:h:
الرسالة(277):
--------

الـشـفـق يـسـرى .. لا تنام
تنهض من فراش الفجر
تفتح شباك الصدر لدعاء القلب
تسأل الشمس أن تلوح على فارع جسده و تغمر روحه
تبتسم .. فقط لأنه يحبها كذلك ، يحتاجها لذلك
تطلق عصافير حنانها تنهيدة آآآآه
ترش نعناع الدار بماء العين
تشم أنفاسه في قمح رغيف يعجنه صبرها
تسكب الشوق في كوب شاي ، سكراً ؛ يذوب على أمل أن يحتسيه الذي هناك ؛ وعلقمها هنا .
للزعتر الفلسطيني ما تتنفس الأرض وما يعبق في السماء ..
للزيتون الفلسطيني إخضراره و سيرة تاريخ أحمر ..
تمتشق " سيف " قامتها ، و دم الخاصرة مسيحاً على فراقه .
.... كرسيها ، حجر يوطد لرصيف الشارع ؛ درجات إلى باب الدار .. تجلس القرفصاء بقدم الألم و قدم الأمل ..
تترقب القادمين ؛ لهم : طلته ، سمرته ، سواد عينيه . لكن لا أحد منهم لازورد الأفق مثله .. لا أحد .
لسجادة صلاتها أيادي ترفع الدعاء . لقلبها غيمة تبتهل السماء . و ما من نداء إلاه .
يجيئون ، يذهبون ، يولدون ، يفرحون ، يستشهدون ، يبكون ، ينكسرون ، يأملون ، يــ
و لا تذهب إليه إلاّ قمراً .. ولا تذهب منه إلاّ سهراً
تشهقه الحياة ؛ ولا تزفره إلاّ لتوصيها بـه خيراُ ..
و لا تعرف أنني - أنا - معها أعشقه مثلها .

21 - 3 / عيد الأم
:h:

:h:
الرسالة(278):
--------

حـــرب ....
و في حرب مع الكل أنا
لكنني سقطت صريعة حربي مع الذات

22 / 3 / 2003
:h:

:h:
الرسالة(279):
--------

هل عرفت مثلي :
العتب حــدّ التعب ؟
و الحب حــدّ الموت ؟
و المــوت حــدّ الحياة ؟
أنـا عـرفـتـك ..

23 / 3 / 2003

:h:
الرسالة(280):
--------

قـبـل الـحـرب :
كنت أظن لـلـصـمـت أربعة جدران تحرسه !
بــعـد الـحـرب :
صـار لي الـصـمـت سجاناً .. و أحرسه !


24 / 3 / 2003
:h:

:h:
الرسالة(281):
--------

قرأته .. قرأته .. حتى كتبته بعد ذاك !
في مثل هذا اليوم الحرب ، ذات عام ؛ انطلقت شعاعات الحب دون أن يرى الإله من تحمل الشعلة!
كنت مع الألوية الحمراء ، أقبض من جديد على صهوة الحلم الغيفاري . لم أكن أعرف - تماماً - أنها ستكون ثورة قلبي إلى الأبد. ثورة أشعلها الإله في داخلي .. في كل خلاياي ؛ حين انشغل : من مدخل الأمعري حيث ترى الدبابات أبواب عواصمكم .
كان أول الحنق على عاصمتي دمشق .
لـم أحـزن !
كنت أحس مدن جرحه الصارخة دماً الصاخبة غضباً ..أكثر مما أحس العاصمة الصامتة !
في مثل هذا اليوم الحرب ، ذات عام ؛ قرأت أول ما قرأت : " هام جداً " نداء إلى جميع الأعضاء الموجودين في ....
مثلي ، لا تستوقفه : " هام جداً "
مثلي ، تطلقه : " في فلسطين "
فـ قرأت .. قرأت ، و أحسست أنه بعد أيام :
يوم الأرض تورث كاللغة ، و رام الله تقاوم موتها ، سيكون لمدينتي انتصارات كبيرة . و
حقاً : انتصرت .


25 / 3 / التاسعة قمراً بتوقيت فلسطين
:h:

:h:
الرسالة(282):
---------

.
قالت لي الممرضة وهي تسحب ابرة المصل من شرياني الرفيع بقطنة كما لو أنها اشتعلت بنار دمي :
هل رأييك من قبل ؟!
على عجل هممت حـبـيـبـي بمغادرة المبنى قبيل وصول الطبيب ، وأنا أقول لها :
و .. سترينني بـعـد !


