المساجد تدعو إلى تهدئة الأوضاع
دبي - العربية.نت
قال مراسل "العربية" في مصر إن أقباطا كانوا يشيعون قبطيا قتل الجمعة، قاموا بالاعتداء على مارة ومنشآت في مدينة الاسكندرية الساحلية في مصر السبت 15-4-2006، فيما دعا آئمة مساجد في الاسكندرية عبر مكبرات الصوت فيما يبدو إلى تهدئة الأوضاع. ويرجح أن تكون هذه الاعتداءات التي وصفها مراسل "العربية" في الاسكندرية بأنها طالت مارة في شوارع المدينة وسيارات وأبنية، رد فعل على اعتداءات وقعت الجمعة ضد كنائس في المدينة.
وكان الموكب الجنائزي الذي تحول الى ما يشبه التظاهرة, يتوجه من كنيسة القديسين الى المقابر عندما وقعت المصادمات. والقيت حجارة على الموكب من المباني الواقعة في شارع مجاور للكنيسة فيما كانت مصادمات بالعصى تدور بين مسلمين واقباط في الشارع وتم احراق احدى السيارات. وتدخل رجال الامن على الفور وقسموا الموكب الجنائزي الى قسمين لمحاصرة المتظاهرين المشتركين في المصادمات.
وكانت 3 كنائس في الاسكندرية هوجمت من قبل مسلحين بأسلحة بيضاء الجمعة، مما أسفر عن وقوع قتيل واحد وجرح 12 آخرين في صفوف الأقباط المسيحيين. وأكد بيان لوزارة الداخلية المصرية، أن محمود صلاح الدين عبدالرازق وهو "عامل يعاني من اضطراب نفسي" هو الذي هاجم كنيسة ما جرجس في حي الحضرة الشعبي في الاسكندرية. غير أن مصادر في الشرطة المصرية أشارت إلى اعتقال 2 يرجح انهم من المتطرفين الاسلاميين، وأوقفت شخصا ثالثا كان يستعد لشن هجوم على كنيسة رابعة.
وكانت مصادر في الشرطة اكدت مقتل شخص يدعى نصحي عطا الله. وهي اول هجمات من هذا النوع تستهدف الاقباط منذ موجة اعمال العنف التي شنتها الجماعات الاسلامية المتطرفة في التسعينات. وحوالي الساعة الساعة الثامنة والنصف صباحا (بتوقيت الاسكندرية) اقتحم رجل يحمل سكينين كنيسة مار جرجس في حي الحضره الشعبي (شرق) وهو يصرخ "لا اله الا الله. الله اكبر" قبل ان يطعن 4 مصلين كما روى عاملان في هذه الكنيسة. وقال الشاهدان ابراهيم وموسى اللذان رفضا الكشف عن اسمي عائلتيهما "اغلقنا ابواب الكنيسة ما ان بدأ هجومه على المصلين, ثم هاجمناه بدورنا بالعصي, لكنه هرب من خلال الطابق تحت الارضي للكنيسة".
واستنادا الى مصادر في الشرطة فان المهاجم محمد صلاح الدين عبد الرازق (25 سنة) توجه على الاثر الى كنيسة القديسين في حي سيدي بشر (اكثر شرقا) حيث قتل احد المصلين واصاب سبعة اخرين قبل ان يتم اعتقاله.
وفي الوقت نفسه تقريبا دخل شخص اخر يحمل سكينا الى كنيسة السيدة العذراء في ضاحية ابو قير وطعن شخصا قبل اعتقاله وفقا للمصدر نفسه. وحاول شخص ثالث الهجوم على كنيسة رابعة في حي سبورتنغ (شرق) الا انه تمت السيطرة عليه وتم تسليمه الى قوات الامن قبل ان يهاجم احدا كما اوضح المصدر نفسه.
وتجمع المئات من الاقباط امام اثنتين من الكنائس الثلاث المستهدفة حيث كانت بقع الدماء ما زالت تغطي الارض بعد ظهر اليوم وقد اطلقوا العنان لغضبهم متهمين الحكومة واجهزة الامن ب"السلبية".
الأقباط في مصر
ويشكل الاقباط اقلية مهمة في مصر وكبرى الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط. وتشكو هذه الطائفة من تمييز يستهدفها في مصر ومن تهميش سياسي.
وبحسب الكنيسة القبطية يشكل الاقباط 10% من المصريين البالغ عددهم 73 مليون نسمة, بيد ان الاحصاءات الرسمية تشير الى ان نسبتهم تقارب 6% من السكان. وشكل الاقباط خلال موجة العنف الاسلامي التي شهدتها مصر في تسعينات القرن الماضي الهدف الثاني لاعتداءات الاصوليين المسلمين بعد قوات الامن المصرية.
ويتحدر الاقباط من المصريين القدامى الذين حافظوا على ايمانهم المسيحي بعد الفتح الاسلامي لمصر. واعتنق 90% من الشعب المصري الاسلام على مر العصور حتى صار دين الغالبية في مصر. ويعاني الاقباط ضعفا في التمثيل السياسي اذ ليس هناك سوى 6 نواب في مجلس الشعب (الذي يبلغ عدد اعضائه 454), منهم واحد منتخب وخمسة معينون, ووزيران لكنهم ممثلون بنسبة اكبر نسبيا في المناصب الادارية العليا وفي مواقع النفوذ الاقتصادي.
وافاد رجال الاعمال الاقباط من الانفتاح الاقتصادي الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي. وتضم قائمة الرجال العشرة الاكثر ثراء في مصر 3 اقباط على الاقل. ويمثل انسي ساويرس وابناه نجيب وسميح نموذجا للنجاح القبطي في مجال الاعمال, اذ بنوا امبراطورية اقتصادية تشمل مجالات الهاتف النقال والسينما والسياحة والمعلوماتية والترميم والاعمار والاشغال العامة. ويترأس الكنيسة القبطية الانبا شنودة الثالث وهو الخليفة 117 للقديس مرقس الذي اسسها في القرن الاول الميلادي.
واتصفت علاقات شنودة الثالث مع الرئيس المصري انور السادات الذي اغتاله اصوليون عام 1981 بالتوتر, اذ وضع السادات رئيس الكنيسة القبطية في الاقامة الجبرية في دير وادي النطرون في صحراء مصر الغربية, لاعتقاده انه يسعى الى اداء دور سياسي. والغى الرئيس حسني مبارك الذي شن حملة شعواء على الاخوان المسلمين هذا القرار.
ويترأس شنودة الثالث الكنيسة القبطية منذ 29 عاما. وتبنى دوما مواقف سياسية لا تتمايز عن مواقف الغالبية المصرية المسلمة, لاسيما في ما يتعلق بالصراع
العربي-الاسرائيلي. ورغم تطبيع العلاقات بين مصر واسرائيل, منع شنودة الثالث الاقباط من الحج الى القدس, ويردد دوما "سندخل القدس مع اخوانناالمسلمين والفلسطينيين". واضافة الى الاقباط الارثوذكس, تعيش في مصر اقليات اخرى من الاقباط الكاثوليك والروم الارثوذكس والبروتستانت.
http://www.copts-united.com/gnews/mixgn.ph..._from=&ucat=12&