تحية طيبة ...
عزيزي الختيار ..
اقتباس:لك يا عزيزي أن تطلق العنان لمخيلتك كيفما شئت في طريقتي في كتابة هذا النص ، لك أن تصدقني مشكوراً و لك أن لا تصدق ذلك و هو حق مضمون لك .
لا تتصور أني اتهمك بذلك أو اني أحاول أن ارميك بانك تتعمد الاقتباس . لا لم أقصد هذا .
ولكن مهما كان السبب في وجود كلمات وظفها القرآن توظيفه الخاص ، ووجدناه في الكلام المعارض . نقول له قف ، ومن أين لك هذا ، ونذبحة ونقتله .:D ونفجره إذا كنا نعرف مكان عيادته . :devil::devil:
يعني من غير الموضوعية أن تقول لكلام لم تصدره إصدارا منك بل من ترسبات اللاوعي لديك وهو من القرآن أنه معارض له .
بل نذهب لابعد من ذلك ، هذا الكلام الذي يتسرب بين ثنايا المعارضة وواضح ان مرجعه للقرآن نتحداك أنت ان تاتي بمثله رغم انه منك أو من اللاشعور لديك .
اقتباس:أعتقد يا عزيزي العاقل أنني شرحت بما فيه الكفاية و وضحت سواء في المقدمة أم في التعقيبات على كلام الإخوة أنني لا أقلل من شأن النحو و ضرورة سلامته ، لكنني قللت من شأن التمسك و التعلق بوجود هذه الأخطاء (إن وُجِدت) لأن تصحيحها ليس بالمسألة العظيمة .
أنا معك في تفهمك لضرورة النحو ولم أفهم كلامك على هذا الشكل .
بل إنك حين تقول لنا لا تحفلوا كثيرا إن أخطأت نحويا .
بحجة أنه من السهل تعديله .
هنا انا اخالفك .
أنت ما هي غايتك من النص ؟
معارضة القرآن محاولا الإتيان بمثله لتبين لنا نحن المسلمين أن القرىن بشري وليس إلهي كما يدعي محمد .
حسنا لك حق المعارضة والقرآن وضع لك ذلك الحق لتقوم بنقضه .
حسنا ما هو شرط المعارضة ؟
أن تأتي بمثله . وبمثلة تعني مثله لفظا ومثله معنى لا واحدة منهما .
والقرآن لم يخرج على قواعد النحو أبدا .
إذا عليك ليكون نصك معارضا ومحققا لشرط من مثله ألا يخالف قواعد النحو .
متى لا يخالف ؟؟
حين تقوم بإعلانك انه الىن وصلحد المعارضة .
بل لأوضح لك اكثر .
لو مثلا كتبت المعارضة واردت ان تعرضها على نحوي ، وكان هذا النحوي هو انا وحين عرضتها علي وفيها اخطاء وعدلتها لك وبعد تعديلها قلت انا اتحدى القرآن بها .
هنا لا أملك ان اقول قبل قليل عدلتها انا لك . بل سأحاكم النص بعد إعلانك للتحدي .
إذ انه ليس شرطا ان يكون من ذاتك وليس شرطا ان تعدله ولكن حكمنا عليه سيكون بعد ان تعلن انت .
وانت اعلنت الان ، إذا أي خطأ نحوي واحد يسقط المعارضة لان القران الذي انت اتيت بمثله ليس فيه خطا نحوي واحد .
هذا منطلقي معتمدا على التحدي الذي كان بين موسى والسحرة . فهم حين اوضح موسى عوار سحرهم لم يقولوا سنعود للجن ليعلمونا شيء متطور بل خروا سجدا .
اقتباس:ثم إذا كنتَ تلومنا على اعوجاج لساننا فيا صاحبي لا تنسَ أن توجه اللوم لل 200 مليون عربي .
و إن أصررتَ على بحثك عمن يتكلم الفصحى بطلاقة ابن قريش فأنا أقترح عليك أن تبحث عنه في كوكب آخر .
أنا لن اوجه اللوم لهم ، لسبب بسيط أنهم لم يقولوا أننا نستطيع ان نتحدى القرآن . ونأتي بمثله .
فأنت هنا حينما تاتي بمعارضة للقرآن فانت تفترض في نفسك مسبقا أنك مثل او أفضل من قائل القرآن إما محمد بالنسبة لك أو الله بالنسبة لي .
وهناك من يتكلم بالفصحى بطلاقة جدا إذ أنها مسألة إن لم تأتي من البيئة من السهولة أن تاتي بالتعلم .
وهنا في هذا الكوكب :)
اقتباس:و إن أردتَ أن هذا التحدي لا يشملنا بل يشمل فقط أولئك الذين عاصروا محمد فهذا أمر آخر يمكن أن نناقشه على حدة .
لا هو يشمل الكل .. من حين نزول إقرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من منظوري .. أو إلى أن تنطفيء الشمس ونتجمد نحن من منظورك انت . :)
اقتباس:أما بالنسبة لمقارنتك بين فصاحتي و فصاحة محمد عليه السلام ، فيبدو يا صاحبي أنك تبالغ في اللاموضوعية لدرجة تفاجئني و أستغربها منك حقيقةً .
