24


.........: ببساطة ربنا نجاه...بل رفع شأنه أكتر وأكتر




جاء إلى الديار المصرية فأقبل عليه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب رحمه الله وولاه خطابة مصر وقضائها وفوض إليه عمارة المساجد المهجورة بمصر



ده يبنى أصلاً أول ما جه مصر تولى الخطابة فى مسجد عمرو بن العاص أعظم مساجدها





شحرور :



.........:



اترمى فى مزبلة التاريخ ولا حد اهتم بيه أصلاً بعدها مات ولا عاش ولا اتحرق بجاز مش مُهم [img]]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/.../yt--.gif[/IMG]

شحرور: يا سُبحان الله..بتفكّرنىبالآية الى بتقول




(ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً)مريم72


.........:


شحرور: تربيتك يا ضميرو أنت الكبيرهنا يا قمر :nocomment:






.........:


شحرور (مُتسائلاً) :خالع على فين؟!


.........: بقولك بس أوعى تنسى كُل الى اتعلمته
ومهما حصل افتكر أى حاجة فى أى حاجة...يلا يلا انا ماشى سلااااااااااام

شحرور: يا عم انا مش فاهم حاجة من كلامك ..!!!
قصدك أيه؟
انت بِتكروتنى كدة ليه ؟؟!!
هو فى أيه يا عم؟؟!




.........: بصوت يخفت تدريجياً :(متنساش يا شحرور كُلهم هيتفرجوا عليك متفضحهُمش)


شحرور: هُما ميندول...ضميرووووووووو


أستنىىىىىىى....ربنا ياخد ال......... فى يوم واحد على الى بتعمله فيا ده


الكتكوت جاى ينام هنا ولاأيه!!!!!!!

أفاق شحرور على هذا الصوت العالى المُزعج ليصطدم بالواقع الصعب الأليم المرير..!!


وهو أن بطلنا الغلبان لا يزال جالس على الأريكة الوثيرة ..داخل حُجرة الباشا الكبير الذى نطق بالجُملة السابقة المُبشرة بِكُل خير!




موعدنا الحلقة القادمة..



ونسألكم الدُعاء لشحرور.....



كُنت طيب يا أبوالشحارير

25

كان شحرور جالس على الأريكة المُريحة فى حُجرة الضابط , وأفاق على صوتِه الجهورى وهو يقول : الكتكوت جاى ينام هِنا وللا أيه؟!




أخذ شحرور يتلفّت حوله كأنه يبحث عن شئٍ ما حتى قال الضابط فى دهشة :انت بتدور على أيه؟!




شحرور (وهو يبحث تحت الأريكة فى اهتمام) : ثانية واحدة حضرِتك ..ممكن يكون تحت هنا!




الضابط (فى استنكار)




توقف شحرور عن البحث ونظر فى عينى الضابط فى براءة وقال : مش عارف!! هو مش حضرتك بتسأل عن كتكوت نايم ؟!




أنا برضو مستغرب بس عادى بدوّر لِحضرِتك عليه!




ارتج المكتب من قهقهة الضابط كأن زلزالاً يهز المُديرية كُلها !



فقد كان أداء شحرور تلقائى لأقصى حد!!




الضابط (بعد أن أنهى ضحكته الزلزالية) : لا لا خلاص...سيبك من الكتاكيت..خليهُم نايمين..وأشار لشحرور لِيجلِس أمامه


ثُم تغير وجهه إلى جِدّية واضحة بطريقة لا يَصلُح لأدائها غير ضابِط شُرطة مُحترِف!..وقال : قولى بقى...أيه الى حصل بالظبط؟!




شحرور (بلا مُبالاة)





الضابط:
]http://www.alltalaba.com/board/html/emotic..._1_18.gif[/IMG]




شحرور :


الضابط (وهو يبتِسم ):

شحرور:



الضابِط : ) قولى بقى...أيه مضايقك فى بيتا ماركِت يا شحرور؟‍




شحرور:
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...leyes.gif[/IMG]




الضابط




شحرور:




الضابِط (فى انفعال):عملتلى نَفسك زعيم وعملت مُظاهرة فى أكبر سوق تُجارى فى مصر


قاطعه شحرور: وزلزلت الأمن والنظام وأبديت بوادر لعملية أرهابية تُعيد إلى الأذهان ذِكرى 11 سبتمبر و.....كفاااااااااية

فى أيه ...كُل ده عشان قٌُُلت كلمة حَق...




الضابِط (وعيناه تلمعان فى انتصار):أيوة...أتفضل اتكلم على مهلك خالص...محدِش بيجرى وراك


استغرَب شحرور من تغيُّر لهجة الضابِط بهذِه السُرعة :what:

ووأخذ يَتفرّس فى ملامحه لأول مرة مُنذ أن رآه....فلاحظ أنه أشيب الفودين ويبدو فى أواخر الأربعينات من العُمر...ثُم رأى على كِتفيه ما استرعى انتباهه




شحرور: مُمكن طيب الأول أسأل حضرِتك سؤال؟




الضابِط: أتفضل.



شحرور:



الضابِط : (وهو يُشعِل سيجارة):لا أزاى ده أنت فاهِم كُل حاجة أهو




شحرور (بابتسامة مُماثِلة

): أصل واحد قريبنا لواء برضو بس فى موقِع حساس مووووت


الضابِط (فى هدوء) : موقَع أيه؟‍




شحرور (بقلق شديد ):

26


ظل السيد اللواء ساكتاً بُرهة من الوقت وهو يُخرِج انفاس عميقة من السيجارة..وهو ينظُر لشحرور نظرات لا يقدِر على أدائِها غير واحِد فى منصِبه أو مُمثل أخذ جائزة الأوسكار على دور فى فيلم (الشُِرطى الذى نفخ البشر) :nocomment:

ثُم قال فى صوتٍ عميق : أنا هكون واضح وصريح معاك يبنى...بُص...

(ثُم قام من على مكتبه ودار فى الغُرفة وهو يقول)

:أحنا هنا مُهمتنا حِفظ الأمن والنظام ومنقدرش نسمح لأى حد بزعزعة الأمن والإستقرار فى مصر فى وقت بنحاول نبنى فيه البلد ....بمعنى أصح مش ناقصين وجع دماغ ....

قاطعه شحرور: بس أنا شايف أن أنتوا اللى جبتوا وجع الدماغ لنفسكُم




الضابط (وهو يُعاود الجلوس على مكتبه وهو يقتب عن جبينه وقد باغته السؤال):أزاى؟ :what:




شحرور:


الضابط : بس يبنى دى أتفاقيات دولية وقّعناها مع أسرائيل وملهاش علاقة بموقف مصر الثابت من قضية فلسطين :nocomment:



شحرور



الضابط (فى تلقائية):



هبّ شحرور واقِفا وقال فى استنكار :
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...rsa97.gif[/IMG]


الضابط (وقد باغته الرد):

شحرور (فى ثبات) : أنا مواطِن بحاول أكون صالِح نافع لوطنى وقبل وطنى دينى وأُمِّتى



الضابط: صدق الله العظيم

ولا أنت مش عارف الآية دى؟ :aplaudit:



شحرور :



الضابط (فى غضب): معنى الآية واضح يا فالح




شحرور:اللآية كاملة بتقول:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59


فى أى عُرف وأى دين وأى بلد عاوز الله ورسوله يوافقوا أننا نعمل معاهدات واتفاقيات بيننا وبين ناس اغتصبوا أرضنا وكُل يوم يقتلوا ويحبسوا ويشرّدوا اُسر كاملة....



الضابِط (وهو يوشك أن يجن جنونه):



شحرور:ومين قال لحضرتك أن محدش طردنى من بيتى؟

مين قالك أن محدش قتل أبويا وخطف أخويا واغتصب أُختى ؟؟

مي قالك أن محدش هدم بيتى وحرق أرضى؟



الضابط (فى ثورة):أزاى يا فيلسوف؟



شحرور (فى عزة): لأنى قبل ما أكون مصرى أنا مُسلِم والنبى صلّى الله عليه وسلّم بيقول :

مثل المسلمين في تاودهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..(مسلم)


الضابِط


شحرور: يعنى

لو مُسلِم اتظلم فى مصر فانا شحرور المصرى


لو مُسلِم أرضه اتسرقت فى فلسطين فأنا شحرور القسّام

ولو مُسِلم اتعذب فى سوريا فأنا شحرور الحلبى



كان الضابط ينظر فى غضب شديد لشحرور ولا يقدر على الرد ...فساد الصمت لحظات ثُم نظر شحرور لعينى الضابط وقال وعينيه تلمعان :
ولو أُخت مُسلِمة انتهكوا عرضها فى الشيشان أو روسيا فأنا شحروفيتش يا باشا :nocomment:



قالها شحرور هو يرسم على وجهه ابتسامة ساخرة وضحك الضابط ضحكة قصيرة وقال



شحرور (فى سُرعة) : ولو مُسلِم فى قرغيستان فأنا برضو شحرور القرغيزى


الضابِط فى تساؤل : أيه قرغيستان دى يا شحرور؟ :what:



شحرور :



الضابط فى غضب


قام شحرور من على المكتب ووقف أمام الضابط وبدأ يتحدث كأنه فى برنامج :

المهُم...كان بيُحمها حاكم ظالِم مُستبِد ....قعد خمستاشر سنة بيسرق وينهب فى خيرات البلد والناس مش لاقية تاكُل

وده غير تكميم الأفواه
والإعتقال والتعذيب فى السجون فوق وتحت الأرض
وكُل حوارات فرعون دى
...لغاية ما الشعب اتخنق وقام بثورة كبيرة على الحكومة والرئيس بتاع البلد

ومرة واحد الناس بتسأل فين الريس يا رجالة؟؟؟؟
بخ لقوه ساب البلد وطار برة...



الضابِط (فى نفاذ صبر):
شحرور (فى توضيح): يا باشا قُلت لحضرِتك سرق ونهب البلد...هيكون خبّى الفلوس فى بيتهُم يعنى؟؟؟

أكيد طار ورا الفلوس الى سرقها ...وهوبا مرة واحدة اختفى ...صحيح قعد كتير عالكُرسى...بس آخرته كان أيه؟ حتة كلب جربان منبوذ ملوش بلد تلمه



الضابِط (فى ثورة شديدة ): ما تحترم نفسك وانت بتتكلم يا .....(حُذفت للرقابة)



شحرور: لا لا يا باشا بلاش غلط لو سمحت ...أنا هنسى الشتيمة وهعذرُك فى غضبك...مع أنى مش فاهم حضرِتك زعلت ليه؟؟؟ دى قرغيستان دى بلد محدش يسمع عنها أصلاً..



الضابِط (فى غلظة): وانت بتجيب المعلومات دى منين يا شحرور ؟



نظر شحرور فى الغُرفة حتى وقعت عيناه على تلفاز كبير فى مكان مُرتفع وقال للضابط : حضرتك لو فتحت الدِش هتلاقى كُل حاجة عن الموضوع على شريط الأخبار بتاع قناة الهضبة ....أصل الكلب أقصُد الراجل الى بكلِّم حضرِتك عنه لسة هربان برة قرغيستان أول أمبارح



الضابِط : آه آه منا عارف...حبيت أتأكد بس من مصادِر معلوماتَك!



شحرور (فى تهريج!): عارف أيه يا عم تلاقيك مقضيها دورى أسبانى وبندوزليخة..نياهههههههه

(برقت عينا الضابط فى جنون) ولكن شحرور استرجع قائلاً:



...لا لا يا باشا والله بفرفشك بس شايفك قافِش..بالله عليك ما تزعل منى

شعبورجيني

فاكرينه

هو صديق شحرور...
الصديق الذي لم يعرف أحد اسمه حتى الآن
لأنكم جميعا تعرفونه بالاسم الذي يستخدمه شحرور...
وشحرور كما نعلم جميعا يطلق أسماء خاصة على أصدقائه...


شعبورجيني اسمه الحقيقي مصطفى...
مصطفى صادق...
وكان أصدقاؤه يعلقون عليه بسبب تشابه الأسماء فيضيفون على اسمه لقب:
الرافعي، نسبة لمصطفى صادق الرافعي الأديب المسلم المجاهد المشهور...

شعبورجيني كان مسرورا جدا بصحبته لشحرور...
فرغم مزاج شحورو المتقلب فهو مسلم مخلص،
يحافظ على صلاة الفجر في المسجد،
وكان هذا أهم سبب جعل حبه يتغلغل في قلب شعبورجيني،،
هذا الحب للدين والإسلام،
والحث على الطاعات،
إضافة لروح شحرور المرحة وعفويته الممتعة..

أين تركنا شعبورجيني؟؟؟؟؟



آآآآآ ه تذكرت...
في المخزن..
عندما اصطحب ضابط الشرطة شحرور معه للقسم وترك شعبورجيني وحده مذهولا مما يجري حوله..

نظر شعبورجيني لنفسه فجأة فوجد أنه أصبح وحيدا..
فشحرور في سيارة الشرطة، والناس قد تفرقت تضرب يدا بيد...
وأحس بالغضب يعتلج في قلبه...
الغضب من نفسه أولا، لأنه خائن...
خان صديقه وتركه في لحظة صعبة وشديدة،
ورأى نفسه صغيرا

... وشحرور عظيما جدا جدا... شحرور ،
هذا الشاب المندفع البسيط الذي قد يتمادى في المزاح..
إلا أنه عندما يتعلق الأمر بدينه وبأمته ووطنه لا يتردد بقول كلمة الحق...

أحس أنه سيصرخ
أو ربما سيبكي..

والنار ستخرج من صدره..
من عينيه...
واستدار ليرى مدير المخزن...

هل يضربه..
..
هل يشتمه


فجأة تذكر..

تذكر كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم...
لا تغضب...

قاتل الله الغضب..

كله منكرات


.. وهدأت نفسه مع تذكره لحديث رسول الله...
وبدأ يتمالك أفكاره...
ويبحث في زوايا عقله عن حل..
عن حل سريع.. عن أي شيء...
لا بد أن يساعد شحرور..
يجب أن يعرف شحرور وهو الآن في قمة الخوف والشدة والقلق
أنه يوجد من يساعده وأن الله لا يتخلى عن المخلصين..

توجه شعبورجيني للإدارة وطرق الباب بلطف..

ادخل..

دخل شعبورجيني فرأى المدير يرتجف خلف مكتبه ويمتقع وجهه..
لابد أنه ظن أن أخانا مصطفى سيفعل نفس الفضيحة التي قام بها شحرور
فقد رآهما معا..

السلام عليكم يا أستاذ أنا مصطفى صادق.. طالب في السنة الثانية في كلية العلوم.. وأحب أن أتوجه إليك برجاء لو سمحت..

تنحنح المدير وتردد صوته وأجاب بسوت خافت: نعم يا ابني.. بسرعة شوية.. احنا ورانا شغل..

بارك الله بكم يا أستاذ.. نحن في عمر أولادك طبعا.. وأظن أنك تفهم تماما ما حصل.. بل أنا على ثقة أنك تود لو كان هذا الشاب الذي أزعجكم ابنك وستفخر حتما بوجود أمثاله في بلدنا...

نعم يا ابني.. طبعا.. هو ولد شجاع ومخلص ومندفع لبلده ولقضيتنا الاسلامية ولكنه أثار فضيحة في المخزن كما رأيت..

طبعا طبعا يا عمي إذا سمحت لي أن أناديك بعمي من بعد اذنك.... هذا اندفاع الشباب الذي لا بد منه والذي يحتاج لتوجيهكم واهتمامكم... ولكن يا عمي المشكلة انتهت الآن وأنا أتمنى يا عمي أن تفكر بابنك عندما يعلم أنك تبيع في المخزن بضائع إسرائيلية..... ولا بد أنك في أعماقك تفهم أهمية المقاطعة وأنا واثق أنك ستحاول أن تتخلص في المستقبل من هذه البضائع فنحن يا عمي نفخر بكم.. انتم جيل المحنة والنضال والتحرير...

طبعا طبعا يا ابني،، سنتخلص من هذه البضائع بإذن الله... أرجو أن تعذرني الآن فأنا ورايا عمل..

نعم يا عمي بارك الله بكم.. ولكن لي عندك طلب صغير جدا...ولا يتعلق بالبضاعة لأن أمرها انتهى بإذن الله، هو أمر يتعلق بإبنك شحرور، زميلي الذي استدعيت له الشرطة..

آآآه.... نعم يا ابني... لقد اضطررت لذلك فقد عمل فضيحة كما ترى..

نعم .. نعم يا عمي...
لكن هل ترضى له أن يتبهدل ويقوم الضابط بالتحقيق معه؟؟؟

وماذا أفعل يا ابني؟؟؟


تستطيع يا سيدي أن تتصل بالضابط وتقول له أنك أسقطت حقك... وأن الأمر بسيط ولا يستدعي أي مساءلة.. وأن شحرور زبون قديم عندكم وهذه المرة حصل سوء تفاهم أدى لبعض التوتر في الكلام..

عندما رمى شعبورجيني فكرته كان يتوقع أن يطرده المدير ويصرخ في وجهه... لكنه تفاجأ عندما رأى دمعتين تسيلان من عيني المدير :frown:الذي رفع سماعة الهاتف بقلق شديد وأسرع بطلب ضابط الشرطة
:
ألو... نعم يا سيادة الضابط...
نعم...
أنا مدير المخزن...
أرجو أن لا تكون قد أزعجت نفسك بالشاب الذي اصطحبته منذ دقائق من عندنا...
آآآه ..
الحمد لله..
لايزال في المكتب.....
نعم يا سيدي..
لا...
لا...
أبدا....
أبدا....
لاداعي أبدا أن تضايق نفسك...
لا يا سيدي...
نعم..
الموضوع ما يستاهلش..
أصل الشاب شحرور زبون قديم عندنا...
والمشكلة أنه تقابل مع عامل جديد لا يعرفه فلم ننتبه..
شكرا يا سيدي..
لا.. لا ..
لاتزعج نفسك...

شكرا يا سيادة الضابط...
أنا أعتذر للإزعاج.

نظر المدير لشعبورجيني:
كما رأيت وسمعت يا بني... لكن الضابط أخبرني أنه ربما يسأل شحرور بضع أسئلة رغم ذلك.. وأنا عملت ما أستطيع...
انتبهو انفسكم يا ابني.. فالشباب المخلص قليل هذه الأيام.. ومن المؤسف أن يضيع جهدكم في بعض المشاكل التي يثيرها الاندفاع والغضب.. والأولى أن تسعوا للتغيير بهدوء وبثقة ودون أن تثيروا حولكم ما يعيق هذا العمل ويهدم مساعيكم..
مع السلامة يا ابني..

خرج شعبورجيني من عند المدير سرعا..
لا يوجد وقت يضيعه..
يجب أن يسرع ليتكلم مع صديقهم خالد..
أبوه ضابط شرطة وربما تنتهي الأمور ببعض الوساطة دون أن يتعرض شحرور لأي شدة..


خرج مسرعا... يجب أن يقابل خالد بأي ثمن..

وللقصة بقية....


نراكم على خير فى الجزء التانى من قصة شحرور و ضميرة الحى

(f)

أسجل إعجابي بالموضوع بعد مرور سريع، ولي عودة للمخمخة مع تفاصيله

شكرا لإبداعك
واسلموا للصداقة النبيلة:wr:

اقتباس:  إسماعيل أحمد   كتب/كتبت  
(f)

أسجل إعجابي بالموضوع بعد مرور سريع، ولي عودة للمخمخة مع تفاصيله

شكرا لإبداعك
واسلموا للصداقة النبيلة:wr:

زميلى الفاضل أحمد إسماعيل
مشكور على مرورك بشحرور و ضميرة الحى
دا مجهود طلبة كليه الهندسه
للأسف مش مجهودى انا
لكن فكرته عجبتنى و نقلتها لكم
لأنها بتعبر عن شريحة موجوده بالفعل فى مجتمعنا
فى كتير جدااااااااااااااا زى شحرور

اتمنى لك المتعه و الفائدة و المخمخه

عدنا


همممممممم
إحنا سيبنا شحرور فين؟
ايوه كان فى مكتب اللواء
لما نشوف عملوا ايه



..يااه

نسينا أن نُحدثكم عن سيادة اللواء شوكت

كان رجلاً وقوراً للغاية

أشيب الفودين

وسيم الملامح..شديد الشبه بحسين فهمى فى مسلسل: النساء قادمون!

كان جالساً على كُرسى فخم خلف مكتب أنيق للغاية عليه مُصحف كبير مُزخرف يحتل أبرز مكان فى المكتب...ومن الجو العام للمكتب شعر شحرور أنه جالس مع شيخ الأزهر شخصياً!

قال حسين فهمى..أقصد شوكت بيه لبطلنا: أتفضل اقعد يا شحرور

جلس شحرور فى ارتياب أمام شوكت بيه

شوكت باشا: تحب تشرب أيه؟

شحرور (بحياء):

الضابط (بابتسامة مُشرِقة): لا يا عم أحنا هنا عندنا كل حاجة قول بس متتكسفش

شحرور:

شوكت بيه (بنرفزة):لا ما انت مش فى فندق فايف ستارز برضو!

شحرور:

ضغط شوكت بيه على زر من لوحة الأزرار المكوكية الى أمامه فدخل شاب بملابس مدنية فى سرعة...وقال له شوكت بيه: هات قهوة سُكر زيادة وعصير فراولة يا محمد

محمد: تحت أمرك يا أفندم..وانطلق مسرعا لتنفيذ الأمر!

خرج محمد ثُم اعتدل شوكت بيه ناحية شحرور قال: من ساعة ما حضرِتك شَرّفت والمُديرية مقلوبة يا عم..

شحرور(بِسُرعة): نعدلها يا باشا مش مشكلة

شوكت بيه:بُص أقولك على حاجة...فى أيدى أنى أخرجك حالا دلوقت..وفى أيدى برضو أنى ماخليكش تشوف الشمس تانى كلامى واضح؟!

شحرور:

شوكت بيه (مُتجاهلاً رد شحرور): أحنا عملنا عليك تحريات لقيناك مش بتاع مشاكل وفى حالك ..بس بُص يبنى..عاوز أعرّفك حاجة..واعتبرُها نصيحة من أب ..أنا عندى ولاد فى سِنك برضو...يا شحرور التيّار أما بيقوم بياخد الكُل..الحابل بالنابل...ووالله ممكن تروح فى ستين داهية بسبب أندفاعك و...حموريتك!

شحرور (بغضب):لا يا باش من غير شتايم لو سمحت

شوكت بيه (باستفزاز): كُل يوم والتانى أشى مُظاهرة على احتجاج على قرف وبلا على دماغك انت والى بتسمعهم وبتمشى وراهم..ياد يا شحرور فوق...وفتّح دماغك واتعلم متبقاش أهبل يبنى أما تُقع محدش هيدور عليك



كان شحرور يستمع لكلام وإهانات شوكت بيه وهو يكتم قذائف لسانه بمجهود يُحسد عليه‍

سكت الضابط هُنيهة...ثُم قال شحرور: ممكن حضرتك تفهمنى طيب؟

شوكت بيه (مُباغتاً) :ما انت بدماغك دى عُمرك ما هتفهم...ياد شيل زبالة ربط الدين بكُل حاجة دى من دماغك....بُص أن راجل حجّيت سبع مرات...ومراتى مُحجبة الحمد لله.وبنصلى كُلنا الفرض بفرضه...يعنى مُسلمين وبنأدى فروض ربنا بالمِلّى ‍
:nocomment:


شحرور (مُستغرباً) : هو حضرتك بتتكلم عن أيه بالظبط؟؟؟‍
شوكت بيه : يبنى احنا الحكومة وعارفين بنعمل أيه..ميجيش عيل .....(حُذفت للرقابة) زيك يقول أعمل ومتعملش

حاجة مثلاً زى أتفاقياتنا الاقتصادية مع اليهود..أيه المُشكلة يعنى؟؟

أنا بس كُنت عاوزك تقر فى الجرايد المُحترمة (نطقها وهو يضغط على كُل حرف) عن الفوايد الى بتعود على الاقتصاد الوطنى من الاتفاقيات دى‍

شحرور:

شوكت بيه(مُشوِّحاً بيدِه): يا أخى اتنيل أى عيل منكو بيفتكر نفسه علّامة بعد شهر واحد من انه مكانش يعرف يصلى أصلا...

(شعر شحرور أنه جالس مع شيخ القبيلة ليس لواء شرطة فى المديرية ولكنه كان يشعُر بِود خفى فى كلام شوكت باشا..ولكنه شعور فى العقل الباطن )

بُص يا حبيبى..أما ألاقى فُرصة عشان أشغّل آلاف الشباب...وأنشط التجارة الخارجية ...وأبنى مناطق صناعية جديدة...وأزود الصادرات بتاعتى ...يعنى أقولك مثلاً...(صوت طرق على الباب قطع كلام شوكت بيه)

..ادخل يا محمد

دخل محمد ووضع عصير الفراولة أمام شحرور والقهوة أما شوكت بيه ثُم انصرف

تناول شوكت بيه :أنت تعرف يا شحرور أن الاتفاقية دى والى زيها بتشيل من على صادراتنا الجمارك الى كانت بتقطم وسط رجال الأعمال والمصدرين الصُغيرين كمان

ده أنا عندى كشوفات كاملة بأسامى صناعات كانت هتفلّس عشان القدرة التنافسية فى الأسواق الأمريكية بقت مفيش...عشان موضوع الجمارك ده

أحنا عملنا أيه...قُلنا هنشيل الجمارك فى مُقابل بسيط جداً وهو أن جزء...نسبة..حاجة كدة مفيش من المُنتج الى هتصدره يتصنّع فى أسرائيل...ملهاش علاقة بقى بالدين خالص..أنت بتدور على طريقة تساعد فى نهضة إقتصاد بلدك....ومن ناحية تانية برضو أ؛نا عاوزين سلام مع العدو....مش هنعرف نبنى البلد من غير سلام يبنى...فالاتفاقيات دى بتساعد على مشروع السلام...مش ييجى أى جعجوع يقول حرب وكلام فارغ ...يبنى عاوزين كلام موزون مش شعارات وقلة أدب!

شحرور (محاولاً إيجاد فُرصة للحديث):بس ربنا يا أفندم..


شوكت بيه مُقاطعاً (ملحوظة: شوكت باشا يعشق الاسترسال فى الحديث ويكره أن يُقاطعه أحد‍) :ياد ربنا أيه بس ما الأزهر طلعوا فتاوى قد كدة أن مفيش مشاكل وبعدين يا أخى دى تجارة والتجارة حلال

شحرور (وعيناه تبرُقان كأنما التقط الخيط): طاب وكون الى بنتاجر معاه ده حرامى سفاح مُغتصب ؟؟؟أيه رد حضرتك فى دى؟ :what:

شوكت بيه: وأنا مالى يبنى أشغل نفسى ليه بأخلاقهُم ..احنا لينا مصلحتنا

شحرور: طاب لو كان سرق أرضك...وقتل ابنك..واغتصب مراتك؟؟؟

تغير وجه شوكت بيه فى غضب وقال

تغير وجه شحرور هو الآخر وقال ضاغطاً على كُل حرف من كلامه

كاد شوكت بيه أن يَرُد رداً لاذعا كالعادة...ولكن شحرور استوقفه بيده قائلا...: معلهش يا باشا اسمعنى لو سمحت....

ثُم أخرج من جيبه ورقة وضعها على المكتب وتناول قلماً من أمام شوكت بيه حتى بدون استئذان ...ورسم فى عصبية نجمة سُداسية أعلاها وأسفلها خطان طويلان....

ثُم أشار للورقة مُحدثاً الضابط: النجمة دى يا أفندم...شعار دولة أسرائيل...الخط الى فوق ده رمز لنهر الفُرات..والخط الى تحت كناية هن نهر النيل...والنجمة شعار يهودى قديم...والدولة قامت على تحريف لعقيدة كانت صحيحة زمان.....والدولة بتُحكمها أحزاب دينية...

بالنسبة لخط الفُرات..أهو العراق راحت فى خبر كان....ناقص أيه يا افندم نجمة وخطين ظّبّطنا نجمة وخط ناقص أيه؟! ....أهو الشعار قُدامك..كدّبنى يا باشا...قُللى أنى غلط...

شكوت بيه (مُهدئاً من ثورة شحرور):


شحرور : اااه حضرتك بتفكرنى بأيام ما الفلسطينيين أخدوا اريحا...حضرتك تعرف رئيس وزراء أسرائيل عمل أيه عشان يقنع الأحزاب الصهيونية الى عارضته ووصلت انها كانت عاوزة تقتله؟

شوكت بيه (وقد باغته السؤال): عمل أيه يا سيدى؟

شحرور: طلع على منبر الكنيست وطلّع من جيبه التوراة المُحرفة بتاعتهم...وقرا فيها تلات كلمات عن أريحا ألى تنازل عنها للفلسطينيين...هُما تلات كلمات الأحزاب الدينية سكتوا مفتحوش بُقبهم إلا ناس معدودين.. العكس كتير من المُتشددين منهُم باركوا الخطوة دى..

شوكت بيه (وقد أثاره الفضول):كلمات ايه يبنى؟‍

شحرور: كلمات عن أريحا فى صدر التوراه المُحرّفة: ملعونُ من سكنها وقال رئيس وزرائهم..احنا اتنازلنا عنها تنفيذاً لتعاليم التوراه.

شوكت بيه (مُستغرباً): وده أيه علاقته بموضوعنا يلا؟! :nocomment:

شحرور (رافعاً يداه فى حماس شديد): عُمرها ما كانت سياسة يا باشا..عُمره ما كان اقتصاد....اليهود بتوع دلوقت هُما بتوع زمان مفيش حاجة أسمها علمانية جديدة ملهاش مثيل عن زمان..كُلها مُسميات بيضحكوا بيها علينا..عشان ننسى ديننا....انوتا عارفين كدة كويس بس معلهش سورى فى اللفظ بتستعبطونا يا باشا...أو حتى بتضحكوا على نفسكوا الله أعلم

(كاد شوكت بيه أن يُعلق تعليقاً سيئاً ولكن شحرور لم يترُك له الفرصة وقام من على الكرسى فجأة وسار خطويتين فى الغُرفة وهو يقول) : هى فزورة وحضرتك حلهالى