عزيزتي وردة
اقتباس:ربما لايفهم مشاعر المرأة إلا امرأة مثلها ولا أخفيك أنني للحظة شاركت الزوجة الأولى مشاعر التشفي والغبطة من خبر كهذا ليس لأني شريرة 10 وإنما لوجود المشاعر ذاتها لدى أغلب الإناث من التشارك في حالة الغيرة وجرح الكرامة من الشريك
أنا دخلت الموضوع و قرأته بحياد و بعقل بارد فلم أتحيز لأي طرف لأن الانسان سواء كان رجلا أو امرأة عرضة لخيبات أمل قاسية و مفاجآت لم تخطر على بال وحسبات فاشلة و تغير عواطف و مواقف. الأمر عادي و مألوف خاصة اني عملت في أطر نسوية و ياما سمعت و شفت قصص من هذا القبيل و أنكى. بالتالي لم يكن عندي احساس بشماتة و لا بحقد و لا بفرح و لا شي.
لم أتشفى في الزوجة الثانية فهي أولا و أخيرا شابة صغيرة و انسان يخطئ في قراراته (هذا ان كان قرار الزواج قرارها و ليس قرار أهلها).
لم أتعاطف مع الزوجة الأولى رغم توقعي انها فرحت و "ما أحلى الرجوع اليها" و أحست أنها انتصرت في "ستالينجراد" اجتماعية.
كما أني لم أحقد على الرجل لأن الانسان ابن بيئته و هذه هي بيئتنا اذ قوانين الاحوال الشخصية جائرة في حق المرأة و تتيح تكرر هكذا أحداث في كل ثانية. و احسبي كم امرأة ستنتحر نفسيا أو جسديا تبعا لذلك. كما أن الرجل كانسان لا يعرف ذاته و لا الحياة بما يكفي و لذلك اختلف موقفه.
بالطبع النساء يعرفن مشاعر بعضهن في الحوادث كالغيرة و جرح الكرامة من الشريك و الرجل يا عزيزتي يعرف مشاعر الرجل. لكني في ردودي على الزملاء الذين تطرقوا الى الدين وقفت ضد موقف هذا الدين من قضية تعدد الزوجات لأنه المفروض أن لا يعرض دين سماوي و الهي سامي نساء العالم عبر التاريخ لجروح و تشطيبات نفسية و عاطفية. كما قلت في أحد ردودي الرجل يجن جنونه لو أن أحدا عاكس أخته أو زوجته. اذا عنده غيرة هو الآخر فلماذا أنكروها علينا نحن النساء؟
اقتباس:ولكن لا يمكننا افتراض ذلك التشارك لدى الذكور فالأمر قد يختلف بالنسبة لهم فلا تكون مشاعرهم متساوية ولاأحد يضمن أن يظهروا بمظهر الأفاضل وولاد الأصل وأصحاب ضمير حي وأخلاق أفلاطونية أوملتزمين بالدين خصوصاً إن كان في الأمر امرأة .
عزيزتي نحن النساء لسنا ملائكة أيضا. و التمثيل و الكذب و الخداع و غيرها صفات موجودة عند الطرفين. لكن الرجل لا يتعاطف مع المرأة في هكذا حالات لأنه ولد و كبر و عجز في مجتمعات تبرر له العك و يدعمه الدين و القانون و الأعراف. أليس الانسان ابن بيئته؟ و الرجال يتشاركون في حاجات كثيرة: مثلا استعراض غزواتهم النسائية و الخبرات التي خرجوا بها .. التعاون و فبركة فيلم هندي لتبرير غزوة جديدة .. مساندة بعضهم وقت ان يقع جمل منهم و تكثر سكاكينه ... الاشارة الى مفاتن هذه الممثلة و تلك الراقصة و ما بعرف شو. احنا و ياهم واحد يا عزيزتي لكن كل منا يقف في صف جماعته التي يتصورها هو صاحبة حق.
تحليلك لشخصية الزوج (سافل بكل المقاييس) قد يكون صحيحا فكل منا يرى الأمور بطريقته. لكن سواء كان خيرا أو شريرا في هذه القصة (و الانسان لعلمك مزيج من الصفتين) فليس الحق عليه بل على القانون و العرف الذي أعطاه حقا و هو يعرف "أن الانسان ليطغى" و أن النفس أمارة بالسوء و أن الرجل اذا أثير جنسيا فقد ثلثا عقله ووووو. و لذلك فهذا الحق سيكون ملطشة لأن كل انسان يرى نفسه خيرا و فهمان و عاقل وووو.
