هذا الموضوع يذكرني تماماً بكتاب قرأته لصديق فرنسي (باسكال مينوريه) بعنوان "اللغز السعودي".
تبسيط شامل لتاريخ السعودية، وبنفس الوقت غموض ممن يعلمون تاريخه فعلاً.
يعني وكأننا في حزورة، مجموعة أسئلة يتطلب كل سؤال منها صفحات كتب طويلة للإجابة عنها.

تاريخ السعودية كأي تاريخ معقد، يحتاج لقراءته بتمعن وحيادية وبصراحة أيضاً لبعض التعب، وتفادي الكسل الفكري والتبسيط والأفكار المسبقة من قبيل (وهابية، ظلامية بترولية وما إلى ذلك)
يقول "مينوريه" مثلاً في كتابه (الذي أنصح الجميع بقراءته وبالمناسبة هو الآن بالرياض يتابع دراسة الدكتوراه) أن مشكلة من يتحدثون من المفكرين والـ"مثقفين" من عرب وغربيين عن السعودية، هو جهلهم بها بشكل عام، وعدم منهجيتهم في دراستها، وبصراحة فإن النظام السعودي بذاته يحبذ هذا الغموض حول السعودية، ليحيطها دوماً بشيء من الهالة المقدسة، يقول الكاتب الفرنسي أنه ليس من السهل أصلاً دراسة السعودية مجتمعها وتاريخها بشكل سهل لهذه الأسباب، ولكن مشكلة المثقفين (عرب وغربيين) أنهم يتكاسلون ويتقاعسون، ويأخذون كثيراً تاريخ السعودية من أهلها، أي ما يصدره نظامها ذاته، ويضيف "منذ متى في دراسة التاريخ المنهجية يؤخذ من الذي ندرس تاريخه كلامه كما هو دون تمحيص"؟
كذلك فيظهر لي هنا ـ في هذا الموضوع، أن هناك الكثير من الكلام التقريبي جداً حين يخص الحديث السعودية، وترتفع الشعارات اليسارية القديمة "البالية" (بترول نفط وأمريكا) غير عابئين بتاريخ طويل ودولتين سعودتين (ولنقل نجد قديماً) وصلت أول دولة منهن بتأثيرها لحلب بشمال سوريا، وكانت تتميز منذ أول نشأة في القرن الثامن عشر بتحالف موضوعي بين الوهابية وآل سعود، الوهابية وثورتها في القرن الثامن عشر كانت تمثل خطراً كبيراً على الدولة العثمانية والتي اضطرت معها أن ترسل قوات الخديوي المصري لضربها بيد من حديد، وكانت في ذلك الوقت شغلاً شاغلاً للإنكليز وللفرنسيين.
أعذروني ليس الكتاب بين يدي الآن، سأبحث عنه صباح الغد وأعرض عليكم بعض الأمور ربما تكون نقاطاً لنقاش هادئ محتمل.

أخيراً، أرى أن حديث الزميل "شيفا" عن (تاريخ يعجب أهله) هو حديث عاطفي بجدارة، فالتاريخ ودراسته لا يهتم بالإعجاب أو بالكراهية أو بالحقد (هكذا أرى) ولكن بالمعرفة البحتة.
ولكم كنت أتمنى من ناحيتي منذ بداية هذا الموضوع أن أسمع قصصاً تاريخية تجعلنا ندخل هذا العالم المجهول ولكن المثير والمسمى (السعودية) والذي تكتنف حناياه أسس تاريخنا العربي وأسس ثقافتنا وحضارتنا التاريخية. دونما حساسيات ومزايدات وعصبيات ومناوشات وضرب من تحت الطاولة وفوقها. لأن السعودية تبقى منطقة نفوذ كبيرة (كانته قبل البترول أيضاً وبقوة) وهي ذات أهمية كبيرة في منطقتنا العربية ومفتاحاً أساسياً لكل انفراج أو أزمة أو حل لها.

خالص محبتي.
طارق
(f)

Array
هذا الموضوع يذكرني تماماً بكتاب قرأته لصديق فرنسي (باسكال مينوريه) بعنوان "اللغز السعودي".
تبسيط شامل لتاريخ السعودية، وبنفس الوقت غموض ممن يعلمون تاريخه فعلاً.
يعني وكأننا في حزورة، مجموعة أسئلة يتطلب كل سؤال منها صفحات كتب طويلة للإجابة عنها.

تاريخ السعودية كأي تاريخ معقد، يحتاج لقراءته بتمعن وحيادية وبصراحة أيضاً لبعض التعب، وتفادي الكسل الفكري والتبسيط والأفكار المسبقة من قبيل (وهابية، ظلامية بترولية وما إلى ذلك)
يقول "مينوريه" مثلاً في كتابه (الذي أنصح الجميع بقراءته وبالمناسبة هو الآن بالرياض يتابع دراسة الدكتوراه) أن مشكلة من يتحدثون من المفكرين والـ"مثقفين" من عرب وغربيين عن السعودية، هو جهلهم بها بشكل عام، وعدم منهجيتهم في دراستها، وبصراحة فإن النظام السعودي بذاته يحبذ هذا الغموض حول السعودية، ليحيطها دوماً بشيء من الهالة المقدسة، يقول الكاتب الفرنسي أنه ليس من السهل أصلاً دراسة السعودية مجتمعها وتاريخها بشكل سهل لهذه الأسباب، ولكن مشكلة المثقفين (عرب وغربيين) أنهم يتكاسلون ويتقاعسون، ويأخذون كثيراً تاريخ السعودية من أهلها، أي ما يصدره نظامها ذاته، ويضيف "منذ متى في دراسة التاريخ المنهجية يؤخذ من الذي ندرس تاريخه كلامه كما هو دون تمحيص"؟
كذلك فيظهر لي هنا ـ في هذا الموضوع، أن هناك الكثير من الكلام التقريبي جداً حين يخص الحديث السعودية، وترتفع الشعارات اليسارية القديمة "البالية" (بترول نفط وأمريكا) غير عابئين بتاريخ طويل ودولتين سعودتين (ولنقل نجد قديماً) وصلت أول دولة منهن بتأثيرها لحلب بشمال سوريا، وكانت تتميز منذ أول نشأة في القرن الثامن عشر بتحالف موضوعي بين الوهابية وآل سعود، الوهابية وثورتها في القرن الثامن عشر كانت تمثل خطراً كبيراً على الدولة العثمانية والتي اضطرت معها أن ترسل قوات الخديوي المصري لضربها بيد من حديد، وكانت في ذلك الوقت شغلاً شاغلاً للإنكليز وللفرنسيين.
أعذروني ليس الكتاب بين يدي الآن، سأبحث عنه صباح الغد وأعرض عليكم بعض الأمور ربما تكون نقاطاً لنقاش هادئ محتمل.

أخيراً، أرى أن حديث الزميل "شيفا" عن (تاريخ يعجب أهله) هو حديث عاطفي بجدارة، فالتاريخ ودراسته لا يهتم بالإعجاب أو بالكراهية أو بالحقد (هكذا أرى) ولكن بالمعرفة البحتة.
ولكم كنت أتمنى من ناحيتي منذ بداية هذا الموضوع أن أسمع قصصاً تاريخية تجعلنا ندخل هذا العالم المجهول ولكن المثير والمسمى (السعودية) والذي تكتنف حناياه أسس تاريخنا العربي وأسس ثقافتنا وحضارتنا التاريخية. دونما حساسيات ومزايدات وعصبيات ومناوشات وضرب من تحت الطاولة وفوقها. لأن السعودية تبقى منطقة نفوذ كبيرة (كانته قبل البترول أيضاً وبقوة) وهي ذات أهمية كبيرة في منطقتنا العربية ومفتاحاً أساسياً لكل انفراج أو أزمة أو حل لها.

خالص محبتي.
طارق
(f)
[/quote]

أخي الكريم 'طارق القدّاح'
يبدو أنت لامست الحقيقه بشكل غير مباشر
على العموم انا لست قاص ولااجيد سردالتراكمات التاريخية بشكل مقصل لتاريخ الدولة السعوديه
ولكن قد تجد لدي الكثير من واقع تاريخي للشان السعودي اكتسبته
كل ماعليك ان توجه لي ماتريده من تساءل بهذا الامر وانا اجيبك بما لدي من معلومات

السيد طارق ...دعنى ألخص لك المشكلة كما أرها ...

النقد مرحب به ...و مطلوب...و من منا في هذا الزمن يرفضة ...


و لكن ..

الضرب من تحت الحزام هى هواية أصيلة في نادي الفكر كما أرى ...و العديد من الكتاب يتخذ من مواضيع تخص السعودية و الدول الخليجية غطاء له لتمرير عنصريته و أحقادة المريضة بخصوص أهل الجزيرة و الخليج لكي يصفهم بأقذع الصفات التى يقع خيالة عليها ...فهم - اى السعوديين و الخليجيين - كائنات مستهلكة متخلفة متعصبة ...إلخ ..إلخ ... الأسطوانة ...فهى مواضيع و مشاركات آخر ما يراد بها وصف حالة أو نقد ظاهرة ...

أجزم بإنه لو فتشنا في الكواليس السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الفكرية لأخوتنا "الأعدقاء" من العرب لوجدنا ما نتغى به سائر يومنا هذا و الأيام القادمة بكل تأكيد و ثقة...و لسطرنا في نواقصهم المجلدات و الملاحم ...


القصة الغير معلنة هنا في نادي """ الـفكر "" العربي ...في تاريخنا السعودي ...هى قصة "التوحيد" و "التنمية" ...و هى - السعودية - أعظم مشروع قومى تنموى في تاريخ العرب الحديث و كيف أنه في خلال جيلين - على الأكثر - تحول شعب متناحر لا يكاد يعرف غالبيته القراءة و الكتابة إلى شعب متـــحرك متحد درس في أفضل الجامعات و أنشأ و حقق في الداخل و الخارج الكثير ...


المشكلة هى أنه الأخوة العرب لا يرون فينا سوى بدو رحل و يريدنا بكل صفاقة أن نبقى هكذا...متستكثرا علينا كل هذا الرخاء و التأثير السياسي و الأقتصادى و الدينى ...




هي مشكلة نفسية لا فكرية ......

عزيزي المواطن شيفا..

هناك جزء واقعي في منتدى الفكر, وهو ما تطرقت اليه من الناحية القطرية (ليست عنصرية) و ما يلوكه الاخوة هنا في المنتدى. ذلك لأن مؤسسي النادي من اليساريين العرب وأعتقد أنهم ليسو خليجيين. ولكنني أعذرهم كثيرا في حنقهم علينا كخليجيين. فنحن كشعب خليجي لم نقدم صورة واحدة جميلة عنا. فنحن قد نتساوى تقريبا في الانتاج وهو (صفر) لكن على الأقل هناك أشياء أخرى غير الانتاج لم نفعلها. قد يعود ذلك لأسباب عدة, سياسية طبعا, لكن ليس للمرء وسيلة للحكم بالأشياء الا بما يلمسه..

هناك جزء آخر واعتقد أن عاطفتك قد سبقتك في طرحه..

تقول " القصة الغير معلنة هنا في نادي """ الـفكر "" العربي ...في تاريخنا السعودي ...هى قصة "التوحيد" و "التنمية" ...و هى - السعودية - أعظم مشروع قومى تنموى في تاريخ العرب الحديث و كيف أنه في خلال جيلين - على الأكثر - تحول شعب متناحر لا يكاد يعرف غالبيته القراءة و الكتابة إلى شعب متـــحرك متحد درس في أفضل الجامعات و أنشأ و حقق في الداخل و الخارج الكثير ..."

أي مشروع قومي تقصد..؟

قبل دخول عبد العزيز, كانت الجزيرة العربية مقسمة الى ثلاث أقاليم, منها دولة قائمة بكل مؤسساته اسمها الحجاز. ما فعله عبد العزيز أنه ضم كل الأقاليم و دولة الحجاز تحت رايته, طبعا بالسلاح و النار و الحديد (و هذا ما لم تقدر عليه سوريا تجاه لبنان) ليس ذلك فحسب, بل حين استوت له الأرض فرض سلطته وأبنائه و أزلامه على كل البلاد وغدى ما يظهر من الأرض (النفط) حكرا له ثم للعائلة "النخبة" أي ما يسمى في علم الاقتصاد monopoly و بالتالي بات دخل البترول حكرا كاملا لعائلة آل سعود..

الا أن الاحتكار ممنوع دوليا منعا مطلقا لأي منتج في العالم, فما بالك حين يكون ذلك المنتج حكرا لعائلة تحكم البلاد. و بالتالي سيسجل في كتاب جينيس أن السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم ألتي تحتكر المورد الوحيد لوطن بأكمله..

أما اذا عرجنا على التعليم, فالأمر واضح لأنصاف العاقلين. فالتعليم في السعودية منهجه "التجهيل و التغييب" و النتيجة ترينها واضحة حين تقاري بين خريج سعودي وآخر ياباني أو حتى نيجيري (جامعة الملك عبد العزيز ترتيبها ال خمسة آلاف) اي قبل الأخير وهو ما أفصحت عنه جريدة عكاظ الحكومية قبل سنة من الآن تقريبا)..

هناك واحد في المية ممن يبتعثون من طلبة السعودية الى الخارج. ينتظرهم 99 في المية لمقارعتهم (الجهل بالحجة) حين عودنهم, وبالتالي فان من يعود وفي عقله شيء من فكر أو فكرة أو أيدلوجية و هي بطبيعة الحال ستكون ضد الدين, فان جندهم الخفي سيكون لهمةبالمرصاد..

حين نكسب كمواطنين خمسة أو عشرة في المائة من كل دخل الدولة, فان الباقي يعد خسارة علينا: اي أننا خسرنا 90 في المائة و لم نكسب 10 في المية.

نعم هناك مجموعة أشياء مادية و ملموسة استطاعت الدولة انتاجها, كالطرق مثلا.. و هذا ما أقصده. فقد عبدنا الطرق و بنينا المطارات و المباني الشهاقة, لكننا ملأناها بالجهل..!!

راغب..

المواطن راغب ..

لا أدري من أين لك أن للمواطنين عشره في المائه فقط من دخل الدوله ؟!
إن لم يكن عندك إحصاءات موثوقه فإن خيالك لن يجد من يصدقه .
/
اتفق معك في أن التعليم فيه تخلف فأكثر خريجي الشريعه الذين أعرفهم مثلا لا يعرفون من مسائل فقه المعاملات والشركات ( مثلا ) إلا التي حدثت في القرون الوسطى ..
ولكن خريجي الطب الذين تدربوا واحتكوا بأطباء أجانب برزوا بشكل واضح في زراعة الأعضاء , ومستشفى الملك فيصل بالرياض أكبر دليل على ذلك .
/
وإذا كان الانتاج صفر كما تقول فما هذه المصانع التي أقلقت راحتنا في الجبيل وينبع التي تنتج الحديد والبتروكيماويات والأخيره معظم صناعات العالم تعتمد عليها !!

كرداس..

لا يوجد احصائية ما في أي دولة عربية تشير الى وجود نقاط ضعيفة في كيان الوطن. حتى لا يطالب المواطنون بتحسين الوضع و تقوية الضعيف..

أما احصائياتي فأنا أسنمدها للأسف من الواقع كما تراه وأراه. فأنت تقول أن هناك ثمة أطباء سعوديون بارعون, واضيف أن هناك أيضا مهندسون بارعون و محامون بارعون و و. ولكن هذا لا يعني أن هناك انتاج. لأنه حين نقوم بحساب الانتاج فاننا نحسب الناتج أي ال conclusion ثم نقارن الناتج بدول أخرى..

وناتج الانتاج لدينا في السعودية بما في ذلك قيمة البترول, هو ثمن( 1\8 ) دخل اسبانيا..!

الجبيل/ينبع لا أتطرق اليها..!!

راغب..

السيد راغب .

نظرتك سوداوية تميل إلى التعميم الفج في بعض أوقاتها ... وربما لك عذرك .



سأعود إليك إذا سمح الوقت ....


ولكن ...و لماذا لا تتطرق إلى الجبيل و ينبع .؟



شكرا

Array

الجبيل/ينبع لا أتطرق اليها..!!

راغب..
[/quote]

آمل أن تتطرق إليها حتى لا أدعو لك من يشرح طريق النهضه ويتطرق إلى خيبر :)