صديقي كمبيوترجي :kiss2:

موافق معك تماماً في كل ما تقول. مصطلح "غسيل الدماغ" و"التلقين" خرجا من مرارة التربية التلقينية. لو يوجد شاب معتدل في إيمانه مثلك مثلا :cool:ويسعى للأخذ بالأسباب فهو باعتقادي قد نجى من فخ "التلقينية" بمفهومها السلبي. المشكلة أن الناس يا أخ كمبيوترجي أصحاب الميول الإيمانية في غالبيتهم مخوخهم تكون...........:emb:إيش بدي أقول ببس :emb:في كثير من الأحوال التربية الدينية تخرج ناس عندهم شعور استعلائي أنهم أفضل من غيرهم مع أنهم ليسوا كذلك. لمست هذا كثيرا من احتكاكي بأسر مختلفة في المجتمع المسيحي. يتم تلقين الطفل كثيراً أنه ما خلاه يذهب للجحيم! رعب الجحيم مغروس بشكل مرعب ويشوه السيكولوجية. قال سارتر إن كل ما يذكره عن الله هو أن أمه كانت ترعبه بعود الثقاب وبالنيران وتقول له إن مصير من يكذب هو النار ونارها أسوأ وأشنع من هذه النيران. تصور أن هذا كان سارتر في فرنسا وطبعا مجتمعاتهم أرقى وأنضف من مجتمعاتنا، ومع ذلك الناس تغرس في نفسية الأطفال ما يشوهها والنتيجة أن ألحد سارتر. هل الإله الذي تربى عليه سارتر هو ذاته الإله الذي كان يعرفه أبو العلاء المعري أو ابن رشد أو ابن عربي؟ في الحقيقة إله كل هؤلاء العربان المسلمين كان أرقى وأجمل بكثير من الإله الذي تم تلقينه للصبي سارتر. إذا المهم هو وجود تربية إيجابية وعقول إيجابية مشرقة من الأساس ويكون تركيزها على كل ما هو بناء وإيجابي لا أن تستخدم الرعب والذعر كوسيلة للردع.

(f)

Array
إبراهيم(f)

لا تنسى أيضا أن الشخص المؤمن بديانة معينة لا يربي أبناءه على الدين بقصد "غسيل الدماغ" ... يعني تصوير الإنسان المسلم مثلا على هذه الصورة الشريرة لا ينفع ولا يجدي ولا يضعك في موضع الإنسان الخيّر:devil:
[/quote]


يا كمبيوترجي الدين بشكل عام هو عبارة عن مجموعة معينة من المعتقدات حول امور لا دليل عليها، فيما يتعلق مثلا باللـه و طبيعة اللـه و ملائكة و جن و الجنة و الجحيم و ما يحدث بعد الموت. الاسلام بالذات مليء بالشرائع التي لها اول و ليس لها اخر حول ما يقوله اللـه و ما يأمر به، الخ الخ الخ.

الفرق يا عزيزي بين التعليم و بين غسيل الدماغ هو أن ما أعلمه لإبني هي أمور واقعية و مفيدة على أرض الواقع، و الامور الاخرى في الغيبيات هي أمور أترك له فيها الحرية. أما المسلم او المسيحي فهو سيلقن ابنه مجموعة من "الحقائق" في امور غيبية لا يعرفها أحد، فإن فعل هذا ذهب الى الجحيم و ان فعل ذاك يذهب الى الجنة (يعني يصرصع الطفل خوفا) و هكذا على أساس كتب قديمة كتبها البعض. هذا اسمه غسيل دماغ في امور ايمانية. لا مانع عندي ان هو اختار دينا اذا اراد، لكن لا يمكنني أنا ان افرض عليه دينا لا يمكن لي و لا لأحد في العالم ان يثبت صحته او خطأه و ما يتعلق بذلك من العبئ العاطفي emotional baggage. و بعدين أربي طفل يشعر بالذنب و من عذاب الجحيم اذا أفطر في رمضان او اذا أكل لحم في وقت الصيام المسيحي او اذا لم يصلي الى إله او قديسيسن يُفترض وجودهم.

لهذا فلا اعتقد ان اللادينية غسيل دماغ لأنني لا أغسل دماغه بأي معتقدات ايمانية.

