هذه قصة حمزة.. الطفل الذي تحدى..
الجمعة، 03 حزيران/يونيو 2011، آخر تحديث 09:40 (GMT+0400)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الطفل السوري حمزة الخطيب، الذي أثار تعذيبه وقتله حركة المعارضة في الداخل والخارج، ودفعها إلى مزيد من التجييش ضد النظام السوري،
كان يحلم بأن يصبح شرطياً، غير أن الطفل البالغ من العمر 13 عاماً،
عدل عن طموحه عندما بدأت الحكومة السورية بقمع الحركة الاحتجاجية بعنف وقوة.
"عندما رأي عناصر الشرطة يقتلون أفراد الشعب خلال الثورة، قال 'إن الشرطة يقتلون الشعب وأنا لا أريد أن أكون مثلهم.. لا أعرف ماذا سأصبح ولكن الشرطة تقتل الشعب وتعذبهم'"، وفقاً لما نقله أحد أقاربه عنه، والذي نجح في الخروج من سوريا والوصول إلى الكويت أثناء استمرار النظام في قمع المحتجين.
وطالب قريبه بعدم كشف هويته خشية على أفراد أسرته في محافظة درعا، التي أصبحت بمثابة برميل البارود الذي تسبب في انتشار الاحتجاجات في كثير من المدن والبلدات السورية.
يقول أفراد الأسرة إن حمزة لم ينجح في ملازمة والده منفصلاً عنه أثناء الاحتجاجات في التاسع والعشرين من إبريل/نيسان الماضي بالقرب من درعا، عندما سعى المتظاهرون إلى الوصول للمدينة لكسر الحصار الذي فرضه الجيش السوري عليها، ومحاولتهم تأمين مواد غذائية للمحاصرين.
ووصف أقارب حمزة ممن التقتهم CNN الطفل بأنه كان ذكياً وكان يحب المدرسة وكرة القدم.. وأنه كان يعيش في عائلة متوسطة الحال وكان الطفل الأصغر لوالد مزارع.
وقال أقاربه إن حمزة كان في التظاهرة التي كانت ترفع شعارات معادية لإيران وحزب الله وكانوا يقولون "لا حزب الله ولا إيران بدنا حرية وبس"، وكان يحمل علماً سورياً صغيراً وعليه النجمات الثلاث، وهو علم الاستقلال السوري.
وبعد التظاهرة، افتقدته أسرته وبحثت عنه، غير أن بحثها كان دون طائل.
وعلم أحد الأقارب بأن حمزة كان معتقلاً،
وشاهده في السجن وكان بصحة جيدة حينها، وتوسل إلى رجال الأمن كي يفرجوا عنه، غير أن الشرطة طلبت من أقارب حمزة العودة بعد يومين، بعدما وعدوهم بالإفراج عنه.
لكن قريب حمزة قال لـCNN إن عناصر الأمن شعروا بالغضب
وسألوا عن كيفية معرفتهم بوجود حمزة بالمعتقل، وبعدها قاموا بتعذيب الطفل طوال يومين.
وعندما ذهب والدا حمزة إلى السجن للإفراج عن ولدهما، طلب منهما عناصر الأمن التوجه إلى المستشفى، وهناك عثرا عليه جثة هامدة، وعندها راته والدته على هذه الحالة أصيبت بانهيار عصبي، وقال قريب حمزة عن عناصر الأمن: "هؤلاء أشخاص لا يخافون الله ولا يعرفون الله."
وأوضح القريب أن والد حمزة أصبح "مدمراً"، ووالدته تبدو وكأنها فقدت عقلها وهي تبكيه لحطة ثم تفرح لأنه أصبح شهيداً في اللحظة التالية.
وأوضح القريب أن والد حمزة اعتقل بعدما تلقى جثمان ابنه واقتاده رجال الأمن بعيداً، وطلبوا منه ألا يتحدث لوسائل الإعلام أو منظمات حقوق الإنسان أو أي شخص آخر، وهددوه قائلين: "لقد قتلنا أحد أبنائك.. وبإمكاننا أن نقتل البقية أيضاً."
وقال التلفزيون السوري إن الرئيس بشار الأسد التقى أفراد أسرة حمزة الثلاثاء وقالت إنهم والده وعمه، وقالا أن الأسد رحب بهما وكان متفهما ووعدهم بالإصلاح.
ورغم أن قريب حمزة كان قد فر خارج البلاد لحظة بث لقطات الاستقبال، إلا أنه قال: "
أقسم أنهم قالوا ذلك بسبب تعرضهم للتهديد وإجبارهم على قول ذلك."
وعبر الرجل عن قلقه على الضحايا من الأطفال وعن شعوره بأن النظام يستهدف الأطفال "ليلقنا نحن درساً."
وأضاف: "لا يوجد حمزة واحد في سوريا.. هناك المئات من حمزة.. وهؤلاء الرجال لا يعرفون الله ولذلك سيصنعون مئات أخرين من حمزة."
http://arabic.cnn.com/2011/syria.2011/6/...index.html