(12-26-2011, 11:39 PM)بهجت كتب: الأخوة عاصي و observer
…..
2- ربما يرى عاصي أو حتى سوريون أن الجيش السوري خائن و عميل و طائفي و قاتل .... الخ ،و لكنني أراه وحده رفيق الحرب ضد إسرائيل في كل حروبنا . وحده كان الجندي العربي السوري يقاتل على الجبهة الأخرى ،و الجندي لا يخون رفيق المعركة ، لهذا أكرر للسوريين .. الله الله في الجيش العربي السوري .
3- موقفي من الأنظمة العربية كلها كمجموعة من الحثالة الصيع قديم جدا ، و أخص الأنظمة؛ البعثي العراقي و البعثي السوري و الليبي ،و كنت أراها مع نظام كوريا الشمالية و كمبوديا الخمير الحمر و بعض الدول الإفريقية أسوأ أنظمة في العالم و أكثرها فسادا ، و ربما يتذكر عاصي أننا كنا نتشارك في تسخيف الكلام عن الممانعة و البتاع ده و .. كنوع من الوهم و الإتجار بقضايا حقيقية لمكاسب وقتية و ... الخ ، مثل هذا الكلام كان يتم حذفه غالبا !.
4- ربما كنت أول من توقع الثورة السورية في حوارات هنا في النادي و أضيف أني رأيت من البداية أن النظام السوري غير قابل للإصلاح أو التغيير ، و عددت أسباب تلك القناعة ، فهو نظام أسري مغلق بلا أي مرجعية تعلوه ،و بالتالي لا يمكن لأحد إصلاحه من الخارج دون تدميره ، فهو ليس نظاما عسكريا ( كمصر و تونس ) يمكن للعسكر أنفسهم إزاحته عند الضرورة ،و ليس نظاما حزبيا لأنه نفسه من همش حزب البعث ،و بالتالي فلا يستطيع الحزب تغييره كما فعل سابقا ، و ليس نظاما طائفيا فالعلوية ليست مرجعية سياسية كالشيعة الإمامية مثلآ .
5- لكن أرى أن المشهد السوري أكثر تعقيدا كثيرا مما يطرح الزملاء بشكل أراه آلي رتيب ، هذه كتابات محترمة و مهمة جدا للتهييج الثوري و التحميس ،و لكن ما يجب أن يراه المفكر و السياسي يكون بالضرورة و الحاجة أيضا أبعد من الخطاب الجماهيري .. أبعد كثيرا . مثل هذا الموقف الباحث عن رؤية وسط غابة من الخيوط المتشابكة حدث تماما بعد الغزو الأمريكي للعراق و بدأ استهداف الشيعة بالعمليات الإرهابية ( المقاومة ) . طالبت برؤية أعمق للعناصر المتشابكة التي تشكل الموقف العراقي . أعتقد أني كنت على صواب عندما رأيت أن استهداف الشيعة سيصب لصالح إيران و سيعزل العراق عن محيطه العربي و سيكون ضد مصالح الفلسطينيين ، و أن سنة العراق سيبحثون في النهاية على مصالحة مع رفاق الوطن بعيدا عن الدخلاء .. أليس هذا ما حدث ؟.أرى أن هذا الموقف تكرر مرة أخرى و لكن بشكل مختلف عندما انتقدت مغامرة حسن نصر الله في جنوب لبنان ( رغم تقيري الإستثنائي لبسالة أفراد حزب الله ) و عارضت إجتياح بيروت رغم تفهمي لمخاوف حزب الله ، و عارضت مغامرة حماس الحمقاء في غزة رغم تقديري للشهادة كقيمة عليا لا يعلوها شيء . هذا كله كان زحفطونا و شخطونا من الزملاء الذين لا يطيقون إيران ولا حزب الله الآن !. أعتقد أني كنت مصيبا أيضا ، فحسن نصرالله نفسه اعترف بخطأه في حرب جنوب لبنان ،و إجتياح بيروت اطلق تكوين المليشيات من كل لون في لبنان ،و مغامرة غزة دمرتها و تبخرت وعود العرب في دخان الحرائق هناك . أذكركم فقط حتى لا تجرفنا العواطف بعيدا عن متطلبات العقل ، فصدَيقك من صدَقك و ليس من صدَّقك .
6- لم يتغير شيء من قناعاتي الأساسية .. نظام البعث الأسدي يجب أن برحل ليس باكر فقط بل منذ 50 سنة ماضية ، منذ الإنفصال السوري ، بشار الأسد بالغ الحماقة قليل الذكاء و ربما هذا هو ما جمعه بمبارك الغباء المركب و الحماقة . و لكن لتمتد أعيننا لما بعد ذلك .. الفراغ الأمني المهول – تدمير الجيش لصالح إسرائيل ( أذكركم بالجيش العراقي الذي تفكك بأمر مباشر من إسرائيل لبريمر كلب بوش القذر ، و الجيش المصري المستهدف الان في شوارع القاهرة بتحريض البرادعي و ممدوح حمزة و جورج اسحاق و باقي الخونة من كلاب كلينتون و رايس ) .. تدمير الإقتصاد السوري و انسوا أي وعود بالمساعدات و أمامكم نفس الوعود التي قدمت لمصر ثم تركوها للمجاعة - الحروب الأهلية و أمامكم لبنان و العراق و ليبيا و حتى مصر – الصراعات المحلية و التي سيدفع السوريون ضريبتها عالية – هيمنة إسرائيل على المنطقة وسوريا الضعيفة عسكريا خاصة .
7- ربما يسألني أحدكم ماهو العمل إذا ؟. حسنا هذا هو تماما السؤال الذي يجب ان يسأله السوريون جميعا و نسأله أيضا . رغم اني أخشى أن التفاعل النووي قد بدأ و لن ينتهي سوى بالإنقجار الكبير ليس فقط لسوريا بل لكل المنطقة .
ممكن يا سيدنا الكريم، أن تشرح لنا النقطة الثانية هذه التي تتمجد بها بمعارك الجيش السوري ضد اسرائيل؟؟
ممكن تذكرنا، ربما نسينا على أي جبهة قاتل الجندي السوري ضد اسرائيل؟؟
ممكن تشرح لنا كيف وقف الجيش السوري ضد الهجوم الإسرائيلي بحرب تموز و دمر بها البنية التحية و الفوقية للبنان من اجل أن ينتصر حسن نصرالله و يندحر بعيدا عن جبهة جنوب لبنان
ممكن أن تشرح لنا لماذا يعتبر الجولان السوري المحتل أكثر منطقة أمنة يقيم عليها العدو الاسرائيلي؟؟
ممكن تشرح لنا كيف يكون الحكم السوري أسوء من عليها، و يستحق هذا الجيش وصف " الله الله في الجيش العربي السوري"
يبدو انك لا تعرف شيء عن هذا الجيش المغوار، فالجندي السوري المسكين، يدخل الجيش بحالتين: إما لخدمة الزامية، و هنا أن لم يكن عنده قريب بشي فرع امن يدعمه، تمسح به الأرض "كما يقال عندنا بسوريا". فالجندي السوري ما عندو حذاء برجله مثل العالم و الخلق، و يسرق الضباط ـ المدعومين ـ أكله، فكيف تريده أن يحارب؟.
الحالة الثانية أن يدخل لخدمة العائلة المالكة و شلة المنتفعين، فيرمى له بعض الفتات ليقتات عليها.
خطر ببالي نكتة، هذه أيامها: يحكى انه على عيد الميلاد سأل احد الضباط أولاده شو بدكن هدية؟
قالوا له: بابا بابا، جبلنا كام عسكري نربيهم على السطح....
انت لم ترى بعينك الحالة التي يؤول إليها مثلا العساكر المفروزيين لخدمة احد الخروات من الضباط ـ نسميهم مرافقة ـ بأم عيني رأيت الضابط فلان العلان، من كبارهم بوزارة الداخلية، يأخذ 2 عساكر معه على المسبح لكي يهتموا بأولاده، و رأيت كيف يعامل أولاد هذا الخرى الكبير، و أمام أعين الجميع، رأيتهم كيف يعاملوا عساكر الوطن، عفوا منك و لكن و الله العظيم، الكلاب تعامل أحسن من هيك.
فماذا تتوقع من هذا العسكري؟؟
هل تفهم لماذا قد ينشق هذا العسكري و يرفع عنه العبودية؟
نذكر أن كل من ينشق عن جيش الأسد، هو انتحاري يعرض حياته و حياة أهله و عائلته لخطر الموت الشبه محتم.
استأذنا الكريم
أن تخويفنا مما تسموه " الفراغ الأمني المهول" هو حجة لا نهاية لها.
بما معناه، و خلافا لما يكرر عن بلاهة حكماء دمشق، انا اعتبرهم يتمتعون بحنقة و ذكاء سياسي كبير، من يتهم حافظ أسد بالغبي، هو مخطئ. فالأسد الأب أسس مملكته على ثوابت لا يمكن أن تتزعزع
إحدى هذه الثوابت هي الفراغ هذا. فهو طوال سنين حكمه، قام بتصفية كل مناوئيه، حتى أخوه رفعت الذي دعمه للموت بالثمانينات، تراه ابعد عندما شعر هذا الأخ انه يمكن أن يملأ فراغ ما يتركه حافظ بعد رحليه.
بكلمة أخرى: لا يمكن تحت ظل الأسد أن يوجد أي إمكانية لأي شخص يمكنه أن يملأ أي فراغ يتركه الأسد خلفه.
بشار تابع نفس السياسة.
لو قبعنا نصف قرن اخر لن نجد أي مكان لأي شخص يمكنه أن يحول النظام الاسدي عن مساره الذي رسمه حافظ. و الجميع من ال الأسد و من كل العصابة الحاكمة و كل المواليين كلهم يعرفون أن حياتهم جميعا ترتبط ببقاء الأسد، و لا احد منهم يمكنه أن يخرج عن الطاعة، و لا أن يفكر بالحلول مكان الحاكم. لأنها قضية حياة أو موت.
النظام الاسدي بتركيبته الفائقة الذكاء، ـ خلافا لما تعتقدون ـ لا يمكن أن يرحل سوى بثورة.
و الشعب السوري لا يمكن أن يستعيد كرامته سوى بثورة.
الثورة ثمنها غالي، و غالي جدا، و لكن وللأسف الشديد، يدفعنا النظام لكل هذه التضحيات، فقط من اجل تمسكه بالسلطة.
الأيام القادمة ستشهد واحدة من النهايتين:
إما أن يتهاوى النظام، و أكيد أن البلد ستمر بمرحلة فوضوية ريثما يستتب الأمن من جديد، ضمن نظام تأمله ديموقراطي. و هنا يتجلى دور كل مثقف بتوجيه الثورة.
أو أن النظام بذكائه و حنقته و مكارته و بيده الحديدية سيقضي على الثورة: و هنا سيعود بهدوء و بالظل لتصفية كل العناصر التي شاركت بهذه الثورة، وخاصة أن لم تتمكن من الفرار. و هنا أيضا الثمن غالي جدا، سيدفع الشعب السوري من جديد ضريبة فشله.
لنضع قصة المؤامرات و الكلام الفارغ جانبا:
اليوم تمر سوريا بمرحلة مصيرية، و أي حل نؤول إليه، ثمنه غالي:
إما أن ندفع الثمن و ننال حريتنا و نستعيد كرامتنا و ونوزع خيرات بلدنا على الجميع
أو أن ندفع الثمن ـ أيضا ـ و ناكل خرى من جديد لنصف قرن أخر.
هذه النقطة الأخيرة، و للأسف، هي التي لم يفهما مؤيدي النظام، اقصد أن بقاء الأسد و عصابته بالحكم، ثمنه أيضا غالي، و غالي جدا. فلا تعتقدوا إنكم بالقضاء على الثورة ستقضون على المؤامرات الكونية التي تحدق بكم، أو التي تتخيلونها هكذا.
أعيد تكرار ما اعتقده أننا بسوريا ـ كمعارضين ـ مشكلتنا ليست مع الطائفة العلوية، و لكن مع النظام.
و عندما تتوقف الطائفة العلوية عند دعمها للنظام و عن المشاركة بجرائمه: هنا لن تحدث حرب طائفية بسورية، و و لكن و للأسف، هذا حلم صعب المنال. فالطائفة تربت على أيدي النظام، و الأحقاد اليوم أصبحت كبيرة و من الطرفين و تتزايد ساعة بعد أخرى.
أين الحل؟؟
بصراحة، لا أرى حلا يلوح بالأفق، طالما يظل الأسد متشبثا بالكرسي و مستمرا بالتفريق و بالتطنيش أمام مطالب الشعب السوري الذي يعتبره شعبه، ملكه الخاص