يبدو أنه سيكون يوم جمعة حافل بالحوار
سأحاول أن أرد على بعض المداخلات ، و أرجو من الإخوة الآن و لاحقاً أن يبتعدوا عن أسلوب التهكم أو الاستفزاز حتى نستطيع أن نخلق جواً صحياً لنقاشنا . لذلك سأتجاهل - مع كل الاحترام - أي مداخلة لا تحتوي فكرة أستطيع مناقشتها لسبب أو لآخر .
الزميل داعية السلام مع الله
صباح الخير أولاً
تقول يا عزيزي :
اقتباس:أنا أسوق لك دليل عقلي على أن الله ليس غائبا من خلال عدم وقوع جرائم في أكبر محفل على وجه الارض كلها في مكان ضيق , وأقول لك : الهك ( الغائب ) تجاوزا وليس تقريرا : ولكنك لم تفهمني ولاتحيد عن عقيدتك لتقترب من وجهة نظر محاورك ياختيار !
و تقول :
اقتباس:ايه يعني واحد سفيه أو عصابي جاي يكفر عن ذنوبه لما واحد تاني يعطي له ضربة على أم رأسه ولا كوع ولا يوقع على ابنه الرضيع طنجرة زيت أو أو أو مما لايعد ولايحصى من الوقائع التي تصدر من ثلاثة ملايين !
انت لاتقدّر حجم الكارثة التي يمكن ان تحدث لو قامت معركة بين طائفتين في هذا التجمع الضخم ! ممكن الامر يصل الى نتائج فظيعة بسب ضخامة العدد والحمية للأعراق والقوميات الجاهلية .
ولذلك أنا أرى أن الله ليس بغائب موما وفي هذا المكان خصوصا .
أولاً سأناقش الموضوع بعيداً عن مفهوم الإله الغائب ، ثم أوضحه من مفهوم الإله الغائب .
أولاً الحج يفرض على مؤديه أن يلتزم بأخلاق حميدة ، و لدينا آية صريحة بهذا الشأن تقول :
"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب" البقرة 197
و من هذه الآية نعرف و يعرف كل الحجاج أن الرفث محظور (الجماع) و أن الفسوق محظور و هو جميع المعاصي و أن محظور لما يولّد من المنازعات و الخصومات .
إذاً لدينا رادع شرعي واضح جدا يمنع الناس من الوقوع في هذه المحظورات ، و كلنا يعلم أن الحج ليس بالأمر الهيّن ، فهو يحتاج إلى قوة الجسد و القدرة المادية ، ناهيك عن الوسائل المتبعة في تنظيم الدور المفروض من قبل السلطات السعودية و عدد الحجاج من كل دولة إلخ ، هذا كله يسعى إليه المسلم جاهداً من أجل شيء واحد ، و هو التكفير عن ذنوب حياته ، و أنت تعلم أن الحج ليس كالذهاب في رحلة إلى الأهرامات ، فهو فرصة ليس من السهل أن تتاح للمرء مرتين ، لما فيها من المعوقات التنظيمية و المادية و ربما الجسدية . (طبعاً هذا لا يمنع أن يكون هناك من حج أكثر من مرة ، و لكننا نتكلم عن أغلب الحجاج) .
أعتقد أن هذه الأسباب ، (المادية و الجسدية و التنظيمية) ، يُضاف إليها الغاية من الحج و هو التكفير عن الذنوب ، كل هذا تحت مظلة الآية المذكورة سابقاً ، يدفع المسلم لأن يضبط نفسه و أعصابه فلا يقع في محظور كجريمة القتل ، و التي هي في الوضع الطبيعي دون حج من الكبائر الكبرى
"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" المائدة 32 .
فهذه هي الأسباب الواقعية التي تحول دون وقوع الفسوق و الخصومات و النزاعات في الحج ، و هي أسباب موضوعية مادية بحتة ، مادية بمعنى أنها ليست ميتافيزيقية كما تفضلت حضرتك بالقول أن الله هو الذي يتدخل ليمنع وقوعها .
من ناحية أخرى ، فهل يوجد شواهد تاريخية على وقوع الخصام و النزاعات و القتل في الحرم المكي ؟؟؟
أذكر في الثمانينيات عندما قامت مجموعة من الإيرانيين (حسب ما أذكر) بفتح النار على الحجاج في داخل الحرم المكي ، و قتلوا بعض الناس ، و تلك الحادثة مشهورة و لا أعرف أين أجد هذه الأخبار الآن ، لكن من عاصر تلك الأحداث يعرفها .
و لا أعرف إن كان هناك حوادث شِجار أخرى في تاريخ الحج ، لكن لا يوجد ما يمنعه إن انتفت المراقبة الذاتية من الحاج نفسه .
فالحاج هو الذي يمنع نفسه من الوقوع في الخصومات أو ارتكاب المعاصي فما بالك بجريمة مثل القتل !!!!
هذا من الناحية العقلية .
أما من ناحية الإله الغائب ، فكما وضحت في كثير من مقالاتي حوله أنه لا يتدخل في سلوك المادة (البشر و غيرهم من المخلوقات و الجمادات) ليغير من النتائج المحتومة لسبب سابق عليها ، فهو لا يتدخل ليحمي الناس في الحج ، لا من القتل العمد و لا القتل الخطأ ، بل يقيّدهم بقانون المادة الذي وضعه في بداية خلق الكون ، الذي أدى إلى ظهور الدعوة الإسلامية و انتصار المسلمين و اختيار الكعبة كقبلة و استمرار فريضة الحج القرشية السابقة على الإسلام مع بعض التغييرات مروراً بجميع العصور الإسلامية وصولاً إلى موسم الحج الحالي ، فقانون المادة هو الذي أدى إلى سقوط جسر الجمرات السنة الماضية ، وهو الذي أدى إلى وقوع ضحايا الرجم هذه السنة ، و هو الذي أدى إلى سقوط الفندق ، و هو الذي أدى إلى هدم الكعبة عدة مرات و إعادة ترميمها ، كما حدث في عهد الحجاج حين قصفها بالمنجنيقات ، جميع هذه الأحداث منوطة بقانون المادية السببية التي وضحته في الكثير من المقالات بتفصيل أكثر ، و ليس لله يدٌ في تغييره أو تغيير شيء مما تولّده قوانين المادة ، لا لأجل سواد عيون المسلمين و لا المؤنين بالغائب و لا غيرهم .
مفارقة طريفة تخطر في بالي و أنا أتكلم عن قصف الحجاج للكعبة بالمنجنيقات ، و كلنا يعلم أنه تحرك من الكوفة بأمر عبد الملك بن مروان يريد عبد الله بن الزبير بن العوام ، فلماذا لم يرسل عليه الله طيراً أبابيل ترميه بحجارة من سجيل و هو يعلم أنه متجه إلى الكعبة ليقصفها ؟؟؟
ألم يكن يعلم ما ستؤول إليه الأمور ؟؟؟
لماذا حمى الكعبة الوثنية المليئة بالأصنام في عهد أبرهة الأشرم ، المسيحي الذي لم يكن وثنيا على الأقل و الذي جاء ليهدمها ؟؟
أي الكعبتين أولى بالحماية ؟؟؟؟
كعبة قريش الوثنية أم كعبة المسلمين ؟؟؟
مجرد تساؤل .
--------------------------
نأتي الآن للزميل حسام مجدي
كتب يقول :
اقتباس:تستاء جدًا من جملة واحدة في كلامي كله .. و هي " كفاك حماقة " ..
و لا تحاول أن تتخيل كيف يشعر المسلم عندما يتم سب إلهه بهذا الشكل في مداخلتك الأولى !! .. و عندما تصف عقلية المسلم بأنها عقلية واهمه .. هل تختلف تلك الكلمات عن وصف الحماقة الذي قلته أنا ؟؟؟؟؟
عزيزي حسام ، حين نقوم بتقديم نقد لأي فكرة ، فإننا لا نستثني الله من هذا النقد ، و عندما نصف من يؤمن بإله معين بأنه واهم ، فهذا يختلف عن الشتم ، فنحن لم نسمي أي مسلم بالأحمق و لا بالأهبل مثلاً إن كنتَ تتخيل أن هذا ليس شتماً ، بل إننا حين نتكلم عن نبيكم نقول في أغلب الأحيان "نبي الإسلام" ، و لا نصفه بما يستفز مشاعركم ، و نحاول قدر الإمكان أن ننقد الأفكار لا الرموز صيانةً لمشاعركم ، و ليس ذلك بالأمر الهين صدقني ، في المقابل ، نجد منكم من لا يترك مداخلة إلا و يتكلم فيها غن غباء الملحدين ، و فساد عقولهم ، و سوء نواياهم و سخافة تفكيرهم و سذاجتهم ، بل أنتم تكتبون مداخلة معنونة بأن الملحد هو أغبى خلق الله ، بل يسمح البعض لأنفسهم بممارسة تحليلاته الفرويدية على نفسية الملحد أو اللاديني المريضة ،و كأنه فأر تجربة ، يعاني مشاكل نفسية و عاطفية دفعته إلى الإلحاد إلى آخر هذا الكلام .
