{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 12 صوت - 3.58 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الحكيم الرائى غير متصل
Black Man
*****

المشاركات: 6,559
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #41
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
متغنى له احسن جاى لى فى منامى يا ابا ودوبنى دوب
حب يسوع يا ابا توبتى توب
جاى لى فى منامى يابا ولبسنى توب
دوبنى دوب توبنى توب

بطل قرف بقى يا ابراهيم ساعات بتبقى شخصية كريهة لاتطاق
07-01-2009, 11:27 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #42
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الأخوة .
متابعا و مشاركا في الحوار حول سيد القمني ، أكاد أجزم أن معظم المشاركين لم يقرأوا شيئا من أعمال القمني ، أو قرأوا أقل القليل ، ربما باستثناء بعض المقالات المنشورة على الشبكة ، وهذه الظاهرة متواترة بشكل لا يصدق ، فزميل يسرد قائمة بكتب القمني زاعما أنها قرأها ،و لكنه ينكر معرفته بكاتب شهير للغاية مثل إيمانويل فليكوفسكي صديق أينشتين و كتابه ( عالم في فوضى ) ، رغم أن الرد على ماجاء في الكتاب و منهج الكاتب كانا محور كتاب ( إسرائيل .. التوراة و التاريخ ) لسيد القمني !، هكذا يوردون الإبل على الشبكة ، لا بأس ألا يقرأ الإنسان لسيد القمني أو لغيره ،و لكن البأس كله أن يزعم ذلك .
أفضل أن نبدأ من البداية و نتعرف على سيد القمني و أعماله ، معتدا أساس على المعلومات الواردة على الشبكة و التي وجدتها منشورة في الكتب القمني المتوفرة لدي .

الكاتب / سيد محمود علي القمني
1. محل و تاريخ الميلاد : الواسطى – بني سوسف – مصر ، في 13 / 3 / 1947 .
2. تخصصه الأكاديمي : فلسفة الأديان – اهتم بتثقيف نفسه بتاريخ علم الاجتماع الديني و توظيفه في دراساته .
3. تناولت معظم أعماله الأكاديمية مناطق شائكة في التاريخ الإسلامي، و اتسمت أفكار بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي ، بينما يعتبر السيد القمني نفسه و على لسانه من على قناة الجزيرة الفضائية إنه إنسان يتبع فكر المعتزلة .
4. قال القمني إن بداية ولعه بالتعمق في التاريخ الإسلامي يعود إلى نكسة 1967 وتهاوي الحلم الناصري ، هنا قرر القمني أن يضع يده على جوهر و جذر المشكلة ، والتي لم تكن مشكلة إخفاق عسكري وحسب بل كانت متأصلة في الإطار الفكري الإسلامي .
5. وفي خطوته الأولى نحو هدفه أعلن رفضه لفكرة ان الموروث الثقافي العربي يبدأ من بدأ الرسالة الإسلامية بل إنه مجموعة من التراكمات الثقافية و الحضارية لشعوب كانت في منطقة الشرق الأوسط قبل وبعد ظهور الإسلام .
6. في كتبه الإسلامية مثل الحزب الهاشمي و الدولة المحمدية و حروب دولة الرسول ، يؤكد القمني دور العامل السياسي في اتخاذ القرار الديني في التاريخ الإسلامي المبكر ، بينما يظهر في كتابه النبي إبراهيم تحليلات علمانية لقصص الأنبياء الأولين.
7. من أشهر مؤلفاته «رب الزمان» (1997)، الذي صادره مجمع بحوث الازهر حينها وأخضع كاتبه لإستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول معاني «الارتداد» المتضمَّنة فيه.
8. يرى ضرورة تغيير المناهج الدينية الإسلامية في المجتمعات العربية ،وهو ينادي بهذا التغيير لعقود طويلة متصلة حتى قبل 11 سبتمبر 2001 .
9. للقمني سلسلة متصلة من المقالات ضد الاسلام السياسي ، وكان أكثرها حدّة ذاك الذي كتبه على أثر تفجيرات طابا في أكتوبر 2004. وكان عنوانه: «إنها مصرنا يا كلاب جهنم!»، هاجم فيه شيوخ ومدنيي الإسلام السياسي، وكتب: «أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها».
10. بعد هذا المقال، تلقى القمني العديد من التهديدات. إلى أن أتى التهديد الاخير بإسم «أبو جهاد القعقاع» من «تنظيم الجهاد المصري»، يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل ، فقد أهدر دمه ،و في 17 يونيو 2005 أصدر تنظيم القاعدة في العراق رسالة تهديد للقمني ، على الأثر كتبَ سيد القمني رسالة بعثها إلى وسائل الإعلام والى مجلته روز اليوسف، يعلن فيها توبته عن أفكاره السابقة وعزمه على إعتزال الكتابة، صوناً لحياته وحياة عياله.
11. نتيجة الدعم اللامحدود الذي قدمه الليبراليون و التنويريون المصريون و العرب لسيد القمني ،و في شهر 9 عام 2007 ، يكتب القمني ( بهذا الموضوع وبمجرد نشره أكون قد رفضت التهديد الإرهابى وأكون قد ألقيته فى وجه مرسليه مصحوبا بالاشمئزاز والتقزز بل والقرف، مع التحدى أن يكونوا على قدر ما أســوق بوجـوهـهم من منـطق واضح إن كانـوا أهلا لهذا، وأكون قد شرعت قلمى فى مواجهة فقهاء الظلام مرة أخرى. وإن كان من الموت بد فإنى أعلق دمى برقبة الحكومة المصرية كلها، وبرقبة وزارة الداخلية خاصة، ثم برقبتك أنت أيها المعشوق الأجمل.... برقبتك يا أجمل الأمكنة بين كل الأمكنة...) .
12. فاز سيد القمنى بجائزة الدولة (المصرية) التقديرية فى العلوم الاجتماعية لعام 2009
أهم أعماله المنشورة : -
1. الإسلاميات: صدر 2001 ، و يحوي ثلاثة أجزاء : الحزب الهاشمي ، حروب دولة الرسول ، النسخ في الوحي .
2. قصة الخلق: منابع سفر التكوين . صدر 1999
3. رب الثورة : أوزيريس و عقيدة الخلود في مصر القديمة . صدر 1988 .
4. النبي إبراهيم والتاريخ المجهول: صدر 1996
5. النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة: صدر 1987 ، أربعة أجزاء
6. إسرائيل، التوراة و التاريخ و التضليل: صدر 1997 .
7. الأسطورة و التراث : صدر 1993 .
8. الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل صدر 2004
9. شكراً بن لادن .
10. أهل الدين والديمقراطية صدر 2005
11. رب الزمان .
12. السؤال الآخر .
13. الفاشيون و الوطن .

إضافة إلى كتاباته بالدوريات العربية الورقية و الإلكترونية

في مداخلة قادمة سأستعرض في عجالة بالغة اهم أفكار سيد القمني كما أراها .
أرحب بكل المداخلات الجادة دون تقيد بتتابع العرض .
07-01-2009, 07:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #43
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
حديث أجراه أشرف عبد الفتاح عبد القادر
عن إيلاف ا لعدد 1485 الأربعاء 15 يونيو 2005
الحلقة 1 من 3 .
>>>>>>>>>>>>>>>
ذهبت للقاء د. سيد القمني وأنا أتذكر رحلة المفكرين الليبراليين التنويريين، ابتداء من الشيخ علي عبد الرازق وكتابه"الإسلام وأصول الحكم" في سنة 1925 ، إلى طه حسين وكتابه "في الشعر الجاهلي" سنة 1926مروراً بمحاكمة د. فرج فوده والحكم عليه بالإعدام، مروراً بقضية د. نصر حامد أبو زيد، ووصولاً إلى طعن كاتبنا العالمي الكبير نجيب محفوظ من أجل روايته "أولاد حارتنا"، انتهاء بدكتور سيد القمني وكتابه"رب الزمان"، تذكرت كيف أن دعاة العقلانية الاعتزالية يضطهدون، فلقد استنكر علماء الأزهر شجاعة وجرأة د. نصر حامد أبو زيد في البحث العلمي فشنوا عليه حملتهم الشعواء والتي انتهت بالحكم الظالم بالردة والتفريق بينه وبين زوجته ايتهال يونس، وتذكرت شجاعة موقف د. سيد القمني وهو يقف أمامهم في المحكمة ويسفه آرائهم ويخرج بالبراءة لكتابه "رب الزمان"منتصراً للعقل ولحرية التفكير. وتذكرت رد د. محمد عمارة على كتاب د. سيد القمني في لقاء مع إذاعة لندن قال فيه:" إن مشروعه الفكري خارج الاجتهاد لأنه يطعن في صحيح الثوابت والعقائد التي تجمع الأمة مما يستفز مشاعر المسلمين وأن هذا الاستفزاز يحدث في مناخ عالمي يتخذ من الإسلام عدواً". وتذكرت أيضاً كيف غضب دعاة غلق العقول ودعاة الفكر الرجعي لبراءة د. سيد لأنه تطاول في كتابه علي شيخين من شيوخهم هما الشيخ محمد الغزالي رمز الهزيمة النكراء في محاكمة د. فرج فوده، وتذكرت أنه أفتي بأن أي مسلم يمكنه تنفيذ حدود الله بيديه، أي أنها دعوة لأي مسلم مهووس ليقتل وهو مرتاح البال والضمير، وتذكرت الشيخ الدكتور عبد الصبور شاهين، المسؤول الأول عن الحكم الظالم علي د. نصر حامد أبو زيد والذي قال عنه د. سيد:" أنه مستشار بيوت هبش الأموال" لأنه كان يعمل مستشاراً للبنوك الإسلامية التي نهبت أموال الغلابا والمساكين باسم الإسلام. وتعجبت من هالة القداسة التي يحيط بها شيوخ الأزهر أنفسهم، فهم فوق النقد وأي تجريح لهم هو تجريح للإسلام، ونحن لا نعرف أن العصمة ليست إلا لله وللرسول، ثم تذكرت أيضاً رد الكاتب الإسلامي فهمي هويدي على الكتاب في الأهرام حيث قال:" إن هذا الكلام لا يقال على الملأ لأن إشراك العامة في مثل هذه الأمور يثير الفتن" لأنه يريد أن يوصل للناس ما يريد هو إيصاله بما يخدم مصالحه، أما غير ذلك فيجب مناقشته في غرف مغلقه، فتعجبت لهذه الانتهازية الشديدة في التعامل مع نصوص الدين، وخرجت من لقاء داعية الانفتاح والاجتهاد بعد أن ترك في نفسي أثرا كبيراً لمرضه الذي يعاني منه، أسأل الله أن يمد في عمره وأن يعطيه الصحة والعافية ليتم مشروعه الفكري الذي هو بصدد إعداده.
* متى وأين ولد سيد القمني؟
ولدت فى 13 / 3 / 1947 بمدينة الواسطى من أعمال محافظة بنى سويف أول محافظات صعيد مصر.
* كيف كانت طفولة سيد القمني؟
- نشأت في بيت كبير متيسر الحال وإلى الثراء أقرب، تضم الأسرة عدداً كبيراً من الأفراد وكثيراً من الخدم والضيوف بشكل يومي، مما جعلني رغم هذه الكثرة أشعر بالوحدة، لأنني لم أكن محل اهتمام مع مشاغل الجميع بهذا البيت المفتوح للجميع. الأب أزهري اشتغل بالتجارة وحقق نجاحاً وضعه في الصف الأمامي بالبلدة، وحقق تعويضه عن الأزهر بجلسات كبيرة في بيته للاستماع إلى القرآن وطرح التفاسير والاختلاف حولها فكان البيت نادياً دينياً خاصة في شهر رمضان حيث يستمر السهر حتى الفجر.
لذلك اصطبغت النشأة بالإسلام في بيت شديد التدين لكنه أيضاً شديد التسامح لاعتناق الأب آراء الشيخ محمد عبده وفكره مع التزامه القوى بالإسلام وإثبات أزهريته بارتداء الزي المشيخي التقليدي. لكن الطفولة عموماً لم تكن سعيدة لملازمتي للمرض مبكراً، ولوعى أصابني بما يمكن تسميته "الاكتئاب الوطني". في صباي بدأت الأمور تتحول إلى النقيض ومع تخرجي من الجامعة كان علي أن أحمل أعباء هذه الأسرة الكبيرة. تخرجت من قسم الفلسفة بعين شمس و سافرت إلي الخارج لأتمكن من استكمال دراساتي العليا وتعليم أشقائي وشقيقاتي وعدت إلى الوطن في 1985 بقرار التفرغ التام والكامل للعمل الفكري.
* ما هي العوامل التي أثرت في فكر سيد القمني؟
- أنا ابن الهزيمة مثل كثيرين لازالت وطأتها عليهم عظيمة من 1967وحتى الآن، وكانت الفاصلة في فكري وحياتي ودافعاً للبحث عن أسباب الهزيمة، وهنا انصرفت عن قراءة الإبداع كالروايات العالمية أو المسرح أو القصص أو الشعر إلى قراءة البحوث العلمية والفكرية خاصة ما تعلق منها بالأديان، وانكببت بالذات على مكتبة الدين الإسلامي الهائلة من علوم أصول إلى الفقه إلى الفلسفات إلى علم الكلام إلى علوم القرآن عند مختلف الفرق. لكنني لم أضع بحسباني أن أكون كاتباً مشاركاً إلا متأخراً في عام 1985. وقد تبنيت الطرح القومي مع موقفي النقدي من الإسلام والخطاب الإسلامي حتى حدث احتلال الكويت وما تلاه، لأهتم قليلاً بالقراءة السياسية حيث اهتزت قناعتي القومية أو بالتحديد العروبية المصبوغة بنماذج كالناصرية، لأتحول إلى الليبرالية مبدأ وعقيدة كنموذج أمثل لخلاص الوطن.
* ما هي الكتب التي أثرت في فكرك؟
- أثر في فكري كتابان أساسيان قرأتهما وأنا طالب بليسانس الفلسفة جامعة عين شمس، الأول هو "اسبينوزا" للدكتور الجليل فؤاد زكريا، والثانى هو "نحو آفاق أوسع" للمرحومة العظيمة أبكار السقاف التي هي بحاجة إلى رد الاعتبار والتقدير لهذا العمل تحديداً. ثم كتاب ثالث قرأته متأخراً كان سبباً في اهتمامي بالأساطير هو كتاب الباحث المحترم الأستاذ فراس السواح "مغامرة العقل الأولى" ، إضافة إلى مجموعة كتب البحث العلمي التي درستها في التمهيد للماجستير وكان لها فضل الضبط العلمي الدقيق فيما كتب من أعمال.
*ما هي آخر مؤلفاتك؟
- كتاب (ابن لادن.. شكرا !) وهو في المطبعة الآن.
*ما هي الأفكار الأساسية في مشروعك الفكري؟
- أنا أكثر تواضعاً من الزعم بامتلاك مشروع فكرى متكامل المواصفات مترابط الخطوات، وإذا وجدت عبارة مشروع فكرى على أغلفة كتبي الخلفية فإنها تكون ضمن كلمة الناشر الذي يكتب ما يراه دون تدخل من جانبي. لكن يمكن إيجاز الخطوط التي تسير فيها محاور أعمالي وشاغلي بشأنها وأهدافها التي أرجوها منها.
* ما الذي يشغل فكر سيد القمني؟
- إن شاغلي الأساسي هو تخلف وطني وهزيمته الحضارية الفادحة، ومن ثم فإن أي بحث أقوم به يكمن وراءه الكشف عن مجهول أو شبه مجهول، أو قصد نقدي لفكرة أو مفهوم أو رؤية خاطئة تساهم في تخلفنا أو تحجب عنا رؤية ما نحن فيه مقارنة بالأمم الراقية. وقد ارتسمت دراساتي بهذا الصدد عدة خطوط. من بينها إعادة قراءة السيرة النبوية بمنهج سوسيوتاريخي يربط النص المقدس بواقع الدعوة وهو يتغير ويتطور ليقيم دولته السياسية، وذلك كما في كتابي "الإسلاميات".
* ما هي الخطوط التي ينبني عليها فكرك؟
- هناك خط قصد إلى دراسة جذور الأساطير، ومنابعها، والظروف التاريخية التي صيغت فيها أو من أجلها، ومقاصدها وكيف وصلت إلى الديانات الكبرى الشرق أوسطية وضمنها الإسلام لتصبح مقدسات، وذلك كما في كتاب "الأسطورة والتراث"، وكتاب "قصة الخلق". ثم خط يعمد مباشرة إلى نقد الحاضر العربي على مختلف مستوياته للكشف عن الأخطاء في الفهم أو في النظرية أو في التطبيق أو في القوانين أو في السياسات، وأصول هذه الأخطاء في خطنا النظري دينياً. وكيفية التخلص من تلك الأخطاء دون إساءة للدين ولا خسارة للدنيا، وذلك كما في كتاب "الفاشيون والوطن" وكتاب "ابن لادن شكرا " ثم خط يهتم بهذا جميعه لكنه مساحة متعتي الخاصة، بالبحث عن حل لمشكلات غير محلولة في التاريخ، أو الكشف عن غموض مستغلق، بمنهج أشرك فيه القارئ معي في البحث وراء خيوط الغامض وحل المشكل، وأحمله معي بعض المشقة لتكوين كواد جديدة عبر هذه المتعة العلمية التي هي تدريب على البحث العلمي واعتياد على منهجه، ويمثل هذا الخط كتاب "النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة" هذا كله إضافة إلى خط الاهتمام بقضية فلسطين واليهود كما في كتاب "الإسرائيليات".
07-02-2009, 09:50 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Hameeduddin غير متصل
Banned

المشاركات: 274
الانضمام: May 2009
مشاركة: #44
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
اقتباس:من أين له بكل هذا الظرف و هو يكتب تهديده فيتعمد السجع؟!! شيء ما يريبني و يجعلني غير مصدق لما أسمع يا دكتور بهجت يا أخويا.

اخ ابراهيم
اخ بهجت
لكما التحية على هذا السجال المفيد

انا يا اخ ابراهيم قرات شيئا شبيها بهذا السجع في تصريحات وبيانات "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" ويمكنك ان تزور مواقعها ع الانترنت

مع ان اغلب افرادها مطرودون من رحمة الله "المدرسة" بمعدلات متدنية جدا
على العكس السجع دليل على ان من كتب التهديد هم الاصوليون الارهابيون
فقد صار السجع علامة مميزة لتصريحاتهم وبلاغاتهم
والسجع في خطبهم احد ادوات التنويم المغناطيسي الذي يمارسونه على اتباعهم
اتريدهم ان يكتبوا بلغة الدهماء او الملاحدة وهم الاخيار الاطهار
وسجعهم مستمد برايهم من سجع القران (استغفر الله)

سلام
07-03-2009, 11:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #45
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الحلقة 2 من 3
إيلاف العدد 1485 الأربعاء 15 يونيو 2005

.............................................
* ما مخاطر تجاور الآيات الناسخة والمنسوخة؟
- خطر كبير جداً، لأنه بتجاور المتشابه والمحكم والناسخ والمنسوخ، مع عدم ترتيب زمني يوضح ما رفع وما بدل وما ثبت وما أنسى وما فقد، أصبح المسلم في حيرة من أمر دينه والتبست عليه أحكامه وتناقضت مواقفه، وهو ما أدى إلى بروز دور رجال الدين في دين لا يعترف برجال الدين، وقد أصبح لهم مبرر وجود ضروري كمتخصصين تكون مهمتهم التوسط بين الله وبين الناس لشرح كلمته لهم وإيصالها إليهم، ليحل المتوسط الشارح بفهمه وشرحه محل النص القرآني ويتحول كلامه إلى نص جديد مقدس، بل وتلتبس القدسية بأصحاب الشروح من سدنة الدين عبر التاريخ، هذا رغم أن هذا التوسط مرفوض بل مدان إسلامياً، لأن الإسلام لا يعترف بالكهانة ولا يقر بوجود رجال دين مسلمين، ومع ذلك لم يستح بعض المسلمين من استثمار وضع المصحف لصالح أنفسهم بالعمل كرجال دين محترفين، بل وصنفوا لكل طريقة "يونيفورم" كالزي الشيعي للملالي والأزهري للمشايخ إلخ. لإثبات تميزهم عن بقية المسلمين، وإثبات أنهم طبقة كهنوتية إسلامية من نوع خاص.
وأصر هؤلاء على إيهام المسلمين بقدسية الحبر والأحرف والورق وترتيب المصحف فيها. وبسبيل هذه القدسية وجد رجال الدين فرصاً هائلة لتبرير هذا الوضع بعلوم اخترعوها ومفاهيم وضعوها وقواعد استنوها لا تسمح للمسلم العادي بمعرفتها والتعاطي معها كأدوات لفهم دينه (رغم أنها أدوات لتعقيد هذا الفهم). وأصبح كلام الله هو لغز الألغاز وسر الأسرار المستغلق على الإفهام، بدلاً من أن يكون واضحاً بسيطاً سهلاً ساطعاً للمؤمنين به.

لكن هذا ما حدث في جميع الأديان، فهي في البداية كانت بسيطة. ثم عمد رجال الكهنوت لتعقيدها لتصبح مغلقة على العامة ليكونوا هم الأوصياء على شرحها..
هذا هو ما حدث في الإسلام أيضاً فضمن تلك العلوم جاءت علوم القرآن، لتضع لنا الحكم البواهر في استمرار وجود آيات تحمل أحكاماً بطل العمل بها في حياة النبي نفسه، وعن الأسرار الربانية في وجود أكثر من حكم إزاء فعل واحد، ولماذا نأخذ بحكم منها ولا نأخذ بالآخر رغم وجوده في آيات تتلى يتعبد بها المسلم. أو لماذا الإصرار على تفعيل أحكام ضاعت آياتها من المصحف العثماني كحكم رجم الزاني المحصن ولأن الله قال : "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فإنهم يأخذون دور الله هنا كنواب له فلا يعترفون بهذا الضياع الذي حدث، ويأخذون بأحكام السنة بدلاً مما ضاع ويصرون على حكم رجم الزاني المحصن، وحتى يتم تبرير تفعيل حكم دون نص أو لوجود نص معطل الحكم أو لوجود الحالين مجتمعين.

*إذن رجال الدين وضعوا بذلك أسس الكهانة في الإسلام؟
- إنهم يستغلون الدين أسوأ استغلال، ويضعون حكمتهم البالغة في تقسيم النسخ أنواع على ثلاثة أشكال، ولكل شكل ضروبه. وينتقلون من المتشابه إلى المحكم وبالعكس، ويرصون على أرفف المكتبة العربية قواعد وقوانين ومفاهيم جعلت مكتبة الإسلام أكبر مكتبة في التاريخ لدين من الأديان، كلها صياغات بشرية شابهتها شواغل المصالح والتحالفات وأفاعيل السياسة، ولبست ثوب القدسية دون مبرر واضح واحد، ويضع لنا الفخر الرازى مثلاً تفسيره لسورة الفاتحة في مجلد من ثلاثمائة صفحة،رغم وجود إشارات في علوم القرآن لا تعتبر الفاتحة قرآناً إنما هي من قبيل الافتتاح بأدعية وتسبيح وتقديس قبل قراءة القرآن.

*الباحث الليبي الصادق النيهوم أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة جنيف (سويسرا) يقول إن الرجم لا وجود له في الإسلام وإنما أخذه الفقهاء من التوراة. ما تعليقك؟-
-فقهاء الإسلام طبقوا التوراة بدل القرآن في حد الرجم. فلا وجود لحد الرجم في القرآن.

*ما الذي يجب عمله للتخلص من ذلك؟
- يجب تقديم النصوص للمسلمين مرتبطة بواقعها وزمنها مرتبة زمنياً، ذلك كفيل بحل كثير من التعقيدات التي تجعل المسلم بحاجة دائمة لمفسر ومفتى معاً. وهى في اعتقادي عملية يسيره يمكن القيام بها إلى جانب المصحف العثماني لو اجتمع لها أهل الهمة، خاصة مع وجود المصادر الكافية المفصلة التي تساعد على إتمام هذا العمل من كتب تأريخ إلى سير، إلى أخبار إلى حديث، ودون تدخل من علم الفقة أو اعتماده أصلاً، في شكل يسير سهل التناول يصل بين المسلم ومقدسه ولا يفصل بينهما ليضع المشايخ في الفراغ بينهما.

* هل هذا ما كنت تعنيه بقولك سابقاً "التناقضات الداخلية"؟
- هذا مثال يبرز المقصود بالتناقضات الداخلية، التي تستبعد المؤمن العادي وتضع مفاتيح الآخرة بيد السدنة وتسمح بانتهازية الدين واستخدامه بما هو ضد الدين والناس والله لصالح فئة واحدة هي حلف الحكام والفقيه التاريخي الرذيل.

* الإسلام وعلوم العصر، كل مخترع علمي يحاول المتأسلمون إيجاده في القرآن.ما تعليقك علي ذلك؟
- القرآن ليس كتاب علم، بل هو كتاب دين روحي، وهناك تناقضات تتراكم كل يوم وليلة بينه وبين واقع الحياة المتغير المتبدل دوما، خاصة مع الإصرار على تغطية الدين لكل صغيرة وكبيرة في حياتنا ولكل شأن عظيم أو تافه. ومع القفزات الهائلة التي حققها المنهج العلمي في حياة البشرية، أصبح المسلمون يدينون بكل معاشهم وعمارتهم وعلاجهم وسعادتهم وترفهم لهذا المنهج وأصحابه في بلاد الغرب ومع الشعور الأكيد بالتخلف إزاء المتفوق وكيف أصبحت خير أمة أخرجت للناس في قاع رتب الأمم، فقد زاد ذلك من الشعور بالعار وبطريقنا المعهود في علاج العار قام جهابذتنا يؤكدون أننا سبقنا للغرب في كل المعارف، وأنها كانت مكنونة مصونة في طيات ألفاظ مقدسنا ونحن لم نكن نعلم. دون أن تقدم تلك الجهود شيئاً حقيقياً ملموساً في حياتنا إلا المزيد من التخلف مع كل زيادة لمساحة المقدس في حياتنا.

* الإسلام وحقوق الإنسان. كيف نوفق بينهما؟
- مع التطور العلمي الإنساني الذي رافقه تطور على المستوى الأخلاقي نحو مزيد من ضمان الحريات الفردانية وحقوق الإنسان. وانتهت كبرى وصمات العار في التاريخ البشرى عندما كان الإنسان يسترق أخيه الانسان، وأصبحت فترة قبيحة مدانة في تاريخ الإنسان. ومع ذلك يصر حماة الإسلام وسدنته على تدريس أحكام أبواب فقه كامل للعبيد، وأحكام ثلاث وعشرين آية تشرع الرق والسبايا وملك اليمين. ورغم أننا تقدمنا بهذا الشأن بدراسات تبيح إلغاء أحكام تلك الآيات وبعض الآيات الأخرى عند الضرورة، مع مبررات هذا الإلغاء فقهياً وشرعياً ومصلحياً (أنظر مثال لذلك كتابنا الفاشيون والوطن)، فإن سادتنا المشايخ حملوا علينا حملة رجل واحد ودارت معركة ضارية ضروس لم ير فيها سادتنا المشايخ فيما نقول سوى أنه لون من الهذيان وردوا علينا بالتكفير الديني والتخوين الوطني بجمود معتاد لا يفعل أكثر من إقصاء المختلف ونفيه واستبعاده.

*مع أن نسخ الآيات القرآنية التي لم تعد صالحة لزمانها مشروع، فقد مارسه القرآن بالناسخ والمنسوخ، ونسخ الصحابة مثل أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم آية المؤلفة قلوبهم، وآية الفيء وغيرهما، كما بين ذلك د. محمد عابد الجابري والأستاذ العفيف الأخضر. فما تعليقك؟.
-هذا صحيح. لكن مشايخنا أعماهم التعصب والجمود العقائدي والذهني يرفضون التفكير لأنه أشق عليهم من التكفير السهل، انهم يعيشون في تناقض لا أول له ولا آخر ويصرون في الوقت نفسه على أن الإسلام أول من وضع حقوقاً للإنسان!!! وأن تلك الحقوق جاءت كاملة نقية من كل شائبة، بينما حق الاعتقاد مثلاً وهو أس ولب وجوهر تلك الحقوق حق مرفوض إسلامياً دونك ودونه حد الرده، رغم أنه بذلك يتدخل في أشد المناطق خصوصية هي منطقة الضمير حيث هناك الحرية المطلقة، وحيث لا يمكن الاطلاع على دواخله ولا التدخل فيه.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-03-2009, 08:16 PM بواسطة بهجت.)
07-03-2009, 07:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #46
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
(07-03-2009, 11:01 AM)Hameeduddin كتب:  ...................
اخ ابراهيم
اخ بهجت
لكما التحية على هذا السجال المفيد

انا يا اخ ابراهيم قرات شيئا شبيها بهذا السجع في تصريحات وبيانات "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" ويمكنك ان تزور مواقعها ع الانترنت

مع ان اغلب افرادها مطرودون من رحمة الله "المدرسة" بمعدلات متدنية جدا
على العكس السجع دليل على ان من كتب التهديد هم الاصوليون الارهابيون
فقد صار السجع علامة مميزة لتصريحاتهم وبلاغاتهم
والسجع في خطبهم احد ادوات التنويم المغناطيسي الذي يمارسونه على اتباعهم
اتريدهم ان يكتبوا بلغة الدهماء او الملاحدة وهم الاخيار الاطهار
وسجعهم مستمد برايهم من سجع القران (استغفر الله)

سلام
يا عزيزي .
لا اعتقد ان إبراهيم جاد في مداخلاته بل هي مجرد مداخلة كيدية تعكس كراهية شخصية ضد القمني لأسباب خاصة ، كنت أتمنى ان يترفع إبراهيم عن هكذا تشخيص يسيء له و ليس للقمني ، خاصة ان يقحم مثل مداخلته الأخيرة في هذا الشريط الجاد المتعوب فيه .
و لكن هكذا طبيعة إبراهيم مذ عرفناه 23و ما باليد حيلة .
(07-01-2009, 11:27 AM)الحكيم الرائى كتب:  متغنى له احسن جاى لى فى منامى يا ابا ودوبنى دوب
حب يسوع يا ابا توبتى توب
جاى لى فى منامى يابا ولبسنى توب
دوبنى دوب توبنى توب
بطل قرف بقى يا ابراهيم ساعات بتبقى شخصية كريهة لاتطاق
2141521
يعلم الله إني مندهش لماذا يسعى إبراهيم إلى الإساءة لنفسه كما لا يفعل أشد اعدائه .
لقد شغلت نفسي بمداخلات غلسة من أجل إبراهيم ، فكان شكره لي ان يفسد موضوعا متعوب فيه .
هؤلاء من نعرف في المنتديات ، فهل لديك حل ؟.
هل نتركها له حمضانة و نرحل ؟.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-04-2009, 02:49 AM بواسطة بهجت.)
07-04-2009, 02:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #47
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الحلقة 3 من 3


ماذا نفعل لنخلص الإسلام من قيود وسلاسل الماضي ليلحق بحاضرنا وقيمه الراقية؟
- لا أجد في تأكيد سدنة العقيدة على تأكيد حقوق الإنسان في الإسلام سوى مزيد من الشعور بالعار، يطلبون له مواد التجميل ومساحيق لا تخفى شيئاً ولا تجمل شيئاً. وأنهم لديهم يقين كامل برقى تلك المبادئ الحقوقية الإنسانية والحقوقية الحديثة، ويريدون للإسلام التحلي بها فيعلنون سبق الإسلام في ميدان الحقوق رغم مبدأ كقتل المرتد أو نهاية الرق من التاريخ وبقائه بالإسلام ودون أي محاولة لإعادة النظر فيما بأيديهم من نصوص، فالرق كان موجوداً قبل الإسلام، بل إن الإسلام طالب بعتق العبيد وبيع النساء المسترقات في الأسواق ليتمتع بهن المسلمون بالغصب منهن، هذه الأفعال كانت مقبولة في أخلاق تلك الفترة. لكن المشكلة الحقيقة قي نظري المتواضع أن الفقهاء التقليديين وزعماء المتأسلمين كما يسميهم د. رفعت السعيد مازالوا مصرين على أن الرق و"ملك اليمين" أي الرقيقات أمر أخلاقي ومشروع اليوم أيضاً لمجرد أن القرآن أباحه في حقبة تاريخية معينة. تعرف أن مصطفي مشهور شيخ المتأسلمين المصريين صرح ل "الأهرام ويكلي" بطرد الأقباط من الجيش وتحويلهم إلى أهل ذمة كما جاء في القرآن. إن ما ينقص هؤلاء بعد حسن النية هو فهم أنه لابد من قراءة النص الديني قراءة تاريخية. د. محمد عابد الجابري يقول إن الله بالناسخ والمنسوخ أراد أن يعلمنا كيف نقرأ القرآن بعد موت الرسول (ص).

* كلام د. الجابري صحيح تماماً وأنا من أنصار القراءة التاريخية لنصنا الديني لتطهيره من الأحكام التي فات أوانها وزمانها. لكن كيف نخلص الإسلام من سلاسل الماضي؟
- أما لتخليص الإسلام من سلاسل الماضي ليلحق بحاضرنا وقيمه الراقية الفارقة حتى عن زمن النبوة، لأن الرقى التطوري طبيعي مفهوم في ضوء تطور الإنسانية بتطور العلوم والفنون وتبدل أشكال الحضارة.لكنهم يرون الرقى قاصراً فقط على زمن النبوة وأن البشرية قد اكتمل نضجها علما ومعرفة وخلقاً ورقياً وتحضراً في زمن النبوة، وأن ما بعده انحطاط دائم وتردى وتخلف (؟!) بل ربما يكون قولنا هنا برقى البشرية بعد زمن الدعوة لونا من الكفر يضيفونه إلى لائحة اتهاماتهم لشخصي المسكين، اعتماداً على الحديث القائل : " خير العصور عصري ثم الذي يليه فالذي يليه". لكن رقينا المعاصر عن تلك الأزمان البدائية حقيقة ساطعة باهرة كالشمس لا ينكرها إلا فاقد الرشد والتمييز بالمرة، وما أكثر فاقدو الرشد بينهم.

* يا دكتور سيد راشد الغنوشي يقول إن على المسلمين في القرن الحادي والعشرين أن يعودوا إلى دولة الخلافة الراشدة. ما رأيك فيما يقول؟
- (يضحك د. سيد ويقول):كلهم مثله يقولون مثل هذا الكلام العابث. لكن دعهم يقولون.

* وماذا عن حقوق المرأة؟
- لدينا مشكلة مستعصية فيما يتعلق بوضع المرأة في الإسلام ووضعها الحقوقي اليوم، ففي الإسلام هي ناقصة دين في العبادة، وناقصة عقل عن الولاية وهى نصف الذكر في الميراث وفى الشهادة، وهى رفيق الشيطان من فجر الخليقة وهى فتنة تسير على قدمين، لذلك يجب تغطيتها لحجب شرها عن المجتمع. ومع ذلك مطلوب منها أن تعطى المجتمع حقوقه كاملة، وإلا وقع عليها عقاب هو في بعض الحالات أشد من العقوبة التي تقع على الرجل إزاء نفس الفعل.
ولأن حقوق المرأة في إنسانية كاملة غير منقوصة قد فرضت نفسها على الدنيا، وأثبتت المرأة حضورها ووجودها في كافة مناشط العمل الإبداعي بجداره لا تشير إلى نقص يعتريها. فقد قام سادتنا المشايخ يكتشفون سبق الإسلام لمعرفة هذه الحقوق وأنه أول من أعطى المرأة حقوقها غير منقوصة. فالنساء شقائق الرجل لهن مالهم وعليهن ما عليهم، في خطاب خداعي لا يخجل من نفسه أبداً، ولا ينظر في المسالة الحقوقية للمرأة في الإسلام. وعندما لا يمارس المشايخ وظيفتهم لخدمة الناس والوطن والدين فإنهم يستقيلون من وظائفهم ويتركون المهمة لغيرهم. الغريب أنهم أكدوا شفوياً حقوق المرأة دون أي نظر في القانون، وعندما قدمنا هذا النظر مشفوعاً بدراسات فقهية مطولة تعطى المرأة حقها وتحفظ للدين مكانه قامت السيدة الدكتورة الأزهرية تكفرنا ضمن جوقة المكفراتية لأننا أخطأنا الصواب وطالبنا لها بحق كحق الذكور، ولا تعرف كيف يلتئم الموقفان : الموقف الذي يؤكد حقوق المرأة في الإسلام، والموقف الذي يكفر من يطلب لها تلك الحقوق في الإسلام؟ إنه الشعور بالعار الذي يصيب بعدم الاتزان والتناقص وسوء الفهم والتقدير فيهرع إلى تجميل الإسلام بالأوسمة التي وصلت إليها الإنسانية درءاً للعار. دون أن يفعل أي شئ حيال ما يستتبع تلك الأوسمة من متغيرات حقوقية لازمة، ومتغيرات في الفهم أولاً.


* اسمح لي د. سيد أن أختلف معك في هذا الموضوع. رأيي المتواضع أن نشجع من يقول من المشايخ أو حتى من المتأسلمين أن حقوق الإنسان لا تتعارض مع الإسلام.وهي في نظري المتواضع تتعارض مع نصوص القرآن وخاصة نصوص الحديث الذي اختلقته الفرق الإسلامية لأسباب سياسية. ولكن حقوق الإنسان لا تتعارض مع روح القرآن، وروحه هي العدل.الأستاذ العفيف الأخضر طالب بكتابة تفسير عبد الله ابن عباس رضي الله عنه لآية "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"(هود 117) على الصفحة الأولي من جميع كتب التربية الإسلامية في جميع البلاد العربية.وتفسير عبد الله ابن عباس الذي قال عنه رسول الله (ص) هو"حبر هذه الأمة" كالتالي:"إن الله لا يعذب على الشرك وإنما بعذب على الظلم". هذه هي روح القرآن كما فهمها من تخرجوا من مدرسة النبوة مباشرة لا كما يذكرها المشايخ الجامدون كما تقول يا دكتور أو المتأسلمين الذين باعوا دينهم بدنياهم وكل همهم الاستيلاء على الحكم لتقاسم الجاتوه كما يفعل أكثر الحكام اليوم. أليس عدم المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق ظلماً؟ أليس عدم المساواة بين المرأة والرجل في الميراث اليوم ظلماً؟ أليس عدم المساواة بين غير المسلم والمسلم اليوم ظلماً؟ أليس رفض تدريس العلوم الحديثة التي بها تتقدم اليوم جميع الأمم ظلماً لأمة الإسلام؟ أليست العمليات الانتحارية ضد المدنيين والمستأمنين ظلماً؟!
- لا خلاف معك يا أستاذ وأنا متفق مع ما قاله أستاذنا العفيف الأخضر، لكن كل ما أريد أن أقوله أنهم يقولون ذلك من طرف اللسان، هم يقولون أن القرآن سبق حقوق الإنسان في الاعتراف للمرأة بحقوقها ليضيفوا بعد ذلك بأن حقوق الإنسان في الإسلام لا تتعارض مع كون المرأة ناقصة دين في العبادة وناقصة عقل في الولاية وميراثها أنقص بالنصف من ميراث الرجل. هذا التناقض المخجل هو الذي أشجبه ولو كانوا صادقين في ادعاءاتهم لكنت أول المؤيدين لهم. فهدفنا هو خدمة أبناء وطننا وديننا ولا شيء غير ذلك.


* فلابد إذن من تطور المفاهيم العربية الإسلامية لتتناسب مع روح العصر؟
- ما في ذلك شك،فمع تطور قيم الإنسان برزت مفاهيم جديدة وأخلاق جديدة فيما يربط الإنسان بوطنه وبمفهوم المواطنة، ترتبت عليها مشاعر ومواقف إزاء إستقواء دولة على أخرى، واستقلال الشعوب وإرادتها. وضمن هذه المعاني الجديدة أعادت الشعوب قراءة تاريخها وإصلاح شئونه والاعتراف بالأخطاء أينما وجدت، بل والاعتذار عن الأخطاء التاريخية التي تم ارتكابها في حق شعوب أخرى. بينما تصر الدول التي غزاها المسلمون الأوائل واحتلوها استيطاناً وارتكبوا في حق أهلها من المظالم فوادحها ومن التنكيل أفظعه ونزحوا خيراتها إلى عاصمة الخلافة، وقضوا على لغاتها الأصلية التي هي وعاء حضارتها وماضيها كله فانقطعت عن هذا الماضي ليصبح ماضي الاحتلال هو تاريخها المقدس، واسلموا سكانها بالجزية أو بالقوة، وجعلوا مسلميها موالى أي مملوكين للمالك العربي.وأصبحوا مواطنين درجة ثانية في وطن أزاله العرب الفاتحين الذين كانوا سادة البلاد المفتوحة ومواطنيها المتميزين. وبخطاب مخادع رديء الصنعة والهدف عديم القيم تصر هذه الدول _ حتى اليوم _ عبر هيئاتها الدينية على الاحتفال السنوي بذكرى الفتح العربي لبلادها الذي أخرج أهلها من الظلمات إلى النور. وهى الحالة الوحيدة في تاريخ الدنيا التي يحتفل فيها وطن بذكرى احتلاله بكل تكريم وتبجيل ، وهكذا يتقدس كل شأن إسلامي حتى لو كان احتلال للبلاد وهتكاً للأعراض ونهياً للثروات،بخلط بين الدين وبين الغزاة وإسباغ القدسية على الغزاة والتماهي بهم.


* ألا تري أن المشكلة أن خطابنا الديني ليس معاصراً لعصره، فمازال يحارب العلم والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تصالحت معها معظم الخطابات الدينية الأخرى؟
- لذلك أقول إن ديننا الإسلامي بحاجة إلى الكثير ليتصالح مع زماننا ومفاهيمه وقيمة، وإلى خطاب جديد مختلف يستخدم أدوات جديدة لإجراء جراحات لكثير من العلل الكامنة التي اكتسبت قدسية ليست من الدين في شئ، وهو الأمر الذي أزعم أنى أقوم ببعضه في أبحاثي ودراساتي، بخطاب لا يخفى العورات بل يكشفها، لا يخشى العار قدر ما يخشى خروجنا من الوجود ذاته بعد أن خرجنا من دور الفعل في التاريخ.


* في الواقع د. سيد أنت أحد أهرامات مصر وأنت تقوم بعمل تاريخي لإصلاح الإسلام سوف يذكره التاريخ وأتمني على وزير الثقافة فاروق حسني أن تتولى وزارته ترجمة أعمالك إلى الإنجليزية والفرنسية ونشرها خارج مصر ليستفيد منها مسلمو العالم وليعرف مثقفو العالم أن مصر لا تنتج فقط الإرهابيين مثل المجرم أيمن الظواهري بل تنتج أيضاً أمثالك وأمثال المستشار العشماوي والمفكر جمال البنا ود. رفعت السعيد والأستاذة فريدة النقاش ود. زقزوق والإمام الأكبر شيخ الأزهر وغيرهم كثيرين.
- شكراً لك. مصر قدمت كثير من المفكرين المتنورين و المصلحين على مر الأجيال والعصور.


* في كتاب الحزب الهامشي تبنيت تفسيراً سياسياً تاريخياً لنشأة الدعوة الإسلامية وأرجعتها إلى عبد المطلب بن هاشم، فهل لازالت عند رأيك، أم أنك أصبحت ترى التاريخ يجب أن ينظر إليه من خلال معطياته هو وألا تسقط عليه مصطلحات معاصره؟
- في هذا الكتاب قدمت قراءة جديدة لواقع جزيرة العرب والعالم راعيت فيه دقائق الجغرافيا ومعطيات حقل الأحداث من أشكال اجتماعية إلى تنظيمات اقتصادية إلى عادات وتقاليد ومعتقدات وتركيبة سكانية، وتطور هذا جميعه متضافراً معاً عشية الإسلام ليصوغ في النهاية واقعاً جديداً أفرز هذه الإيديولوجيا وأقام للعرب دولة سياسية مركزية. وقد استكملته بكتاب "حروب دولة الرسول" لقراءة السيرة النبوية ونصوص القرآن مرتبطة بأحداث زمانها قراءة سوسيوتاريخية وجمعتها في كتاب (الإسلاميات). وقد كانت هذه القراءة باباً دخلت منه من بعدى أقلام أخرى تبنت طرحي كمؤسس، كما في كتاب الشيخ الجليل المرحوم خليل عبد الكريم (قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية) وما أقامه بعد ذلك من بناء متميز كان مؤسسة ومعتمدة وجهة النظر التي طرحتها في الحزب الهامشي، كذلك تبنى ذات الطرح الأستاذ سعيد العشماوي في الباب الأول من كتابه الخلافة الإسلامية ، كذلك بعض الباحثين العرب المبتدئين بخطوات صلبه نتمنى أن يضيفوا للمكتبة العربية نواقصها.

* هذا يؤكد يا دكتور ما قلته لك من قبل قليل من انك رائد في البحث الإسلامي لا وجود له، ولا تخشى في الحق لومة لائم بل وغامرت بحياتك في عصر القتلة المتأسلمين وفقهاء الإرهاب.
- شكراً لك،ولكني لا أعتقد أنى قمت بأي إسقاط معاصر إلا في لغة الكتابة دون إعمال تلك اللغة إلا بما يناسب زمن الحدث لكن لينطق هذا القديم بلغتنا اليوم عما حدث في ذلك الماضي. ولم أرجع الأمر كله إلى عبد المطلب بين هاشم قدر ما أعطيته حقه كشخصية تاريخية تركت أثراً عظيماً في محيطها، لكن كان إلى جواره عناصر وظروف هي التي أفرزت عبد المطلب ونماذج الحنيفية الآخرين.


* أعلنت جماعات الإسلام السياسي أخيراً تخليها عن العنف وعن مضمون الإدانة والتفكير للسلطة والمجتمع، حتى انهم اعترفوا بأن السادات مات شهيداً. فهل ترى ذلك كافياً لقبولها في الحياة الحزبية المعاصرة في مصر؟
- إن الأحزاب السياسية في مصر بل الحياة السياسية كلها بل والاقتصادية بل والاجتماعية قائمة على أسس غير سليمة ليس هنا مجال مناقشتها. لكن المشترك بين الجميع حديثهم عن الديموقراطية السياسية (حرية صندوق الانتخاب)، دون جوانب الديمقراطية التأسيسية ودونها لا ديموقراطية، أقصد الجانب الحقوقي الذي يؤسس حقوق الاختلاف وحقوق المرأة وحقوق الأقليات وحق الاعتقاد الحر بإطلاق وحق تشريع البشر لأنفسهم بما يناسب مصالحهم ومعطيات واقعهم. وكلها حقوق مرفوضة من جميع التيارات الإسلامية بدون استثناء. ولا اعتقد الأمر سوى مناورة أذكى في منهجها من لغة القنابل والرصاص، بغرض الوصول إلى السلطة عبر صندوق الانتخابات وبعدها يكون لكل مقام مقال.


* هل تشترط للاعتراف بأي حزب قبوله بالديمقراطية، أي التداول السلمي على الحكم حتى لا تتكرر في مصرنا الحبيبة المأساة الإيرانية حيث الأقلية من رجال الدين التي لم تفز إلا بثلاثين في المئة من الأصوات هي التي تحكم والأغلبية من الإصلاحيين التي فازت بسبعين في المئة من الأصوات في المعارضة والقبول الصريح لكل مواد حقوق الإنسان وبالقانون الوضعي المستمد منها؟
- نعم أشترط ذلك لإبعاد الذئاب المتنكرة في جلد الحملان من الحياة السياسية.


* كيف ترى العلاقة بين الأساطير القديمة خاصة في مصر والشرق الأوسط وبين الدعوة الإسلامية على أساس أنها نشأت في شبة الجزيرة العربية التي كانت بمعزل نسبى عن تلك المعتقدات؟
- ليست الجغرافيا دائماً هي العامل الحاسم، فرغم أن جغرافيا شبه الجزيرة تضعها فعلاً بمعزل نسبى عن معتقدات الحضارات المحيطة بالجزيرة، إلا أن ظروف التاريخ كسرت القاعدة الجغرافية وتحولت الجزيرة إلى أكبر مستقبل وليس طارداً للهجرات في بعض الأزمنة، فكانت الملجأ الآمن لكل الهاربين من الاضطهاد سياسي أو ديني على ألوان فرقهم ومذاهبهم ومعارفهم وأفكارهم وأساطيرهم، وهم من أدوا إلى متغير ثقافي عظيم في داخل الجزيرة بعد أن تعربت هذه الهجرات وأصبحت قبائل عربية، فأكبر منطقة في عالم ذلك الزمان تضم يهوداً ذوى شأن كانت هي جزيرة العرب، كذلك انتشرت ألوان مسيحية مذهبية على مختلف الأطياف إضافة إلى الصابئة والمانويين ناهيك عن العبيد المستجلبين وتجار العالم الذين كانوا يمرون عبر الجزيرة بين الشام واليمن وكانت أكبر محطاتهم هي مكة وكانت الأساطير آنذاك ملاحم وفنوناً راقية تحمل خبرات المجتمع وحكمة الأجيال وتفسير الإنسان لما حوله في الكون نشأة وتكويناً وحركة ووجوداً وعدماً، بلغة التعبير في تلك الأزمان عن دور القوى الغيبية كفاعل في الكون المشاهد كمفسر للحدث الواقعي. وقد وجدت كثير من الأساطير المصرية في الحياة والموت والفينيقية والبابلية (أساطير الخلق والطوفان مثلاً) طريقها إلي التسجيل في الكتب المقدسة كما في التوراة (العهد القديم) والتلمود. وقد ساعد على تزايد الهجرات إلى الجزيرة ظهور أزمنة الاضطهاد العقدي و الفكرى، عندما أصبح مذهب من المذاهب ديناً رسمياً لدولة ما تضطهد ما عداه وتنفيه. وقد تجلى ذلك في الزمن الهلليني الروماني حتى أسماه التاريخ بعصر الآلام.

* لكن هل أثرت كل هذه الأساطير علي الإسلام كدين؟
- لقد حمل هؤلاء ثقافتهم معهم إلى الجزيرة لتؤثر بعد ذلك في العقيدة الإسلامية. وفى كتابي (النبي موسى وآخر أيام العمارنة) شواهد وأدلة على انتقال كثير من عقائد مصر القديمة وعاداتها وطقوس عباداتها إلى الجزيرة، بل وانتقال مفردات اللغة المصرية ومعانيها المتعددة على التطابق. بل أن عقيدة المسلمين في الآخرة تكاد تتطابق جملة وتفصيلاً مع العقيدة المصرية بهذا الشأن من فكرة البعث إلى الحساب إلى الجنة والنار إلى السراط (كما في كتاب: الطريقين) والميزان وشهادة الجوارح على الميت (كما في كتاب الموتى) مع قصور اليهودية والمسيحية عن هذا التطابق.مما يشير إلى انتقال مباشر من مصر إلى الإسلام أو المحيط الذي ظهر فيه الإسلام دون وسيط، وهذا ما حاول الكتاب المشار إليه تحقيقه وبحثه. هذا إضافة إلى أن سراة العرب كانوا يرسلون أبناءهم لتلقى التعليم العالي في مدرسة جنديسابور، ثم تلقى التعليم الجامعي في جامعة الإسكندرية. وكان منهم من دخل مباريات معرفية وتحديات ثقافية تتعلق بمعارف تلك المعاهد مع النبي محمد مثل النظر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط.

* العقيدة الإسلامية مليئة بالأساطير، كيف يمكن تنقيتها من كل هذه الشوائب؟
- كل الأديان مليئة بالأساطير وليس الإسلام وحده، بل ربما كان الإسلام هو أقل الأديان احتواء على الأساطير، لكنه يعتمد كسر قوانين الطبيعة بالمعجزات كأدوات دالة على النبوة والاتصال بالقوى السماوية، فهو يعتمد كثير من الأساطير عن الملك الإسرائيلي سليمان، ولمحمد معجزة خاصة في الإسراء بالبراق الأسطوري ثم المعراج إلى السماء على سلم من نور، وأساطير عربية مثل ناقة صالح التي أنجبتها صخرة وغيرها. لكن لا أعتقد أن مهمتنا عصرنه الإسلام بهذا المعنى أو تنقيته من الشوائب كما تقول، لأنها لم تكن شوائب في زمنه بل متوافقة مع منطق قائم في أديان أخرى تصدقها أمم بكاملها على أنها حقائق. وقد قبل مسلمو عصر النبوة هذه المعجزات واعتبروها دلائل على صدق النبوة. لكن المشكلة أن مسلمي اليوم لم ينغرسوا في مناهج عصرهم كما إنغرس أهل الغرب، لذلك تحولت أساطير الكتاب المقدس إلى ما يشبه الفولكلور اللطيف، وليس عن اقتناع بإمكان كسر قوانين الطبيعة اليوم كما هو حال الاعتقاد الإسلامي في انتظار خلاص إعجازي أدى إلى تبلد عقلي طويل. ومع التبلد تغيب الحقائق ومن ثم الإرادة والعقل والفعل انتظاراً للحل الإعجازي. لذلك علينا أن نقبل مأثورناً كما هو دون غربلة ولا تنقية إلا فيما هو ضروري كإضافة للموجود فعلاً وليس مزيحاً له ولا مغيباً له، لأن في قراءته فوائد جمة تضئ لنا ذلك الزمن وكيف كان يفكر وماذا كان منطقة في القبول والرفض، إضافة على أنها تلقى ضوءاً على أشكال المجتمع ونظمه لمن أراد درسها بغض النظر عن الإيمان بهذه الأساطير (الشوائب) من عدمه.


• ترفع الجماعات الإسلامية شعار الجهاد في العراق وفلسطين فهل ترى أنه مازال بوسع هذا التيار تحريك الشارع؟ أم أنه شعار ينتمي إلى الماضي ولا يصلح للفكر المعاصر والقرن الحادي والعشرين؟
- مسألة تحريك الشارع ليست وحدها الدافع الأمثل لاعتماد الجهاد من عدمه، لأن هذه الحركة قد يكون لها مضار أكثر من المنافع، لأن المطلوب هو الحركة الرشيدة المنتجة وليس الحركة العشوائية التي قد تأتى بكوارث. وإذا كان تطبيق هذا المفهوم في زمنه مجدياً فلأنه كان هناك فراغ قوي دولي يحتاج إلى من يملأه وقد ملأه العرب، ولأن موازين الضعف والقوة تحولت إلى صالح العرب فقد أقاموا إمبراطورية في حينها، وهي ذات القوانين التي تفعل فعلها اليوم لكن بعد أن انقلبت المعادلة لغير صالحنا وأصبحنا الطرف الأضعف إزاء قوى تملك السيطرة على البر والبحر والجو وما تحت الأرض بمناهج وفلسفات تختلف بالمرة عن زمن الجهاد. وإذا كان الجهاد قد حقق للمسلمين زمن ظهوره الغنائم، فإن تفعيله اليوم دون اعتبار للمتغيرات الكونية عبر أربعة عشر قرناً جعلنا نحن الغنائم.
واليوم هناك مفهوم الكفاح الوطني الذي لا يكافح لا من أجل الله ولا من أجل الجنة ولا من أجل الحور العين ولا لنصره الدين ولا الدفاع عن مسجد له رب يحميه، ولكنه يكافح لتحرير وطنه وإرادته من الاحتلال، ويشارك في هذا الكفاح أهل الوطن من كل ملة ودين وعنصر، ويكسب تعاطفاً عالمياً ودعماً لابد أن يؤدى إلى انتصاره في النهاية. أما مفهوم الجهاد فهو مفهوم طائفي عنصري يقصى من العمل الوطني كل أبناء الوطن من غير المسلمين، ويدافع من أجل الله ومقدساته قبل وطنه. ويؤدى على نفور الضمير الدولي الذي تجاوز العنصرية والطائفية وأصبحت لغات مرفوضة بل ومرضية. ومع تقسيمه المواطنين واستبعاد بعضهم من الفعل (فيما يفعل مفهوم الجهاد) فإنه يشق الصف الوطني شقاً ويمزق وحدته أشلاءً.
ثم أن مفهوم الجهاد مفهوم واسع وضع في زمن مفارق لزماننا على كل المستويات، لأنه استوعب ظرفه العالمي آنذاك ووضع على عاتق المسلمين فتح بلاد الدنيا وإخضاعها للمسلمين. وإن ذلك واجب على كل مسلم. وهو ما يحمل ضمناً العداء المسبق لكل شعوب الدنيا بسبب العقيدة وحدها وهى ما لا يكفى اليوم مبرراً، ويحتاج تفعيلة إلى قوة عظيمة لا نملك منها شيئاً، دون أي محاولة لفهم سياسي ناضج لأحوال عالم اليوم وضرورات عقد التحالفات أو فكها على أسس مصلحية دقيقة ليس فيها مجال للعنتريات الطائفية أو العنصرية.
وعلى المستوى الأخلاقي فإن مفهوم الجهاد يفترض ملاحق له تتمثل في الإغارة والسلب والنهب والسبي وركوب نساء العدو، لأن الغنائم أحلت لنا ولم تحل لأحد من قبلنا كما قال النبي محمد في حديثه الصحيح، وصادق عليه القرآن بآيات تقفو بعضها بهذا المعنى. وهذه الملاحق قد تجاوزتها الدنيا واصبح للحروب قواعد أخلاقية مرعية بوثائق دولية ترعى كرامة الإنسان حتى لو كان محارباً. كذلك يحمل مفهوم الجهاد قوة دفع استعمارية لحوحة لاحتلال البلاد الأخرى ونقل ثرواتها وتغيير ثقافتها. لكن الجهاد مبرر بأخلاق دينية ترى المجاهد في أرقى الدرجات حتى لو فتح البلاد وقتل الناس وانتهك الأعراض وسلب الأموال، بينما ترى المدافع عن بلاده وحياته وعرضه هو الآثم لأنه يمنع المجاهد من نشر دينه. وما أبشعه منطق أن صلح في زمانه فهو لم يعد صالحاً لزماننا بالمرة، بل أنه لم يعد مصدر فخز بأي معنى من المعاني، بل إن ما فعله المجاهدون عبر تاريخنا غير الجميل يحتاج من العرب اعتذاراً واضحا عما ارتكبوه من فوادح الآثام العظام في حق الشعوب المفتوحة في تلك الأزمان البربرية.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-04-2009, 12:25 PM بواسطة بهجت.)
07-04-2009, 12:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فرعون مصر غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 54
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #48
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الأخوة الأعزاء

اعتقد أن تكريم سيد القمنى هو تكريم للفكر الحداثى وللتنوير ،وهو لطمة شديدة لطيور الظلام والتخلف ،واعترف بأننى لم استطع تفسير ما أقدمت علية الدولة التى مازلت حتى الان تنافق وتزيد على الاصوليين ،وأرجو الا نسمع قريبا من يطالب بسحب الجائزة ومن يرفع القضايا وأن ترضخ الدولة لتتكرر مأساه الشاعر حلمى سالم، وقد تعودنا هذا الكر والفر بين الحكومة والمتشددين،ام يخيب الظن لتكون جائزة سيد القمنى مؤشر على أتجاه فى الدولة للسماح للمفكرين بحرية البحث والفكر بعيدا عن التكفير والتخوين |،هل هى صحوه حدثية أم رجفة يعقبها غيبوبة ونوم؟؟؟؟؟

ملحوظة:بدأت المطالبة بسحب الجائزة فى جريدة المصريون (الأساتذة محمود سلطان وقاعود)

سيد القمنى يهدى الجائزة الى روح فرج فوده
07-04-2009, 04:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الحكيم الرائى غير متصل
Black Man
*****

المشاركات: 6,559
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #49
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
(07-04-2009, 02:43 AM)بهجت كتب:  
(07-03-2009, 11:01 AM)Hameeduddin كتب:  ...................
اخ ابراهيم
اخ بهجت
لكما التحية على هذا السجال المفيد

انا يا اخ ابراهيم قرات شيئا شبيها بهذا السجع في تصريحات وبيانات "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" ويمكنك ان تزور مواقعها ع الانترنت

مع ان اغلب افرادها مطرودون من رحمة الله "المدرسة" بمعدلات متدنية جدا
على العكس السجع دليل على ان من كتب التهديد هم الاصوليون الارهابيون
فقد صار السجع علامة مميزة لتصريحاتهم وبلاغاتهم
والسجع في خطبهم احد ادوات التنويم المغناطيسي الذي يمارسونه على اتباعهم
اتريدهم ان يكتبوا بلغة الدهماء او الملاحدة وهم الاخيار الاطهار
وسجعهم مستمد برايهم من سجع القران (استغفر الله)

سلام
يا عزيزي .
لا اعتقد ان إبراهيم جاد في مداخلاته بل هي مجرد مداخلة كيدية تعكس كراهية شخصية ضد القمني لأسباب خاصة ، كنت أتمنى ان يترفع إبراهيم عن هكذا تشخيص يسيء له و ليس للقمني ، خاصة ان يقحم مثل مداخلته الأخيرة في هذا الشريط الجاد المتعوب فيه .
و لكن هكذا طبيعة إبراهيم مذ عرفناه 23و ما باليد حيلة .
(07-01-2009, 11:27 AM)الحكيم الرائى كتب:  متغنى له احسن جاى لى فى منامى يا ابا ودوبنى دوب
حب يسوع يا ابا توبتى توب
جاى لى فى منامى يابا ولبسنى توب
دوبنى دوب توبنى توب
بطل قرف بقى يا ابراهيم ساعات بتبقى شخصية كريهة لاتطاق
2141521
يعلم الله إني مندهش لماذا يسعى إبراهيم إلى الإساءة لنفسه كما لا يفعل أشد اعدائه .
لقد شغلت نفسي بمداخلات غلسة من أجل إبراهيم ، فكان شكره لي ان يفسد موضوعا متعوب فيه .
هؤلاء من نعرف في المنتديات ، فهل لديك حل ؟.
هل نتركها له حمضانة و نرحل ؟.

تصدق وتؤمن بالله انا تخيلت ان كان فى صداقة قديمة بين القمنى وابراهيم وان حدث شئ بينهما ادى الى كراهية ابراهيم له,فطلبت من واحد على علاقة مباشرة بالقمنى أن يسأله لو كان له صديق مباشر اسمه ابراهيم وحصلت مشاكل بينهم ما فرد على بعد كام يوم ان القمنى لاعلاقة له او صداقة من قريب او بعيد بحد اسمه ابراهيم وان القمنى ضحك على القصة من اولها لاخرها...
فكبر الجمجمة يا بهجت ونفض ودانك العملية فى النملية والازازة فى البزازة23
07-04-2009, 07:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #50
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الأخ فرعون مصر .2141521
إهداء سيد القمني الجائزة لروح فرج فوده تعني أشياء لا يمكنني المرور عليها بشكل عابر .
التفوق الأخلاقي الرفيع لسيد القمني ، ففي لحظة نجاح عسيرة للغاية ، لا ينسى القمني ان يشرك إنسان آخر في جائزته .
التأثير البالغ الذي تركه الخالد فرج فوده في جميع معارفه و أصدقائه ، فرج فوده لم يكن فقط إنسان رائع ، بل مبدأ أكثر روعة كان يسير على قدمين ، كل من عرف فرج فوده أدرك مدى وطنيته و حبه لمصر ، حبا ملك عليه كل نفسه ،و كان طبيعيا كأي محب موله أن يهب روحه ذاتها لمحبوبته ، إني أفهم صدق المشاعر التي دفعت سيد القمني لهذا الإهداء ، لأنني كنت سأفعل تماما ما فعله ، بل هذا ما كان سيفعله كل أصدقاء فرج فوده .
سيد القمني مبروك جائزتك لمصر و لنا جميعا .
لك أن تهنأ بيومك المجيد مبرءا من الأحزان .
فصديقنا العزيز فرج فوده يشاركنا يوما تبتهج فيه مصر .
07-05-2009, 01:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة ( السم بالدسم ) - قراءة فى فكر اللعين جون لافين - الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 607 05-02-2012, 04:18 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  (( السم بالدسم ))- قراءة فى فكر اللعين لافين - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 693 05-02-2012, 07:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,327 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورات تُسقِط أنظمة الأفكار أيضاً! الحوت الأبيض 0 911 06-20-2011, 08:38 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة بخطاب بشار الأسد: فتنة ـ مؤامرة و إصلاحات مصطفى علي الخوري 1 2,001 04-16-2011, 07:42 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS