اقتباس:إنه زمانك الرديء يا سيدي،الذي قلب المفاهيم و شوه الحقائق، و نسب الفضل لمن ليس له فضل و جعل ازدواجية المعايير من مكارم الأخلاق.
"الحمل الوديع" جمال، عسكري فاشل دفع جيشا غير مهيأ لمعركة طاحنة على ضفاف السويس فحصدت جنوده و ضباطه الرشاشات الإنجليزية، فلم يشذ عن القاعدة المبتذلة التي يتبعها أي مستبد، ألا وهي تحميل المعارضين من مفكرين و سياسيين و رجال دين ورز أخطاءه و تعليقهم على المشانق.
الرقم الذي تذكر يا سيدي، و أن شئت الدقة 31 شخصا لا يضم سوى صفوة القوم لأننا اعتدنا ألا نعطي اعتبارا إلا لهم. الرقم الحقيقي بعد ضم شهداء "النخب الثاني" يرتفع إلى 800 شخص قضوا على المشانق
بأوامره. هذا بدون حساب "الفراطة" التي جزرتها سراياه من أرمن و أشوريين. و قد لاحقه الأرمن بسبب مجازره حتى ظفروا به في مدينة تفليس (تبليسسي - عاصمة جورجيا الجمهورية السوفييتية السابقة) في عام 1921 فلقي جزاءه العادل.
نأتي إلى سايكس بيكو ... القاصي و الداني يعرف أن الحكومة الشيوعية الأولى في روسيا و التي ترأسها لينين بنفسه وجدت النصوص السرية للاتفاق المذكور في أرشيفات وزارة الخارجية القيصرية (كانت روسيا القيصرية طرفا في هذا الاتفاق و كانت ستحصل بموجبه على أجزاء كبيرة من فلسطين بما فيها القدس إضافة إلى المضائق التركية). لم تترد حكومة لينين المؤلفة من مثقفين نخبويين و رومانسيين في نشر الاتفاقية في الصحف و التبروء منها. و ليس في هذا أي فضل لحملك الوديع.
أما الثورة العربية الكبرى أو "البعصة" بنظرك، فأحد مشاركي هذه "البعصة" سلطان الأطرش الذي خاضت سراياه المعركة الفاصلة في مرتفعات عرمان ضد الجيش التركي لتنتصر و ترفع العلم العربي (علم فلسطين اليوم) في سماء درعا و السويداء و من بعدها دمشق و بيروت. هذا "الباعص" تولى القيادة العسكرية لـ "بعصة" أخرى ضد الفرنسيين. مبدأ الخيار و الفقوس امتد ليشمل "برعايته" تصنيف الثورات و الثوريين.
وين رايح ...
هوووووب هووووب ....
عزيزي اسامة, لم يكن ما كتبته دفاعا عن الدولة العثمانية و لا عن جمال باشا, بل فقط لتبيان مدى قصر نظر القبائل العربية ماضيا و حاضرا في اللهاث التاريخي وراء الغرب رغم البعصات و المكائد و الاعتداءات و المجازر و الاستعمار و نهب الثروات و تنصيب و دعم الديكتاتوريات...
بخصوص جمال باشا, فقد كان اول من اذاع بيانا رسميا في منطقتنا سرد فيه بنود اتفاقية سايكس بيكو و فضح نوايا القوى الاستعمارية كما نشرها البلاشفة, و ضمن بيانه هذا دعوة للقبائل العربية الى الوقوف و مراجعة الذات و التوقف عن قتال الجيش التركي لان فنتيجة ذلك سيكون تقسيما و احتلال من قبل حلفائهم....
و ذلك ما كان, و الاغرب ان تلك القبائل بقيت على تحالفها التاريخي الوثيق مع نفس من خدعها الى يومنا هذا...
و نفس الامر تكرر مع وصول المحافظين الجدد و مشاريعهم للمنطقة, و نفس الهرولة الاعرابية للسير ضمنها, مع يقينهم بالكوارث التي كانت ستجلبها.....
زميلي ’basic , اتفق مع معظم ما اتيت به, و انا اساسا ضد اقامة دولة دينية حيث اعيش و تأييدي لحزب الله هو من منطلقات انسانية نضالية قبل كل شيئ... ما يثير استغرابي فعلا هو مقدار (الشيطنة) التي يمارسها البعض ضد خصوم و تصويرهم و كأنهم مخلوقات خضراء لزجة قدمت من المريخ...
شباب حزب الله هم نفس ابناء القرى الجنوبية, ولدوا فيها و ترعرعوا في ازقتها وحقولها و لهم الحق الانساني المقدس في الدفاع عن ارضهم في وجه الاعتداءات و الاحتلالات و حقهم هذا سابق على اي قوانين وضعية .. عداك عن تحليلات سخيفة (مثل عمالتهم لدولة ما)...
نفس شباب حزب الله و اباءهم كانوا في فترة من الفترات مناصرين للحركات النضالية اليسارية و الفلسطينية و القومية, و انكفاء معظم تلك الحركات تم لاسباب لا علاقة لحزب الله بها ( الاجتياح الاسرائيلي, و الخروج الفلسطيني و جنوح فتح للتسوية و سقوط المعسكر الشيوعي و ضمور التنظيمات اليسارية و الناصرية و القومية الخ....)
اما بخصوص تقييمي لوطنية اي شخص يخالفني الرأي, فانا اميز بين من لديه او يتبنى مشروعا بديلا او هو مجرد مخربش على كتابات الاخرين... انا مثلا احترم حتى السلفيين التكفيريين رغم انهم قد يفتون بقتلي فقط لانتمائي المذهبي, و ذلك لان عندهم عقيدة و منهاج يعتقيدونه طريقا للحل و يكافحون من اجل تحقيقه بدون خجل... اما البعض ممن تصادفهم خاصة في اعلام البترودولار و المنتديات, فتجدهم ينتقدون كل الاطراف (بمن فيهم امريكا و اسرائيل -من باب رفع العتب ليس الا) هم مجرد (نقاقين) و لاطمين و مولولين و شامتين..... طيب ما البديل؟ اذا لم يعجبنا لا الفكر الديني لحزب الله و حماس و لا الامبريالية الصهيوامريكية و لا الشيوعية الشمولية و لا النظام الفارسي التمددي. و لا الفكر التكفيري السلفي.. طيب اين نذهب ؟ ماذا نفعل؟ (طبعا الجواب المبطن هو: نبقى حيث نحن في الحضن الاعرابي-الصهيو-امريكي )....
طبعا ضرب المشروع الوحدوي النهضوي العربي الحقيقي (اعني به المشروع الناصري) (و الذي للفارقة كان ضده معظم من يتباكون على (الامن القومي العربي) هذه الايام, كان امرا بالغ السوء و خطيئة لا تغتفر للغرب الامبريالي الذي سمح للمد القومي في العديد من المناطق في العالم ان ينهض بالامم حضاريا و صناعيا و سياسيا -الا عندنا كرمى لاسرائيل و المشيخات النفطية الهزلية....
لو نجح و نما ذلك المشروع و نما منذ خمسينات القرن الماضي (حتى لا نقول منذ عام 1918) لكنا في اسؤأ الحالات مثل الهند, او دول اوروبا الشرقية اليوم......
ما علينا...
قلت ما اريد قوله و سألتزم بطلب صاحب الموضوع.... و عذرا منه...