العقل البشري يفضل الأجوبة البسيطة على الأجوبة المعقدة ولذلك تنتشر فكرة الإله أو أفكار الأديان عن الخلق بين الناس لأنها الأكثر اراحة للعقل من غيرها وأسهل جواب لأعقد سؤال عن الخلق هو القول بالإله فهو الأسهل من بين مل الأجوبة والغالبية لا تقبل التفسيرات الحديثة لصعوبتها وتعقيدها وجهل الغالبية بها ولا ننسى مسألة التلقين منذ الصغر عن الإله وخلقه وأنبياءه وملائكته وغيرها من الأمور.

أنا تقريبا متفق مع حضرتك فبما قلت في هذه الرسالة.

طبعا أن لا مشكلة لدي بوجود الله من عدمه ولكن اعتقد بان الله لو كان موجودا فإنه لا علاقة له بالأديان البشرية وأعتقد بأن الله أكبر من أن يكتب كتابا مثل القرآن أو غيره فالله هو أكبر مما يمكن ان نتصوره حتى .
الأديان من صنع البشر والله لا يمكن أن يختار دينا لأحد وأن يأمر به لسبب بسيط وهو أنه مهما انزل الله من دين فإن البشر سيكفرون به وهذا طعن في الإله لانه لا يجوز أن يرجع أمر الله ويتم عصيانه فأمر الله فوق كل أمر ولا يمكن عصيانه والبشر يعصونه وبالتالي الدين ليس من عند الله.

يا صديقي هذه الرسالة مليئة بالمتفجرات!!
لا أدري من أين أبدأ.
سأختصر حسب طريقتك في الكتابة.
توجد ثلاث ديانات سماوية.أخرها هو الاسلام.الديانات الأخرى حصل فيه تحريف.
القران كتاب الله فعلا لأنه كتاب معجز في صياغته وموضوعاته..الخ
حسب نص القران فان الانسان له حرية الاختيار ولذلك سيحاسب.
وهناك اية تجيب من أكثر من 1400 علي اخر نقطة في رسالتك.ومعناها لو شاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين.
عقيدة الاسلام منظومة فيها اجابات علي الملاحظات التى أوردتها بالتحديد.

بادئ ذي بدئ فأنا لي في الإسلام حتى ثلاثين سنة تقريبا قبل أن أتركه قبل ثلاث سنوات وبالتالي فأنا لي خبرة كبيرة في ديني بحكم صلاتي وقراءتي للقرآن لمدة 18 عاما تقريبا .
ومن عادتي أن اكتب الردود بشكل مبسط ومباشر ولذلك أقول :
الله يمثل المطلق أي أن الله لا يجتمع فيه النقيضين مثل العدل والظلم فهو عادل فقط ولا يمكن أن يكون ظالما وكذلك إرادته مطلقة ولا يمكن أن يكون مريدا لشيئين مضطادان فهو يريد الخير فقط ولا يريد الشر وكذلك فإرادته فوق كل إرادة ولا يمكن أن نريد نحن شيئا من دون موافقته ونحن نريد الشر وبذلك تتعارض إرادتنا مع إرادة الله لأن الله لا يريد الشر وبالتالي تنتفي صفة الإطلاق عن الله وهذه من متناقضات فكرة الإله في الإسلام .
لاحط أنني احاورك حسب المنطق الإسلامي في فكرة الإله وصفاته ولذلك لا يمكن أن نقول بأن الله مطلق إذا قلنا بأن الله خيرنا بين الخير والشر فإما هو مطلق وبالنالي لا خيار لنا أو هو غير مطلق وبالنالي نحن مخيرون وهنا تسقط فكرة الإله الإسلامي لو سلمنا بإرادة الإنسان للخير والشر.

الزميل مسلم
تحياتي اليك.

الاشكالية تنشأ عندما نستعمل عقلنا البشري( الذى هو بطبيعته عقل نسبي) في البحث في الله بنفس المقاييس النسبية للعقل البشري.

استعمال العقل البشري في البحث في الكون والحياة وعمارة الأرض وانشاء الحضارات-كل هذا وغيره هو الميدان الذى يتبارى فيه العقل البشري.
أما عندما نستعمل العقل النسبي في التفكير في المطلق وهو الله ينشأ التناقض الذى أشرت اليه.وهذا التناقض ليس موجودا في حقيقة الأمر.
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وأودع فيه حرية الاختيار بين الخير والشر.لأن الله سبحانه له طلاقة القدرة في خلقه.فهو لا يسأل عما يفعل في ملكوته.ولكن البشر يسألون.
لماذا خلق الله الانسان وأعطاه حرية الاختيار؟
هذا سؤال من النسبي الي المطلق.وهو لا يليق بمقام الألوهية.

كثير من البشر لا يؤمن بالله.
وهم بالنسبة للعقيدة الالهية خارج السياق.

الزميل محمد
أنا استعمل العقل في حدود ما نعرف فقط فلقد قيل لنا بأن الله مطلق وقيل لنا بأن الإنسان مخير وفي هذا تناقض .
أنا أناقش الفكرة البشرية عن الإله وفهمنا كله يتم عن طريق عقلنا النسبي والذي فهم القرآن بطريقة نسبية لأن القرآن هو نسبي أيضا ولا يمكن أن يكون مطلقا لأنه لو كان مطلقا لما فهمنا منه شيء وكان فوق عقلنا ولأنه لا يوجد شيئان مطلقان ( الله والقرآن ) فالإطلاق لله وحده وكذلك فالقرآن النسبي لا يمكن أن يكون كلاما من المطلق الذي هو الله لأن المطلق لا يقوم ولا يفعل إلا المطلق والقرآن نسبي ليناسب عقولنا النسبية ولأنه نسبي فسيكون حاويا للأخطاء والتناقضات ولا يمكن أن يكون مطلقا للأسباب السابقة ولأحتوائه على الأخطاء حسب النسبية التي فيه.
وهذا غيض من فيض من خلال البحث في المطلق والنسبي وأنه لا يمكن القبول بالإله حسب الوصف الإسلامي .

الزميل مسلم
كيف للقران أن يكون حاويا للأخطاء والتناقضات؟.أتمنى أن تذكر لي بعضا منها.

مع تحيتي.

أنظر زميلي
لن أذكر لك عن أية أخطاء في القرإن ولكن سأطرح عليك معضلة يجب أن تحلها :
القرآن مطلق أم نسبي؟
إن كان مطلق فهذا غير صحيح لأننا لن نفهمه لو كان مطلقا بحكم نسبية عقلنا.
إن كان نسبيا فهو يحتوي على الأخطاء بحكم أن كل نسبي ناقص.
ومن المتفق عليه أنه لا مطلق إلا الله.

سأجيبك يا عزيزي بطريقة بسيطة جدا.
القران نزل لهداية البشر.لذلك فهو قابل للفهم والدراسة والتأويل والتفسير بعقول البشر.كل حسب اجتهاده.وكل عصر حسب تطوره.
وهو بهذه الكيفية ليس به أخطاء لأنه منزل من قبل الله الذى خلق البشر ويعلم ما كان وما سيكون حتى قيام الساعة.
نعم لا مطلق الا الله.وحيث أن القران نزل من عند الله العليم الحكيم فانه منزه عن الخطأ.