اقتباس: _الصاعقة_ كتب/كتبت
علينا أن نعرف أولا أن المسيح ليس اسم و انما هو لقب و تعني الممسوح بالزيت أو الدهن المقدس ، و يذكرنا انجيل لوقا بأن ابن مريم العذراء كان اسمه يسوع وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.
و عندما قال يسوع أنه هو المسيح طالبه الناس بالبرهان ، فجاءه الكتبة و الفريسين من اليهود و سألوه (يا معلم نريد أن نرى منك أية ) متى 12/38 ، لانهم قد حسبوه مخادعا و كذابا ، فكيف أجاب يسوع ؟
ان يسوع أجاب في غضب المحق ( 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.)
و لاحظوا جيدا ، ان يسوع يقول ( لا تعطى له اية فهو لم يستشهد ببابرتيميوس الذي أبرأه و لا عن الالفي خنزير التي أهلكها ليشفي رجلا مسكونا بروح شريرة ، و لا بأي نص من نصوص العهد القديم الذي يعتبره البعض نبوءة ، انما لقد وضع البيض كله في سلة واحدة ، و لم يعتبر لأي من معجزاته قيمة و جعل ادعاؤه بأنه هو المسيح مرهونا بتحقيق أية واحدة هي أية يونان النبي
فهل حقق يسوع هذه الاية ؟؟؟
يجيب كل النصارى دون تفكير : نعم بالطبع
و لكنهم لم يأخذوا بهذه النصيحة ( امتحنوا كل شئ ) الرسالة الى تسالونيكي 5/21
و الان ما هي أية يونان النبي ( يونس عليه السلام ) لنرى هل حققها يسوع ؟
من العهد القديم نجد أن يونان النبي أمره الله بالذهاب الى نينوي لينذر أهلها و لكنه هرب من أمر ربه و أخذ سفينة ليذهب الى ترشيش ، و حدثت ريح شديدة و نو عظيم ، فقرر البحارة أن يقترعوا ليعرفوا من سبب هذه البلية و يلقوه في البحر و عندما وقعت القرعة عليه تقبل بكل شجاعة و قدم نفسه كفداء ، يونان 1/12
و الان لنركز قليلا
هل ضرب أحد يونان أو حاول قتله ؟ لا لانه تقدم طواعية ، اذا لنسأل أنفسنا عدة أسئلة
_ : هل كان يونان النبي حيا أم ميتا حينما رموه في البحر ؟ يجيب النصارى : حيا
_ : هل كان يونان النبي حيا أم ميتا حينما ابتلعه الحوت ؟ الاجابة :حيا
_ : هل كان يونان النبي حيا أم ميتا في جوف الحوت ؟ الاجابة حيا
_ : هل كان يونان النبي حيا أو ميتا طوال الثلاثة أيام و الثلاثة ليالي؟ الاجابة : حيا
_ : هل كان يونان النبي حيا أم ميتا حينما لفظه الحوت ؟ الاجابة : حيا بكل تاكيد
و يسوع قال (كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ .... هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ )
و نسأل الجميع ماذا كان حال يونان النبي مدة الثلاث أيام و الثلاث ليالي ؟ يجيب النصارى و اليهود و المسلمين : حيا لقد كان حيا ، و لكن يسوع و حسب الاعتقاد المسيحي عكس يونان النبي فهو لم يكن حيا و انما كان ميتا ، لقد كان ميتا من أول ما مات على الصليب الى أن قام ، فهل عجز يسوع أن يكون مثل يونان النبي ؟ أم أنه حققها و لكن فكرة الموت أقحمت بدلا من الحقيقة لخدمة نظرية الفداء لآنه لو كان حيا لماتت نظرية الفداء بدلا منه ؟!
طيب اذا هل حقق يسوع ما وعد به بنفسه و كان مثل يونان النبي؟ الاجابة : لا ، فهل كذب يسوع أم أنه لم يكن يعرف عن ماذا يتكلم ؟
سوف اجيبك على هذه النقطه رغم اني اعلم يقينا انك لن تفهم ولا كلمه مما سوف اجيب به ، ولكن سوف اذكرها لافادة غيرك وانت انت اردت ان تفهم :
الله لا يموت ، اللاهوت لا يموت ..
ونحن نقول عن الله في الثلاث تقديسات (قدوس الله، قدوس القوي،قدوس الحي الذي لا يموت) ، ولكن السيد المسيح ليس لاهوتا فقط وانما هو متحد بالناسوت ، لقد اخذ ناسوتا من طبيعتنا البشريه دعي بسببه (ابن الانسان)، وناسوتة مكون من الجسد البشري متحدا بروح بشرية بطبيعه مثل طبيعتنا قابلة للموت ولكنها متحدة بالطبيعه الالهية بغير انفصال والتي هي غير قابلة للموت .