أنا أحاول دائماً أن أتجنب الإساءة ، و أحاول أن أقدم نقدي بما يدعمه من الحجج ، فالمسألة ليست ردح في النهاية و لا شتيمة ، لأن من يشتم فقط لا يحتاج لا إلى المنطق و لا إلى الحجج ، و عندما أقول أن الإله عاجز ، أو يستحق الصلب ، أو أن من يؤمن به واهم ، هذا كله تصوير مجازي لما أراه ، فتماماً كما وصف الإسلام مقدسات السابقون عليه بأنها عاجزة و لا تستطيع فعل شيء و قال "تلك أمانيهم" و أوهامهم إلخ ، و لم تدخل هذه التعبيرات في باب الشتم و السباب ، فأنا أستخدم نفس الأسلوب المقدس لديكم ، مع الكثير الكثير من التحرز ، فأنا على الأقل لم أقل أن المسلمين أنعام بل أضل كما وصف القرآن من لا يؤمنون به .
اقتباس:زميلي المحترم .. عندما تطلب الاحترام يجب أن تقدمه لمحاورك أولًا .. تجد مني وقتها باقة من الزهور ..
و تحياتي لك ما دمت تحترم محاورينك ..
أرجو أن يسود الاحترام بين الجميع ، و يفرض نفسه بين الجميع ، فأنا لا يوجد عندي مشكلة شخصية بيني و بينك أو بيني و بين غيرك من الزملاء المسلمون أو الدينيون بشكل عام ، فجميعهم محل احترام ما داموا يحترموننا .
و هذه لك :97:
----------------------
نأتي إلى مداخلة الزميل خالد المنقولة بواسطة الزميل حسام مجدي :
من يقرأ مداخلة الزميل المسلم خالد يجد أنه يوافقني في جزء منها ، و هي المفروض من الله أن لا يتدخل لتغيير نواميس الطبيعة ، و هو عكس ما يقوله الزميل المسلم داعية السلام إلى الله ، و هذا يؤكد فكرة الفهم المتعدد للدين و التصورات الإسلامية ، على كل حال .
الزميل خالد يوافقني أن الله لا يغير سنن الكون من أجل فلان أو علان ، و أن الأسباب المادية البحتة هي التي تؤدي إلى نصر أو هزيمة ، و أحضر لنا أمثلة جميلة تثبت ذلك سأستخدمها لاحقاً ، كقصة أحد و حمزة و كربلاء و غيره ، مما يثبت أن المادية السببية هي التي تعطي النتائج و ليس التدخلات الإلهية .
هذا منك جميل عزيزي خالد ، و لكن هل هذه الرؤية الواقعية للأسباب الموضوعية هي التي ينادي بها الإسلام ؟؟؟
لو كانت كذلك ، و هي عين ما أقول به فيما يتعلق بالإله الغائب ، فكيف نفسر التدخلات الإلهية بالخوارق التي نجدها في القرآن أو السنة ؟؟؟؟
كيف تفسر إرسال الطيور الأبابيل لهزيمة أبرهة الأشرم ؟؟
كيف تفسر إرسال ملائكة مسوّمين لمساندة المسلمين القلّة في بدر ؟؟
كيف تفسر حماية نبي الإسلام و صاحبه في الغار بجنود لم يرها أحد ؟؟؟؟
كيف تفسر فلق البحر لبني إسرائيل و إغراق فرعون ؟؟؟
كيف تفسر هذه التدخلات الإلهية لتغيير نواميس الكون يا عزيزي ؟؟؟ و هي أمثلة قليلة حضرتني الآن ربما أنت تعرف أكثر مني عن هذه الخوارق ، فكيف تفسرها ؟؟
----------------------
الزميل اتماكا كتب :
اقتباس:عزيزى الكلام موجه للختيار فهل انت الختيار بثوب جديد ام ماذا ؟؟
لا أدري ما الذي ترمي إليه من هذا الكلام ؟!!!
فمن قال لك أن الزميل هنادي هو الختيار ؟؟؟
و كيف فهمتَ ذلك من جملة "والغباء المستحكم" التي قمتَ بتلوينها بالأزرق ؟؟؟
فهل ترمي إلى أن هذه الجملة هي لي ؟؟!!!
هل سبق أن قرأتها في كلامي !!!
يا عزيزي أرجو أن نبقي حوارنا في جوٍّ نظيف بعيد عن الغمز و اللمز الذي لا يفيد أحد .
على كل حال
معلومة لا فائدة منها : أنا أكتب في نقد الدين هنا أو في أماكن أخرى باسم واحد فقط هو الختيار .
------------------------
الزميلة هاجر كتبت :
اقتباس:ختيار صباح النور :
اقتباس :
هل لو كانت الإجابة عن أن خلق الكون كان ناتجاً عن قوة عاقلة ، اعتاد الناس على تسميتها إله حقيقة ، فهل هذا يعني أن ما جاء به محمد صحيح ؟
بعد أن تجيبي على هذا السؤال يمكن أن نتابع .
-------------------
قبل كل شيء، أنا التي سألتك أولا عن أصل الانسان و كيف جاء و قلت أقنعونا بهذه النقطة و سنلحد فورا...
لكن الظاهر أنك تجاهلت هذه النقطة و دورتها على النبي محمد و القران لأنه ليست لك اجابة واضحة على تساؤلاتي...
...
أولاً صباح النور
ثانياً أعرف أنك سألتيني و أنا لم أتجاهل ، بل قلت أنني أريد أن أفهم منك خطاً عريضاً قبل أن نخوض في نقاش ، فأنا لم أتجاهل شيئاً لأنني كتبت مداخلة واحدة فقط بعد مداخلتك سألتك فيها سؤالا محدداً ، و لم يتسنَّ لي بعد أن أجبتِ عليه أن أناقشه كي أتجاهله !!! فهذه هي المداخلة التالية لسؤالي السابق فقط !!
و لا أدري كيف خرجتِ بنتيجة أنني لا أملك إجابات واضحة دون أن أجيب بشيء !!!
عزيزتي ، أرجو أن نتروى قليلاً في إطلاق الأحكام حتى يكون الحوار مفيد ، و إلا فلا فائدة منه أبداً .
ثم تتابعين فتقولين :
اقتباس:ماشي، سأجيبك على أسئلتك :
نعم القران الذي جاء به محمد صحيح، علما و أنني قرأت شبهاتك السابقة و لم تقنعني بتاتا...
تفضل تابع اللي بعدو ...
و أرجو النقاش نقطة نقطة حتى نفهم بعضنا
أولاً يا عزيزتي قولك بأن القرآن صحيح فهذا رأيك الخاص .
ثانياً أن "شبهاتي" لم تقنعك فهذا لأنها رأيي الخاص أيضاً ، و لا أسعى إلى إقناعك بها أنتِ شخصياً ، هي مكتوبة لمن شاء أن يقتنع يقتنع و من لم يشأ فذلك شأنه .
الآن تريدين المتابعة في "اللي بعده" .
صراحة لا أدري ما هو اللي بعده ، فهل انتهينا من "اللي قبله" ؟؟؟
طيب
سأوضح الهدف من سؤالي الماضي .
أنتِ تربطين بين عجز الإنسان عن خلق كائن حي ، فراشة مثلاً ، لتستخدمي هذا العجز مطية للوصول إلى صحة المعتقَد الإسلامي ، و أنا أقول لك أن هذا الربط تعسفي ، لأنه يمكن أن يكون هناك إله خلق هذه الفراشة ، و في المقابل يكون كل ما قاله نبي الإسلام عنه مجرد اجتهادات شخصية سعى من خلالها إلى تغيير واقعه لا تمت إلى هذا الإله بصلة ، هذا هو ما يجب أن نناقشه ، و الذي يمكن تلخيصه بالتالي :
لو كان الله موجوداً ، فما الذي يجعل تصور محمد عنه صحيحاً ، لا يختلف عن تصور غيره من الدينيين أو الإلهيين الذين تكلموا في الغيبيات ؟؟؟