nizar nayouf
شكرا
عزيزتي جوري ، ولا أعرف إن كان هذا اسمك الحقيقي؟
على
أي حال ، ليس مهما
يبدو
أنك جديدة على دنيا الحياة السورية ومباذلها وتفاهاتها ووضاعاتها ؟ عمر هذه القصة
الرخيصة الحقيرة المتعلقة بالصديقة والأخت والرفيقة العزيزة والمناضلة الكبيرة
أميرة هاس أكثر من عامين. وقام بفبركتها موقع "نوبلز نيوز" التابع
للمخابرات السورية ، وقد رفع الصديق المحامي خليل معتوق في دمشق دعوى باسمي ضد
صاحب الموقع محمد نعيم الجابي ، وهو أحد أدوات أجهزة المخابرات السورية من الذين
يعملون شتّامين ومزورين لديها، إلا أن أسياده حموه كما يحمون غيره من زبانيتهم من
الملاحقة القضائية ، حيث رفض القاضي في النهاية ملاحقته ... لأني مقيم في الخارج!؟
أنا
أفتخر بعلاقتي بأميرة هاس ، وكنت أضع اسمها كمراسلة على موقع " الحقيقة"
حتى وقت قريب ، واضطررنا لإزالته مؤخرا لسبب قانوني بحت ، وهو أن طبيعة عملها في
" ها آرتس" لا تسمح لها بأن تكون مراسلة باسمها الحقيقي لأي وسية إعلام
أخرى . و زيدي في معلوماتك أنها ليست الصديقة الوحيدة لي من الإسرائيليين . فلدي
خمسة عشر صديقا من إسرائيل مثل الرفيقة الدكتورة ليا أبراموفيتش ( مراسلة موقع
"الحقيقة" حاليا) ، والرفيق نسيم موريس آلوني ، والرفيق البروفيسور
شلومو ساند ، رئيس قسم التاريخ بجامعة تل أبيب ، والرفيق العجوز أوري أفنيري رئيس
حركة " السلام الآن"، والمحامية العملاقة ـ أطال الله في عمرها ـ
فيليسيا لانغر ، ولو أنها غادرت إسرائيل منذ زمن إلى ألمانيا . وقد عيرني أحد
زبانية النظام السوري بصداقتي لها ذات مرة خلال برنامج على قناة الجزيرة ، رغم
أنهم يدرّسون سيرتها النضالية لطلاب الصف الثامن في سوريا . فهل رأيت بلهاء
وأغبياء من هذا الصنف في حياتك ؟ يعيرونك بصداقة لفيليسيا لانغر ويدرّسون سيرتها الفذة
لطلاب المدارس!!؟ . هؤلاء رفاقي وأصدقائي الإسرائيليون . وجميعهم أعتز بهم ، وحين
تصبح سوريا دولة ديمقراطية سأقيم لهم تماثيل في شوارع سوريا ، وأدرس أطفال بلادي
عن تاريخهم في الكتب المدرسية. فهم مفخرة للإنسانية جمعاء . ولكن قولي لي ، من هم
أصدقاء النظام السوري في إسرائيل !؟ الرئيس الإسرائيلي القواد ، مغتصب السكرتيرات
، الذي صافحه بشار الأسد خلال تشييع البابا يوحنا ؟ أم كاسر عظام أطفال فلسطين
إسحاق رابين الذي كان يقول عنه الطاغية الراحل حافظ الأسد إنه "رجل سلام
وصادق وشجاع"!؟ هؤلاء القتلة الإسرائيليون ، من أصدقاء النظام السوري ، هم
خصوم رفاقي الإسرائيليين . وتلك هي المفارقة! رفاقي الإسرائيليون كلهم شيوعيون
مناضلون دفعوا أعمارهم نضالا في سبيل الشعب الفلسطيني ، وهم في المحصلة النهائية
ليسوا يهودا إلا بمقدار ما أنا علوي!؟ أما أصدقاء النظام السوري الذين يلهث ويزحف
على ركبتيه لكي يقيم سلاما معهم فهم قتلة ومجرمون ولصوص حقوق الشعوب. فمن يتوجب
عليه أن يخجل بأصدقائه ، أنا أم بشار الأسد ونظامه!؟
أميرة
هاس ، طالما أن الحديث يتعلق بها ، صرمايتها أشرف من كل الأنظمة العربية ، ومن ربع
الشعب العربي ممن يسيرون كما الغنم خلف حكامهم الخونة العملاء والجواسيس ، وعلى
رأسهم بشار الأسد الذي باع عماد مغنية ، القائد العسكري لحزب الله ، للاستخبارات
الأجنبية لتقتله في قلب دمشق ، ومستشاره الخاص للشؤون العسكرية الجاسوس العميد
محمد سليمان الذي سلم أسرار موقع دير الزور لإسرائيل ، فكان أن أعدموه في طرطوس
واتهموا الموساد بقتله ليتخلصوا من هذه الفضيحة ( جاسوس كبير للموساد داخل الرئاسة
السورية ! وهو بالمناسبة صهر وزير الإعلام السوري الجديد عدنان محمود ، فأنعم
وأكرم بهذه السلالة )! ومن لا يعرف أميرة هاس ، عليه أن يدفن نفسه في كومة زبل ،
لأن ذلك سيكون أشرف له . من لا يعرفها عليه أن يسأل الشعب الفلسطيني عنها. وهي
بالمناسبة صديقة لي ولزوجتي الأردنية ( "المسيحية") ،حفيدة الغساسنة
والأنباط ، التي لا يعرف هذا التافه الوضيع الذي كتب تلك الأكاذيب أنها تقف إلى
جانبي وأنا أكتب هذه الأسطر! أما بالنسبة لقصة آراد ، فعمرها 11 عاما ، وقد لفقها
مراسل أسبوعية "لوبوان" الفرنسية عن لساني حين أجرى معي مقابلة في فندق
الفردوس بدمشق بعد إطلاق سراحي ، وكانت المترجمة ـ الشاهد على المقابلة السيدة
المحترمة رولا الركبي ، مديرة الفندق ، وابنة الشخصية الوطنية الحموية الكبيرة فيصل
الركبي . وقد ادعى المراسل حين احتجيت على ما كتبه بأن خطأ وقع في الترجمة ! وأما
بالنسبة لخروجي من سوريا ، فلم يحصل في يوم من الأيام أني قلت إني هربت من سوريا .
كل العام يعرف أني خرجت من مطار دمشق الدولي للعلاج ، وكان في وداعي في المطار
الصديق المحامي أنور البني ( فك الله أسره) والصديق المحامي خليل معتوق ومدير مكتب
وكالة الصحافة الفرنسية بدمشق ماهر شميطلي الذي أبعد من دمشق فور عودته من المطار
عقابا له على مرافقتي ، والصديقة الراحلة ـ الأم الروحية لي ـ سلوى أسطواني مديرة
مكتب "بي بي سي" في دمشق ، وقد معسوا سيارتها بجرافة من جرافات محافظة
دمشق أمام بيتها فور عودتها من المطار عقابا لها على وداعي هي الأخرى ، رغم أنها
كانت تقوم بمهمة إعلامية . وآخرون من الأصدقاء لا مجال لتعداد أسمائهم. فكيف أقول
إني هربت من سوريا بينما كان في وداعي ثلاث وسائل إعلام وتغطي سفري من المطار
مباشرة ؟ لا أعرف من كتب هذه القصص الرخيصة ، ولكنه بالتأكيد إما بغل وإما بقرة من
بقرات التلفزيون اللواتي يحرث عليهن الفرع الداخلي في المخابرات العامة ورئيسه
حافظ مخلوف!؟ ومن كتب هذه الكذبة الرخيصة يخلط بيني وبين الدكتور عبد الرزاق عيد .
الدكتور عيد ، وعلى ذمة التلفزيون السوري ، فأنا لم أسمعه يقول ذلك ، هو من قال
مؤخرا إنه هرب من سوريا ، فأظهروا على التلفزيون سجل خروجه من المطار. وأنا لست
مسؤولا لا عن أخطاء الدكتور عيد ولا عن أخطاء غيره . بالطبع أنا أتحدى أي ابن
عاهرة من العاملين في أوكار الدعارة الإعلامية الرسمية السورية وشبه الرسمية أن
يأتي بكلمة عن لساني تقول إني خرجت من سوريا سرا . كل العالم يعرف كيف خرجت :
عندما أطلق سراحي في 6 أيار 2001 وضعت في الإقامة الجبرية المنزلية بمنزل أسرتي في
ريف جبلة، وقد كسرتها بالقوة بعد حوالي شهر ، وذهبت إلى دمشق . وهناك اعتقلتني
دورية للمخابرات ( الجوية كما أظن ، فلست متأكدا ، فقد طمشوني طيلة فترة الاعتقال
التي دامت يوما ونصف اليوم تقريبا) بينما كنت في طريقي إلى عيادة طبيبة أمراض
وسرطان الدم ( وهي الآن برتبة عقيد أو عميد في مشفى تشرين العسكري) الدكتورة رجاء
منى . وقد أكدت الدكتورة رجاء منى في ذلك اليوم لإذاعة "بي بي سي" أني
كنت متوجها لعيادتها بناء على موعد مسبق. وعيادتها على طريق مشفى الطلياني . فقد
كنت بحاجة لآن آخذ منها تقريرا طبيا عن حالتي الصحية باللغة الفرنسية ( فهي خريجة
فرنسا) ، باعتبار أنها كانت تشرف على مراقبة وضعي الصحي وعلاجي في مشفى تشرين
العسكري خلال فترة الاعتقال . وقد ظن عناصر المخابرات ـ بسبب غبائهم ـ أني كنت
ذاهبا للجوء إلى السفارة الفرنسية ، باعتبار أن الطريق الذي يذهب إلى عيادتها يؤدي
أيضا إلى السفارة الفرنسية ، فأقدموا على اعتقالي من السيارة التي كانت تقلّني
بطريقة تشبه الخطف ، حيث قطعوا عليها الطريق بسيارتهم وأنزلوني منها قبل أن يضعوا
كيسا أسود في رأسي! وعندما سافر رأس النظام إلى فرنسا في حزيران من نفس العام (
بعد شهرين من إطلاق سراحي) ، في أول زيارة دولة له إلى فرنسا ، أجبره الفرنسيون ـ
تحت ضغط المثقفين والصحفيين الفرنسيين ـ أن يعقد مؤتمرا صجفيا في بلدية باريس
ويقول على الهواء مباشرة إني حر وبإمكاني أن أسافر للعلاج ، لأن المرض كان يفتك بي
منذ سنوات. وهذا ما حصل . وكانت ثلاث فضائيات عربية تنقل حديثه " لايف"
هي "الجزيرة" و"أبو ظبي" ، فضلا عن التلفزيون السوري نفسه.
فكيف أقول إني هربت بينما كل وسائل الإعلام كانت تغطي سفري من المطار ؟ أما بشأن
بكائي على قناة الحوار ، فهذا شرف لي . فمن لا يبكي وهو يرى مشهد دبابات جيشه
الوطني وهي تدخل بلدة من بلدات بلاده كما دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مخيم
جنين ، يكون بغلا وتافها وحقيرا وبلا ضمير. كنت أبكي على جيشي الوطني ، الذي أتشرف
بأني خدمت سلاح دفاعه الجوي ( اختصاص صواريخ) ثلاث سنوات قبل أكثر من ربع قرن،
والذي يريدون تلويث سمتعه وتلطيخ شرفه بدم أبناء وطنه .. بمقدار ما كنت أبكي على
أهلي في درعا . وهل هناك كارثة وطنية أشد بلاء من أن تري جيشك ( رمز شرفك وكرامتك
وعزك الوطني ) وهو يقتل إخوتك كما لو أنه جيش احتلال أجنبي؟. أنا أعتز بذلك . أعتز
بأني بكيت بحرية وعبرت عن مشاعري أمام آلاف المشاهدين دون حرج . انقلي عني هذا
حرفيا لكل من يهمه الأمر . وانشري رسالتي هذه حيثما تريدين . فليس فيها حرف واحد
يخجلني. أما أن أضطر لرمي عظمة لكل جرو من جراء السلطة وأجهزتها كلما نبح بوجهي ،
فهذا لا طاقة لي به ، لأن لدي ما هو أهم وأجدى من ذلك وأكثر أهمية من رمي العظام
للجراء. فضلا عن أنه ليس لدي محل " قصابة" تكفي فضلاته من العظام لكل
هذه الجراء النبّاحة التي ينبغي أن نلقمها في أفواهها حجارة وليس عظاما، لأنها
أصبحت الصوت المنكر الوحيد في ليلنا السوري الطويل الذي آن له أن ينتهي ، فقد طال
كثيرا .. كثيرا!؟
مع
تقديري على حرصك
نزار
http://www.facebook.com/notes/juri-nahas...9544351210