Array
أبي طلع بمظاهرات للوحدة مع مصر، وبفعل الضغط الشعبي اتحدت سوريا مع مصر، ربما الأمر كان الأمر مستعجلاً جداً.
لكني بقلبي بحب عبد الناصر، تشبعت بحب عبد الناصر، وبرغبة قوية بوحدة عربية، وخصوصاً مع مصر، بل لا معنى لوحدة بدون مصر.
بعترف أني عاطفي حين يكون الحديث عن ناصر.
تحدثت مع أبي، وقال لي بأنه طلع مظاهرات ضد ناصر لما عمل لقاءات مع روجرز وهو كان وقتها بالجبهة لشعبية، بس حكالي نحنا كنا على خطأ ولم نفهمه لأننا كنا كثير طفوليين.
آخ قتلناك يا آخر الأنبياء.
أنا عندي قناعة أن ناصر مات مقتولاً، لا أفهم أنه مات هيك عادي.
العالم لم يحتمل هذا الرائع الخالد والذي لا يقبل بالغلط، والذي فعلاً تعذب وتألم بسبب ما حدث بنكسة حزيران/يونيو 67.
لكني لا أعتقد بأنه من الصدفة أن يموت بعد ساعات فقط من تحقيقه لاتفاق بين الفلسطينيين والأردن. أي بين الشهيد عرفات وحسين الأردن.
يا ريت بس تاني، يعود ناصر، ويعود لنا مثلك يا ناصر.
ولكن اللي بدي قوله، أو بدي وصلكم ياه، هي أوبريت وطني حبيبي الوطن الأكبر عالعود لعبد الوهاب:
http://www.youtube.com/watch?v=AbwcsZM7GkM
وهاي هي.
ولا بد أن نتحد يوماً ما، فهذه الخيانة ستمر، هي أزمة لا يمكن أن تستمر بمصر. لأن مصر كلها جدعنة.
أحيان بقول كيف ممكن يستمر هيك نظام بمصر، بس كمان ببلاد الأمويين ما فيه شي قوي حالياً رغم أنها عاصمة تاريخية لدولة عربية/إسلامية.
بس أنا متأكد الجدعنة المصرية رح تنتصر، لما بيعرف الإنسان المصريين بيحس فيهم بالرجولة والجدعنة وشيء غريب وعجيب جاي من نفح التاريخ.
جدعنة المصري شيء بيشدك وبيجذبك فوراً. جار الزمن علينا كلنا يا عرب.
جار الزمن شوي عالمصريين، وهما أخوتنا الكبار.
بس لما بترجع مصر بترجع كل الأمة العربية، وبترجع حية ترزق.
كنا نتعلم بالمدارس أن قلب الأمة العربية هي فلسطين. ولكني أقول أن مصر هي فقط قلب هالأمة، بدونها كل العرب أيتام. ونحنا من زمان أيتام، من يوم ما وقع السادات وثيقة العار ولعب بقلوب العرب وتركهم أيتام، هالشي مش حقو، يتم 300 مليون عربي الله لا يوفقو.
وتحياتي
(f)
[/quote]
عندما مات عبد الناصر خرجت الألوف تبكيه بموجة هستيرية وكأنها قد فقدت اباها , مما شكل صدمة و مفاجئة للمراقب الغربي !!
كيف يمكن أن تبكي شعوب بأكملها ضابطاً عسكرياً , دكتاتوراً , أنشأ وبنجاح مخابرات قوية , ومن عظمة قوتها أتحفنا بمثلها بسوريا ( ليؤكد أواصر الوحدة ) , ضابط لا يؤمن إلا بالتفرد والقنزعة المنفردة على رقاب الشعب وكان من أول شروطه للوحدة مع سوريا هو : حل الأحزاب السورية بكل أطيافها فكانت أول مسمار يدق في نعش التعدد السياسي في سوريا . حل الأحزاب في سوريا وأنشأ عوضاً عنها المخابرات , صار يخاطب سوريا من خلال عبد الحميد السراج بدلاً من سياسيها الديمقراطيين .
ضابط اراد تحويل سوريا إلى مستعمرة , إلى حديقة خلفية , إلى تابع , لا اكثر ولا اقل .
ضابط خسر خسارة عسكرية مؤلمة و مخزية , ومع هذا خرج منها بطلاً بمتثيلية متقنة أعادته عودة باركها الشعب بحناجره ودموعه , دموع البسطاء المقعهورين والتي عرف كيف يستغلها و يوظفها جيداً .
إذاً شكل هذا صدمة للغرب الذي عرف كيف يفوز تشرشل بأكبر حرب غيرت وجه العالم ثم يخسر انتخابات مابعد الحرب . ولم يعرف كيف لقائد خسر معركته وكل معاركه ضد العدو ولم يفز إلا بالداخل , كيف شعب بأكمله يبكي ويلطم مطالباً بعودته !
إنها سيكولوجيا الإنسان المقهور المغلوب على أمره الذي لشدة إحساسه بالفشل و الخيبات على مدى زمانه صار يبحث دائماً عن "المنقذ " عن " البطل " الفذ , عن سوبرمان , عن قائد يأخذ له حقه الضائع , عن رجل في زمن عز فيه الرجال , حتى لو بالصوت العالي و الخطابات الرنانة الجوفاء , التي لا تقتل ذبابة للعدو ولكنها تشحذ همة هذا المواطن بنصر على الورق , " بضربة كندرة " بلحسة عسل , ولو مغشوش عوضاً عن القطران , والزقوم الذي اعتاد عليه . قادة بمهارة البهلوان يحولون النصر إلى هزيمة , إلى " فكشة " " نكبة " أو حتى " نكسة " و يخدرونك بقولهم أنها ليست نهاية المعركة !! خسارة المعركة ليست خسارة الحرب .
إنها الشعوب المقهورة , التي تسيرها العاطفة ومشاعر الأبوة , فالزعيم ليس زعيماً فقط بل هو أب , أب للجميع . ومن يكره اباه ؟ومن لا يغفر لاباه ؟
القادة الأفذاذ يعرفون هذا ويعرفون أكثر منه بكثير , هم سادة هذه اللعبة وملوكها , حتى بدون أن يعرفوا مكيافيللي ولا أميره , فلو أرداوا لوضعوا عدة أجزاء للأمير ولأدهشوا مكيافيلي نفسه .
قائد لا يموت , خالد , لا أحد يصدق أنه مات , أعظم من نبي وليس اخر الأنبياء لأن الأنبياء يؤدون الرسالة ويموتون . وهو مامات .
عاش , عاش , عاش