الذي يتعجب من وقوعه هو الذي لم يسبق وقوعه من قبل ،لذلك لا يمكن تصديقه إلا إذا تعددت المصادر والشهود، فشاهد وحيد لا تقبل شهادته في مسألة كهذه.
مثلا: جريمة الزنا لا تثبت بشهادة شاهد واحد وإنما يحتاج إثباتها إلى أربعة شهود ، لماذا؟
لأن الله فطر الإنسان على الخجل من عورته، فحتى الإنسان البدائي الذي يعيش في الغابة عاريا تجده يستر عورته، وإذا مارس العملية الجنسية فإنه يدخل كوخه ويغلق الأبواب لكي لا يراه أحد، فما بالك بإنسان يزني بامرأة محرمة عليه ألا يكون أكثر حرصا من أن يراه أحد فيغلق الأبواب والشبابيك لكي لا يراه أحد في وضعه المخزي.
إذن فالمجاهرة بالعملية الجنسية شيء يتعجب من وقوعه ، لا تكفي شهادة شاهد واحد لتصديقها بل على الأقل شهادة أربعة شهود ، وذلك هو الحد الأدنى لإثبات جريمة الزنا.
لو لم أكن قد سمعت بالإنجيل ثم جاءني أحد بنسخة لوقا فادعى أن كتاب لوقا هو النسخة الوحيدة للإنجيل لكذبته لأن الإنجيل يتضمن آيات عجيبة للمسيح عليه السلام لم يسبق أن حصلت في الواقع ، وشهادة واحدة لا تكفي لتصديق الأشياء العجيبة إلا إذا كانت أربع شهادات على الأقل، فلكي أصدق أن الإنجيل كتب بإلهام من الله وإذنه فإن الحكمة تفرض أن الإنجيل يجب أن يرويه أربعة شهود عيان على الأقل ، فكل شيء يتعجب من وقوعه سواء كان قبيحا مذموما ( كمشاهدة الزاني وهو يزني) أو شيئا خارقا فإنه يحتاج إلى أربع شهادات مؤكدة بالقسم لكي يصدقه الناس، مثلا:
حادثة انشقاق القمر تعتبر شيئا عجيبا خارقا للنواميس، والمفروض أن الذي شق القمر هو الذي يشهد على ذلك وكفى به شهيدا لا يحوجنا إلى غيره، فالذين زعموا وقوع انشقاق القمر لم يأتوا بأربعة شهداء لإثبات دعواهم، ولو جئنا اليوم وقلنا إن القمر لم ينشق لأصبح قولنا هو القول الشاذ الذي يتعجب منه ويحتاج إلى أربع شهادات، ولكي نثبت لهم أن قولنا هو الحق جئنا بأربع شهادات من سورة القمر وهو قوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ، هذه شهادة الله التي تكررت أربع مرات.
لو فهم أكثر الناس من سورة القمر أن الانشقاق سيكون عند قيام الساعة لما احتاجوا أن ينبههم الله بقوله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) مرة واحدة فضلا عن أربع مرات.
إذن فكل خبر عجيب نادر الوقوع أو لم يسبق أن وقع لسنا ملزمين بتصديقه إذا جاءنا من شاهد واحد أو من اثنين أو من ثلاثة فما بالك إذا جاء من سامع عن سامع عن سامع وليس عن شاهد مباشر ، إذن فهو كلام لا يلزم إلا مدعيه. وأزيدك علما أن وجود الباطل ضروري لاختبار عقول الناس، والباطل يأتي مدعيا أنه الحق الصحيح.
إذن لو كانت هذه الأقوال أو القصص العجيبة قد دونت بوحي من الله لقيد الله لهذا الغرض أربعة شهداء يدونون بأنفسهم ما شاهدوه لا أن يروا شفويا لفلان وفلان هذا يقصها على آخر ....
يا أخ علي: لو عشت في زمن أئمتكم ثم جاءني جعفر الصادق وأخبرني أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري وأنه سيعيش متخفيا عن الأنظار مئات السنين لما صدقته حتى لو شهد معه موسى الكاظم وسأكون على حق حتى لو صدق جعفر وموسى، قد تتعجب كيف أكون على حق وهم صادقون في شهادتهم!!
أجيبك: إن الله أمرنا ألا نقبل شهادة 3 شهود في حالة الزنا حتى لو كانوا في الواقع صادقين إلا إذا كانوا أربعة شهود، إذن فلن ألام على عدم تصديق شيء أغرب من الخيال إذا كان الشهود أقل من أربعة، وسيعتبر تصرفي تصرفا حكيما في عدم قبول شهادة جعفر وموسى، مع العلم أن هذا الهراء لا يمكن أن يصدر عن جعفر وموسى رحمهما الله .
قد ترد علي يا أخ علي بأن في المذهب السني روايات يصعب تصديقها شبيهة بأسطورة مهدي الشيعة ألا وهي مغامرة تميم الداري مع الدجال والجساسة ، وأن أهل السنة اعتقادهم في الدجال شبيه باعتقاد الشيعة في المهدي إذ أن الدجال عند أهل الرواية أطول عمرا من مهدي الشيعة ،فهو موجود في جزيرة منذ العهد النبوي.
أقول: إني لا أنكر وجود الخرافات في روايات أهل السنة، ومن يقرأ رواية تميم الداري بعقل متفكر يتضح له أن هذه الرواية لا تصح إلا إذا كانت رؤيا منامية، لو كانت صحيحة لما انفرد بروايتها شخص واحد وهي فاطمة بنت قيس، وهذه الراوية لم تتطوع من نفسها بل لم تقص الرواية إلا بعدما طلب منها أن تحدثهم بحديث ، لو كان تميم قد رأى الدجال في اليقظة لشاع هذا الخبر بين الناس ولما استمر الناس بعد وفاة النبي عليه السلام في الشك في ابن صياد أن يكون هو الدجال!
أيعقل أن يجمع النبي عليه السلام الناس للصلاة ليخطب فيهم عن لقاء تميم بالدجال ثم لا يروي هذا الحديث إلا امرة هي فاطمة بنت قيس!!
الجساسة حيوان يمكن أن يعيش على البرسيم الموجود بالجزيرة ، فماذا عن الدجال المسلسل بالسلاسل ؟ كيف يأكل وهو مقيد بالسلاسل!!
وإذا أكل فإنه سيتغوط على بنطلونه لأنه مقيد بالسلاسل، وسيخنز المكان برائحة برازه حتى لو كان يرتدي حفاظات بامبرز (أكرمكم الله)،
فتميم ورفاقه وقفوا أمام الدجال فلم يشموا شيئا من الذي ذكرناه، وبدلا من أن يترجى الدجال تميم ورفاقه أن يفكوا قيوده ليرتاح من محنة السلاسل والأغلال عمل فيها عنتر وصار يحكي لهم عما سيفعله حين خروجه، والدجال عدو للمؤمنين فهل يعقل أن ينصح العدو عدوه فينصحهم بأنهم خير لهم أن يتبعوا نبي الأميين!!
والجساسة حيوان ناطق (لم يعرفوا قبله من دبره) مع أن كل مخلوقات الله معروفة أن لها رأس هو القبل ومؤخرته هي الدبر.!!
وتتكلم عربي فصيح !!
إذن فرواية تميم هي رؤيا منامية لايمكن أن تكون يقظة،
كذلك قصة الجن الذي سرق البلح فهي رواية مضطربة أغرب من الخيال، فهي في رواية أن الذي أمسك بالجني هو أبي بن كعب ، والذي روى القصة هو ابنه عبد الله، وفي رواية أخرى أن الذي أمسك بالجني هو أبو هريرة ، وفي كل مرة يأتي فيها الجني ليسرق تمر الصدقة يمسكه أبو هريرة ويهدده برفعه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام.
شيء عجيب!! إن كان هذا من الدين أوصله إلينا بشر لم يوح إليهم فإن قبوله يتطلب أن يدونه أربعة شهداء، فإن لم يوجد أربعة شهداء فهو مجهود بشري يناقش بالعقل.
العقل يقول إن الجن كما يدل عليهم اسمهم مخلوقات خفية لا تراها الأعين ، وإذا كان هذا حالهم فإن الجني السارق هو أحوج ما يكون إلى التخفي لكي لا يراه الإنسان فيمسكه متلبسا بالسرقة، فالسارق من البشر يحاول أن يكون جنيا في التخفي ليسرق ما يريد فما بال هذا العفريت العبيط يفشل في التخفي وهو طبعه وأحوج ما يكون إليه في مثل هذا الموقف!!
ولسنا في حاجة إلى جني ليعلمنا أن آية الكرسي هي أعظم آية، فيكفي أن تقرأ ما بعد آية الكرسي لتعلم أن آية الكرسي هي أعظم آية، فالآية تقاس عظمتها بما تتضمنه من علم وبيان، واليقين نتاج العلم والبيان، والإكراه في الدين إنما يكون لمن ليس عنده علم ، فإذا جاءه العلم وأصبح على يقين فلا إكراه في الدين بعدئذ، إذن فقوله تعالى بعد آية الكرسي (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) يدل على أن آية الكرسي تضمنت اليقين الذي تبين به الرشد من الغي، وهذا هو الهدف من إرسال الآيات.
لو صدقنا حكاية الجني السارق لكان علينا أن نصدق إذا جاء أمين مخازن للتمور أو المانجو أو القمح فادعى أن الجن سرقت كل ما في المخازن من المواد الغذائية، وبالتالي تقيد القضية ضد جن مجهول.
فإذا صدقنا سرقة الجني لتمر زكاة الفطر فلم لا نصدق احتمال أن يسرق الجني السوبرماركت والأكل الموجود بالثلاجات!! وقد لا نأمن على جيوبنا أن يسرق الجن ما بها من نقود !!
الله تعالى يرسل الآيات للمعاصرين لرسله ويترك نسخة من الآيات للخلف، فالآيات قبل القرآن هي المسيح (آية للناس) وما جاء به من آيات، وترك نسخة من الآيات للخلف يعني نسخ سيرة المسيح وما فعله وما قاله في كتاب ليعلم الخلف بالغيب ما شاهده أسلافهم من آيات، ولأن آيات المسيح عجيبة لم تحصل قبله ولا تحصل في الواقع فإن نسخها يتم بأربعة شهود.
أما نحن فآياتنا هي نفسها آيات السلف (القرآن).
قد تستفيد يا أخ علي مما أكتبه إذا تحررت من الخرافة التي اغتالت العقل الشيعي.