26 / 3 / 2003
:h:

:h:
الرسالة(283):
--------


.. مثل أم قصر !
أريده حبنا هكذا ..
يختلفون في أمره : يقاوم ، لا يقاوم .. يستمر ، لا يستمر
بينما نحن صامدان ، حتى لو عشنا في صحراء الفراق الطويل .


27 / 3 / التاسعة بتوقيت فلسطين
:h:

:h:
الرسالة(284):
--------

.
مجرد بندقية بازوكة ؛ أسقطت الأباتشي !
عينا الفلاح العراقي "بو منقاش" تلمعان بالفرح ، تبرقان بالنشوة ، بالعز العربي الذي حلمته طويلا. و رأسه يلامس سماءاً مرتفعة أعلى آلاف المرات مما كانت تلوث فيه الطائرة .
هل سيختفي يا حـبـيـبـي هذا البريق من عينيه ذات يوم ؛ و ينحني رأسه ؟!


28 / 3 / 2003
:h:

:h:
الرسالة(285):
--------

حـبـيـبـي ..
عثرت لك على هدية " س " تـحـبـهـا ..
مازلت أعدها لك ، و أقصد أعملُ على تفريغ كلاماتها .
غداً تكون جاهزة في منبر الشعر ، بين يديك ..أقصد أمام عينيك .. أقصد تنساب عبر أذنيك إلى روحك التي ترفعني على شامخ نخلة :
كأنه الدم بي لا يمشي إلاّ ليسقيك ، يا نخلة القلب
يا كم أنت سامق
و.. يا كم أعشقك : عمق الآه في أرض قلبك
و اتساع الجرح في قلب أرضك ..
يا كم يغريني أمشي إليك يا أنت : نخلة وطني فلسطين
لأنتشي برفرفة سعفك ، لأن مشى النخل في العراق .


29/3/ ليلاً
:h:

:h:
الرسالة(286):
--------



كنت قد كتبت رداً في موضوع لأحد الزملاء بمناسبة يوم الأرض .
يبدو لي أنك حبيبي لم تقرأه .
لا يهم ..
بل يهم ..
و المهم فيه هذه الواقعة :

حين لاحظ إميل حبيبي.. مدى الميل العربي إلى الاحتفال السنوي بالإنتفاضة التي انطلقت سنة 1987 أطلق سؤاله الشهير الذي نقله لنا أحد أساتذتنا في الكلية - منعت كتب حبيبي لفترة في سورية بسبب قبوله جائزة اسرائيلية- :
إن الإنتفاضة هي فعل مقارعة للإحتلال.. فهل تريدون عمراً طويلاً للإحتلال نحتفل به كل سنة باستمرار الإنتفاضة ؟
كانت المحاضرة يوم 29 آذار فلم ننتظر حتى اليوم التالي : يوم الأرض !
خرجنا في مظاهرة - بل تجمع - داخل الحرم الجامعي ، يحمل بعضنا يافطات ضخـّت بالأحمر دم عبارة الروائي حبيبي .
و.. مع أننا كنا "رفاق" !!
تـمّ تفريقنا بالتي هي - ليست - أحسن ! و ..
المهم .. بل المسم أننا وبعد اصطدام الثوابت والمنطلقات بالواقع ! تلقينا صفعات ايديولوجية عديدة ! خرج منا من خرج وتاه إما في الداخل أو مثلي في الخارج !
وانضممنا نحن الطلائع الثورية إلى حزب الصمت :"حزب المتفرجون العرب"نتابع مآسي الأشقاء في فلسطين عبر نشرات الأخبار ، ويسربلنا صمتنا بالعار ، نحن اللواتي كنا سنهبط بمظلاتنا على أرض فلسطين لتحريرها ! ولم يعد يحررنا من عارنا ، غير مرأى مقاومة وصمود الفلسطيني ، ولم يكسبنا شرف الانتماء الى العروبة سوى حجر بيد طفل فلسطيني يدافع عن أرضه وعنا نحن العرب .
لكن العار وشماً في الجبين والضمير يغز نصالاً .. لأن :
الفلسطينيون يروننا في فلسطين، بعيون القلب..في حين نراهم بعيون الفضائيات ، يدافعون عن الأرض ، ويشفقون علينا حين يوقفون السؤال المر : وين الاسلام ؟وين العرب ؟ وين النخوة ؟
يبدو أنهم عرفوا الإجابة ..

يوم الأرض أحسه يومك وعيدك تشي

30/9/2003
:h: