الأخ العزيز علي:

ما تقوله جميل والإسلام فعلا يخاطب العقل وكلام القرآن موجه في عامته إلى أولي الألباب. ولو قارنا بين الإسلام والمسيحية لوجدنا أن الإسلام يحرص على أن يكون معظم خطابه في متناول العقل الإنساني ودون الدخول في مسائل الأسرار الإيمانية والإله الذي يتجسد إلخ. كل هذا أوافقك عليه.

ولكن...

هناك مواقف في الإسلام.. بعض المواقف والتي- من وجهة نظري ووجهة نظر البعض- ترتطم بالعقل كمسائل الشريعة كمثال. لو ألقيت نظرة للإسلام "الحداثي" اليوم لوجدته يتنكّر للشريعة ويحاول الانزواء في دائرة الاستثناء كأن يقول لك إن حدة السرقة تم تعطيله في زمن من الأزمنة وعليه فكثير من الحدود قابلة للتعطيل وهلم جرًا. لكن هل يجروء أن يقول أن الحدود اليوم لا فعالية لها؟ لا يقدر أبدًا فهذه منطقة للعب أو التلاعب أو الأهواء التي يخوض فيها الخائضين بالعقل وشطحاته وترفه.

ومن ثم جاءت المعضلة....

شكرًا لكل تفاعلاتك في هذا الشريط الحواري وكل عام وأنت بألف خير بمناسبة عيد الفطر المبارك.

البحث خاطئ طبعا لاستناده على أسس مغلوطة

صواب البحث يكون حين نتساءل، ما هو دور العقل في الحكم على الأفعال بالتحسين والتقبيح؟

هذا موضوع عميق، لا أظن أن إبراهيم قد اطلع عليه، هل اطلعت يا إبراهيم على المناظرات القائمة حول تحسين وتقبيح الأفعال ودور العقل في ذلك عند الأشاعرة والمعتزلة؟ أم أنك تلقي القول على عواهنه هنا؟

(09-07-2010, 05:37 PM)إبراهيم كتب:  وتواجهه الشريعة وتبتسم وتغمز له من طرف عينيها وتقول له: مش عيب يا حلاوة. .. مش عيب يا ِعرة الرجالة!! مين قال لك يا عرة إن فيه اجتهاد مع النص؟ لا اجتهاد مع النص. الشريعة لها القول الأولى والأخير واختشي على دمك يا بارد. يختشي المسلم على دمه ويعود مرتميا في أحضان طنط شريعة ثم يحدق النظر في مرآتها فيشعر أنه... بلا ملابس.. سقط عنه رداء العقل سقوطًا ما منه مفر.

مشكلتك يا مولانا هى ظنك أن بما ان عندنا عقل فلابد بالضرورة من تغيير النصوص لتوافق ما تريد عقولنا .. أليس كذلك ؟ ولكن المشكلة الان عندك اصبحت هوائية ، فالعقل ليس بمرجع فى أى علم من العلوم ، فربما شىء تنفر منه بشدة ويكون لاسبيل غيره أو هو مطلق العدل ، فى المقابل شىء قد تحبه وتريد تطبيقه ولكنه مضر مطلق الضرر . فالمشكلة عندك أصولية كما يقال ، و كما أرى لا تعرف أ ب إسلام . فمثلًا اعتراضك هنا على القول بأنه لا إجتهاد مع النص وتراها مقولة معطلة للعقول ، ولكنك تناسيت أن الوحى له الكلمة العليا ، فمقولة "لا اجتهاد مع النص" معناها : " لا صوت يعلو فوق صوت الوحى الإلهى" . ثم أننى أتعجب كثيرًا يا إبراهيم من محاولة طعن الهواء ! يامولانا من يروج لفكر أو لدين يقدمه بأحسن صورة ، فالنبى -روحى فداه- تأكد أنه لن يقدم لك دين أو فكر به مساوىء ولن يقاتل الواقع ويناطح الجبال كما فعل ، فما أتى به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق ، وهذه هى نتيجة أى باحث منصف ، أو أضعف الإيمان لن يقول عنه كاذب نظرًا لما قدمه من تضحيات وبطولات وسبر غور لثقافات دينية ووثنية لاحاجة له فى سبرها وتحمل عذابها لمجرد أن يقول لا إله إلا الله .. فإن وضعت هذه الصورة فى بحثك ستكون صادقًا مع نفسك ، فالوحى الإلهى تعاليم راقية سامية ويمكننا بسط الاراء حولها من أكثر من جهة ، ولكن الأولى أن تسأل نفسك لماذا يتحمل هذا الرجل كل هذا العذاب لمجرد أن يقول لا إله إلا الله ، وكيف بمفرده استطاع هزيمة قوة كانت تعتبر من اقوى القوى انذاك ، وكيف استطاع لم شمل آالاف مؤلفة تحت عبارة لا إله إلا الله بدون أن يبدو كاذبًا وبدون ان تتفلت منه غلطة واحدة كانت كفيلة بهدم ما جاء به ولكن يأبى الله ذلك ، وهذا إن وضعت فى الاعتبار أن قريش كانت قوة كبيرة ، ومن لم شملهم لم يكن معظمهم مضطهد فنقول ثورة ، ولم يكن معظمهم فقيرًا فنقول غرض دنيوى ، ولكن كانوا عظماء يفر منهم الركب كحمزة ، وكانوا لهم سلطة ومال ونفوذ .. فمالك عزيزى لاتبصر الأصل وتبحث فى فروع لاتسمن ولاتغنى من جوع ؟ ومالك ايها الرجل الطيب تتغاضى عن قوة تأثير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لدرجة انهم اصبحوا يخترعون له حلول فقالوا شاعر بهتانًا وهم يعلمون انه ليس بشعر ويعلمون انه لم يقل الشعر فى حياته ولم يكن يتبارى مثلهم ، وقالوا ساحر ولم يتسائلون لماذا لم يسحر من قال عنه ساحر !!! لانهم يرون ان ما يقوله مؤثر ويرجف أضخم القوى والرجال انذاك .. الحيارة قصيرة يا ابراهيم وغدا حساب بلا عمل فاعمل لهذا ليوم وهذه نصيحة لك قبولها من عدمه .. والحمد لله ..

(09-10-2010, 08:26 AM)ATmaCA كتب:  مشكلتك يا مولانا هى ظنك أن بما ان عندنا عقل فلابد بالضرورة من تغيير النصوص لتوافق ما تريد عقولنا .. أليس كذلك ؟ ولكن المشكلة الان عندك اصبحت هوائية ، فالعقل ليس بمرجع فى أى علم من العلوم ، فربما شىء تنفر منه بشدة ويكون لاسبيل غيره أو هو مطلق العدل ، فى المقابل شىء قد تحبه وتريد تطبيقه ولكنه مضر مطلق الضرر .

شي حلو والله، ها هنا مدخل جديد في علم المنطق.

نعم تباً للعقل...!
يجب تعطيله بشى الوسائل...!
كما قالت إحدى الأزهريات وعلى بعض القنوات ...من أن عقل الإنسان قاصر ..ولا يمكن بأي حال من الأحوال السمح له بمناقشة النصوص المقدسة..!
يا للهول...!

إن كنتم لاتفهمون بديهيات فماذا لو تحدثنا عن العقل نفسه ومفهومه بين طبقات العارفين والعلماء؟
ولاشك أن الوحى أكثر عمقا من فهم العقل الذى فى الغالب يتبع الهوى فى احكامه خاصة العقل الفردى .. فلو كل قال رأيه ونظرته العقلية للنصوص لعمت الفوضى .

(09-10-2010, 12:30 PM)ATmaCA كتب:  إن كنتم لاتفهمون بديهيات فماذا لو تحدثنا عن العقل نفسه ومفهومه بين طبقات العارفين والعلماء؟
ولاشك أن الوحى أكثر عمقا من فهم العقل الذى فى الغالب يتبع الهوى فى احكامه خاصة العقل الفردى .. فلو كل قال رأيه ونظرته العقلية للنصوص لعمت الفوضى .

ها قد دخلنا في البيتنجان على راي الاخوة المصريين

ههههههههه ..

ماهو إبراهيم اصلا يتحدث عن الشريعة ، ومن المعروف أن العقل ليس بمرجع لأنه هوائى ويقرر حسب طبيعته وغرضه وميوله .

قل لى مثلا اين كان دور العقل عندما كانوا يعتقدون ان الشمس ثابتة ؟ العقل يحتاج لعلم استقرائى جمعى او لوحى الهى ، اما العلم الاستقرائى فمتعلق بالدنيا وعلومها ، واما الوحى الالهى فلايشرحه إلا نصوص الوحى ولادور للعقل فيه مادام قطعى الدلالة .. فالوحى رسالة و (هدى) من الله ، والأولى اتباعها كما هى وعلى مراد مرسلها وليس على مرادنا نحن .. اما ابراهيم فيريد التدخل بالرأى فكل واحد يطلع يقول رأيه ..

شاكر إستماعك .

(09-10-2010, 01:11 PM)ATmaCA كتب:  ، ومن المعروف أن العقل ليس بمرجع لأنه هوائى ويقرر حسب طبيعته وغرضه وميوله .

قصدك القلب .. أو الهوى

(09-10-2010, 01:28 PM)قطقط كتب:  قصدك القلب .. أو الهوى

ممكن . ولكن سيكون فى هذه الحالة مجرد خلافا لفظيا والمعنى واحد ، فالأداة التى تقرر (بغض النظر عن اسمها ) هى التى تنحاز للميول والغرض والمصلحة الشخصية إلى آخره .. ألا ترى مثلا الزانى يقول ليس فى الزنى أضرار ، أو السارق يقول كل الناس تسرق بطريقة أو بأخرى !! ، أو المرتشى يقول لك لست وحدى .. وكل هذه عقول ولكنها تلين وتطوع حسب المصلحة الشخصية ..