هذا تحليل بالجارديان البريطانية منقول عن موقع البى بى سى العربى :
عن المصلحة الأمريكية في دعم جورجيا
الصحف البريطانية ركزت كثيرا في تقاريرها وتحليلات كتابها على موضوع النزاع الدائر بين روسيا وجورجيا في منطقة القوقاز.
صحيفة "الجارديان" في باب الرأي تنشر تعليقا لسيوماس ميلن عن النزاع الدائر بين روسيا وجورجيا تحت عنوان "هذه حكاية التوسع الأمريكي وليس العدوان الروسي".
يقول الكاتب إن نتاج 6 ايام من اراقة الدماء في القوقاز فتح الباب أمام اكثر انواع النفاق من جانب السياسيين الغربيين واجهزة إعلامهم الأكثر اثارة للقرف.
ويضيف: "بينما أخذ قادة الدول يزأرون ضد الامبريالية الروسية وعدم التكافؤ الوحشي، أعلن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، وكرر جوردون براون وديفيد مليبان كلامه باخلاص، أن "العدوان الروسي لا يجب أن يمر دون رد". "وأدان الرئيس جورج بوش روسيا لغزوها دولة جارة ذات سيادة" مهددة "حكومة ديمقراطية"، وهي خطوة أعلن باصرار أنها "غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين". غزو العراق
ويتساءل الكاتب بعد ذلك قائلا: "هل يمكن أن تكون هذه هي نفس الحكومات التي قامت- جنبا إلى جنب مع جورجيا- بغزو واحتلال دولة العراق ذات السيادة في عام 2003 تحت مبرر زائف، وبتكلفة بشرية بلغت مئات الآلاف من الأرواح؟ أو على الأقل هل هما هاتان الحكومتان اللتان أعاقتا التوصل لوقف اطلاق للنار في صيف 2006 عندما قامت اسرائيل بتدمير البنية التحتية في لبنان وقتلت أكثر من الف مدني انتقاما لأسر او قتل خمسة من جنودها؟".
ويستطرد الكاتب قائلا إن جورجيا هي في الواقع التي بدأت الحرب يوم الخميس الماضي بهجوم شامل على أوسيتيا الجنوبية من أجل "استعادة النظام الدستوري"، أو بمعنى آخر، لتحقيق السيطرة على منطقة لم يسبق أن كانت تسيطر عليها منذ سقوط الاتحاد السوفيتي".
ويقول الكاتب إن القوات الجورجية قتلت مئات الأشخاص في أوسيتيا، وارتكبت فظائع ضد المدنيين، ولكن دون أن تتعرض لأي ادانة من جانب حكومات الغرب.
ويستشهد الكاتب بما قاله أحد سكان مدينة تسخينفالي "رأيت جنديا جورجيا يلقي قنبلة يدوية داخل ملجأ ملئ بالنساء والأطفال".
ويستطرد موضحا أن الرئيس ساكاشفيللي رئيس جورجيا الحالي وسلفه، جاءا إلى السلطة عن طريق انقلاب مدعوم من الغرب. قاعدة أمامية
ويمضي موضحا أن الغرب يعتبر جورجيا قاعدة امامية ضد روسيا، ويسعى لادخالها حزب شمال الأطلسي (الناتو)، ويمرر انابيب نفط بحر قزوين عبر اراضيها، لإضعاف سيطرة روسيا على امدادات الطاقة، والاعتراف المدعوم أمريكيا باستقلال اقليم كوسوفو- الذي يشبه وضعه وضع ابخازيا وأوسيتيا من وجهة النظر الروسية، ولذا كان من المحتم أن ينفجر الصراع.
ويقول الكاتب "لقد نشطت المخابرات الأمريكية- السي أي ايه في جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن تحت ادارة بوش أصبحت جورجيا دولة تابعة لأمريكا، وتقوم أمريكا واسرائيل بتسليح القوات المسلحة الجورجية. ولجورجيا ثالث أكبر وجود عسكري في العراق. ولذا كان الحرص الامريكي على دعمها.
ويمضي المقال ليقول إن الإدارة الامريكية مضت في طريقها لترتيب العالم بما يتناسب معها، بدون أي تحد من جانب روسيا. ويشير إلى توسيع حلف الناتو شرقا ليحاصر روسيا.
ثم يخلص إلى القول إن العملية بأسرها تخدم مصالح أمريكا والأهداف الأمريكية.
ويختتم مقاله بالتحذير من انه إذا ما كانت جورجيا عضو في الناتو الآن لكان من المحتمل أن يتفاقم النزاع بدرجة أكبر وبوتيرة أسرع. "ومع عودة الصراع بين القوى الكبرى، من المحتمل أن تصبح اوسيتيا الجنوبية اختبارا لما سيأتي بعد ذلك".
الحرب الباردة
وفي صحيفة "الاندبندنت" كتب ادريان هاملتون مقالا بعنوان "إننا لا نزال نخوض الحرب الباردة" يقترب أيضا في منهجه ومحتواه عن مقال الجارديان.
يقول الكاتب إن الحرب التي اندلعت في جورجيا ليست نصرا للروس على الغرب، هذا مجرد كلام "تلاميذ مدارس" كما أنها ليست حسبما صورها وزير الخارجية ديفيد مليباند احياء للامبريالية الروسية لذا ينبغي معاقبة روسيا بسحب الامتيازات الدولية. "هذا هو إساءة فهم تام للوضع على الأرض وفي الكرملين".
ويستطر الكاتب قائلا إن جورجيا اصبحت منذ تحولها إلى دولة ديمقراطية من خلال "الثورة الوردية" عام 2003 إلى مخلب قط لمصالح القوى الخارجية أكثر من حرص هذه القوى على مصالح شعبها.
ويشير الكاتب ايضا إلى تسليح اسرائيل لجورجيا ودفع الامريكيين لها لارسال قوات عسكرية إلى العراق وافغانستان لاثبات أن هناك تحالفا دوليا بقيادة أمريكا، واستخدامها لمناوئة روسيا.
أما "عقاب روسيا" على تدخلها في جورجيا لن يؤدي حسب الكاتب "إلا إلى الاضرار بمصالحنا لمجرد اخفاء عجزنا".
ويقول الكاتب إن روسيا "لا تمثل مشكلة بالنسبة لأوروبا أو الغرب. والشكل القومي الصارم الذي تتخذه يطرح تساؤلات حول الموارد والدفاع ومستقبل كل بلدان منطقة القوقاز وآسيا الوسطى.
ويختتم مقاله بالقول: "ولكن إلى أن نتوصل إلى معرفة ماذا نمثل، وماذا تخدم علاقاتنا، فلن يكون بوسعنا أبدا مواجهة التحدي. إننا لا نشهد عودة إلى الحرب الباردة ، ولكن إلى عالم القرن التاسع عشر بكل مرارته ووحشيته. ولكننا لا نملك السفن الحربية التي تتيح لنا السيطرة عليه
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/news...000/7559912.stm