و كيف سيتأهل الجسد و يتدمقرط و يتشرف بدخول الحداثة ما دامت أيديهم الخارجية تحقنه بالشلل الاقتصادي أشكالا و ألوانا تناسب كل مرحلة؟
أم تظن أن صندوق النقد الدولي و غيره من أذرع العولمة يأخذ بيد هذه الشعوب نحو انتاج لقمتها الخاصة و تحرير قرارها السياسي من فك العبودية لقوى العولمة التي تدعي شراكة معها؟ و أنت بنفسك تطرقت لدور التراكم الكمي في التغيير أو دور الاقتصاد.
لماذا تقوم القيامة في لقاءات منظمة التجارة العالمية ضد المطالب العادلة للشعوب النامية؟
لماذا يمكن الأمريكي القادم من بيفرلي هيلز أن يدخل الربع الخالي معززا مكرما و يتقاضى اضعاف ما يتقاضاه العربي بينما يموت العربي في طوابير السفارات الغربية املا في الحصول على فيزا؟ هل ما يدعونه تحرير انتقال الايدي العاملة تحريرا لكل الأيدي لتتأهل أم لأياديهم البيضاء فقط لتنهب و تشفط؟
لماذا تكون ديمقراطية العراق المزعومة ذبحا للعراق بكل ما في الكلمة من معنى؟ أهذا تأهيل أيضا؟
و لماذا بينحرق الدم الغربي على حقوق الانسان في ليبيا و سوريا و ايران بينما لا يرف له جفن في فلسطين و السعودية و البحرين و غيرها؟؟ أليس لأن مصلحة الشفط و النفط و شل عمليات التأهل هو المعيار و الحكم؟
العالم كله يعاني أزمة اقتصادية جروه الى هاويتها بينما انظر أرباح الشركات الكبرى (سلاح و نفط و أدوية الخ) و تصاعدها. هل هذا تأهيل للعالم أم اعاقة جماعية له؟
لهذا و للكثير غيره فان الشكليات و مظاهر التقدم الزائفة ليست الا مثل عندما تسرق بيت واحد و تعطيه بلوزة مزركشة و تقول له: اتبحبح .. لا عمر حدا حوش. و ليست شراكة و تبادل مصالح مثلما تدعي. فالشراكة تقوم على اختيار حر لا نملكه أولا. و حتى لو قلنا شراكة الفئات الرجعية الحاكمة عندنا و ليس الشعوب فان التعبير أيضا غير دقيق. فشتان بين قرار حكومة دولة مستقلة ذات سيادة و بين قرار مستعمرة بس لابسة طقم مودرن و أ لا افرنجي خالص.
اقتباس:أبو مازن حلقت له الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، وغياب مرجعية عربية تحترمها، وتحسب حسابها، حكومات العالم.
أبو مازن يمثل قضية. لماذا خلقوا و حلقوا لهذه القضية منذ نشوئها؟ لااتكلم عن أبو مازن شخصيا.
لماذا غزو أفغانستان بين ليلة و ضحاها و احتلوا العراق بنفس السرعة بينما مطنشين قضيتنا منذ أكثر من نصف قرن؟
ليس قفزا يا أبو نواس بل القصة أن الاستعمار و الاستبداد العالمي يلبس لبوسا يناسب كل مرحلة لنبقى تحت البسطار الغربي و لانتأهل لاستقلال ولا لبناء دول حديثة.