(10-18-2011, 01:42 AM)ابن سوريا كتب: أعتقد أن الزميل الطرطوسي، هو "حالة دراسة" أو (Study case) لمن ينظر لما يحدث في سوريا من خارج التاريخ.
فالزميل لا يرى المظاهرات، بل يراها "خلصت"، بينما ثلاثة أرباع سوريا في انتفاضة عارمة. فهو لا يرى درعا كمحافظة ثائرة بشكل كامل وجريء على النظام رغم القمع المستمر منذ سبعة أشهر. كيف يمكنه تفسير انتفاضة محافظة بكاملها ولسبعة أشهر دون أن تتأثر بقمع النظام الذي يعرف ويعي قوته. لو كانت مجرد جماعات مندسة وليست ثورة شعبية عارمة لاستطاع النظام الأمني العسكري القوي القضاء عليها خلال أيام وليس سبعة أشهر، فمن أين تأتي هذه الجماعات المسلحة؟
بل أرى المشهد بحجمه الحقيقي و صورته المتكاملة. لم أصدق يوما الإعلام السوري و لكنني و منذ حادثة هجوم المسلحين في بانياس على باص المبيت و ادعاء الجزيرة و أخواتها أن هؤلاء جنود أعدموا لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين شككت في صدقية هذه المحطات شكي في صدقية الإعلام السوري و أعلنت أن مصدر معلوماتي هو الإعلام السوري-الإعلام المعارض- شهود العيان على الأرض و العقل و المنطق هو الذي يستخرج المعلومة من هذه المصادر الثلاثة معا.
اقتباس:أما بقية المحافظات فحدث ولا حرج، لم يبقَ منطقة في سورية غير ثائرة على النظام. وفي علم الاجتماع لا يمكنك أبداً حكم مناطق خارج سيطرتك النفسية (أي لا خوف ولا رضا)، لا يستطيع إلا آنياً ومرحلياً حكمها بالقمع، ولكن الدولة لا تستطيع اعتماد القمع كسياسة دائمة (لأنها ترهق المجتمع والاقتصاد وتؤدي بشكل مؤكد لانفراط العقد الاجتماعي ولانقسامات إما عامودية أو طبقية).
عندما ناقشنا المسيرات المؤيدة سابقا, أذكر أنني قلت أني لا أدعي أنني أفهم سيكولوجيا خروج الجماهير في هذه المظاهرات. لم يكن هناك إكراه و لا إجبار. و لا أريد بالمقابل أن أقول بسطحية تعالوا نقارن عدد الخارجين في المظاهرة المؤيدة بعدد الخارجين في المظاهرة المعارضة لنعرف نسبة المؤيدين إلى المعارضين.
و لكنني أقول و بثقة و بدون أي شعور بالسطحية تعالوا نقارن عدد الخارجين في المظاهرة المؤيدة بعدد الخارجين في المظاهرة المعارضة لنعرف نسبة من هم تحت السيطرة النفسية للنظام (حب ,رضا ,خوف, مصلحة, تهيب من البديل ..إلخ) إلى نسبة من هم خارجها. (بالإذن منك نقتبس تعبيرك "السيطرة النفسية" و هو تعبير موفق و سأستعمله كثيرا من الآن فصاعدا).
إذا قمنا بهكذا مقارنة فأستطيع القول و بثقة أن النظام في كامل عافيته و من يتوقع سقوطه هو كمن يتوقع أن يموت بطل العالم في الملاكمة لأنه تمكن من الوصول إلى وجهه بلكمة أو لكمتين. ؟
اقتباس:أما حين يتحدث عن المجتمع الذي يجب أن يبدأ منه التغيير، أقهقه، فهذا النظام الذي يدافع عنه، حكم البلاد والعباد أكثر من أربعين سنة، لكنه لم يغير بالمجتمع قيد أُنملة بل أرداه قتيلاً، وقتل كل المؤسسات المدنية التي بإمكانها تغيير المجتمع.
طيب إذا لمنا النظام في سوريا على التقهقر الاجتماعي المستمر منذ السبعينات و حتى الآن.
من نلوم على التقهقر الاجتماعي المستمر للأمة العربية كافة؟
إذا قلت لي جميع بلاد العرب تقريبا هي بلاد ديكتاتورية؟ أقول و ما حجة العرب المقيمين في الدول الغربية؟
اقتباس:فالمجتمع بحد ذاته لفظ لا معنى له، وهي صفة اعتبارية كالشعب، لا تعني شيئاً بحد ذاتها، فهل سيصحو المجتمع ذات يوم كشخص فيزيائي ليقرر تغيير نفسه؟ أم يكون التغيير من نخب ومؤسسات وآليات مدروسة وناشطة وفاعلة. إذاً فليسأل الطرطوسي نفسه ماذا أبقى لنا النظام من مجتمع مدني لكي نغير؟ إذا كان خلال نصف قرن التجمع لأكثر من أربعة أشخاص جريمة يحاسب عليها القانون؟
كيف نهضت أوروبا؟ لقد سبقت النهضة الاجتماعية و الثقافية و الإصلاح الديني أي تغيير سياسي. و جاء التغيير السياسي كنتيجة طبيعية.
اقتباس: بل اسأل نظراءك من العلمانيين العلويين ماذا حل بهم حين تجرؤوا على هذا النظام وأرادوا إصلاحه ماذا حل بهم؟!!.
النظام لم يفرق بين معارض علوي و غيره. و لكن ما يحز في نفوس المعارضين العلويين أن المعارضين الآخرين لم يصدقوا في يوم من الأيام أنهم معارضين. ليس مما بعد الأحداث الأخيرة و لكن منذ زمن طويل جدا.
أحد عتاة المعارضين في بلدتي قالها يوما. في سوريا اصعب شيء أن تكون علويا و معارضا.
"ما بتعرف من وين بتجيك الخوازيق"
أعتذر من الكلمة النابية و لكن ناقل الكفر ليس بكافر.
اقتباس:بل أنا ممن لديه غليان داخلي أستطيع به حرق سوريا كلها .. فما بالك بغيري.
و أنا أضن بسوريا على الحرق.