(04-25-2011, 02:34 PM)خالد كتب: هل المجتمع السوري طائفي سياسيا، أم تم تطييفه من خلال حكم استبدادي على مدى 48 سنة؟
قد يكون المجتمع السوري قبل حكم الحزب الواحد طائفي اجتماعيا، فلا زواج مختلط، مع وجود عادات خاصة بكل طائفة، لكن لم يكن طائفي سياسيا، والدليل هو وصول علوي إلى منصب وزير الدفاع ومن ثم رئاسة الدولة، وليس حافظ الأسد بأول غير سني ممن يصلون إلى مناصب عليا في الدولة، فقد سبقه صلاح جديد، وأظن قد ذكر مرة عن رئيس وزراء مسيحي، وهناك دروز قد وصلوا مناصب عالية قبل البعث.
ما حصل في فترة الحقن الشديد في ظل حكم حزب البعث، أن طائفة العلويين تم اختاطفها، ثم تم حقن المجتمع بشكل مزعج ومؤلم ومؤذي بالطائفية، حتى تصير العودة إلى الحالة السياسية السابقة على البعث شبه مستحيلة.. لكن أراهن شخصيا على وعي عند السوريين تجاوز النظام والمعارضة التقليدية، وروح تضحية وصلت أن يكون كل متظاهر مشروع شهيد، بل شهيد حي. كما قال تعالى (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) وأرى كل متظاهر في سوريا هو ممن قضى نحبه، وهو شهيد وإن لم يمت بعد، بإذن الله لا نتألى على الله ولا نزكي عليه أحدا.
المجتمع السوري تنخره الطائفية منذ الأزل و ليست الطائفية طارئة عليه.
في الخمسينات من القرن الماضي اقتحمت قوات أديب الشيشكلي السويداء و ارتكبت فيها مجزرة جماعية شهيرة.
قبله كانت الشرطة السورية تماس سياسة محكمة تفتيش على الطائفة المرشدية حيث كان يعتقل كل من ينتمي لها لمجرد الانتماء.
هذا فضلا عن الإذلال اليومي على مستوى الحياة الشخصية لأبناء الأقليات جميعا ما عدا المسيحيين و لا زال حتى اليوم هناك مثل في سوريا يقول "متل قتل النصيري بالسوق" حيث كانت عادة يومية أن يتسلى أهل المدن السنية بضرب الفلاحين العلويين الذين ينزلون إلى ألأسواق لشراء بعض حاجاتهم.
الذي حقن الوضع طائفيا هو خطاب المعارضة السورية منذ أربعين عاما و إلى اليوم حيث و بمجرد أن صار الرئيس علويا وجدت المعارضة في هذا مادة لدسمة لتحريض الشارع.
المعارضة أدخلت في رؤوس الكثير من السوريين أن الحكم بكامله علوي و ليس الرئيس فقط و أقنعت الشارع العربي أيضا بهذه الفكرة.
و عندما حذر المعارضون العلويون من خطورة هذه المماهاة بين نظام و بين طائفة كانوا يتهمون بالعمالة للنظام.
و اليوم تدفع المعارضة ثمن خطابها الطائفي.
فبمجرد بداية الأحداث خرج الخطاب الطائفي التحريضي في الشارع و دعوات الجهاد على المآذن من الأقلية السنية في المدن الساحلية اللاذقية و بانياس و جبلة و العلويون ليس طرشانا.
و تطور الأمر إلى استهداف أعمى للمناطق العلوية في حمص.
ثم تطور إلى ذبح على النمرة
اليوم تدفن محافظة طرطوس ثلاثة قتلى قتلوا لأن نمرة سيارتهم "طرطوس" و مثل بأجسادهم في جوبر و هم مزارعون بسطاء ذهبوا يبيعون محصولهم في دمشق.
و قبله تم ذبح مزارع آخر كان عائدا من سوق الخضار و تم اصطياده في بانياس و قتله و إرساله إلى أهله قطعا ممزقة و تسرب مقطع فيديو يظهر تجمهر العشرات على قتله و ظهر وجه اثنين بشكل واضح و عرفهما أبناء المحافظة (الحارة ضيقة و كل الناس بتعرف بعضا) و هما لازالا إلى الآن طليقين و محميين من "المتظاهرين السلميين" في بانياس.
و بعد كل هذا تطلب من العلويين مثلا أن يصدقوا أن مصيرهم لن يكون هولوكوست جديدة إذا رحل النظام الحالي؟
و أن يطمئنوا لمجرد أن يخرج أحدهم و يهتف لا للطائفية و الشعب السوري واحد.
ثق أن واحدهم لن يقول إلاكما يقول المصريون " أسمع كلامك يعجبني أشوف حالك أستعجب"