{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
EBLA
Moderator
    
المشاركات: 2,256
الانضمام: Mar 2004
|
مرتضى كاتوزيان، تشكيلي إيراني معاصر
"The Oldman & Tea"
(1984)
Oil on canvas 76x57 cm
لا أجد في أعمال كاتوزيان مجرد لوحات، إنها تسجيل حي للحظة تعكس فلسفة إنسانية سامية.
تأملت طويلاً في وجه هذا العجوز، هو ينظر لفنجان الشاي وكأنه آخر متع الحياة. أتراه ينظر لما في يده أم ينظر للحياة كيف تقلص محتواها الرحب وتم اختزال كينونتها إلى مجرد فكرة تسكن دماغه يحاول أن يحثها للوصول إلى لسانه؟ رأيته يحاول أن يقول شيئاً، شيءٌ هو من عصارة خبرة أعوام قضاها في مماحكة الحياة. لكنه ينتظر لصياغة هذه الفكرة بقول موجز ومفيد.
الشاي والسبحة في يده مجرد إشارات، ونظرته للشاي لا تغش أحداً وسيعرف الجميع أن الشاي هو آخر ما يفكر فيه. هذه اللحظة ثمينة جداً ... أن ترى الإنسان سيبدأ عطاءاً مجانياً كلفه الكثير.
(f)
|
|
11-05-2004, 01:22 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
EBLA
Moderator
    
المشاركات: 2,256
الانضمام: Mar 2004
|
مرتضى كاتوزيان، تشكيلي إيراني معاصر
The Letter
(1984) Oil on canvas
100x70 cm
لحظة إنسانية أخرى لا تقل مهابة عن سابقتها.
ويبدو هنا أيضاً أن الرسالة ليست هي الموضوع الرئيسي، وأنها الوسيلة البسيطة التي أوصلت هذه السيدة لهذه اللحظة العميقة من الاندماج مع الذات بشكل أنساها ما حولها.
وبمراقبة استرسالات جسدها، ستجد أن انفعالاتها قد تبدت بوضوح. انحناء رأسها هو استسلام للقدر ودليل على الضعف وعدم القدرة حيال الواقع الذي يبدو حزيناً من حركة طرف شفاهها.
ونظرتها إلى ما هو أبعد من جوارها هي انتظار مرير يبدو واضحاً أنه كان طويلاً وأن انتهاءه ما زال بعيداً.
إمساكها للرسالة بهذه الطريقة تعطى فكرة عما احتوته من أخبار لا تسر، وإرخاء يدها اليمنى على ركبتها إعلام واضح بالاستسلام للقدر ثانية.
هي أمٌ إذن، أو ربما أخت كبرى لهذا الطفل، ولا فرق ... ومن حركة يده تعلم مدى احترامه لتلك السيدة ومدى احترامه أيضاً لهذه اللحظة، فهو يريد الوصول للمغلف بلا صوت يقطع الصمت المهيب الذي فرضته هذه اللحظة. وتعابير وجهه تعني جيداً مشاركته لتلك السيدة المشاعر ذاتها ولكنه بما يناسب عمره الغض. فهما معاً مشتركان بحنين هائل لصاحب الرسالة ولكنهما مختلفان بطريقة إحساسهما بذلك الحنين.
الألوان الدافئة التي يستعملها مرتضى هنا أضافت روحاً حقيقية على موضوع العمل، وكان كعادته رائعاً في تصوير النسيج. لاحظ نسيج وجهها وكفيها فهو يشعرك أنك إذا ما مددت يدك فستلامس يداً إنسانية من لحم ودم وليس مجرد صورة. ايضاً خصلات شعر الطفل وثنيت الثوب. هذه البراعة التي يمتاز فيها مرتضى تدل على رفعة مستوى الحرفة الذي يضاف للمضمون؛ هذه البراعة هي التي شدت أنظار العالم للوحة الجدة.
أخيراً
وإن كان اهتمام الطفل بمغلف الرسالة يبدو قوياً، إلا أن مكانه مرمياً وطريقة إمساك الرسالة تدل بقوة على ثانوية دور الرسالة للعمل الذي يهدف أساساً لتصوير لحظة إنسانية. ولكن الرسالة مع ذلك، غدت عنواناً للعمل.
|
|
11-05-2004, 01:57 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
مرتضى كاتوزيان، تشكيلي إيراني معاصر
اقتباس:تأملت طويلاً في وجه هذا العجوز، هو ينظر لفنجان الشاي وكأنه آخر متع الحياة. أتراه ينظر لما في يده أم ينظر للحياة كيف تقلص محتواها الرحب وتم اختزال كينونتها إلى مجرد فكرة تسكن دماغه يحاول أن يحثها للوصول إلى لسانه؟ رأيته يحاول أن يقول شيئاً، شيءٌ هو من عصارة خبرة أعوام قضاها في مماحكة الحياة. لكنه ينتظر لصياغة هذه الفكرة بقول موجز ومفيد
يقولون, و كثر من يقول, أن الإنسان يملّ من الحياة بعد سن محددة و يكتشف كل زلاته الماضية و سهولة تفاديها, و هكذا يدخل بكهف من الندم و العزلة و التربص لفرصة للإفلات من هذي الحياة. لهذا يكون فنجان الشاي عمل آخر يقتل فيه الإنتظار نحو حياة أخرى من أي نوع.
(f) لصاحب الموضوع
|
|
11-05-2004, 03:21 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
EBLA
Moderator
    
المشاركات: 2,256
الانضمام: Mar 2004
|
مرتضى كاتوزيان، تشكيلي إيراني معاصر
Moving House
(1987) Oil on canvas
112x84 cm
دائماً، يختار كاتوزيان مواضيعه من الواقع المعاش في مجتمعه ومشاكله، ودائماً يهتم بتوثيق رد الفعل الإنساني على هذا الواقع. وإذا كان تصوير الجسد البشري هو من الأمور الصعبة في الفن التشكيلي، فإن تصوير داخل هذا الجسد بما ينعكس على خارجه بهذه الدقة التي يتقنها كاتوزيان هو أكثر صعوبة.
بطل العمل دائماً إنسان، ويصر كاتوزيان على إظهار داخل الإنسان بدقة تعادل براعته في تصوير خارجه.
أرى مباشرة من هذه اللوحة الحالة التي تمر بها الفتاة في لحظة تستعرض فيها ذكرياتها في هذا المنزل قبل أن تغادره إلى غير رجعة. لكن الموضوع يدفعني إلى ما هو أبعد من ذلك؛ ونقل المنزل ما هو إلا صورة عن تحول أكبر والفتاة ما هي إلا صورة عن مجتمع أوسع والبيت هو أيضاً صورة عن وطن أكثر شمولاً.
القنديل والباب المفتوح مؤشران لهما دلالات عديدة.
فوجود القنديل يبدو أمراً مستهجناً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما نراه خارج الباب المفتوح من بناء حديث يدل على بطلان استعمال القنديل ... :hmm:
والزرقة الصافية خارج الباب المفتوح هي المستقبل الأكثر إشراقاً الذي يجعل من شرود الفتاة أمراً آنياً ستتجاوزه بسهولة إلى ما هو أفضل ... الأفضل الذي تشير إليه بقوة تلك الإضاءة مجهولة المصدر الآتية من يسار المشهد. والجيل التالي الذي سبق الفتاة إلى الباب وينتظر انتهاء لحظات الوداع هو بطل آخر يجد في الغد وفي الانتقال أمراً يستحق لأجله أن يهجر بعض الذكريات القديمة متوجهاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
مرة أخرى اسجل إعجابي الشديد بمقدرة كاتوزيان على إظهار نسيج المادة المصورة. يتبدى ذلك واضحاً في معدن القنديل وفي زجاجته، وفي الحقيبة التي تنطق، والسجادة، وأرضية المنزل.
|
|
11-06-2004, 02:39 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
EBLA
Moderator
    
المشاركات: 2,256
الانضمام: Mar 2004
|
مرتضى كاتوزيان، تشكيلي إيراني معاصر
" The Forgotten"
(1990) oil on canvas
100x75 cm
يقول المعري:
تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد
لا علاقة لهذا البيت بمضمون اللوحة الحالية الذي يعاكسه تماماً على ما خُيّل إلي ...
لا أثر للحزن في وجه هذا الرجل، بل إن ملامحه تكاد أن تكون خرساء ... لأنه يعيش لحظات يبتعد فيها المرء أحياناً عن الانفعال بكل صوره، فيسترخي بهدوء، ويصمت وجهه عن النطق بما في داخله مسترسلاً في عالم آخر من إبداع مخيلته يساعده على متابعة الاسترخاء والاستمتاع بإحدى أطيب متع الحياة ... الراحة واللامبالاة.
فالقلق مصيبة
و ال ( تطنيش ) حكمة
وهجر مشاكل الحياة ولو للحظة كاف لشعور غامر من سعادة خاصة لا يمكن الحصول عليها بدون ثمن مكلف من ( الطناش ).
من اتجاه البيت البعيد (أبوابه ونوافذه) واتجاه ظل الشجرة نعرف أن الوقت هو الصباح. ومنه نعرف أن هذا العجوز قد أراح نفسه من العمل، لربما نوع من التقاعد. فوجود ذلك المنزل الكبير يعني بلا شك وجود عائلة؛ ويعني أن عجوزنا مطمئن اقتصادياً عبر قناعة تنم عنها ملابسه.
شبه كبير يبدو واضحاً بين العجوز وبين بقية عناصر اللوحة:
فلا فرق كبيراً بين تغضنات وجهه وبين ثنايا جذع الشجرة الأولى. وكلاهما قد أدى دوره ويحيا مرحلة الانتظار ...
والشبه بينه وبين البيت البعيد ليس بعيداً! فكلاهما متطرف في سكونه، وكلاهما عتيق في سنونه، وكلاهما بالنسبة لمشاكل الحياة: لامباليان.
الإنسان حاضر بقوة في أعمال كاتوزيان، والمشاعر الإنسانية هي البطل الوحيد للوحاته.
ودائماً دائماً يسحرني بمقدرته الفائقة على تصوير ملمس المادة (نسيج المادة). دائماً أشعر أنني إاذ ما مددت يدي إلى الشجرة فسألمس خشباً وليس قماشاً مطلياً فحسب. حتى أنني أكاد أشعر بدفء وطراوة وجه العجوز بدون أن ألمسه. ويبدو واضحاً أن كاتوزيان يستعرض هذه المقدرة بثقة المتمكن الحرّيف.
|
|
11-19-2004, 02:55 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}