اقتباس:لا تقل لي بأنك أعطيتني أدلة من كتابي! كتابي أنا أعرفه. أنا أريد مفهومكم للأمر. فإذا كنتَ لا تؤمن بصحة كتابي، لا تقتبس منه! أنا أسأل كي أحصل على جوابكم، وليس جواب كتابي
هل هو امر غريب الاقتباس من اقوال من يخالفني الراي لاثبت وجهة نظر ما؟
ماذا نفعل اذا قال الطرف الاخر بان القران اخطأ حين تكلم عن الانجيل بانه كتاب انزله الله على المسيح لان كلمة انجيل تعني البشارة المفرحة , و كان البشارة المفرحة لا يمكن ان تكون كتابا او وحيا؟ المنطق يقول بان نحتكم الى مرجع نتوافق عليه خاصة و ان الطرف الاخر يؤمن به.
ماذا نفعل اذا قال الطرف الاخر ان القران مخطئ حين اعتبر ان التوراة هي الالواح؟
المنطق و العقل يقولان بان نحتكم الى مرجع نتوافق عليه نحن الاثنان , لجأنا الى نصوص الكتاب المقدس, هل هناك مانع الا القول بانني لا اؤمن به؟
بالعكس هذا موقف اكثر مما هو متوقع : ان استدل على صحة اقوالي بمرجع لا اؤمن به و لكن يؤمن به من احاوره.
اقتباس:من ناحية أخرى، حتى ولو وافقت معك بأن المعنى الحقيقي والأصلي للكلمة "توراة" ليس هو كامل الأسفار الخمسة الأولى للكتاب المقدس، جيد! فلنوافق (فرضياً) على ذلك! علينا في هذه الحالة أن لا ننسى بأن قرآنك عندما كـُتِب، كان مفهوم الكلمة "التوراة" لليهود وللجميع بأنه كامل الأسفار الخمسة الأولى وليس فقط ما كـُتِب على الألواح. ولذلك كان يقصد ولا شك عن كامل الأسفار الخمسة الأولى.
منذ البدء انا اقول بان التوراة التي يقصدها القران لا علاقة لها بالاسفار الخمسة التي تنسب الى موسى , و اثبت الايات القرانية التي توضح ان التوراة هي كلام الله تعالى الى موسى (ع).
هناك من قال بان التوراه هي اسفار العهد القديم.
اوضحنا له بعدم صحة ذلك بان اوردنا اقسام العهد القديم الثلاثة.
قال حسنا ان التوراه تعني الاسفار الخمسة و انما سمي العهد القديم بتسمية الكل بالجزء. قلنا لا يوجد شئ اسمه تسمية الكل بالجزء.
اعتراضنا على تسمية الاسفار الخمس بانها اسفار موسى بان فيها اسفارا لا يمكن ان يكون موسى قد كتبها . و قدمنا الدليل من هذه الاسفار المنسوبة اليه.
لماذا القول بان نتوافق افتراضا . هي حقائق و من يملك ان يدحضها فليفعل.
القول بان مفهوم التوراة لليهود و للجميع بانها كامل الاسفار الخمسة لا يستقيم مع ما ناقشناه من اعداد هذه الاسفار نفسها. و هو ايضا افتراض لحقبة تاريخية سابقة نحتاج لدليل له . فالمعروف ان القران تحدى اليهود بان ياتوا بالتوراة و لم يفعلوا لانها لم تكن لديهم.
اقتباس:انتبه أيضاً يا أخي بأن القضية بيني وبينك، لا تتعلق فقط بما إذا فهمنا مفهوم كلمة "توراة" خطأ أو صح. القضية تشمل أيضاً كتباً أخرى اعترف القرآن ذاته بصحتها ووحيها. فحتى إذا وضعنا التوراة جانباً، لديك أيضاً مشكلة "الزبور وكتب الأنبياء والإنجيل". فأين هي تلك الكتب كلها؟
كلمة كتاب او كتابة لا تعني التدوين , فهذا خلط في فهم المعنى:
{وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (54) سورة الأنعام
و الحديث عن الزبور و الانجيل ليس المقصود منه المزامير و العهد الجديد.
اقتباس:لقد بقيت كل تلك الكتب صحيحة وبسلام ومُعترَف بها قرآنياً حتى القرن السابع الميلادي. يعني إلى الوقت الذي كان المسلمون يتقدمون في السيطرة وإخضاع الدول المجاورة. وامتدت سلطتهم لتشمل الأراضي بين حدود الصين والأندلس لمئات السنين. وقد حفظوا لنا ما هب ودب من كتابات من شتى الأنواع بما في ذلك كتب السيرة والحديث، بما في ذلك حتى الأحاديث الضعيفة. تصور يا عزيزي، حتى الأحاديث الضعيفة احتفظوا بها! وحتى يومنا الحاضر نجد بأن قادة المسلمون يصرّون على الحفاظ حتى على تلك الأحاديث الضعيفة، بالرغم من أنها تشكل لهم في كثير من الأحيان حرَجاً ليس بقليل.
اي كتب هي المقصودة؟
التوراة و الانجيل و الزبور بمفهوم القران ام بمفهوم اهل الكتاب؟
اذا كان المقصود ما يفهمه اهل الكتاب فهذا خلاف القران معهم .
و حتى تاريخيا فان الكتاب المقدس بعهديه في شكله اليوم لم يكن بهذا الشكل في القرن السابع الميلادي.
اقتباس:والسؤال هو:
لماذا احتفظ المسلمون حتى بالأحاديث الضعيفة، ولم يحتفظوا بالكتب المقدسة من وحي إلهي، والتي شجعهم القرآن ذاته على الإعتراف بها؟
لقد افضنا في الكلام عن هذا الموضوع و قلنا ان الاسلام يأمر بالايمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله اجمعين . هذا الايمان لا يستوجب ان نرى باعيننا لا الله تعالى و لا ملائكته و لا رسله فلماذا يتعين علينا ان نرى كتب السابقين؟