حسنًا سيد فادي وهذا شيء عادي نقع كلنا فيه لكني لفت نظرك حتى لا يأخذ القاريء هذه المعلومة بمصدرها الغير صحيح، بل ربما وضعها في أحد كتبه وبحوثه. فهذه في مصلحة القاريء ولا شيء فيها كما ذكرتُ.
والآن ننظر في سؤالك:
.......................
"وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " دَخَلَ الْجَنَّة " أَيْ صَارَ إِلَيْهَا إِمَّا اِبْتِدَاء مِنْ أَوَّل الْحَال وَإِمَّا بَعْد أَنْ يَقَع مَا يَقَع مِنْ الْعَذَاب" فهل دخول الجنة من إبتداء الحال هو إحتمال قائم بنسبة 50 % بالفعل كما قال ابن حجر؟؟
.......................
ولنقرأ السياق كله:
"فإن القواعد استقرت على أن حقوق الادميين لا تسقط بمجرد الموت على الإيمان ولكن لا يلزم من عدم سقوطها أن لا يتكفل الله بها عمن يريد أن يدخله الجنة ومن ثم رد صلى الله عليه و سلم على أبي ذر إستبعاده ويحتمل أن يكون المراد بقوله دخل الجنة أي صار إليها إما ابتداء من أول الحال وإما بعد أن يقع ما يقع من العذاب نسأل الله العفو والعافيه وفي هذا الحديث من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر أصابه قبل ذلك ما أصابه وسيأتي بيان حاله في كتاب الرقاق وفي الحديث أن أصحاب الكبائر لا يخلدون في النار وأن الكبائر لا تسلب اسم الإيمان." (فتح الباري - ابن حجر - ج 3 / ص 111)
ولنقرأ لمزيد من التوضيح:
"قال الطيبي قال بعض المحققين قد يتخذ من أمثال هذه الأحاديث المبطلة ذريعة إلى طرح التكاليف وابطال العمل ظنا أن ترك الشرك كاف وهذا يستلزم طي بساط الشريعة وابطال الحدود وأن الترغيب في الطاعة والتحذير عن المعصية لا تأثير له بل يقتضي الانخلاع عن الدين والانحلال عن قيد الشريعة والخروج عن الضبط والولوج في الخبط وترك الناس سدى مهملين وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد أن يفضي إلى خراب الأخرى مع أن قوله في بعض طرق الحديث ان يعبدوه يتضمن جميع أنواع التكاليف الشرعية وقوله ولا يشركوا به شيئا يشمل مسمى الشرك الجلي والخفي فلا راحة للتمسك به في ترك العمل لأن الأحاديث إذا ثبتت وجب ضم بعضها إلى بعض فإنها في حكم الحديث الواحد فيحمل مطلقها على مقيدها ليحصل العمل بجميع ما في مضمونها وبالله التوفيق." (فتح الباري - ابن حجر - ج 11 / ص 270)
"مذهب أهل السنة بأجمعهم من السلف الصالح وأهل الحديث والفقهاء والمتكلمين على مذهبهم من الاشعريين أن أهل الذنوب فى مشيئة الله تعالى وأن كل من مات على الايمان وتشهد مخلصا من قلبه بالشهادتين فانه يدخل الجنة فان كان تائبا أو سليما من المعاصى دخل الجنة برحمة ربه وحرم على النار بالجملة فان حملنا اللفظين الواردين على هذا فيمن هذه صفته كان بينا وهذا معنى تأويلى الحسن والبخارى وان كان هذا من المخلطين بتضييع ما أوجب الله تعالى عليه أو بفعل ما حرم عليه فهو فى المشيئة لا يقطع فى أمره بتحريمه على النار ولا باستحقاقه الجنة لاول وهلة بل يقطع بأنه لابد من دخوله الجنة آخرا وحاله قبل ذلك فى خطر المشيئة ان شاء الله تعالى عذبه بذنبه وان شاء عفا عنه بفضله.... وحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور أنهم بايعوه صلى الله عليه و سلم على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يعصوا إلى آخره ثم قال لهم صلى الله عليه و سلم فمن وفى منكم فأجره على الله ومن فعل شيئا من ذلك فعوقب فى الدنيا فهو كفارته ومن فعل ولم يعاقب فهو إلى الله تعالى ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه." (شرح النووي على مسلم - ج 1 / ص 220)
لهذا فمن زادت سيئاته على حسناته فأمره إلى الله العليم الحكيم والغفور العفو الرحيم
إن شاء عذبه بعلمه بحاله وبعدله
وإن شاء عفا عنه بعلمه بحاله وبرحمته
يعني كما تقول أنت يمكن ان نعطي نسبة 50% لكلا الاحتمالين. وقد تزيد وقد تنقص تبعًا لظن العبد في الله ربه وتبعًا لنوعيه ذنوبه وتبعًا لنسبة زيادتها على حسناته، بل ونوعية حسناته، وكل هذا في علم الله الذي رحمته سبقت غضبه:
30 - ( 1561 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم ( واللفظ ليحيى ) ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبو معاوية ) عن الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال قال الله عز و جل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه." (صحيح مسلم - ج 3 / ص 1195)
فهمت من نقلك لبقية كلام ابن حجر انك تؤيده فيما ذهب إليه و اننى لم اخطأ حين وضعت إحتمالية دخول الزانى و السارق للجنة بنسبة 50 % و دخوله جهنم اولا بنسبة 50 %.
و على هذا , هل أفهم من كلامك انه لا يوجد قاعدة ثابتة للحساب يوم القيامة من المنظور الإسلامى؟؟؟
تحياتى و محبتى
12-01-2007, 02:38 PM
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal
عضو رائد
المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
و أتفق معك فى ان هذه فئة رابعة و لكن لما فصلتها عن الثلاثة الآخرين؟ فالنفاق قد يُوجد فى بنى المسلمين و غير المشركين , إذن نحن نتكلم داخل اطار مُحدد و هو عدم الشرك بالله و الاسلام فكل ما عدا ذلك فهو يندرج تحت تعليم الحديث الموضوع بالاعلى و موافقتك لما ذهب اليه ابن حجر.
و كما هو واضح من كلامك ان تقول ان الحديث مُتعلق بهذه الفرقة الخامسة فقط التى بقى أمرها مُعلق على حسب رحمة الله و لكن ايضا هذه الفرقة تندرج تحت الاطار العام للحديث , الاسلام و عدم الشرك بالله , ألا توافقنى على هذا؟
ما فهمته من الحديث و شرح ابن حجر له و تفصيل كلماتك عزيزى هو ان مادام الإنسان مسلم و غير مُشرك بالله فإن زنى و إن سرق فهو قد يدخل الجنة مباشرة او كما عبر ابن حجر "من ابتداء الحال" بنسبة 50 % و كل الفرق التى تكلمت عنها عزيزى من كلام القرآن تندرج تحت باب المسلمين و غير المشركين.
أننى متفق تماما مع الفكر الإسلامى فى ان الكافر اى غير المسلم ليس له الجنة مهما حدث و ذلك لأن النصوص المتعلقة بهذا الشأن صريحة و واضحة , و لكن حديثى هو فى الانسان المسلم , أعنى مبادىء مُحاسبة الانسان المسلم غير المشرك يوم القيامة بحسب المفهوم الإسلامى.
تحياتى و محبتى (f)
12-02-2007, 01:55 PM
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal
عضو رائد
المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
Array
نحن نتكلم داخل اطار مُحدد و هو عدم الشرك بالله و الاسلام فكل ما عدا ذلك فهو يندرج تحت تعليم الحديث
[/quote]
لا. فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ينطبق عليه عدم الشرك بالله والإسلام، وكذلك رسل الله وأنبيائه ثم الشهداء والصالحون. ولا يمكن لأحد ان يقول ان الحديث ينطبق عليهم. الحديث ينطبق على من تساوت كفتي حسناته مع سيئاته أو زادت سيئاته على حسناته:
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا(69)ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا(70) (النساء)
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169)فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) (آل عمران)
صحيح البخاري - (ج 5 / ص 2170)
5420 - حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: خرج علينا النبي صلى الله عليه و سلم يوما فقال ( عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن يكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ) . فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) . فقام عكاشة بن محصن فقال أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال ( نعم ) . فقام آخر فقال أمنهم أنا ؟ فقال ( سبقك بها عكاشة )
Array
و كما هو واضح من كلامك ان تقول ان الحديث مُتعلق بهذه الفرقة الخامسة فقط التى بقى أمرها مُعلق على حسب رحمة الله.
[/quote]
نعم.
Array
و لكن ايضا هذه الفرقة تندرج تحت الاطار العام للحديث , الاسلام و عدم الشرك بالله , ألا توافقنى على هذا؟
[/quote]
لا.
وإلا لاستوى أنبياء الله والصديقون والشهداء والصالحون مع أهل الذنوب من المسلمين والمؤمنين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن الأمم الأخرى.
ولاحظ أن الحديث بالإضافة إلى وصفهم بـ"الإسلام وعدم الشرك" فقد وصفهم بالذنوب الكبائر.
Array
ما فهمته من الحديث و شرح ابن حجر له و تفصيل كلماتك عزيزى هو ان مادام الإنسان مسلم و غير مُشرك بالله فإن زنى و إن سرق فهو قد يدخل الجنة مباشرة او كما عبر ابن حجر "من ابتداء الحال" بنسبة 50 %
[/quote]
الحمد لله! إن كان مسلمًا مع ارتكابه الكبائر.
Array و كل الفرق التى تكلمت عنها عزيزى من كلام القرآن تندرج تحت باب المسلمين و غير المشركين.
[/quote]
وكما هو واضح أن أصحاب الشمال هم الذين كفروا بالله ورسله واليوم الآخر. وتذكر أن الله وصف المنافقين بالكفر. لذا فهناك فئتان ليسوا من المسلمين بالنص الصريح: أصحاب الشمال و المنافقون.
ويتبقى:
1- المقربون (الفرقة الأولى)
2- أصحاب اليمين (الثانية)
3- أهل المعاصي والكبائر من امة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ومن الأمم الأخرى.
والفئتان الأولى والثانية لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. جعلنا الله منهم برحمته وعفوه وفضله.
والثالثة هي التي يقصدها الحديث الشارح لآي القرآن العظيم:
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
