اقتباس: ماركيز كتب/كتبت
لماذا لم يخبرهم الرسول أن الآيات ليست عينية ربما أعلمهم أنها مجازية أو لمح لهم ....بل في حديث آخر-دليل على أنها عينية - لما سألوه عن أيام الدجال قال يوم كـ سنة و يوم كـ شهر فقالوا كيف نصلي ؟؟ قال أقدروا لها قدرها
ثم هل من الدقة في الوصف و التفسير أن نأخذ بعض الأحاديث و نترك بعضها ؟فأحاديث الفتن مرتبطة ببعضها لماذا لا نأخذها كلها .... ومن ثم من الممكن أن نقبل منك هذه الطريقة التي أعتبرها من الإستخفاف بكتاب الله أن نفسره على هوانا و على ما نراه و إلا فالجيل القادم سيفسره على هواه و يكون تفسيرنا باطلا
ثم هل هذا التفسير صالح وقت حياة صاحبكم أحمد ؟
ثم إن أحمد القادياني ناصر الإستعمار البريطاني في الهند فكيف تقولون عن أن الاستعمار هو الدجال ؟
الأخ الكريم ماركيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
اعتذر لتأخري في الرد عليك.
أولاً: لماذا لم يخبر الرسول أن الآيات ليست عينية فأقول لك أن الروايات المتعلقة بالنبوءات المستقبلية لا تؤخذ على ظاهرها، بل هي رؤى وكشوفات بحاجة الى تأويل. وإنَّ أخْذها على الظاهر يؤدي إلى أخطاء كبيرة، وهو غير معقول، ومخالف للشرع.
وعلى سبيل المثال كانت أمهات المؤمنين ، زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعن في بيت واحدة منهن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يمددن أيديهن عند الجدار ، كي يعرفن أكثرهن طولاً ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً )) أي أن أطول زوجاته يداً هي التي ستموت بعده ، وتلحق به قبل غيرها بحسب تفسير هذا القول لظاهر الكلام. وظلت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يفعلن ذلك بعد موته ، حتى ماتت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها ، فكانت أسرعهن لحاقاً به بعد موته ، ولكنها لم تكن أطولهن يداً ، فتبين معنى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أراد بطول اليد ،
كثرة الصدقة .
حيث كانت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها ، ماهرة في الأعمال اليدوية ، فكانت تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله، وهذا هو مراد الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا القول...كانت رضي الله عنها أكثرهن صدقة ، ... أطولهن يداً .. أسرعهن لحاقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم
وكما ترى يا أخي الكريم فإن أخذنا الأحاديث النبوية التي تتعلق بأحداث غيبية بظاهر الكلام غير دقيق.....خذ مثلا الدجال وكيف يفسره التقليديون، وخذ يأجوج ومأجوج كذلك، ثم عُد إلى تفسيرنا، وقارن، وستعلم الأسس التي بُني عليها كل تفسير. وحينها لن تجد أي صعوبة في معرفة الحق بإذنه تعالى.
أما بالنسبة لتفسير الحديث الذي أوردته فمن الضروري التأكيد على الأمور التالية:
اليوم معناه المدة أو الفترة الزمنية أو العصر مطلقا كما، وليس المقصود به اليوم المحدد بشروق الشمس وغروبها دائما.
والباب مفتوح للاجتهاد في فهم هذا الحديث، ولعل القصد أن الدجال سيكون متقدما على سائر الأمم في أول ظهوره وسيقطع أشواطا وخطوات مهمة في مجال العلوم، وسيستخدم وسائل تقنية حديثة بينما يكون العالم يغط في سبات عميق؛ وهذا ما تشير إليه الأيام الثلاثة الأولى التي هي كسنة ثم كشهر ثم كجمعة. ثم يبدو أن العالم سيصل إلى نوع من العولمة التي تصبح فيها هذه الوسائل متوفرة للجميع ويصبح العالم كقرية صغيرة. وهذا ما حدث حاليا، حيث إن الناس يستفيدون من التقنيات الحديثة ويستخدمونها في كل بقاع العالم بفوارق محدودة جدا.
كما يتضمن الحديث أمرا ملفتا للنظر؛ وهو حكم للرسول صلى الله فيما يتعلق بأوقات الصلاة في الظروف غير الطبيعية أو في بعض الأماكن في الكرة الأرضية. ومن المعروف أن الدائرة القطبية الشمالية والجنوبية مثلا تشهدان ليلا لستة أشهر ونهارا لستة أشهر بالتناوب، وهذا بسبب ميلان محور الكرة الأرضية بما يقارب 21.5 درجة. فكأن الحديث يشير إلى أن الصلاة يجب أن تقدر في تلك المواضع، أو في أي مكان آخر، وذلك دون الاستناد إلى موقع الشمس وشروقها وغروبها وبعض الظواهر المرتبطة بها، والتي هي المرجع المعتاد في الصلوات في بقية الكرة الأرضية.
ولعل في هذا الحديث أيضاً إشارة لجواز استخدام الحسابات الفلكية عموما واعتبارها كمرجع لتحديد المواقيت المرتبطة بالعبادات، وذلك مقابل الرأي القائل بوجوب الاستناد إلى الوسائل التقليدية فقط. ومع أن هذا الموضوع ليس موضوعنا الآن، إلا أن هناك عددا من الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الظواهر الطبيعية إنما وجدت لكي يتعلم الناس الحسابات ويستفيدوا منها! أي أن الحسابات هي المقصودة وهي مرجع بحد ذاتها.
وبالنسبة لسؤالك عن كون التفسير صالحاً وقت حياة المسيح الموعود فأقول لك بأنه هو الذي دلنا على المسيح الدجال.
وبالنسبة عن الزعم القائل أننا من غراس الإنكليز فيمكنك مراجعة الموضوع (عن الطائفة الأحمدية..من نحن) على الرابط
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...id=40584&page=4 وتحديداً الرد رقم 36.
تحياتي
سلام