السيد المسيح هو الاله الكلمة المتجسد له لاهوت كامل وناسوت كامل ولاهوتة متحد بناسوتة بدون اختلاف ولا امتزاج ولا تغير ولا استحاله ، اتحاد كامل اقنوميا جوهريا تعجز اللغه ان تعبر عنه حتى قيل انه (عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد) ا تي 3 : 16 ، وهذا الاتحاد دائم لا ينفصل مطلقا ولا يفترق نقول عنه في القداس الالهي (لاهوتة لم يفارق ناسوتة لحظة واحدة ولا طرفة عين) ، الطبيعة اللاهوتية (الله الكلمه) اتحد بالطبيعة الناسوتيه التي اخذها الكلمه اللوجوس من العذراء مريم بعمل الروح القدس، الروح القدس طهر وقدس مستودع العذراء طهارة كاملة حتى لا يرث المولود منها شئيا من الخطيه الاصليه وكون من دمائها جسد اتحد به ابن الله الوحيد ، وقد تم هذا الاتحاد منذ اللحظة الاولى للحبل المقدس داخل رحم السيده العذراء ، وباتحاد الطبيعتين الالهية والبشريه تكونت منهما طبيعة واحده (الله الكلمة المتجسد).
وعدما مات على الصليب ، انما مات الجسد بالناسوت وهذا ما نذكره في صلاه الساعه التاسعه (يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعه) .
الانسان العادي اذا مات ليس في امكانية ان يقوم من الموت الا اذا اقامة الله اما المسيح فقام من ذاته ، وقد قال عن روحة (لي سلطان ان اخذها ايضا) وهذا الكلام يقال عن مركز قوة وليس عن مركز ضعف ، كما انه ايضا كان يدير الكون في قبل التجسد واثناء التجسد ووقت الموت بلاهوتة ، اللاهوت لا يموت ولا يتاثر بموت الجسد .
بموت السيد المسيح انفصلت نفسه عن جسده ولاهوتة لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده وانما بقى متحدا بها كما كان قبل الموت ، وكل ما في الامر انه قبل الموت كان اللاهوت متحدا بروح المسيح وجسده وهما (الروح والجسد) متحدان معا ، اما في حاله الموت فكان اللاهوت متحدا بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض ، أي صار متحدا بالروح البشريه على حده ومتحدا بالجسد على حده .
والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية اثناء موتة ان روح المسيح المتحده بلاهوتة استطاعت ان تفتح الفردوس الذي كان مغلق منذ خطية ادم واستطاعت ان تذهب الى الجحيم وتطلق منه كل الذين ماتوا على رجاء (من ابرار العهد القديم) وتدخلهم جميعا الى الفردوس ومعهم اللص اليمين الذي وعده الرب على الصليب وبدليل ايضا اتحاد اللاهوت بجسد المسيح اثناء موتة ان هذا الجسد بقى سليما تماما واستطاع ان يقوم في اليوم الثالث ويخرج من القبر المغلق في قوة وسر وهي قوة القيامة .
اما الذي حدث في القيامة : ان روح الميسح البشرية المتحده بلاهوتة اتت واتحدت بجسده المتحد بلاهوتة ، ولم يحدث ان لاهوتة فارق ناسوتة لا قبل الموت ولا اثناءه ولا بعده .
اذن ان الله عندما كان بالجسد في مكان واحد وكان بنفس الوقت بلاهوتة في كل مكان، مثلما نقول ان الله كلم موسى على الجبل مع ذلك لم يكن الله في حيز الجبل وانما كان في نفس الوقت في كل مكان .
المسيح كان في الجسد في مكان أي مرئيا بالجسد فيه وفي نفس الوقت غير مرئي في باقي الامكنة باللاهوت .
هو بلاهوتة في كل موضع ولكن يراه الناس بالجسد في مكان ومعين وهذا لا يمنع من وجوده باللاهوت في كل مكان بالارض والسماء معا لان اللاهوت غير محدود .