اقتباس:ولو نظرنا إلى الموضوع بطريقة بسيطة بعيدة عن التوتر والتعصب تجاه أوامر الإسلام لوجدنا أن الرجل بطبيعته يميل إلى النساء سواء كان مسلماً أم لا وقد يخون شريكته حتى وهو على غير دين والعالم أمامنا يضج بالأمثلة قديماً وحديثاً ونحن جزء من هذا العالم ... !!
عندما يخون الرجل ألا يخون مع امرأة؟
و العالم يعج بخيانات النساء أيضا. اذن كلانا في الهوا سوا و ليسوا شياطين و لسنا ملائكة.
أما أن يكون على غير دين فالقصة التي بين أيدينا لا تحدث في بيئة مسيحية أو درزية مثلا لأنه لا تعدد زوجات عندهم.
الميل للتعدد واضح عند الرجل لكنه مكبوت و مخفي بضغط الاعراف و المفاهيم و الأحوال الاجتماعية عند المرأة.
اقتباس:ولكني إن قبلت ووضعت في مثل هذا الموقف لأي سبب فسأستطيع أن آخذ حقي منه ثالث ومثلث وبالدين
عزيزتي المشكلة ليست في الدين وحده بل أيضا ما ترتب عليه في المجتمعات الاسلامية المتخلفة أيضا اذ تقضي المرأة أعواما في المحاكم من أجل أن تحصل على الطلاق بينما الرجل يطلق بكلمة و الريموت كونترول في يده. و ان قلت أن المرأة بامكانها أن تضع شروطها في عقد الزواج فاي رجل هذا الذي سيقبل بغير دور البطولة؟ سيقول لها: "من أولها حتتشرطي عليا يا روح خالتك؟ أحااااا! باي و ابقي خلي شروطك تنفعك" أو "نعم يا اختي؟ هو أنو الزلمة فينا"؟! و هكذا كيف ما حسبتيها المرأة خسرانة.
اقتباس:أما التعدد فهو تشريع ديني يقيد الأمر ويقننه ويؤطره بإطار ديني يلزم كلا الطرفين بما لهما وما عليهما
كون قصة كالتي بين ايدينا و مئات الآلاف غيرها تحدث -حتى و ان بدون انتحار- بسبب عدم تنفيذ الالزام و الأطر يعني لي أن القانون فاشل. فالفطرة أقوى من أي قانون أتى من خارجها و لذلك تظل سيدة الموقف و تظل الخيانات و عدم العدل شغالة على ودنها. و بالتالي تظل معاناة المرأة مستمرة بقصص أشكال و ألوان. و أنت بنفسك قلتي أن الكسبان الوحيد هو الرجل هنا:
اقتباس:وهنا يبرز الفرق بين شرعية التعدد في الدين وبهيمية العلاقات العابرة بصديقات الخيانة وبغايا المساءات الحمراء ووو اللواتي لا يحترمهن أحد حتى الرجال أنفسهم وغالباً يخرجن من المولد بلاحمص فلا حقوق ولا عدالة ولا كرامة ولا أبناء يعرف لهم نسب بل والأدهى من ذلك أن الوحيد الكسبان في كل تلك العلاقات هو الرجل فقط ..
عزيزتي هل شاهدت فيلم "الشريدة" لمحمود ياسين و نجلاء فتحي. حين يطفش محمود ياسين من زوجته و حياته و لا يجد راحته الا عند الفرايحية "نبيلة عبيد" التي قالت له بعد أن حدثها عن زوجته المحامية: هم دول نسوان يا اخواتي؟ و حين داهمه الموت مات في بيتها و لم يمت في بيته. كل انسان يسعى الى ما ينقصه سواء الرجل أو المرأة. الدين اعطى الرجل حق اكمال هذا النقص ليس بالزواج فقط بل و ما ملكت أيمانكم. و لم يعترف أننا النساء بشر أيضا نحس و نغار و عندنا كرامة.
و