عمر طاهر يكتب لـ "اليوم السابع" رسالة إلى الدكتور البدوى
الخميس، 7 أكتوبر 2010 - 10:31
ظللت أستمع للدكتور السيد البدوى خلال الأيام السابقة بحياد تام لأفهم مبرراته لما حدث، ويمكن تلخيصها فى الآتى:
1.. ابتزاز الصحفيين له، على حد تعبيره.
2.. تورط إبراهيم عيسى فى فساد إدارى داخل المكان.
المتحدث عاقل وصاحب رسالة وطنية محترمة، لكن المستمع اللى زى حالاتى مجنون، فليتسع صدر الدكتور البدوى لحديث المجانين.
إذا كانت إقالة عيسى سابقة التدبير فقد خان الدكتور البدوى ذكاؤه إذ جاءت المبررات هزيلة فى إطار سيناريو مفكك ومهلهل، أما إذا كانت وليدة اللحظة فقد خانه ذكاؤه أيضا إذ أفسد الدكتور البدوى بيديه صفقة كانت ستمنحه مكانة متميزة فى تاريخ الصحافة الوطنية لأنه لم يستوعب أن الدستور وإبراهيم عيسى توأم ملتصق يعملان بقلب واحد، والفصل سيجعل عيسى يحمل القلب وينصرف ويبقى الدستور ميتا إكلينيكيا.
أما مبررات الدكتور البدوى فقد أدهشتنى..
اتهامه للصحفيين بابتزازه اتهام مبالغ فيه، لأن كل من فى الدستور يعملون منذ ست سنوات بأجور متوسطة أو أقل من المتوسطة دون أن يجعلهم ذلك يبتزون أحداً أو يهددون بالاعتصام أو بالتوقف عن إصدار الجريدة.. حتى من وجد منهم عرضا ماديا أفضل رحل ومازال قلبه معلقا بالدستور ويعرف جيدا أنه كان فى أفضل حالاته المهنية عندما كان فى هذا الموقع.
أما لماذا شعر الدكتور البدوى بأنه موضع ابتزاز، فذلك راجع لسببين، الأول، انشغال كل العاملين فى الجريدة فى تطويرها بإخلاص وزيادة عدد صفحاتها، عملوا طوال المدة السابقة بمجهود انتحارى حتى خرج الدستور فى شكل جديد، توقعوا بعدها أن يحصلوا على الأجر الذى وعدهم به الدكتور البدوى فى أول لقاء بهم، وهنا يأتى السبب الثانى .. فعلى مدى الأيام السابقة كانت "العركة" دائرة بسبب إصرار مجلس الإدارة على أن يقبض العاملون وفقا لأجورهم القديمة وأن يتم تأجيل مسألة الزيادة إلى وقت آخر، لم يكن التأجيل مبررا بعد ما بذله المحررون من جهد.
توترت الأجواء وشعر العاملون بأن أجواء العمل مع مجلس الإدارة الجديد غير مبشرة على الإطلاق، وبعد ضغوط استجاب مجلس الإدارة، وعندما حان موعد القبض فوجىء الجميع أن مرتباتهم مبتورة.. كانت الضرائب هى الحجة، لكنها لم تكن مقنعة، فكان لابد من وقفة لأنه إذا كانت هذه هى البداية فكيف ستكون الأمور مستقبلا؟ خاصة وأن الملاك الجدد لا يمتلكون أى رصيد عاطفى يساعد العاملين على تقبل الوضع، كانت المرتبات تتأخر من قبل وكان بعض الزملاء، مع احترامى الشديد لهم، يستدينون من بعضهم حتى يرجعوا إلى منازلهم، لتأخر القبض، لكن ثقة العاملين فى الملاك القدامى كانت تغفر هذا التأخير.
المهم أن الدكتور البدوى بعد أن رفض الابتزاز ذهب إلى العاملين وجلس معهم ووعدهم بحل كل مشاكلهم والحفاظ على حقوقهم المادية.. الله طيب ما كان من الأول!
أما الجزأ المسىء والمهين فى كلام الدكتور البدوى قوله إنه كان المتحمس الوحيد لزيادة أجور العاملين "وبدل ما يشكرونى" هددوا بالاعتصام.. يا دكتور بدوى هل شكرت أنت نفسك العاملين على الجهد الذى بذلوه فى تطوير الجريدة؟، هل أرسلت لهم ولو 2كيلو شيكولاتة لتشكرهم؟، هل لأنهم لم يشكروك تعاقبهم بسرقة فرحتهم بالتطوير وتنتزع من بينهم رجلاً يحبونه؟
أما الفساد الإدارى الذى اتهم به عيسى فهو اتهام يليق برئيس مصلحة تقسيم الأراضى ولا يليق بصحفى يدير ورشة عمل قدمت أمهر العاملين فى مجال الصحافة فى مصر كلها، قدمت كتاباً وصحفيين ومخرجين ورسامى كاريكتير تعيش الصحف المستقلة من خير إبداعاتهم.
أيهما فاسد إداريا.. من يطالب العاملين بالتمسك بحقوقهم فى مواجهة مجلس الإدارة؟ أم من يجامل مجلس الإدارة على حساب حقوق العاملين؟
أيهما فاسد إداريا.. من يحصل على نسبة من كل مليم يدخل إلى الجريدة؟ أم من ينفق من جيبه لتمويل موقعها الإليكترونى ومكافآت بعض المتميزين ويقبل العمل دون أن يحدد لنفسه أجرا ويترك الأمر لتقدير صاحب الجريدة؟
لا أكتب دفاعا عن إبراهيم عيسى أو تضامنا معه، فأنا أتهم إبراهيم عيسى بأنه كان حسن النية عند بيع الدستور، كانت النية حسنة فى غير موضعها، فمشروع مثل الدستور لابد أن يصبح مالكا له من يشبهه، اتفق أو اختلف مع عصام إسماعيل فهمى لكنه كان يشبه الدستور فقبلها كان صاحب دار نشر سفنكس التى تبنت أقلاما محترمة وصاحب شركة ساوند اوف أمريكا التى تبنت تجربة محمد منير، إذن فهو رجل تجرى فى عروقه دماء بها خليط من الثقافة والفن وروح التمرد، كان يشبه التجربة، كيف فات إبراهيم عيسى أن تجربته ستتنافر بشدة مع ناظر مدرسة مثل السيد إدوارد يحرص يوميا على أن يلتزم التلاميذ فى الصباح الباكر بالوقوف فى الطابور بأحذية لامعة وأظافر مقصوصة ومن يهمل القواعد يرفت ويستدعى ولى أمره؟، السيد إدوارد يؤدى مهمة تعليمية جليلة سقفها الإعلامى أن يكون مسئولا عن مجلة الحائط لا عن الدستور.
للأسف أفقد بالوقت الحيادية تجاه ما يقوله الدكتور البدوى، فرغبته فى التطوير التى دفعته لشراء الجريدة أفسدها بالمعايرة بالأموال، وإعجابه بالخط الأساسى للجريدة الذى دفعه لشراء الجريدة مع وعد بالمحافظة عليه أفسده بأن انتزع من الجريدة عمودها الفقرى الذى يرسم هذا الخط، وتصريحه بأنه لا يتعرض لضغوط من الحكومة ولا يقبل هذا الكلام أفسده باعترافه بالاستسلام لضغوط أعضاء مجلس الإدارة، وتقديره الذى طالما أعلنه للعاملين فى الدستور أفسده باتهامهم بأنهم مبتزون، أما تقديره الذى يصرح به طول الوقت لإبراهيم عيسى فقد أفسده أن يسمح بسب عيسى فى أول عدد يصدر بعد رحيله بأن نشر مقالا لكاتب بالقطعة، ذكرنى بالنساء اللواتى يتم استئجارهن للردح، ظهر الدكتور البدوى متمسكا بتقدير عيسى واستعداده لزيارته فى بيته لترضيته ثم أفرد للقبطان عزوز مساحة تطفح بالإهانة والتجريح.
لست حزيناً على ما جرى لعيسى، فقد كان الرجل صاحب تجربة وتم تأميمها وهو ليس أفضل من فنانين ورجال أعمال كانوا أصحاب تجارب وسرقت منهم لتموت فى أحضان غيرهم، سيذكره التاريخ بأنه كان واحداً من أمهر أطباء المهنة والوطن، أما الآخرين فسيذكرهم التاريخ بأنهم كانوا أطباء أهم ما قدموه للطب هو فن عمليات "الترقيع".
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=287604
إبراهيم عيسى
الكاتب
جلال عامر Thu, 07/10/2010 - 08:00
المواطن الصالح للاستهلاك الحكومى يحفظ نشيد «بلادى» وأغنية «ظلموه» وتعليمات «المرور» ويعلم أن حكام العالم الأول سلع «استهلاكية» وحكام العالم الثالث سلع «معمرة» وينتظر دائماً نتيجة مباراة لا يشارك فيها وأنا غاوى أنثربولوجى وأفهم فى خلايا جذع المخ وعندما قرأت من يشتم «إبراهيم عيسى» فى أول عدد للدستور يصدر بدون اسمه تأكدت بالفحص المعملى أن الإنسان أصله واطى..
والقصة باختصار أن «إبراهيم عيسى» ترك قناة «أون. تى. فى» حتى يتفرغ لجريدة الدستور، ثم ترك جريدة الدستور حتى يتفرغ لقناة «أون. تى. فى» - خلاص فهمت؟- فهو رجل أراد أن يغير الدستور فغيره الدستور فليس هناك صفقة إلا صفقة القمح وأى مواطن يعثر على صفقة أخرى يبلغ الدكتور «عمار على حسن»..
وفرح جنب مأتم يخلط الصراخ بالزغاريط لأن استبعاد رئيس التحرير أضاع بهجة انتخاب رئيس الحزب، وبدأ الناس يتساءلون: حبيبتى من تكون؟، فليس هذا هو الإغلاق الثانى للدستور مرة بيد الحكومة ومرة بيد المعارضة، فكلنا إخوة واختفت أخبار «البرادعى» وتشاءمت منه الصحف واضرب «الدستور» يخاف السايب.. فقد استبعد «إبراهيم» بسبب «البيع» واستبعد «أديب» بسبب «الإيجار» واستبعد «الشعب» بسبب «التمليك».. وعند «قصف غزة» يحل الظلام كذلك عند «قصف قلم»..
وأذكّرك بأننا البلد الذى منع العبقرى «محمود عوض» أن يكتب فى الصحف وسمح له بأن يسير فى شوارع القاهرة، ثم منع العربجى «على عوض» أن يسير فى شوارع القاهرة وسمح له بأن يكتب فى الصحف.. المشكلة أن حماتى «زنانة» وكل شوية تسألنى (فين إبراهيم؟) فأقول لها (ذهب يبحث عن عمرو) فتغنى (إن جاء زيد أو حضر عمرو).. يبدو أننا فى الإعلام سوف نعود إلى إذاعة «رحومة حنيش»، التى رأيتها زمان فى مطروح بجوار سيدى العوام وكانت عبارة عن ميكروفونين أحدهما يذيع عن طفل تائه يرتدى بلوفر أحمر، بينما يؤكد الثانى خلو المحافظة تماماً من البلوفرات الحمراء..
حمرا.. حمرا.. حمرا.
http://www.almasryalyoum.com/opinion/إبراهيم-عيسى
حمرا دا لون فانله الاهلى