توطئة
فى العام 1984 لربما اخذت الدعاية الصهيونية المنهجية ذروتها والتى بدات بعدها بالانحدار فقد اصدر Joan Peters كتابه الشهير "From Time Immemorial: The Origins of the Arab-Jewish Conflict,"
وهذا الكتاب يلخص وبطريقة مكثفة مجمل الدعاية الصهيونية التى ظهرت عبر التاريخ حجم التكثيف بطريقة تجعل كل جملة بانفصال تحتاج لبحث وكتاب منفصل تصيب عقل القارىء بانبهار وعدم القدرة على المقاومة....من بين المعلومات مثلا المنشورة فى الكتاب قصة عائلة الحسينى الذين اصولهم لا تتجاوز 300 مائة عام فى فلسطين واشياء كثيرة اخرى نقلها بطريقة او باخرى الحكيم الرائى فى هذا الشريط
الكتاب عند صدوره قدمت له المجلة الشهيرة New York Review of Books
وقد فتح حوارا تاريخيا شرسا لا ينسى بين هذا الصهيونى المتطرف مؤلف الكتاب ...و الطيب الذكر المرحوم ادوارد سعيد على صفحات المجلة ولمدة عامين متتاليين وشارك فيه كتاب اخرين مثل بروفيسور التاريخ فى هارفارد الفلسطينى وليد الخالدى وناعوم شومسكى كان حوارا دخل فى التفاصيل ووضع كل الكتاب والدعاية الصهيونية كمسخرة عنصرية وقد انتهى الحوار وبطريقة اقرب للمفارقة
فقد شارك فى الحوار احد أهم منظرى اليمين الصهيونى والاسرائيلى ومستشار بنيامين نتناياهو سابقا المؤرخ يوشوا بورات Yehoshua Porat وسانقل جزءا من رد بورات على ادعاءات Joan Peters حول التركيب السكانى لفلسطين قبل نشوء المشروع الصهيونى
The census of 1922 showed there were 800,000 Palestinian residents in the country. The high birthrate, together with modern medicine and improved nutrition, were what contributed to the growth of the population.
Egypt at the beginning of the 19th century estimated there were two million people in the country. "Look how many there are now in Egypt,"
ومعنى مايقوله بورات باختصار ان عدد الفلسطينيين فى فلسطين فى العام 1922 كان 800,000 ....علما ان عدد سكان مصر فى بداية القرن التاسع عشر كان مليونى مصرى فقط ومن مقارنة عدد المصريين الان بالامكان ان نفهم حجم وجود الشعب الفلسطينى الديمغرافى فى فلسطين حينها
وطبعا يصل بورات فى نهاية المقال وكنصيحة ...قد تكون الدعاية فى الكتاب جيدة لكنها لا تصمد امام الحقائق التاريخية والاكاديمية...نحن كيهود بالسيف جئنا لهذه الارض وبالسيف سنعيش
هذا الحوار ساهم جديا فيما بعد فى نشوء ظاهرة المؤرخون الاسرائيليون الجدد الذين فككوا كامل الرواية الصهيونية واكاذيبها
الكتاب اختفى وطبيعة الدعاية التى احتواها انكمشت بعد هذا الحوار....لكن لا زالت مواقع اليهود المستوطنين المتطرفين والصهاينة المتطرفين الاميركان والحكيم الرائى يرددوا بطرق او باخرى محتوى مادة الدعاية التى احتواها الكتاب
مثلا ما الذى يضيفه الان الحكيم الرائى
(فاليهود لم يهبطوا على شواطىء فلسطين فى سفن حربية بل فى سفن مدنية ولم ينزلوا على الشاطىء مدججين بالسلاح بل عراة الايدى حفاة الاقدام)
لا يحتاج الفرد لذكاء ليدرك ان اليهود لم يكونوا فى وضع يسمح لهم ببناء مرحاض فى فلسطين بقواهم الذاتية بل ان كل ما حدث تم فى اطار مشروع استعمارى حمته بريطانيا زعيمة الاستعمار الدولى حينها بجيوشها واسطولها....لا هم لم يكونوا مجرد مهاجرين ابرياء لقد كانوا ضمن مشروع استعمارى محمى جيدا...وهذا ما يحدث الان وفى المستقبل وفى اللحظة التى تتوقف حاجة المراكز الاستعمارية لهذا المشروع فستكون لحظة انكماشه وموته
(اراض بيعت لهم من قبل عرب فعلوا ذلك بسذاجة او بحسن نية؟! هل تم هذا فعلا ام لا؟! هل تم بيع الالاف الهكتارات الى اليهود ام لا؟)
هذه واحدة من المساخر العبيطة
راجع الموضوع التالى الذى شارك به عدد كبير من اعضاء هذا الموقع وعلى الارجح فقد قرأه الحكيم الراى ويعرف انه يهذى ويكذب بحقارة لكنه يستمر فى ذلك ويتمادى
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=27899&page=1