يا جماعة، يا أعزاء يا زملاء يا هوووو.. الرجاء فهم نقطة مهمة جدا بجوهر الموضوع. ليس المهم بنقاشنا عظمة الحب و العلاقة الإنسانيّة، لأنها أمور بسيطة تعتمد على بضعة شروط منها قضيب و فرج و بعض الضحكات و الأوهام البليدة بالتفاهم، بالإضافة لعقيدة فكرية واحدة بأفضل الأحيان. ما أناقشه، و ما أقوله و ما أركّز عليه هو أن ما مدى صحة هذا القرار أو الفكرة من وجهة نظر قوميّة؟

يتسائل البعض، و ماذا تعني قوميّة أم؟ الأمومة هنا لم تأتي عبثا، فمن الأم تتكون خلايانا و مزايانا المادية التي تلعب دورا كبيرا بمن سنكونه لاحقا، عوضا عن إمتنانا للحمل العسير و لحفظ حياتنا لتسعة أشهر. الأهم من كل هذا، أن الأمومة تلعب دورا هاما (و مساويا لدور الأبوّة) بمن سنكونه لاحقا، و هكذا تعمل قوميتنا. حينما نفتح أعيننا على تربية محددة، تحدد الأخيرة بأننا عربا أو تايلنديين أو أسكيمو .. ألخ. وفق هذه التحديدات سنتخذ مواقفنا من القضايا اللاحقة، فنحن عرب و نؤمن أن فلسطين عربية لأن لنا مسوغاتنا، بينما الصهيوني لا يكترث للتأريخ لأنه يسوّغ حقه من الفكرة الدينيّة المحرّفة لديه.

المهم من هذا أننا بشر نعم، لكننا لا نقدر أن لا نتمايز لجماعات و قوميات. لا يعني هذا قطعا تقليدا أعمى للسلف، و لا أفهم لماذا يرغب البعض بتناول الأمور بهذا الشكل المتعنت الجاف و المتطرف على أيّة حال؟ لنقل أن الأفريقي لم يلبس تنورة القش و لم برقص حول نار مشتعلة، لكن أنقدر أن نمحو عنه تراث الأفريقي أيّا يكن؟ اللعنة يا قوم، ليومنا هذا نستعمل كلمات بابليّة بالعراق و نؤدي تقاليدا بابلية أقحمها البعض للدين الإسلامي عنوة فكيف يزعم البعض أن القومية و الميراث الحضاري بلا تأثير؟ لا ننكر الأخوة الإنسانيّة، لكنها ضيّقة و بلا معنى أمام المصلحة القوميّة، و من ينكر فما عليه سوى مراجعة التأريخ لأبعد نقاطه ليرى أن الأمم تتقاتل لاسباب مهمة و هي مصالحها بغض النظر عن صحتها. هذا يدل على أن البشر كائنات مستعدة للتجمع الأممي لا الشمولي الإنساني، رغم أهمية الأخيرة كموقف يطرأ على التصرف البشري بين فينة و أخرى.


السؤال المهم و الجوهري هنا، حيث بدأ منه الموضوع، هل يصح أن نسمي أحدهم عربيا أو هنديا أو بولنديّا ... ألخ إذا لم يرَ لذلك أهميّة؟ أن لا ترى لذلك أهميّة يعني إستحقارك للإنتماء القومي، و بالتالي (و هنا هو الموضوع) لماذا على القومية أن تتمسك به؟ إذا كان هو ذاته لا يكترث حقا لخسران شرف إنتمائه لذاك التراث بدليل أنه سينجب أطفالا لن ينتموا لتلك القومية، فلماذا على قوميته أن تتمسك بشخص يزدريها؟ كلنا رأينا زيجات مختلفة الثقافات، و كلنا رأينا أطفالا متخبطين ويرثى لهم. ضائعين بين دينين، بين قوميتين، بين حياتين و حضارتين .. ألخ. و غالبا ما ينتهي الشاب بلا إنتماء محدد و ينتهي أبنه منتميا للبلد الذي ولد به، و تنتهي الشابة مومسا عند زنوج مدمني مخدرات أو جماعة ليليّة. هذا ما أراه هنا على الأقل. أي بمعنى آخر: ضياع إنساني و حياتي.

و من جديد، ليس الموضوع هو هذا، بل الموضوع هو لمن لا يرى أهمية لقوميته، فهل يمانع أن نسحب منه "عار" تلك القومية بأن نتخلى عن كونه واحدا منا؟

هل يمانع لوجيكال مثلا؟

ملاحظة للمرة التي لا تحصى:

ليست القصة عن حب و بطيخ و مضاجعة بعد ليلة سُكر، بل الموضوع عن شيء آخر.

Arrayالرجاء فهم نقطة مهمة جدا بجوهر الموضوع. ليس المهم بنقاشنا عظمة الحب و العلاقة الإنسانيّة، لأنها أمور بسيطة تعتمد على بضعة شروط منها قضيب و فرج و بعض الضحكات و الأوهام البليدة بالتفاهم، بالإضافة لعقيدة فكرية واحدة بأفضل الأحيان.[/quote]

عظمة الحب والعلاقة الإنسانية تعتمد على أدوات مثل قضيب وفرج وبعض الضحكات؟

وماذا ايضا؟

هل يمكن أن نضيف أدوات أخرى مثل شوكة وسكنية ومعلقة ومغرفة؟

قضيب وفرج وبعض الضحكات لا تصنع حب عظيم وعلاقة إنسانية. أنظر لأفلام البورنو، ما أكثر القضبان فيها وما أكثر الفروج فيها! خراطيم تتدلي وآبار لا يسهل غورها! ومع ذلك لا نقدر أن نقول إنها مفعمة بالحب الصادق أو العلاقات الإنسانية. أنظر للمومس في عبقريتها وتعلم منها الدرس! هذه المرأة قد تعطي فرجها مقابل الثمن لأنه صار ليس أكثر من أداة ولكنها لا تعطي فمها لأي إنسان أبداً لأنه منه تخرج القبلة وهي أقدس ما يمثل مشاعرها وإحساسها. ستعطي الفرج ويدخله وتد هنا ووتد هناك وما أكثر الأوتاد والعشرة منها بقرش! ولكن أتعطي أي وتد منها القبلة؟ مستحيل! هنا عبقرية المومس :h:حيث تعرف معرفة تامة أن مشاعرها وأحاسيسها لا يمكن أن تعطى لأي إنسان. أعرف صديقة عاشة مع شاب عندما بلغت من الشهرة ما بلغت وصارت ملكة جمال في الولاية التي أعيش فيها. وعندما جاء زوج المستقبل وأراد بازدواجيته أن يحاسبها أو يحسب عليها ماضيها قالت له عبارة بليغة: أعطيتهم أشياء في الجنس ولكن لم ينل ولا واحد منهم قلبي.. قلبي حفظته لرجل واحد فقط أعيش معه بقية أيام حياتي :h:

وعلينا، يا أستاذنا، القضيب والفرج لا يصنع علاقات حب بالمرة. تحياتي لك.

Arrayو هكذا تعمل قوميتنا. [/quote]

القومية في النملية والنملية في المهلبية:cool: مصطلحات القومية وخطابها ليس إلا كلام جرايد. خلينا في المهم، طابخين إيه النهاردة؟ خلينا في الكلام العملي... جاي تقول لي قومية؟ في عملك أو في حياتك العامة هل ترد ألفاظ مثل هذه والتي هي من أدبيات الخطاب السياسي العربي المزيف؟ اخترعوها حتى يصرفوا الشعب عن القضايا الأساسية التي تهمهم وبهذا يتم تكبيل المواطن في اهتمامات أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع.

غبراهيم:

طز بالحب، سواء أكان قضيب و فرج أو قصة جميل بثينة. لا يهمني هذا كي أناقشك به، بل المهم هو هل نعطي لهذا "الشيء" جنسية البلد الذي تخلى عنه؟

طبعا لا. و بالمناسبة، مصطلحات القومية لم تأتي لألهاء الناس بل أتى بها الناس كي يعيشوا، و لكن شكرا لأمثالك من الطابور (و سأكون مهذبا) الليبرالي الذين يريدون إعادتنا لنمطية الإستعباد.


عموما، الفكرة أتضحت و أعتبر الموضوع منتهي من جانبي مع حضرتك.

كيف يمكن لي أن أعيش مع واحدة لا تفهم أغاني أم كلثوم؟؟؟
هذا هو السبب...
فهل فهمتم الأبعاد؟؟؟
سلام

Array
كيف يمكن لي أن أعيش مع واحدة لا تفهم أغاني أم كلثوم؟؟؟
هذا هو السبب...
فهل فهمتم الأبعاد؟؟؟
سلام
[/quote]


:lol:أم كلثوم؟؟؟ الله يرحمها ويفشفش الطوبة اللي تحت راسها ويرحمنا احنا كمان وبقية أموات العالمين.

شوف يا سيدي، من جانبي، أنا خرجت من مصر ولهان جدا بأغاني أم كلثوم وكنت أكتبها وهذه الأغاني بقدر ما لها من تأثير إيجابي في رفع الحس إلا أنها لها تأثير سلبي مدمر وهو إزكاء العاطفية الساذجة اللزجة المائعة أو كما قال أمين معلوف يصف جبران خليل جبران في كتاباته makish sentimentalism. التنهيدات والتحرقات في الألم جعلت من كثير من أبناء الشعب العربي ناس تميل للحزن والنواح والبكاء وصرنا أبعد ما نكون عن الواقعية.

ياريت كل مشاكل الأزواج في فهم أم كلثوم أو مقاسمة هذه الأمور. ماذا يفيدني أن أكون تحت سقف واحد مع واحدة تفهم في أم كلثوم وتطبخ محشي وكل همها هو أن تحبل وتلد الأطفال كالأرنبة ولا شخصية لها ولا عقل لها وكل اهتماماتها هي المطبخ ثم الأطفال ثم المطبخ ثم الأطفال؟ أهذه حياة؟ أليست هذه هي حياة كثير من الزوجات العربيات؟!

من جهة أم كلثوم، مستعد أن أستغني عنها تماما وأستمع لها عندما أكون في مزاج نواح بكّاء. ولكن هناك ما هو أعظم من أم كلثوم.. هناك فيروز بطربها العالمي.. هناك الموسيقى الكلاسيكية. أسمع الموسيقى الكلاسيكية كثيراً. بل حتى بنات العرب صديقاتي لايستمعن إلى أم كلثوم وأغلبهن الآن صرن يستمع إلى سلين ديون والأغاني الأوروبية. الفن لغة عالمية. هناك أشياء كثير يمكن تجاوزها لو صدقت النية وأراد الاثنان التقارب الصادق من قلبهما.. أثناء كتابتي لهذه السطور دخلت زوجتي تسلم عليّ وأخبرتها عما أكتب وقالت لي إنها تحب الرقص البلدي I enjoy a good bellydancing أي الرقص البلدي المعروف ووعدتها أنا أقول هنا هذا عنها. هي تحب البيلي دانس وأنا أحب الأكل الصيني ولا أستطيب الأكل العربي بقدر ما أستطيب الأكل الصيني.. كيف تستمر الحياة ودون أكل أرجل ضفادع محمرة بالسمنة البلدي؟ لهذا أعشق الطعام الصيني وأكلات عالمية كثيرة وأحاول أن أخرج خارج الدائرة العربية الضيقة المنحصرة في طبق الفول بالزيت الحار مع السوس.:lol2:

Sorry, I meant to write mawkish sentimentalism. I mistyped.

Array
غبراهيم:

طز بالحب، سواء أكان قضيب و فرج أو قصة جميل بثينة. لا يهمني هذا كي أناقشك به، بل المهم هو هل نعطي لهذا "الشيء" جنسية البلد الذي تخلى عنه؟

[/quote]

الأمر بسيط جداً يا عزيزي السياب. أنت ترى الأمور هكذا وترى أن علاقة الحب يجب أن تحكمها الجنسية. جميل. هذا يناسبك ورائع. Good for you. More power to you. Go for it!
ولكن:
هذا لا يعني أن خيارك قد يكون ما يناسب الآخرين أيضا بل قد يكون اختيارهم من شاكلة "قلوب الناس جنسيتي".

وبس كدة.

بعد إذنك.. عندي غسيل صحون لاحسن ستي تزعل وتشخط فيا.:loveya: