{myadvertisements[zone_1]}
محاكاة القرآن....و العاصفة
beammer غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 502
الانضمام: Dec 2005
مشاركة: #31
محاكاة القرآن....و العاصفة
الشوشرة و الفوضى تعيق القراءة و فهم ما يدور ..


أتمنى من الزملاء الأعزاء الختيار و جقل .. إنشاء شريط جديد .. يقوم به الزميل جقل بنسخ مداخلته الاولى من شريط "محاكاة القرآن و العاصفة" و أيضا نسخ مداخلته الأولى من شريط "سورة العاصفة - قراءة فنية نقدية 2" ، و ينسخ الختيار ردوده ، و من ثم يستمر الحوار ..


أما الروابط و الإحالة إلى روابط، و تدخلات عديدة و تعليقات مشتبكة ، جننتني و ما قدرت أفهم شو قاعد يصير ..

هذا رأيي الشخصي ..



سلام
04-04-2006, 02:34 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #32
محاكاة القرآن....و العاصفة

تحية...

الزميل الختيار"



صورة العاصفة...
أستغرب كيف يأخذ زميلي الختيار بكل تلك الجديه الصورة النقدية التي وضعهتا لصورة العاصفة و أنا لم يستغرق مني كتابة الرؤيتين النقديتين أكثر من نصف ساعة كنت خلالها أكتب ما يحلو لي من ثلب أو إطناب و كان هدفي من ذلك بيان أن الناقد قادر على الإنحياز و أن متلقي النقد هوائي في إتباع ما يوافقه,ما أبحث عنه ليس الجري خلف عبارة هنا و حرف جر هناك لأن الخلاف بين صورتك و القرآن يأخذ شكلا مختلفا, و لن ادخل في حوار حول مقابلة كلمة بكلمة و جملة بجملة و حرف بحرف,أريد عقد مقارنة يكون العامل الرئيس فيها "نفسية الكاتب" و علاقته بالنص و هذا ما سأوضحة تاليا فإن ناسبك اسلوبي في المقارنة فأهلا بك و سهلا عزيزا و أن كنت تصر على طريقة المقابلة اياها..فأنا لا اجيد ذلك و أعذرني,لني أعتقد أن ذاك الأسلوب يجر الى المماحكة و فقدان الهدف و المنهجية و سيؤدي حتماالى فقدان الحوار نفسه.

لم ادع فهما و أطلاعا كبيرين على القرآن و أنا في ذلك مثلي كمثل معظم من يرتادون هذا المنتدى و دلوي الذي أدلوه واحدا من الدلاء المدلاة إن أعجبك فأشرب منه و إن لم يعجبك "ادلقة" على رأسي "ولا يهمك"..

توهت سابقا الى أن هناك علاقة بين النص و الكاتب , و يمكن بعد دراسة و متابعة أن نعرف عن الشخص الذي كتب هذا النص شيئا من حيث الصدق و الجدية و الجودة أيضا, و كلما كان النص كبيرا وضع الكاتب من ذاته شيئا أكبر و هذه حالة لا يستطيع الكاتب حيالها شيئا,و هو إن تصنع و أفتعل يمكن أن تكشفه عبارة أو لفظة و قد يدينه النص برمته و على هذا الأساس يمكن أن نحكم على قصائد المديح و الهجاء و الفخر..الخ..و يعتبر القرآن نصا له ذات الخصائص و له كاتب أيضا مهما كان هذا الكاتب "الله,محمد..الخ" فهو يفصح عن نفسه و يظهرها في نصوصه,لن أدعي أن سور القرآن لها ذات المستوى و الوقع فبعض السور يعتريني "شخصيا" شك كبير بإنتمائها الى القرآن لمخالفتها اللهجة و السياق و الموضوع كسورة "المسد" مثلا فهمي بنظري مجرد "أهزوجه" و لا ترقى الى مستوى بيان سورة كسورة مريم مثلا و يمكن أن اقول بكل ضمير مرتاح أذا كان كاتب السورتين واحد فقد كان في كل سورة بحالة مزاجية مغايرة تماما و ربما فقد "أعصابة" و هو يكيل الهجاء لأبي لهب و زوجته و يتوعدهما بالنار.بيد أن السور التي تبدو شاذه كسورة المسد قليلة و لا تشكل نسبة معتبرة في تقييمنا, التغير المهم الذي طرأ على القرآن هو الإختلاف بين ما هو مكي و ما هو مدني و يمكن فهم هذا التغير ضمن سياق التطور الأدبي الذي يصيب الكاتب بين فترتين مختلفتين من حياته مع ملاحظة أختلاف الظرف البيئي و النفسي و الإجتماعي.

و سأعطي مثالا على الطريقة التي سأربط بها بين الكاتب و النص و سآخذ الجاحظ مثلا.كتب الجاحظ عن البخلاء و هو كتاب شهير و مسل جدا, عند مطالعة مثل هذا الكتاب و لنلاحظ أن كاتبه سماه "البخلاء" و ليس "البخل", تظهر شخصية البخيل الكوميدية الظريفة أكثر من الشخصية اللئيمة المنطوية مما يعني أن الكاتب تقصد أن يظهر البخيل بصورة يحبها و تظهر أنحازه لبخيل و إذا عرفنا أن الجاحظ كان ظريفا فيمكن أن نستنتج بعد قراءة كتابه هذا أنه "بإحتمال ما " كان بخيلا.

الصفة الأولى في النص القرآني "الجدية" ,لم تبدو السور أنها تمزح او تتكلم هزلا و هي تصف أوضاع أهل النار و الجنة و لم يتوانى القرآن عن استخدام أرق الصفات في نعت أهل الجنة وما ينتظرهم:
12-وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا
13-مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا
14-وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا
15-وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا
16-قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا
17-وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا
18-عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا
19-وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا
هذا النثر القوي المعبر "الجاد" قد يدل على أن الكاتب خبر شيئا من الذي يقوله فهو يعرف عن ماذا يتكلم فيضع له التعبير المناسب ,و تبدو الجدية واضحة في معاني النص السابق و حتى المبالغة في الوصف لم تبلغ حد الأستخفاف و لم تلغ جدية الموضوع.
و لم يتردد القرآن في أستخدام اشنع الوسائل في تعذيب أهل النار مما يدل على أنه كان يعني ما يقول و مؤمن به و كان تفصيليا في ذكر وسائل التعذيب و تفصيليا في ذكر آلام "الكافر",و الإغراق في التفصيل إغراق في الجدية و كمثال لا حظ النص التالي من سورة الصافات:
62-أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ
63-إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ
64-إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ
65-طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ
66-فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
67-ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ
68-ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ
69-إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ
70-فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ
يغرق في تفاصيل صغيرة بتعابير مناسبة لما يقول فيبدو صريحا و مباشرا في غلاف جدي لا يعرف الهزل ابدا, و لعل هذه الجدية الواضحة لعبت دورا ما في إستمالة بعض القلوب و قد يتأثر قطاع كبير من الناس بأسلوب الخطابة أكثر من فحواها و قد ينجو مجرم من العقاب لمجرد أنه يقسم ايمانا مغلظة تبدو جادة بأنه لم يفعل ذلك الجرم.


و الجدية تبدو أكثر وضوحا في القصص و هي تغرق في ذكر تفاصيل مما يوحي بوقوع القصة بالفعل من التفاصيل التي أقصدها الحوار الذي كان يدور بين أبطال القصص القرآنية "مريم و الملاك جبريل, في سورة مريم18-26, زكريا و الملائكة في سورة آل عمران 38-.."41 نوح و قومه 25-35 سورة هود و هكذا" القص بطريقة الحوار قد يكون أكثر جدية و هكذا قد تكون مشاهدة فيلم اقوى و أكثر إقناعا من قراءته كرواية, بالإضافة الى الحوار الذي يضفي جدية هناك الأشياء الصغيرة و التي لا ينتبه أليها ألا المحقق اللماح مثلا "هزي إليك بجذع النخلة تساقط....الخ"مريم 25,و أيضا "أخلع نعليك أنك بالواد المقدس طوى" طه 12 ,و هناك الكثير من هذه الجزئيات التي تعطي النص مهابة جادة.

المظهر الآخر من مظاهر الجد ,القسم و النص يحشد في القسم كل ما يستطيع من بلاغة و غرابة في نفس الوقت و يدخل فيه أسماء و ألفاض غريبة الوقع و يجعل له ترادف سريع الوقع و بات النبره, ولا يركز على فحوى القسم بقدر ما يركز على شكله الخارجي,فلا يبدو القسم بالخيول ذو أهمية كبيرة و لكن القرآن يعطيه النبرة الحازمة فتبدو الجدية أول ما تبدو ورد في سورة العاديات :

1. وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
2. فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
3. فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
4. فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
5. فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
لا ينقص هذا القسم الحماس اللازم و فيه ترادف من ذات الصنف و ذات اللكنة و طالت فقرات القسم من غير أن يفقد بغيته و لا تماسكة و ظهر كوحدة واحدة تؤدي غرضا محددا, و بهذا الشكل وردت أقسام عديدة في القرآن توظف لخدمة ما بعدها توكيدا أو نفيا و بقدر "جلال" القسم ووضوحة و تأثيرة يكون لجوابه معنى و قيمه و في معظم أقسام القرآن التي تمضي على هذه الشاكلة مثل أقسام الصافات و الذاريات و النازعات,يوظف طول القسم لزيادة التوكيد دون أن يشرد الذهن في منتصف القسم الى ما سواه كتغيير المكان أو الموضوع أو السجع التي يتم العزف عليها فيضفي على القسم صورة جديدة من صورالجديه.
ظهرت جدية القرآن في الإغراق في الأوصاف و الدقة في التفاصيل و العناية بالقسم.

المظهر الثاني من مظاهر النص القرآني الثقه,كانت السور و الآيات واثقة من نفسها غير مترددة في التعبير عن ذواتها,لا تلحظ تلجلجا في السياق و حتى التكرارات الكثيرة أدت خدمة في تأكيد هذه الثقه, لم تصل الثقه الموجدة في النص القرآني الى مرحلة التفريط بالمعنى أو الإستهتار به و قد كان النص يدرك أنه يخاطب خبراء و في أماكن كثيرة يجبرهم على التوقف و الإنصات لصور جديدة و معاني مختلفة و حتى الى أغراض لم يسبق التطرق لها.و الأغراض التي تناولهاالقرآن واحدة من دلائل الثقة في نفسه.

الترغيب و الترهيب و لهجته ووسائلة ترفع من درجة ثقة النص بنفسة فالوعود مؤجلة أن كان بالجنة أو بالنار و لا يعطيك دليلا على وجودها إلا اللفظ و المعنى حاشدا أقصى ما تحتملة المفردات لتبيان أغراضه , ووسط ذلك كله يقف النص على الحياد "بدم بارد" تاركا لك الخيار بالتصديق أو التكذيب و هذه حيل لا تنقصها الفطنة يستخدمها النص بنفس الطريقه التي يستخدم بها المحققون جهاز كشف الكذب,و ابتكار مثل هذا الأسلوب يسجل لصالحة و أي أستخدام مماثل يعتبر سرقة موصوفة و لكنها قد تكون مكشوفة و مفضوحة لأن القرآن يستخدم طرائق بعيتها في هذا المجال مثلا يقول القرآن في سورة النحل:
30-وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ
31-جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ
32-الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ


أسلوب الحديث هذا يحاكي أسلوب رجل مسن حكيم يتحدث عن خبرة شخصية و لا ينسى الأشياء الصغيرة و قد يعجبنا اسلوب شيخ عجنته التجربه يتحدث يثقة و هدوء عما مر به لا يتكلف لفظا و لا حدثا و لا يتلكأ في الكلام و يجيب على كل الأسئلة المطروحة عليه و كأنه يحفظ إجاباتها عن ظهر قلب و هذه مواصفات "الشاهد الصادق",ألأسلوب القرآني هكذا كان سمته في الغالب الأعم مرتاحا و هو يستفيض بالوصف و لا يجد غضاضة في التكرار و لا يعبأ بسجع و خاصة في مقامات الحديث عن الجنة أو النار و قد يستعيض عن أسجاعه بصوره, بمعنى أنه لا يستخدم كل أسلحته دفعة واحدة و هذا وجه آخر من وجه الثقه,فتارة تجده يمسك بالسجع فلا يبتعد عنه و مره يغيب في جملة طويلة يتحدث فيها عن أمر ما دون أن يعبأ بنقطة توقفه.

وجه الثقة الآخر هو الثقه بالنتيجة يتحدث القرآن و كأن الأمر مفروغ منه و محسوم سلفا فلا يلجأ الى أساليب الإحتمال و النتائج التي تقبل عدة وجوه و لا يوجد لديه حلولا وسطية فإما معي أو علي و هذا موقف الواثق الذي يريد معرفة من يقف الى جانبه و من سيقف في الصفوف المقابلة, و عندما يتحدث عن نفسه لا يبخسها حقها فيقول " جعلنا,أو ضربنا..." بصيغة الجمع و هذه لهجة المتأكد من موضعة, طبعا لا يكفي أن تقول تتكلم بصيغة الجمع لتبلغع مبلغة لأن الجمل التالية قد تفضح الوهن و الضعف الذي يختبأ حول كلمة جعلنا أو ضربنا فمثلا عندما يتحدث القرآن بهذه الصيغة يقول:
انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا الكهف. -7
ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حما مسنون الحجر. –26
ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون الزمر. – 27
لا حظ مقدار الثقه بالنفس التي تبدو في "جعلنا و خلقناو ضربنا" و ما بعدها,و لتبدو الصورة الواثقة أوضح أليك بعض أفعال الأمر و صياغتها:
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم. محمد – 33
وان اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون الأنعام. – 72
و يمكن أن تجد النواهي و الحض و كلها أساليب تدل على ثقه وقوه و موظفه بطريقه جيده لتخرج مقنعا بسمات خاصة.
أدعي أن النص كان واثقا بنفسه و متأكدا من قدرته على التعبير و يعتقد أنه يعني ما يقول بلهجة فيها الكثير من الإيمان بالذات و قد حاول النص صادقا نقل هذا الإيمان الى المتلقي .
أوحى النص بجديته و بين عن ثقته بطريقة "خطابيه",و الخطاب بما يحمله من مميزات كان غالبا سواء بناءه المشهور "يا ايها الناس" أو "يا ايها الذين آمنوا" أو بلهجته المفخمة التي تليق بنواب المعارضة في البرلمانات, مثل هذا الأسلوب الخطابي يثير الحماس و يثير العواطف أو حتى يثير الإستفزاز,أتخذ الخطاب في النص القرآني أسلوبين الأول هو أسلوب "البوق" فكانت السور و الآيات مجرد رصف لغوي يحاكي الجملة العصبية فيثير فيها ما يثير و يعتمد على قوة صوت هذاالبوق و حلاوة نغمته فقط لا غير و يمكن أن أعط مثالا:
يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين. البقره 153
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. آل عمران 102
يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين. الأنفال 65
و هكذا "يصيح" القرآن بمن حولة مثيرا الحماس و يستخدم لهجة عاطفية بحسب المقام فيحث على القتال مثلا منوها بقوة المؤمن, و قد يحثهم على الإستعانة بالصبر و الصلاة و كأنه يعرف أن الصبر و الصلاة أداة جيدة للإستعانة بها دون تقديم تبرير كاف على الأقل في الأية المذكورة,طريقة الحث و الإستنهاض الخطابيه هذه تتوزع في سور القرآن كثيرا و تصادف في كل سورة تقريبا,الأسلوب الثاني للخاطبية في القرآن هو الأسلوب "البرهاني أو التبريري" و ذلك بالدعوة الى التفكير أو الإتعاظ أو المقارنة دون التخلي عن التدخل للإشارة الى جهة بعينها ليسلها المخاطب اي أن الخطاب متحيز لوجهة نظر معينة يريد القرآن من المخاطب أن يتخذها و هي طريقة تسلب المخاطب حريته في الإختيار و تدفعة لتبني وجهة نظر "الخطيب" من الأمثلة على ذلك :
افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت. الغاشية 17
الم نخلقكم من ماء مهين .المرسلات 20
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله . النمل 88

توجه هذه الأيات النظر و "بشكل إعلامي" الى جهة محددة مستخدمة أسلوبا خطابيا مميزا و يختار الخطيب مواضيعا محددة و يتحدث عنها بطريقه خاصة موحيه, و ضمن كل ذلك لا يفقد النص الثقة و لا الجدية.
أترك المجال لزملائي...و من يريد التعليق قبل أن أمضي في تحليل نص "العاصفة" من حيث الجدية و الثقة و الخطابة.

سأتوقف هنا و أترك المجال لزملائي و من يريد أن يعلق قبل أن أمضي بتحليل صورة العاصفة من حيث "الجدية و الثقة و الخطابة"

مودتي

04-04-2006, 11:04 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أورانوس غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 173
الانضمام: Dec 2005
مشاركة: #33
محاكاة القرآن....و العاصفة
تحيات دافئه (f)

بالرغم من عدم جدوى الحوار القائم فى الحياه العمليه

إلا أننى أسجل أهتمامى به و استمتاعى الى اقصى درجه بحوار الزميلين المحترمين جقل و الختيار

و أطلب منهما التفضل و الإستمرار فى الحوار و تجاهل سفاهة السفهاء المعاندين النعاقين كالبوم فى الليل الهادئ

تحيات دافئه للزميلين الختيار و جقل (f)
04-05-2006, 12:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #34
محاكاة القرآن....و العاصفة
تسجيل متابعة ..

خوليو
04-06-2006, 10:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #35
محاكاة القرآن....و العاصفة
نتابع نقد الزميل جقل للسورة

ملاحظة : قرأت للزميل نقداً آخر في موضوع آخر يجعل سورة العاصفة نهاية الأدب و العظمة ، و أنا لا أفهم بالضبط ما الذي يريده زميلنا ، على كل حال ، سأقدم نقداً موضوعياً لنقده الأول ، حتى و إن لم يكن يعنيه ، فقط كي لا ينسحب على من يتابع هذا الشريط ذات يوم من باب الذب عن سورة العاصفة و النقد الموجّه لها .



يقول :

اقتباس:حالما ينتهي الختيار من قسمه نعتقد أنه سيقول لنا لماذا يقسم تلك الأيمان المغلظة التي أثار فيها غبارا و عجاجا كاد أن يسبب لنا سوء الرؤية,و لكنه فجأة ينسى أنه كان يقسم فيتودد الى الإنسان بقوله "أشريك مع الله العظيم", خطاب بهذا الود ,و الحميمة لا يتناسب مع قسم يثير كل ذلك الغبار

مرة أخرى أتساءل كيف يفهم زميلنا الناقد أن هذا السؤال هو تودد ؟

هذا سؤال بصيغة الاستنكار و التوبيخ ، فهو يخاطب عقل الإنسان و لا يصارعه ، و يلفت نظره بالقسم بجميع المظاهر السابقة و يحفز تفكيره نحو الاعتراف بوحدانية الخالق ، و ليس الهدف من القسم فقط أن يتوعّد الإنسان بالعذاب .

إقرأ معي :

" اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)" الرعد

هذا الأسلوب هو أسلوب الخطاب الودّي و الذي تم فيه استخدام "لعل" و هو يفيد الرجاء .

و هذا ليس أسلوباً مذموماً ، بل يفيد الرجاء و تحفيز الإنسان علىمراجعة نفسه ، بل يفيد توبيخاً و تقريعاً مبطناً بين السطور .

فكأنه يقول له كيف لا توقن بلقاء ربك الذي رفع السماوات بغير عمد و استوى على العرش و سخر الشمس و القمر إلخ ؟؟!!!

ستقول لي أن ذاك كان قسم و هنا لا يوجد قسم ، و هنا أحيلك إلى سورة القيامة التي تبدأ ب :

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)

وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)

أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)

بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)

فهنا تجد قسم بيوم القيامة ، ثم مخاطبة عقلية لما يحسبه الإنسان من نفي البعث .

و هذا السؤال متناسب مع القسم ، فهو يقسم بيوم القيامة ، و يضيف سؤال يتعلق بالبعث .

و في سورة العاصفة ، يقسم الله بقدرته في تنظيم خلقه و تقديره دون تعارض و لا تخبّط ، فكل شيء مخلوق بقدر ، ثم يسأل الإنسان أشريك مع الله ؟

أي هل يمكن أن يكون هناك شريك مع الله رغم كل هذا التنسيق و التقدير ؟؟

بمعنى لو كان هناك شريك مع الله لافتقر الكون إلى هذه الرؤية الموحدة و التنظيم الموحّد ضمن قوانين موحّدة .

فلا أرى تودد و حميمية كما يرى زميلنا بل استفزاز للتفكّر و توبيخ و تقريع مبطن .


نتابع
--------------------------

يقول زميلنا جقل :

اقتباس:فيتذكر الختيار قسمه فيستدرك سريعا "كلا و المطر" و هذا ليس أستدراك العارف بقدر ماهو أستدراك من "أكل خبطة" على دماغه أيقظته من سبات فأختلط عليه الصحو بالمنام فينفي الشرك بالله و يعاود القسم بمخلوق سبق أن اقسم به سابقا و هو المطر بما يشبه الفقدان المؤقت للذاكره مع قوله "و التراب إذا زفر" يتأكد فقدان الذاكرة تماما و كأن الختيار لم يمر عليه أختلاط المطر و التراب و ماذا يسبب مزج من هذا النوع فبدلا أن يحدثنا عن الطين يهرب الى فكرة الموت و لكن بشكل بائس يدعو الى الرثاء فلا يعرف من الموت إلا الحفر و هذه قد تستدعي الى الذاكرة ورشات صيانة الهاتف أو المياه و لكنه أبدا لن تستدعي فكرة الموت.

كلا هنا إجابة قاطعة بمعنى أنه لا يكون كذلك .

أي لا يمكن أن يتحقق هذا بوجود شريك مع الله .

ثم يُقسم بالمطر و التراب إذا زفر ، و زفرت الأرض أي خرج نباتها كما يقول لنا لسان العرب ، و المعنى أن الله ينفي فكرة و يثبت أخرى بنفس الوقت ، فهو ينفي وجود الشريك و يثبت بأقوى أساليب الإثبات و هي القسم ، بأن الإنسان سيُبعث ، و يمكنك أن تلاحظ بما تملك من الفطنة العلاقة بين المطر و زفر التراب ، و الذي يشير بقوة إلى إحياء هذا التراب الميت ، ثم الجواب على البعث من الحفر .

و لو أنك راجعت القرآن لوجدته كثيراً ما يُقرن بين إحياء الأرض بالمطر و البعث يوم القيامة ، أنظر :

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) الروم .




أكتفي بهذا القدر الآن لأنه علي الذهاب

سأتابع لاحقاً

تحياتي


04-07-2006, 02:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #36
محاكاة القرآن....و العاصفة
تحية....

الزملاء المتابعين..


تحية..
لا أريد أن يفهم من كلامي أنني أكيل المديح للقرآن, و ما فعلته مجرد توصيف لحالة نصية أراها أمامي,و ذلك بإتبار أن الثقه و الجدية صفتان تنطبقان على الجيد و على غير الجيد من قبيل أن العالم المبدع ذكي و كذلك المجرم الحاذق ذكي,و الشخص الذي تمنطق بحزام ناسف و أنطلق ليفجر نفسه وسط تجمع ما لا تنقصة الثقة ولا الجدية,و قد ينظر أليه على أنه مجرد مجرم مختل و قد ينظر أليه كشهيد نكر ذاته في سبيل ذوات الأخرين.و تبقى مسألة الخطابة السمه الواضحة في القرآن و هذه قد تستخدم في صيغة إستقراءية يمكن أن نستنتج منها ما هو مفيد و يمكن أن تستخدم بأسلوب الحض و الحث و في هذه الحالة لا تتعدى الخطابة كونها مجرد إقناع لغوي.و لن ننسى أن "سفسطائيي" اليونان أستخدموا الخطابة عوضا عن الفلسفة في التفسير و التحليل و الإقناع بالشيء و ضده أحيانا.

قي صورة العاصفة و هو نص يهدف "عامدا مع الإصرار و الترصد" الى تقليد النفس القرآني, و ذلك إستجابة للتحدي الذي ورد في ثنايا القرآن,ويمكن القول و بمجرد أن تعقد النية للتقليد تتسرب قضية الجدية بعيدا و لن يكون لها مكان داخل النص,فتختفي النبره الحازمة لتحل محلها نبرة أخرى تدعي الحزم و لا تجيده, تفضحها طريقة التعبير و الألفاظ المنتقاة و هذا ما حدث مع نص العاصفة الفاقد الى الجدية و لو أنه يدعيها في بعض الأمكنة و لكنه سرعان ما يفقدها لصالح الدعابة فجاء النص متفاوتا من حيث قوة لهجته فلم يبدو أنه يعني ما يقول و ظهر أنه غير مؤمن بالأحداث التي أتى على ذكرها النص, و هنا يبرز سؤال كيف سيقنع هذا النص بدو أجلاف أستحكمت فيهم عبادة الأصنام بإتباعة و هو يهتف بهم بين العبارة و الأخرى أنا أمزح معكم و لنبدأ من أحيث أقسم:

سبع فقرات للقسم و قبل ان نوردة ساقتبس القسم الرسمي في المحاكم "أقسم بالله العظيم أن اقول الحق", و العظيم هنا تدل على عظمة القسم ايضا و ليس على عظمة الله فقط و إذا كان اليمين مغلظا كان إحتمال الصدق كبيرا,أما العاصفة فتقول "و الذي خلق فقدر, و رفع الشمس و القمر" و هذه بداية جيده و ليته توقف هنا لكان التوفيق أكثر أحتمالا و لكنه أردف"و فتق السماوات و أنزل المطر,و خلق الجنة و البشر,و شق البصر, و فلق الحجر" , يبلغ التملل قمته حيث يقول شق البصر و كان قد بدأ من قوله فتق السماوات,و هنا يبدو أن الكاتب قد وضع مسبقا في ذهنه عدد فقرات القسم فبدأ بشكل قوي ثم بدأ يتراخى أمام وعده لنفسه بإستيفاء الفقرات السبعة و أن قبلنا منه الفقره الثالثة و الرابعة على مضض فلا يمكن قبول الخامسة و السادسة لأنها واضحة التكلف و التصنع أو لنقل "كمالة عدد" و الوضحح يأتي من الترادف و الوزن و السجع و كل ذلك غير مطلوب في هذه المرحلة و لا تقتضية جدية الأمر و التركيز بهاتين الفقرتين تحديدا على السجع و الوزن أكبر بكثير من المعنى الذي وجب أن يكون قويا لتعظيم القسم أكثر و إعطاء مظهرا و لهجة جادة لمن يقسم.الذي زاد الطين بله و فضح أمر القسم "التوليفي" البعيد كل البعد عن الجد الفقرة الأخيرة التي يعود فيها الى نغمته الأولى فيقول "و فجر الأنهار تجري بقدر",تخلى هنا عن الترادف بدون سبب واضح و عاد الى توكيد القدرة م جديد و لكن بعد أن تاه في وسط عبارتين محشورتين حشرا في تضاعيف القسم فأفسد على نفسه قسمه و ظهر كمن يمزح.سأورد قسما قرآنيا طويلا لأوضح الفرق بين الجد و المزح فقد يقول القرآن في سورة العاديات "و العاديات ضبحا*فالموريات قدحا*فالمغيرات صبحا*فأثرن به نقعاعا*فوسطن به جمعا",القسم الطويل هنا يتحدث عن شيء واحد يفصل فيه موضحا فداحته ليقول أن قسمه عظيم و ضخم و القسم السابق كله يوازي قسم المحكمة القائل "والله العظيم",قسم العاصفة يتبدد بعد أن يدخل الفقرة الثالثة و يبدأ بالحبث عن البيان و البديع و بنسى جلال و حدة القسم و هو شرود مبرر لكاتب وضع نصب عينية التقليد فقد و لم يعن قسما حقيقيا.

الأمر الآخر الذي خلخل القسم و بدد عنه رداء الجد غياب جواب القسم و قد يكون القسم أوضح إذا أرفق معه جوابة ونقرأ في سورة العاديات جوابا للقسم بعد القسم مباشره "إن الإنسان لربه لكنود*و أنه على ذلك لشهيد..الخ"فيما كان جواب القسم في العاصفة غائبا أو بحاجة لجهد كبير ليتم تبينه وهو ضعف يعتري بنية القسم إذا فصلت القسم عن جوابة و هو ما حصل في العاصفة, فيما تبقى من الصورة لا يتوقف الهزل ابدا فحتى الجدية التي تصنعها النص في بداية القسم "شلفها" خلف ظهره و تفرغ للتحري عن ألفاظ طريفة و غريبة و كأنه يريد أن يهجي القرآن و ليس أن يعرضه و هو خظأ جديد يقع فيه النص فيبعده أكثر و أكثر عن روح النص القرآني فمثلا أين الجد في عبرة تقول "ترز الرعود رزا" أو " تأز الأرض أزا" و للأزيز و الرز معاني مختلفة قد تتبادر الى ذهن القارىء قبل المعاني المقصودة و قد نستنتج أن النص يبحث عن الطرفة أو يريد القول أن القرآن الأصلي لا يقل طرافة و هذا ما يبعده ليس عن الجد فقط بل النزاهة أيضا.

سأنتقي العبارات الجدية الواضحة في النص و اضعها هنا قبل أن أتابع من حيث الثقه.و الخطابة

و الذي خلق فقدر*و رفع السماء و القمر * لتبعثن من الحفر * ليعلم من كفر * أن العاقبة لمن شكر * و قوم نون الذين كذبوا بالآجله * أخذناهم بالعاجله * لا يملكون منها حائلة * جزاء الأيام السالفة *

حذفت فقط حرف الفاء للضرورة في كلمة فأخذناهم..

أوافق على هذه الفقرات فقط و اسقط ماعداها و هذا رأي شخصي..سأتوقف للتنفس و أتاحة الرد..

الزميل حسام مجدي لم أنتبه الى ردك السابق فعذرا و مداخلتي على ردك المذكور منتقاة بحيث أجيب على النقاط التي أعتقد أنها تمس حوارنا من حيث القدرة على محاكاة القرآن.و أشكر لك مع تكرار أعتذاري




04-08-2006, 01:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Hossam_Magdy غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 474
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #37
محاكاة القرآن....و العاصفة
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

أخي المحترم " جقل " ..

كنت أنتظر ردك في الأيام السابقة و طال انتظاري حتى انشغلت تمامًا لوجود عدة ظروف طارئة في حياتي .. و بإذن الله سبحانه و تعالى أكتب تعليقي على كلامك في غضون بضعة أيام ..

بالمناسبة ليس عندي أي مشكلة من أن أدعوك بالأخ .. فالله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم يثبت للأنبياء نسب الأخوة مع أقوامهم .. مثلًا قوله سبحانه و تعالى " و عاد و فرعون و إخوان لوط و أصحاب الأيكة و قوم تُبّع كل كذَّبَ الرسل فحق وعيد " .. فنحن إخوة في الإنسانية رغم اختلاف المُعتقد .. و إن كنت أشعر بعزة الإخوة مع المسلمين دون غيرهم من الإخوة في هذه الإنسانية و أشعر نحوهم بتلك العزة دون غيرهم ..

و شكرًا لك ..

و الحمد لله رب العالمين ..

04-08-2006, 02:51 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #38
محاكاة القرآن....و العاصفة
زميلي جقل

فقط أحب أن أوضح نقطة قد تكون غائبة عن ذهنك ، و هي أن القرآن أعطى أولوية للسجع وصلت حد التكلف في كثير من مواضعه ، و الأمر ليس أنني أسعى وراء السجع إلا لأنني أقلّد نصّاً اعتمد السجع أساس بنائه .

سأعطيك أمثلة .

موسى و هارون :

في كل القرآن تجد موسى مقدّم على هارون ، و هذا طبيعي لمنزلة موسى و هارون ، فالثاني كان بمنزلة الوزير للأول ، و موسى هو صاحب الدور الرئيسي مع فرعون و قومه .

إلا في موضع واحد قدّم القرآن هارون على موسى .

في سورة طه :

فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74)

لاحظ أنه قدّم هارون على موسى في هذا الموضع من أجل الحفاظ على الجرس الصوتي ، على التسجيع بالألف الممدودة .

قد يقول قائل و ما أدراك لعل هذا ما قاله السحرة أنفسهم ؟

أي أن القرآن نقل كلامهم و أنت لم تكن حاضراً معهم فربما جاءت معهم هكذا "هارون و موسى" ؟

نعم هذا احتمال ، و لكن القرآن لا يتركنا نضيع في الاحتمالات ،

فيقول في سورة الشعراء :

فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)

لاحظ كيف قلب القرآن كلامهم فقدم موسى على هارون ، ليحافظ على التسجيع بالنون .

و في سورة الأعراف يذكر نفس القصة فيقول :

فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125)

و بذلك نخلص إلى أن تقديم هارون على موسى في سورة طه كان بهدف الحفاظ على التسجيع بالألف ، بدليل أن القرآن نقل كلام السحرة مرتين في سورتين مختلفتين فقدم موسى على هارون ، مثلما قدمه في باقي المواضع في القرآن .


هذا دليل واضح جداً بأن القرآن يضع التسجيع كأولوية في صياغة الآيات ، فمرة يجعل السحرة يقدمون موسى على هارون ، و مرة يجعلهم يقدمون هارون على موسى .




مثال آخر :

الجنات


"جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "

كم مرة وردت هذه الجملة في القرآن ؟

27 مرة

و هي وصف جميل للنعيم في الجنة .

و لكن تعال و اقرأ معي هذا الوصف :

" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ"

جناااااااااااااااااااااااااااااااااات ، و نهَر !!!

ألا ترَ الخلل الواضح في هذا الوصف ؟؟

جنات عرضها كعرض السماوات و الأرض ، و نهَر ؟!!!!

هذه لا يفسرها إلا السعي الحثيث وراء السجع ، وهو حرف الراء هنا .

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)


و هذا يذكرني بقوله :

وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)

لاحظ كيف يقرن الجنة و الحرير !!! و كأن الحرير يضيف شيئاً فوق نعيم ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .

كأن تقول لشخص :

أعطيك قصراً ليس مثله قصر و حمام .

(و هذا المثال نبّه إليه الزميل الكريم سيد الذباب قبل سنتين ربما) .



مثال آخر :
السفينة

تقول الآية :

وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)

و دسر اختلف فيها المفسرون ، منهم من قال المسامير و منهم من قال هي خيوط الليف التي تربط الألواح ، و منهم من قال هي صدر السفينة .

و لكن جميع هذه التفسيرات تجعل الجملة متكلفة ، فكأنه يقول :

حملناه على ذات ألواح و مسامير
أو حملناه على ذات ألواح و خيوط ليف
أو حملناه على ذات ألواحٍ و صدر

و هو بكل هذا يقصد السفينة .

و لو قال "حملناه على السفينة" لكان أسهل من هذا التكلف .

لكنه يخل بالإيقاع و يخلّ بالسجع

هل من البلاغة أن تقول : ركبت ذات عجلاتٍ و نوافذ و أنت تقصد ركوبك السيارة ؟

أم تقول ركبت ذا عجلاتٍ و سكة و أنت تقصد القطار .

و كأنك تقدم لغزاً لا خبراً .

بل ما يدلك على أن القرآن يسعى وراء التسجيع لأبعد حد ، إقرأ الآيات :

فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10)

فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11)

وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)

وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14)

وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15)

لاحظ كيف جعل الفعل "كفر" بصيغة المبني للمجهول !

فهل نقول فلان كُفِر أم كفَر ؟

و لو قلت كُفِر للزمك مفعول به لأن الفعل اللازم لا يبنى للمجهول .

كُفِر بماذا ؟

صيغة غريبة عجيبة جاءت فقط كي تتناغم مع الجرس الصوتي للآيات المرافقة ، فهي على وزن "فُعِل" في الغالب .

أما آية " بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)" فأتركها لك تبحث في بلاغتها وحدك .

هذه نزر يسير مما تجده في القرآن من تكلّف في فواصل الآيات . ربما نفرد لها موضوعاً مستقلاً ذات يوم .



تحياتي



04-08-2006, 04:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
handy غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 995
الانضمام: Oct 2005
مشاركة: #39
محاكاة القرآن....و العاصفة
تعليق قصير :
ينبغى هنا التفرقة بين النصوص الجيدة والنصوص الممتازة
فى النصوص الممتازة لا نكاد نتعرف على بصمة الصانع فالعبارات قوية وسهلة وغير متكلفة أو مصطنعة
على سبيل المثال أذا رجعت الى معلقة عنترة أو أمرء القيس
لن تجد قافية واحدة متكلفة أو مصطنعة على الرغم من طول
القصيدة
أما النص الذى تتحول فيه كلمة خسارة الى كلمة خسر لتلا ئم
السجع الموجود فى كلمة العصر فهو نص جيد فقط ولا يرتق
الى مرتبة النصوص الممتازة حيث أنك تشعر ببصمة المؤلف
وتدخله العمدى لأيقاف تدفق الأفكار لأصطناع السجع.
04-08-2006, 06:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #40
محاكاة القرآن....و العاصفة

تحية..الزميل الختيار..

للنص المبني على السجع كأساس لغوي غير هذا المظهر ,فتجد النص المسجوع قصير الجملة متقاربها, بحيث لا يغيب روي السجع عن الأسماع, و قد يهرب المعنى بعد أن يلفق النص جملة يتكلق فيها نهاية مسجوعة,و لن يحافظ النص المسجوع على وحدة وقوة ما يتحدث عنه فيتهلل و يتداعى و قد يتقوض سريعا و لا يبقى منه ألا عبارات جوفاء مترادفة دون معنى أو مغزى حقيقي, أريد أن تقرأ معي في سيرة ابن هشام هذا الحوار الذي دار بين "سطيح" المنجم و أحد الملوك حول رؤيا رأها الملك في منامه:
فقال له‏‏‏:‏‏‏ إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها ، فأخبرني بها ، فإنك إن أصبتها أصب تأويلها ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أفعل ، رأيت حممه خرجت من ظلمه ، فوقعت بأرض تهمه، فأكلت منها كل ذات جمجمه؛ فقال له الملك ‏‏‏:‏‏‏ ما أخطأت منها شيئا يا سطيح ، فما عندك في تأويلها ‏‏‏؟‏‏‏ فقال ‏‏‏:‏‏‏ أحلف بما بين الحرتين من حنش ، لتهبطن أرضكم الحبش ، فلتملكن ما بين أبين إلى جرش ؛ فقال له الملك ‏‏‏:‏‏‏ وأبيك يا سطيح ، إن هذا لنا لغائظ موجع ، فمتى هو كائن ‏‏‏؟‏‏‏ أفي زماني هذا ، أم بعده ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ، بل بعده بحين، أكثر من ستين أوسبعين ، يمضين من السنين ، قال ‏‏‏:‏‏‏ أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ، بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين؛‏‏ قال ، ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحدا منهم باليمن ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أفيدوم ذلك من سلطانه ، أم ينقطع ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا، بل ينقطع ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ومن يقطعه ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نبي زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وممن هذا النبي ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، يكون الملك في قومه إلى أخر الدهر ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وهل للدهر من أخر ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ، يسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيئون ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أحق ما تخبرني ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم، والشفق والغسق ، والفلق إذا اتسق ، إن ما أنبأتك به لحق.

الآن تعال معي الى نص الحوار الذي دار بين عزيز مصر و يوسف في سورة يوسف, حول رؤيا رأها العزيز و طلب من يوسف تفسيرها:
43- وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ
44-قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ
45-وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ
46-يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ
47-قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ

48-ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ
49-ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ
يمكن أن تلاحظ حرص "سطيح" الشديد على سجعة و لوكان ذلك على حساب المعنى,و تلاحظ تكلف القسم لينهيه بحنش لأنه يعرف أنه شيذكر الحبش و هكذا, و بكل صراحة لا نجد هذا التكلف المقصود في رؤيا عزيز مصر و تؤيل يوسف له فلا يلهينا متابعة المفردات المسجعوعة عن القصة التي يريدها القرآن أن تكون مؤثرة و مثيرة و هو نجح في ذلك جدا و أحد اسرار نجاحة ابتعاده عن تقصد السجع لذاته و تطويله للجملة ليستسلم لها القارىء دون مقاطعة يرجع فيها لما تخزنه ذاكرته من بديع.و هناك نمط من النصوص المسجوعة يعرف بسجع الكهان و هي خطب مواعظية قريبة من الأغراض القرائنية و قريبة من نسجه اللغوي و لكنها أهتمت بالسجع أكثر و كان بالإضافة الى أغراضهاالسابقه هما من همومها و أليك نص قصير "لقس بن ساعدة الإيادي"
ليل داج،
ونهار ساج،
وسماء ذات أبراج،
ونجوم تزهر،
وبحار تزخر،
وأرض مدحاة ،
وانها مجردة ،
ان في السماء لخبرا،
وان في الارض لعبرا
جملة قصير و مترادفو مسجوعة قد يعتقد البعض أنها قريبة من القرآن المكي, و لكن في القراءة الثانية و ربماالثالثة ستجد أنها رصفا لجمل مترادفة بدون هدف حقيقي أكثر من الإستعراض كمن يعرض عليك ألبوم صور زاهية و يريد اقناعك بشرائها,و قد يكون القرآن أكثر عمقا و ثقة من سجع الكهان سالف الذكر.




بالتأكيد لم يكن الهم القرآني موجها نحو السجع و لم يكن غاية نهائية بحيث يتكلف المفردات و يلفقها, و حتى كلمة السجع قد نتعسف إذا "لقناها على القرآن و لعل كلمة "الفاصلة" تفيد المعنى أكثر لأن أيات القرآن تتوقف في أماكن محددة مرقومة ليست بالضرورة مسجوعة حسب الفاصلة التي قبلها,حدد القرآن لنفسه وظيفة و هي كما قال,"ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"البقره 2 ,و بذلك لم يكن همه أن يكون معلقة شعرية البديع و التصاوير مادتهاالرئيسية, بقدر ما أراد أن يحشد اكبر قدر ممكن من المواعظ و الأحكام و القصص بطريقة ملائمة و لا بأس أن كان السجع أحدها,فالقران لم يتكلفه بل أراده كشكل خارجي عام و لا بأس إن شذ عن قاعدة السجع هنا و هناك و القرآن يذكر بكثير من الشذوذ عن سياق السجع بل قد تجد سور كامله ليس فيها أي سجع مثل سورة التحريم,و يمكنك أن تقرأ مثلا في سورة نوح مايلي :
13-مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا
14-وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا
15-أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا
16-وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا
17-وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا
لاحظ التنويع الشديد هنا ففي خمس أيات تنقل في أربع أحرف و حافظ على تنوينها ليبقي شيئا من التناخم اللفظي و لم يفقد شيئا من الجد و لا يبد عليه جهد البحث عن كلمة تناسب سجعه الأول.و كان من الممكن بقليل من الجهد و التفكير أن يجد كلمات تناسب المعنى و توافق السجع مثلا:
وقد خلقكم أطوارا * ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات و بينهن جهارا *و جعل القمر فيهن نورا و أوثق الشمس نهارا * و الله أنبتكم من الأرض بهارا .
و ضعت الفقرات السابقه لأبين الجد من الهزل فقط.
و يمكن أن تجد مثالا جيدا آخر في سورة المرسلات:
6-عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
7-إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ
8-فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ
9-وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ
10-وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ
11-وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ
12-لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
13-لِيَوْمِ الْفَصْلِ
لا تجد السورة حرجا في التمسك بحرف تنسج عليه قافيتها و لا تجد غضاضة في رمية و التحرر من أي سجع ثم تعود لتمسك حرفا آخر ,قد تبين هذه السورة أن القرآن لم يكن يريد أن يظهر بمظر النص المسجوع رغبة بالسجع و تمسكا به بقدر ما كانت تريد سجعا حيث يسمح له المعنى و ألا يغيب الجد عن السحنة التي تبدو عليها الآية.
لن أقول أن القرآن لم يتقصد السجع أطلاقا و إنما كان السجع أفضل, و قضية تبديل موسى و هارون لا تصل الى درجة التكلف ولو كان المقصود منها المحافظة على تسجيع النون فلا جناح عليه في المحافظة على نفس النغمة و خاصة إذا لم يفقد المعنى فحواه و هذه حيلة يلجأ أليها اي كاتب نص,فعبارة رب هارون و موسى لا تساوي عبارة رب مورسى و هارون فقط إنما تطابقها كذلك, فالميل الى السجع لم يصاحبه فقدان الفحوى وبذلك لا يصل الى درجة التكلف و التصنع,أما سورة القمر التي يأتي فيها على ذكر الجنات و النهر أجدها أنفعالية متسرعة و يكاد يكون وجود النهر بهذه الصيغة ملفقا ليوازي بقية ما جاء في السورة,و لكن أريد التذكير بأننا نتحدث عن حالة عامة سائدة في القرآن و هي عدم تكلف السجع و أفتعاله و لا تعدم أن تشاهد عدة حالات من هذا النوع.و من النادر أن تشاهد أفتعالا للقافية في النصوص المدنية.



04-09-2006, 01:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سورة العاصفة - من مثله الختيار 121 27,351 09-06-2010, 08:58 PM
آخر رد: vodka
  الرد على سورة العاصفة المزعومة Dexter_Paraclete 36 5,748 04-12-2006, 08:12 AM
آخر رد: الختيار
  سورة العاصفة - مزيدة منقحة الختيار 17 3,380 04-10-2006, 01:28 AM
آخر رد: Charactos
  سورة العاصفة كمان و كمان!!! ما هو إعجاز القرآن؟؟؟؟ Romeo 3 890 04-05-2006, 09:49 AM
آخر رد: Romeo
  قراءه فنية ثانية "سورة العاصفة" جقل 8 1,711 04-04-2006, 01:59 AM
آخر رد: العلماني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS