هذه بعض المداخلات شاركت بها في أحد المواضيع أثبتها هنا :
لو كان الاسلام دين قهر كما تتصورونه لما انتشر بالسلام في أكثر بقاع المعمورة بحيث أن كل بلاد شرق آسيا وقارة افريقيا جنوبها ووسطها وقطاعات واسعة من آسيا كلها مسلمون وبلاد اسلامية دخلها الاسلام من خلال الدعوة السلمية وليس بالحرب
تجدون هذا في كتاب متقن وجميل للمؤرخ الراحل حسين مؤنس " الاسلام الفاتح "
http://www.4shared.com/file/48191728/a10de...online.html?s=1
هناك فرق كبير بين " القوة " و " السيطرة "
الإسلام قوي .. قوي جدداً ! لكن مش مسيطر على عقائد الناس ..
الأحق بوصف السيطرة العقائدية هم أنتم ومن يمثلكم قديما وحديثا . إما تغيير الديانة وإما الابادة والتصفية والنفي من قاموس الحياة ..
طبعا أنتم تظنون أن هذا أحق به الاسلام أن يوصف به ! ولكن أنا أرى ( رأي عين ) وعلى يقين أن الاسلام ليست فيه نظرية محاكم تفتيش أبداً , بدليل سماحه بالجزية لا القتل ! وسماحه بالتزاوج من اهل الكتاب والتعايش معهم بشكل طبيعي جدا !
تعالى بقى لنر محاكم التفتيش وجرائم الحرب في الاندلس والبلقان مثلاً !
أو تعالى لنر كيف يتحدث القرآن عن الجاهليون وكيف قابلوا دعوةالرسل ..
( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا
فأوحى إليهم ربهم ( أي الى الرسل ) لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم )
هذا هو القرآن ! كما في سورة ابراهيم ..
فمن هو الذي يريد القهر على تغيير المعتقد ؟
الذ يسمح بتحصيل ضريبة مهما كانت ؟ أم الذي يصفي شعوبا بأكملها جسديا لمجرد أنها مسلمة ؟
الذي شهد التاريخ أنه كلا دخل بلداً لم يستمر القتال والتصفية بعد الفتح ؟ أم الذين شهد التاريخ عليهم بأنهم إذا تمكنوا فجروا بمعنى الكلمة ؟
أتظن أن المعترضين على التعايش اذا تمكنوا من الحكم سيتركون نفسا بشرية واحدة لا توافقهم في الأفكار ؟
...................................ز
كلنا سمع قول النبي عليه الصلاة والسلام ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) ..
هذا الحديث لا ينفصل عن الحديث الآخر ( إن منكم لمنفرين ) ..
سبب غربة الاسلام اليوم ليست سبااً واحداً ولكنها أسباب عديدة أهمها انتشار التيارات الأصولية المتميزة بالعنف في فهم قضية التدين وكل مايختص به ..
وبسبب هذه العقلية فإن تفسيراتهم للنصوص يتم تعميمها على غير مواضعها وغير ما نزلت فيه بسبب هذه العقلية وعقم التفكير أولاً , ثم بسبب قلة العلم ثانياً .. وهذا مما زاد الطين بلة ..
النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يزور أهل الكتاب في بيوتهم ويأكل معهم ويسأل عن جاره ( اليهودي ) الذي انقطع عن وضع القمامة على باب النبي صلى الله عليه وسلم فيذهب يسأل عنه فإذا هو مريض فيروح إليه ليعوده !
تحول هذا المنحى إلى تعميم آيات الجهاد عليه قسراً .. وأصبح الرجل والمرأة من غير المسلمين أعداء ولو في دار السلم من دون حرب ! بحجة أنهم أعداء لله بسبب مخالفة دينه ..
وهذا فهم مغلوط مكعبل مقلوب على رأسه , لأن هناك فرق بين أحكام الحرب والسلام في الاسلام .. واختلاف الدين ليس سبباً كافياً لصنع العداوة بحسب فهمي الحالي للإسلام ..
وأما قول الله تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام وقومه ( قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) فإن منطوق الآية ليس فيه ( أبغضناكم ) مع أنه أصرح وأبلغ لدلالته على المقصود ! فلما لم يرد هذا التعبير علمنا أن هذا مما يؤكد عدم بغض غير المسلم لشخصه وانما بغض العبادة لغير الله والتبرؤ منها , وهذا أمر طبيعي بين أي صاحبي دينين مختلفين ولا يؤدي هذا إلى سوء تعامل في دار السلم فضلا عن أعمال عنف وتفجير !
قبل ظهور محمد بن عبد الوهاب بدوي نجد كان الفهم البدوي للإسلام لم يظهر بعد , ولم يكشر عن توحشه وبربريته .. حتى في زمن ابن تيمية رحمه الله ( مع أنه أول من نشر فكر العنف ) .. ولكن كان الأمر لم يصل إلى العدوان الذي يتعدى اللسان والكلام .. وأما منذ ظهور بدو القصيم وحملهم السيف على علماء الحرمين بزعم أنهم مشركين لأنهم يقولون نظرة يارسول الله أو مدد يا حسين ! فقتلوهم وشردوهم : منذ ظهور هؤلاء لم تقم للإسلام قائمة من يومها ..
بل إنهم كانوا أكبر معول هدم في جدار الخلافة العثمانية التي كانت تتبنى الاتجاه الروحي في الاسلام وهو التصوف , فقد كان السلطان عبد الحميد الثاني من ابناء المدرسة الشاذلية ومن أرقى ملوك الأرض في التاعمل مع الآخرين .. ولكن هؤلاء حاولوا الانفصال عن الدولة العثمانية وكانت لهم معها حروباً طاحنة انتهت بقيام الدولة السعودية الأولى على ابن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود حليفه ..
ومن ساعتها والمملكة السعودية وعلمائها لا يفترون عن نشر هذا الفكر بكل ما يملكون .. وخاصة في مواسم الحج بل تعدى إلى نشر فكرهم خارج حدود البلاد .. في مختلف القارات ..
وها نحن اليوم نعاني من اتهام الاسلام بالتطرف والتعطش للدماء واتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سبب كل ذلك .. كل هذا سببه هؤلاء العربان الذين لا يصلحون إلا للعيش في الكهوف والصحاري بعيداً عن أي تمدن أو حضارة .
اذن هي فكرة رئيسية في رأسي : أن تيارات العنف السلفية هي سبب ما يعاني منه المسلمون اليوم من اتهام بالوحشية وما يراه الغرب في وسائل إعلامه من مهازل يندى لها الجبين .
وإلا فأخبرني كيف يحدث مثل هذا :
إقتباسوعندما توفى مولانا فى ديسمبر عام 1273م شيعه مريدوه فى الطريقة من كل جنس وملة ودين، وكان الحاخامات يقرؤون التوراة والمسيحيون يقرؤون الإنجيل جنباً إلى جنب مع المسلمين
http://www.nadyelfikr.com/index.php?showto...49069&st=10
هل يمكن أن يحدث هذا اليوم ؟
ابقى قابلني !
.......................
استاذي عفواً .. من نصبك قاضياً على الاسلام لبيان صحيحه من دخيله ؟! لو كنت باحثاً عن السلام الذي يحاربه مقاتلو طالبان فهناك مساحة واسعة تستنكر أفعال طالبان وأولهم العلماء كيوسف القرضاوي مثلا !
فهل الصواب فعلا هو البحث في نظرية الاسلام في الحرب والسلام أو التعايش مع الاخر ( عند طالبان ) ؟ أم الصواب فهم الاسلام من خلال كل علماء الدنيا غير طائفة السلفيين ؟ ومن قال لك أن السلفيين أغلبية أو اجماع ؟
وهل صحيح أنه لا وجود إلا لطالبان والقاعدة على الساحة الآن ؟
هذه تيارات جهادية لها وجود فعلا , لكن هل هي الوحيدة ؟ ممكن تكون الوحيدة في بؤرة الاعلام الأمريكي في الحقبة السابقة وأكيد - بعد حكم أوباما - سوف تخف الهالة الاعلامية المبالغ فيها لحجم اسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقد كان فعلاً ! الرجل بعدما اختار مستشارة خاصة : مسلمة محجبة ( د. داليا مجاهد ) تدخل البيت الأبيض لأول مرة بحجابها بعد أحداث 11 سبتمبر , ما معناه ؟ ما معهنى هذا ؟
ثم اختيار د. أحمد زويل اليوم مستشار مسلم آخر !
الرجل كان في صغره يرى أبيه ( حسين ) يسجد على الأرض لله تعالى .. وله رواسب في ذاكرته ولا أظن أنه سيستمر على نهج الأحمق بوش وسلفه ..
أمريكا معروف انه كان من سياستها الاستراتيجية أن تعيش على هامش عدو ولو وهمي لها , فبعد سقوط روسيا اصطنعت الاسلام كعدو , وهي التي صنعت اسامة بن لادن أصلا في حربهما لروسيا ..
وتجار السلاح لابد لهم من سوق لرواج بضاعتهم .. ولن يستمر هذا في اعتقادي ..
لكن ليس هذا موضوعنا ..
الخلاصة : عم تبحث أنت ؟
موجود أيمن الظواهري وموجود يوسف القرضاوي في ساحة العلماء .. وآلاف من العلماء والباحثين في ميدان البحث العلمي ومعظمهم متدين ويصلي .. وكذلك آلاف المفكرين والكتاب والفنانين المتدينين .. الاسلام نظرية حياة كبيرة جداً ( ويعجبني الختيار في الاعتراف بذلك لأنه فاهم ) لا يفهمها السلفيون لأن تفكيرهم معيب وساذج والدليل أنهم لا مشاركة لهم في الثقافة !
فإذا كنت تغمض عينك عن كل هذا وترى التيار السلفي فقط فهذا لا يضر أحدا إلا أنت ! لأنك بهذا تؤكد وتحرص على استمرار رسمية التيارات السلفية الجهادية وكأنها هي الاسلام النموذجي ..
طبعا هذا وراءه عوامل عاطفية بداخلك وبداخل زملائك من الكراهية للاسلام والحرص على ادانته ... لكن في النهاية ماذا ستفعل في المسلمين ؟
كيف ستتعايش معهم ؟
المسلمين ليسوا كلهم ولا واحد على مليون مثل طالبان والقاعدة ..
ولذلك فأنت تعيش الوهم ونظريات فقط لا واقع حقيقي .
..................................
الفكر السلفي المسيطر فعلا الآن على الساحة الاسلامية نت وفضائيات واعلام ..
لكن كيف تركت أنا هذا التيار بعد تجربة طويلة فيه ؟ أليس لوجود تيار معارض ؟ ولا أنا ماشاء الله فيلسوف لي مذهب فلسفي مستقل:D
انت مش عارف اني كنت متبني هذه النظرة قبل كام سنة ؟ قريب مش بعيد ! وانت نفسك كان لك حوارات أو تعليقات سريعة عابرة في موضوعاتي الداعية لعدم التمييع مع محاولة اقناع الاخر , يعني مسك العصا من المنتصف .. ولكن في النهاية تعبت ومع الحث المستمر وجدت نفسي محصور ضمن اطار سلفي لا يمثل كل الواقع الاسلامي وإن كان هو المسيطر .. لكن هذه السيطرة ليست على المستوى الثقافي المؤثر على الفكر الاسلامي بتلك الصورة الجذرية يعني ..
أضرب لك مثال واحد لأبين لك قصدي :
المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان الذي عقده الملك عبد الله ملك السعودية بعد زيارته للفاتيكان ومقابلته للبابا ..
هل أدان هذا المؤتمر من مختلف المذاهب الاسلامية كلها إلا السلفيين ؟ قالوا هذا تمييع وكفر , لكن غيرهم قال ايه ؟ كل من حضر وجلس بجانب القس فلان والراهب البوذي علان والآخر الهندوسي جنبا إلى جنب .. هؤلاء أيضاً يرون القضية الاسلامية لا تحتمل التمييع ؟ هل يرونه تمييع فعلا ؟
المشكلة مش مشكلة اسلام أو كفر .. المشكلة مشكلة ( تفكير ) منفصل عن الثقافة كما قلت .. هذه العقلية ليست حكراً على طالبان أو القاعدة , فهي موجودة ربما بشكل أكبر في مذاهب أصولية أخرى في أي دين أو مذهب فكري سواء كان أقباط المهجر أو حتى بعض اللادينيين الذين مارسوا جرائم الحرب في البلقان ضد المسلمين ..
..................................
خلاصة الموضوع كله : ان العيب ليس في أي دين وانما العيب في طريقة تفكير بعض المتدينين .. هؤلاء هم الذين يسيئون لأديانهم ..
ولذلك ليس الحل هو محاربة الدين للخلاص من التطرف وانما الحل هو علاج طربقة تفكير عداوانية موجودة حتى لدى طائفة من اللادينيين ..
حروب الماضي كلها لم تكن قائمة على أفكار دينية أو مقدسة , وانما معظم الحروب كانت ائمة على عقلية اليطرة على الاخرين ومص دمائهم ونفي وجودهم الحسي أو المعنوي .. وهذه النفسية ليست نتاج أي تفكير ديني بالضرورة وإنما هي نتاج ( فرعون ) قابع بداخل كل واحد منا ..
خصم هذا الفرعون هو موسى ( العقل ) أكبر نعمة أعطاها الله تعالى للبشرية ..
والصوفية اصطلحوا على تسمية هذا الفرعون بـ ( النفس ) ..
( أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ) .. أليس هذا كلام الصوفية ؟
لذلك ليس الحل في القضاء على الدين لأن هناك جانب مشرق جدا منه ويمكن الاستفادة منه في تحقيق السلام العالمي ..
هذه ليست أحلام .. فأنا نموذج أمامكم ومشاركاتي السلفية موجودة لم أقم بمسحها بعد .. وكلها تعارض كلامي الحالي .. فما الذي غيرني ؟ هل بالضرورة أني كفرت بالاسلام كي أكون مستنيراً ؟ بالعكس !
أنا اكتشفت أني كنت كافراً ثم ولدت من جديد كما قال السيد المسيح عليه من الله السلام ..
أنا الآن مؤمن بالاسلام الحق ..
وليس الاسلام المتداول هو الاسلام الحق بالضرورة .. ولو تذكرنا موضوع ( اشكالية الردة في الاسلام ) للأخ العاقل لوجدنا أن هناك آراء مطموسة يتعمد الاعلام السلفي وأدها في مهدها ومحاربتها والرد عليها .. فالتطرف الفكري هو سبب البلاء بتوظيف الدين لتحقيق مآرب ومصالح شخصية ..
إنها ( النفس ) .. وليس الدين ..
كانت جدتي زمان وانا صغير لما أقول لها في الظلام ( انا خايف من العفاريت يا نينة ) !
تقول لي : يا بني ما عفريت الا البني آدم ..