لا أعرف حزباً عربياً ديمقراطياً وصل للحكم
د. رضوان السيد: لا، أنا أقول تقول لي: لماذا فشل؟ هل صحيح أن الأميركيين فشلوا أو لماذا؟ ليست عندي مشكلة مع الإسلام الشيعي وسنتحدث عن ذلك إذا شئت، المسألة أن الأميركيين الآن يقولون عكس الكلام الذي كانوا يقولونه حتى قبل عام، الآن يقولون: إن مشكلتهم الرئيسية في العالم هي إيران والملف النووي الإيراني وتدخل إيران في العراق، وفي أفغانستان..
تركي الدخيل: بالمناسبة دكتور رضوان السيد ما تعليقك على تصريح الرئيس المصري الذي أثار لغطاً كبيراً لقناة العربية لزميلتنا جيزال خوري عندما قال بأن مشكلة الشيعة أن ولاءهم لإيران وثار الشيعة غاضبون على هذا التصريح، أنت ما موقفك من هذا التصريح؟
د. رضوان السيد: يعني هناك الجانب الديني وهناك الجانب السياسي الجانب الديني هذا غير صحيح، بمعنى أنه بعكس ما قال المصريون بمعنى أن الشيعة عندهم مراجع فقهية، بعضهم يتبع السيستاني بعضهم ما زال يتبع محمد حسين فضل الله يعني مراجع خارج إيران وبعضهم يتبع أيضاً مراجع إيرانية، ولكن في الجانب السياسي الفرق الأحزاب الشيعية الرئيسية في العراق وفي لبنان تتبع إيران فهم مضبوط عندهم ولاء للقيادة الإيرانية السياسية، من الناحية الدينية ليس هذا الولاء شاملاً ولا عاماً ولا نصف الشيعة يتبعون إيران من الناحية الدينية.
تركي الدخيل: يعني معناه نحن فرقنا الحين بين السياسة وبين الدين؟ يعني صار فيه فصل بين السياسة وبين الدين؟
د. رضوان السيد: إذا أردت أن تصلي إذا أردت أن تزكي إذا أردت أن تدفع الخمس إذا أردت حتى أن تبيع أو تشتري أو تستفتي وأنت على المذهب الجعفري لن تقصد خامنئي أو وكلاءه، عندك كثير من القيادات المرجعية في الهند وفي باكستان وفي الكويت وفي البحرين وفي لبنان، يعني لا تعود إلى إيران في ذلك إنما أقصد الجهات السياسية النافذة..
تركي الدخيل: يعني هم يتبعوا في السياسة إيران ولا يتبعونها بالضرورة في الدين؟
د. رضوان السيد: أحزابهم الرئيسية المعلنة سواء حزب الله في لبنان أو المجلس الأعلى أو حزب الدعوة في العراق هم يقولون إنهم موالون لإيران في السياسة أيضاً وليس في الدين فقط فمن الناحية السياسية الشيعة الفاعلون سياسية ليست دينية نعم عندهم ولاء لإيران.
تركي الدخيل: يعني استطاعت إيران في النهاية حتى بعد إعلانها أنها توقفت عن تصدير الثورة أن تستقطب كل هذا المد داخل العالم العربي؟
د. رضوان السيد: هي الآن شوف نحن السنة في لبنان معروف أننا ناصريون من زمان مع جمال عبد الناصر، الشيعة في لبنان كانوا مثل السنة وأكثر في تأييد جمال عبد الناصر، لكن عندما يقال الشارع الوطني يعتبرونهم السنة باعتبار أن مصر كانت تستهدفنا باجتذاب ولائنا من الناحية السياسية أقصد، معنا جمال عبد الناصر في مصر ما كانوا يعرفوه أنه سني فالمسألة كيف يدرك؟ لا شك أن هناك عطفاً شيعياً كبيراً على إيران من الناحية السياسية أقصد.
تركي الدخيل: تعاطفاً؟
د. رضوان السيد: تعاطفاً شيعياً كبيراً على إيران وقد نجحت في ذلك تواصلت مع كل الجماعات الشيعية في الوطن العربي وحتى في باكستان وأفغانستان ودعمتهم سياسياً بشتى الوسائل منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، حتى المعارضات الشيعية العراقية كلها كانت عند إيران وجاءوا من إيران مع الغزو الأميركي.
تركي الدخيل: هل ترى بوادر فتنة طائفية في العراق الآن من خلال هذه المذابح التي تحدث أحياناً بدافع الطائفة؟
الأحزاب الرئيسية الشيعية موالون لإيران
د. رضوان السيد: أنا أرى أن هذه بوادر الفتنة قوية ويمكن تتحول فعلاً إلى حرب أهلية ليس لأن الإيرانيين يريدونها، لا ليس هذا مشروع الإيرانيين بالعكس إيران تحاول إرضاء الإسلاميين بالذات وتحاول طمأنة العرب إلى أن نواياها ليست سيئة اتجاههم لكن ينبغي ألا نتجاهل حقيقة هي هؤلاء الانتحاريين السنة جماعة الزرقاوي أسهموا إسهاماً كبيراً..
تركي الدخيل: في تغذية الصراع المذهبي في العراق؟
د. رضوان السيد: في الصراع المذهبي في العراق وأفادت منه جهات شيعية تريد السيطرة باعتبارهم هم الأكثرية.
تركي الدخيل: ما المخرج من هذا النزاع المذهبي المتمثل في أبرز صوره وأكثر صوره حدة في العراق واللي هو موجود بس ما وصل إلى هذه الحدة في مناطق أخرى؟
د. رضوان السيد: وجهة نظري أن الذي يخرجنا من هذه الفتنة كلها أن نستعيد نحن العرب زمام المبادرة، أقصد المملكة العربية السعودية ومصر في المشرق العربي..
تركي الدخيل: وسوريا ليش ما ذكرتها يعني؟ عشان فيه موقف سلبي عندكم منها؟
د. رضوان السيد: لأنها تعمل فتنة في لبنان وتعمل فتنة في العراق، يعني لا يعملون شيئاً لما يسمى صون المصالح العربية، يعني ماذا أرسلوا؟
تركي الدخيل: طيب أنتم ما كنتم تحكون عن سوريا أنتم ولا بعد مقتل الحريري يعني؟
د. رضوان السيد: مضبوط، لم نكن نتكلم عن ذلك، كنا نعتقد أن الأمور لا يمكن أن تصل إلى هذا الحد بيننا وبين سوريا..
تركي الدخيل: لا، يمكن توفر لكم حماية الآن أكثر!
د. رضوان السيد: بالعكس نحن مكشوفون، لا أحد يحمينا.
تركي الدخيل: الأميركان الحين يحمونكم ضد سوريا!
د. رضوان السيد: هل منعوا اغتيال أحد؟ لم يفعلوا شيئاً إلا أنهم ساعدونا قليلاً في إجراء انتخابات، هذا هو ويمكن كانت الانتخابات لا تجري لو لم يضغطوا دولياً إلى جانب الضغط العربي وما عدا ذلك..
تركي الدخيل: واللي تعتقد أن السنة الآن أو اللبنانيين أصبحوا مكشوفين في الصراع السوري اللبناني؟
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/05/07/23520.htm