[/quote]
اقتباس: _الصاعقة_ كتب/كتبت
و هذا بالنسبة للحالة ، فهل حقق يسوع الجزء الثاني من الاية ، و هي المدة الزمنية ؟
يجيب النصارى واثقين : نعم بكل تأكيد
و نعيد عليهم هذه النصيحة ( امتحنوا كل شئ ) الرسالة الى تسالونيكي 5/21
ان اليوم أو الليلة هي الفترة من الشروق للغروب أو من الغروب للشروق حسب اعتقادك متى يبدأ اليوم ، ان ثلاثة ايام + ثلاثة ليالي = 3 فترات من الغروب للشروق + 3 فترات من الشروق للغروب = 72 ساعة و لن نطالب يسوع بال72 ساعة كاملة
و الأن لكي نتحقق ان كان يسوع وفى بما وعد به أو لا ، نبدأ بمتى صلب يسوع ؟
يجيب العالم المسيحي أجمع : انه يوم الجمعة ، و هو ( الجمعة الطيبة ) كما يقولون ، اذا فان يسوع حسب كلام معتنقي النصرانية و حسب الكتاب المقدس صلب يوم الجمعة الساعة الثالثة ، و عند الساعة التاسعة أسلم الروح ثم جاء تلميذه يوسف و أخذ الجسد في المساء و لفه بكتان وأدخله القبرالجمعة مساءا أي ليلة السبت
_ انظر كمثال مرقس 15/42-46 _، و يفترض أنه ظل في القبر يوم السبت و ليلة الاحد ثم قام قبل شروق الشمس يوم الاحد حيث أتت مريم المجدلية قبل الشروق لتجد أنه لا أحد في القبر _ انظر كمثال يوحنا 20/1-10 _
و الان لنرى ما لدينا
الجمعة(24 ساعة) يوم ( صفر ) ، ليلة ( 1 )
السبت (24 ساعة) يوم ( 1 ) ، ليلة ( 1 )
الاحد (24 ساعة) يوم ( صفر ) ، ليلة (صفر )
و بطريقة أخرى حتى لا يبقى لأحد حجة
الجمعة (24 ساعة) من الشروق للغروب (صفر) من الغروب لشروق السبت (1)
السبت (24 ساعة) من الشروق للغروب (1) من الغروب لشروق الأحد (1)
الأحد (24 ساعة) من الشروق للغروب (صفر) من الغروب لشروق الاثنين (صفر)
انظروا ان المجموع الكلي هو يوم واحد و ليلتان ، ان يسوع لم يقض في القبر سوى يوم واحد و ليلتين ، و ذلك في أحسن تقدير لأن هذا ان افترضنا انه بقى الى قبل شروق الاحد و لم يقم قبل ذلك حيث لم تذكر الاناجيل متى قام بالضبط
و ها هي المرة الثانية التي يخفق فيها يسوع في تحقيق ما وعد به ، لقد وعد بثلاث أيام و ثلاث ليالي و لكنه لم يمكث سوى يوم واحد و ليلتين !!!!
و الان أمامنا عدة حلول لهذه المعضلة الفهمية و الحسابية
أن يسوع كذاب
أن يسوع لا يستطيع الوفاء بوعوده
أن الروح القدس أخطأ و هو يوحي بذلك
أن النص موضوع من قبل البشر لان يسوع لا يكذب و الروح القدس لا يخطئ
فهلا أفادنا أحد و لكن بكلام مقنع معزز بالدليل ؟
انك يا عزيزي الصاعقة جاهل بطريقة اليهود في احتساب فترات النهار والليل ..
اليهود كانوا وقتئذ ( عند الحديث عن فترات زمنية متتابعة ) يحسبون أي جزء من اليوم كأنه يوم كامل. وبما أن المسيح دُفن يوم الجمة، فإنه بقى في القبر طيلة يوم السبت، وقام في وقت ما قبل شروق يوم الأحد. ( طبقاً للتقويم اليهودي كان يوم الأحد قد بدأ رسمياً عند غروب يوم السبت ). فلا شك إذاً أنه ظل داخل القبر ثلاثة أيام.
ثم ان لا يستعمل متكلمو اللغة الإنجليزية في القرن العشرين تعبير " ثلاثة أيام وثلاث ليال " وبناءً على ذلك يجب أن نبحث عن معنى هذا التعبير كما كان يستعمل في اللغة العبري في القرن الأول الميلادي.
إن الذين يتكلمون اللغة الإنجليزية في القرن العشرين لا يتكلمون بتاتاً بطريقة " النهار والليل ". فإذا أراد شخص أن يتغيب أسبوعين مثلاً فإنه يقول " أسبوعين أو أربعة عشر يوماً ". ولم أسمع أي شخص يتكلم الإنجليزية يقول إنه سيتغيب " أربعة عشر يوماً وأربع عشر ليلة ". ولكن هذا كان أسلوب الحديث باللغة العبرية وقتها. وبناءً على ذلك يجب أن نكون على حذر من البداية. فإذا كنا لا نستعمل هذا الأسلوب من التعبير، فلا يمكن أن نستنتج أن المعنى في الزمن الغابر يكون هو نفس المعنى الذي نقصده اليوم. يجب إذاً أن نبحث عن معنى نبوّة المسيح في ظل العصر الذي قيلت النبوّة فيه. ويجب أن نشير أيضاً إلى أن أسلوب التعبير كما كان مستعملاً في اللغة العبرية زمن المسيح. فقد كان عدد الأيام عندهم يساوي عدد الليالي. فمثلاً يقول: " وَكَانَ مُوسَى فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً " ( خروج 18:24 ). ويقول: " فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ." ( يونان 17:1 ) ويقول: " وَقَعَدُوا مَعَهُ عَلَى الأَرْضِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَ لَيَالٍ " ( أيوب 13:2 ).
يتضح من ذلك أنه لم يوجد أي يهودي يقول: " سبعة أيام و ستة ليال " أو " ثلاثة أيام وليلتين " حتى إذا كانت الفترة الزمنية هي كذلك. إن اللغة العبرية تشير دائما إلى عدد متساوٍ من الأيام والليالي. وإذا أراد أحد اليهود في العصر السالف أن يذكر فترة زمنية قدرها " ثلاثة أيام وليلتين " فقط كان لابد أن يقول: " ثلاثة أيام وثلاث ليال ". ولدينا مثال جميل عن ذلك في سفر أستير عندما قالت أستير " صُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً " ( أستير 16:4 ). وفي اليوم الثالث ( بعد انتهاء الصوم وانقضاء ليلتين ) وقفت أستير في دار بيت الملك.
وبناءً على ذلك نرى بوضوح أن " ثلاثة أيام وثلاث ليال " بلغة الحديث العبرية لم تكن تعني فترة زمنية كاملة ( ثلاثة أيام كاملة وثلاث ليال كاملة ) بل كانت تعني أي جزء من اليومين الأول والثالث. الشيء الهام الذي يجب تسجيله هو أن عدد الأيام كان دائماً مساوياً لعدد الليالي كلما جاء الحديث عن هذا الموضوع، ولو كان عدد الليالي الفعلي يقل بليلة واحدة عن عدد الأيام. وبما أننا لا نستعمل طريقة الحديث التي كانت مستعملة طريقة الحديث التي كانت مستعملة في سالف الأزمنة، فيجب ألاّ نحكم سريعاً على معناها. ويوجد دليل قاطع في الكتاب المقدس، وذلك عندما قال يسوع لليهود إنه سوف يظل في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، فقد عرفوا أنه من المتوقع أن تتم النبوّة بعد ليلتين فقط. ففي اليوم اللاحق لصلب المسيح ( أي بعد ليلة واحدة فقط ). ذهبوا إلى بيلاطس وقالوا: " يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ " ( متى 27: 64،63 ).
من الجائز أن نفهم أن كلمات " بعد ثلاث أيام " تعني أي وقت في اليوم الرابع، ولكن طبقاً للغة اليهودية في ذلك العصر كانوا يعنون اليوم " الثالث " ولم يكن محور اهتمامهم محصوراً على حراسة القبر طيلة ثلاث ليالٍ كاملة. لكن كان يعني ذلك حتى اليوم الثالث ( أي بعد ليلتين اثنتين فقط ).
وبناءً على ذلك فإن عبارة " بعد ثلاث أيام وثلاث ليال " لم تكن تعني مدة اثنتين وسبعين ساعة ( كما نفهمهما اليوم ) بل تعني أي مدة زمنية تغطي فترة ثلاث أيام. ففي تلك الأيام إذا قال شخص ما لشخص آخر ( مثلاً في يوم الجمعة مساءً ) إنه سيعود بعد ثلاث أيام، فلا شك أن الشخص لن يتوقع عودة الآخر قبل الثلاثاء التالي. ونظراً أن زعماء اليهود كانوا قلقين، وراغبين في تفادي أي تحقيق لنبوة المسيح ( سواء حقيقية أو مدبرة ) فإن كل اهتمامهم كان منصباً على حراسة القبر حتى " اليوم الثالث " ( أي يوم الأحد ) لأنهم أدركوا أن معني" بعد ثلاث أيام " أو " ثلاث أيام وثلاث ليال " ليس المفهوم الحرفي.
والسؤال الهام هو ليس كيف نقرأ تلك اللغة القديمة غير الموجودة اليوم، لكن كيف كان اليهود يقرأونها طبقاً لأسلوب عصرهم؟ ومن الأهمية بمكانٍ أن نسجل أنه عندما صرح التلاميذ بشجاعة أن المسيح قام من الأموات في اليوم الثالث ( أي يوم الأحد ) بعد انقضاء ليلتين فقط ( أعمال 40:10 ) لم يحاول أي شخص أن يعترض على هذه الشهادة، اليهود ذلك العصر كانوا يعرفون لغتهم جيداً. ولما كان ديدات يجهل أسلوبهم في الحديث، فإنه يهاجم افتراضياً النبوة التي ذكرها المسيح لأنه لم يبق في القبر فعلياً ثلاثة أيام وثلاث ليال، أي اثنتين وسبعين ساعة. ( هذا يعني أيضاً أن إقامة يونان في جوف الحوت كانت تغطي فقط جزءاً من فترة الثلاث أيام، ولم تكن بالضرورة ثلاثة أيام وثلاث ليال حرفياً).