فهل تعتقد أنني أفصح من محمد عليه السلام ؟؟؟؟
أو أنني أفصح من الأعشى ؟
أو الحطيئة ؟
أو أي عبد أو صبي كان يعيش بين ظهرانيهم ؟؟؟؟
هنا المشكلة التي أنا ايضا أستغربها منك ..
أنت تريد أن تعارض فصاحة القرآن . وهذا يعني أنك ترى في نفسك انك أفصح من قائله .
وهذا يعني انك تفترض في نفسك أنك أفصح من محمد بحيث ان محمد صلى الله عليه وسلم نفسه لا يستطيع أن ياتي بمثل القرآن من تلقاء نفسه . فهو لم ينسبه لنفسه . قد نختلف في علة ذلك ، ولكننا نتفق أنه لم ينسبه لنفسه .
والاعشى الذي تعترف أنه افصح منك سمع بالقرىن ومحمد فجاء بقصيدة عصماء ليمدحه بها ولكن قريش صرفته عن امره وبقيت قصيدته .
والحطيئة الذي ملأ الارض سبا وشتما وهجاء حتى أمه ونفسه لم يستطع ان ينبس ببنت شفة أمام القرآن .
هنا لا نجدهم يتجرأون مجرد تجرؤ ، أي أنهم لم يحاولوا ، وحتى من حاول لم يقل أنه يعارض به القرآن بل هو مرادف له ومعاون كسجاح ومسيلمة .
اقتباس:لقد قلت أن الفصاحة هي شيء نسبي .
بمعنى أن صبي قريش هو فصيح بلغة قريش ، و صبي العامية المصرية هو فصيح بلغة قومه العامية إن اعتبرنا الفصاحة هي سلامة اللسان من الشذوذ عن قواعد اللغة المحكية .
أعرف أن المسألة شائكة و قد تُفهَم بشكل مشوه .
أعود و أقول أن الفصاحة بحد ذاتها كمفهوم لالتزام المتكلم بقواعد لغته المحكية هي شيء نسبي ، أما الفصاحة اصطلاحاً كما اتفق عليه أهل الصنعة فهو لغة قريش نفسها ، اعتمدوها كنقطة مرجعية ، ليس لأنها أجمل لغة أو أنسب لغة للحديث ، لكن لأنهل لغة أولئك القوم الذين نزل فيهم القرآن و حدث ما حدث .
سأوضح كلامي بمثال ضربته قبل فترة طويلة من خلال نقاشات على هامش سورة الكبر :
قلت يومها :
" اللغة تختلف باختلاف العصر المحكية فيه ، و إن بقيت المفردات عربية مفهومة ، لكن التركيبة تختلف .
مثلاً لو قلت لكم هذه الحكاية :
"ركبت الطائرة ، و ظهرت لنا المضيفة و بدأت بإرشادنا كيفية استخدام أحزمة الأمان و من أين تنزل أقنعة الأكسجين ، و أشارت إلى أبواب الطوارئ على جانبي الطائرة ، ثم عرضوا لنا فيلماً رومانسياً ، و بعد ساعة من التحليق تعرضنا لمطبات هوائية مزعجة ، و بعد قليل جاء صوت الكابتن من وراء المايكروفون يهنئنا بالوصول ، فهبطنا في المدرج و توجهنا إلى المطار ، ثم ركبنا سيارات الأجرة و توجهنا إلى الفندق "
هذه القصة البسيطة السهلة التي يفهمها ابن 10 سنين ، لو أنك قلتها للجاحظ أو ابن كثير أو القرطبي تراه سيفهم شيئاً ؟؟؟؟؟؟
هل يستطيع الخليل ابن أحمد الفراهيدي أن يكتب قصة مشابهة بنفس اللغة و الأسلوب ، دون أن يستخدم ناقات و جمال و سيوف و غيره ؟؟؟؟ "
عزيزي الختيار ...
أولا .. اتفق معك أن صبي قريش فصيح باللغة العربية الفصحى ، وان صبي مصر فصيح باللهجة المصرية . هذا أمر أتفق معك فيه .
ثانيا .. عليك أن تفرق بين أمرين .
1- الفصاحة باللغة .
2- كيفية التفصح في اللغة .
فالفصاحة ملكة لا تزول بزوال المجتمع الذي يتحدث بها او المحيط الذي يتكلم بها .
ولكن الذي يزول طريقة تلقيها فبدل أن يتلقاها الصبي من أهله تلقيا عاديا كم نتلقى اليوم لهاجاتنا . هو يتلقاها بالتعلم وتعلمها . فهي أمر يمكن الوصول إليه . ولكن الفرق هو صعوبة الوصول اليه بين اليوم والامس .
أضرب لك مثالين على ذلك .
المثال الأول .. أبو الطيب المتنبي عاش في القرن الخامس الهجري أي بعد الفتوحات ودخول اللحن في اللغة وصار المجتمع المحيط به مجتمعا ليس فصيحا كفصاحة قريش . ومع ذلك اتى بشعر يصنفه المصنفون بأنه أشعر العرب بعد الاسلام ومنهم من يغلو ويصنفه بانه اشعر من امرؤ القيس .
رغم ان المجتمع الذي عاش فيه جرير والفرزدق وحسان بن ثابت وكعب بن زهير كان مجتمعا أفصح .
المثال الثاني .. المقفع .. فارسي اللغة ولم يكن فصيحا بالعربية عندما كان صبيا . ولكنه تعلم وتفصح واكررها و ( تفصح ) باللغة حتى أنه ينسب له محاولته للمعارضة . فعدل عن ذلك عندما سمع قوله و ( قنا يا ارض ) .
هنا أوضح ان ما تحاول قوله بنسبية الفصاحة ليس نسبية لذاتها بل نسبية في تلقيها والتوصل إليها .
ثالثا .. القرآن نزل بلغة أهل قريش وتحدى بهذه اللغة . فالمعارض لكي يعارض لا بد أن يفترض بنفسه انه فصيح بتلك اللغة وانه مثل او افضل من قائل القرآن .
رابعا .. بالنسبة للقصة التي أوردتها فانت تخلط فيها أمرين .
قواعد اللغة العربية . وكلمات اللغة العربية .
وبتفريقك بين القواعد و ( المادة ) التي تطبق عليها هذي القواعد .
تجد أن ما اختلف في قصتك على الجاحظ والفراهيدي ليس الفصاحة واللغة بل الذي اختلف هو ( مادة ) اللغة أي بعض الالفاظ المستحدثة ولم تكن موجودة في عصرهم .
فمثلا أذكر أني إعطيت ثلاثة أبيات لامرؤ القيس أيام الدراسة الثانوية لاعربها .
أنا لم أفهم بعضها ولكني أعربتها إعرابا صحيحا رغم أني لا اعلم ما يقصد .
فالاختلاف في الالفاظ . لا في القواعد الثابتة وكذلك الفصاحة الثابته المنطلقة من ثبات القواعد .
أي قد تكون تلقي الفصاحة والقواعد نسبيا وقد يكون مادة الللغة والالفاظ نسبيا ولكن الفصاحة المتعلقة بالقواعد تظل ثابتة لا نسبية لان القواعد ثابته .
اقتباس:بالنسبة للإملاء ، و رسم المصحف ، ألا ترى أن هذا موضوعاً جانبياً لا نريد أن نضيع فيه المزيد من الوقت ؟؟
انا أوافقك ...
ولكني قد وعدت أن اتي بها وانا راجل عند كلمتي . ولكنك بعدم مطالبتك بها فإني قد اتاخر إلى ما بعد سادس ايام العيد .
اقتباس:يا صاحبي هل تعتقد أنك جئتنا بجديد ؟؟؟
يا صاحبي لقد وضح ذلك من قبلك جيري و وضحنا له ما قاله الطبري في المسألة ، و أنه نفى أن يكون الفعل "يمح" مجزوماً .
:emb:
عذرا لم أعلم بذلك .. فانا لم أقرا إلى مداخلتك ولم أقرأ الردود .
لو اني علمت بذلك لما كلفت نفسي التفتيش في كتب النحو البغيظة إلي .
يالله يمكنها خيرة .
هذا بالنسبة لما رددت علي .. وسأعود حين تعود لبقية ردي عليك .
والآن ناتي للعزيز الخطيب ..
اقتباس:كل عام وأنتم بخير
ردك جميل وأهم ما فيه أنك قدمت المبادئ على المجاملة فما كنت أحسب أنك سترد على زميل لك في الإشراف هذا الرد المُشَرِّف وهكذا المؤمن يؤثر رضا ربه على هوى نفسه
وانت بخير أعاده الله عليك باليمن والمسرات .
اما مسألة الرد وكيف أني ارد على زميلي في الإشراف للختيار .
فهذا موضوع ينقسم إلى شقين :
الأول .. أنا والختيار .
رغم أننا لم نتفق في موضوع واحد انا وهو في الغالب الأعم . ولكنه نعم المحاور والصديق والزميل بسببه ازددت إيمانا فوق إيمانا . هو من حبب إلي بعد الله روح البحث والتقصي وهو من اجهدني سؤالا وشكا وكرها للمجتمع .
الثاني .. كوني مشرفا ..
هناك في المنتديات الأخرى تسلط وسادية من المشرفين وانهم طبقة ارستقراطية في المنتدى .
هنا لا فانا وانت سواسية . وانا قبل اربعة شهور بالضبط كنت مثلك . ولا تظن أنك حين تفحمني بردك أني سأعمل مقص الرقابة لكي احذفه .
لا فهذا أمر مستحيل .
شكرا لك عموما على إطرائك .
وشكرا لك عزيزي الختيار ..
ههههههههههههههههه
انقلب الموضوع من معارضة للقران إلى قصة عاطفية .
ما عليه حلينا نلطف الجو شوي ..
سلام :bye: