أميركا: عدم الاستقرار في سورية من النظام


الخميس, 16 يونيو 2011
واشنطن - جويس كرم؛ أنقرة - يوسف الشريف
دمشق، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز -
قالت الولايات المتحدة أمس إن عدم الاستقرار في سورية «يأتي من النظام»، موضحة ان «الخيار ليس بين النظام والاستقرار كما يحاولون الايحاء»، في انتقاد جديد لمواصلة السلطات السورية اللجوء إلى الحل الامني على حساب الاقدام على اصلاحات. وحذرت من أن «موجة عدم الاستقرار التي تتزايد داخل البلاد بدأت تنتشر خارجها مع سيل اللاجئين الى تركيا ولبنان»، مشيرة الى انها بصدد فرض عقوبات جديدة على سورية. في موازاة ذلك، حمل المسؤولون الاتراك حسن توركماني مبعوث الرئيس بشار الأسد الذي زار امس أنقرة حيث التقى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان «رسالة اصلاح» للخروج من الازمة السياسية في سورية.
وقال توركماني، لدى وصوله الى أنقرة، أنه سيبحث مع المسؤولين الأتراكفي «العلاقات الودية» بين دمشق وأنقرة. وأضاف أن اللاجئين السوريين الى تركيا سيعودون قريباً، «موواطنونا هنا في تركيا موقتاً لفترة وجيزة. سيعودون قريباً. أعددنا كل شيء لهم وبدأوا في العودة».
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، في ايجاز صحافي حضرته «الحياة»، ان «الشعب السوري يطالب بحقوق كان محروما منها لثلاثين سنة». واعتبر ان الاحتجاجات «ليست حركة واحدة أو مبنية على مذهب، بل ظاهرة واسعة النطاق ومنتشرة في البلاد. وهي ليست كما يصفها النظام بأنها نزاع مذهبي أو نزاع ضد ارهابيين أو سلفيين...
ما نراه (في حركات الاحتجاج) ناس عاديين».
وأكد المسؤول أن «
عدم الاستقرار يأتي من النظام، والنظام هو مصدر عدم الاستقرار. والخيار ليس بين النظام والاستقرار، كما يحاولون الايحاء... ان موجة عدم الاستقرار التي تتزايد داخل البلاد بدأت تنتشر خارجها مع سيل اللاجئين الى تركيا ولبنان» .
وكرر المسؤول أن على الرئيس الأسد «القيادة أو الرحيل. ونحن نزيد الضغوط عليه لقيادة انتقال ديموقراطي في سورية. (لكن) لم نرَ جهدا حقيقيا منه. وكما قالت الوزيرة هيلاري كلينتون فان وقته بدأ ينفذ والمجتمع الدولي يرى ذلك، وبالتحديد تركيا وتصريحات الاتراك أخيرا عبرت عن الاحباط الكبير ازاء مسار الأمور».
ولاحظ أن «سورية تعزل نفسها دوليا، وهي في طريقها لتصبح دولة منبوذة». واشار الى خطوات تتم مناقشتها حول قرار في مجلس الأمن، كما أن هناك «خطوات ثنائية نفكر فيها ونتحدث عنها مع الأوروبيين، بينها ادرج أسماء جديدة على لائحة العقوبات... من اجل زيادة الضغوط على النظام».
وقال أن واشنطن لا تنتظر «اصلاحات تجميلية،
بل مرحلة انتقالية حقيقية.
ونرى انفسنا في موقع قيادة، ولا ننتظر تحرك الباقين. ونسعى الى دعم دولي ودعم عربي ومن تركيا»، مكررا أن الدور التركي «محوري... (ومع مرور الوقت) يزداد الاصطفاف الدولي في هذا الاتجاه (الذي تسير فيه واشنطن). وسمعنا تصريحا من الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى، وهو شخص مهم.
ونسمع الكثير في الغرف المغلقة، وهو ما سيخرج الى العلن في حال استمرار هذا الوضع».
وعن دور تركيا، قال المسؤول الاميركي أن أنقرة لديها علاقات أمنية وسياسية واقتصادية قوية مع سورية، وللاتراك «صدقية لدى سورية... ونحن نرى الوضع بالمنظار نفسه».
ولفت الى أن المحادثات مع الجانب السوري تتم عبر وسطاء، وكشف أن السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد «لم يلتق أخيرا لا وزير الخارجية السوري وليد المعلم ولا نائبه فيصل مقداد»، مؤكدا حصول اجتماع مع شخصيات في المعارضة السورية. وذكر أن واشنطن تبحث في حال كانت ما يقوم به النظام السوري هو «جرائم ضد الانسانية وبالتالي تحويلها على المحكمة الجنائية الدولية».
وعن دور ايران التي اتهمتها واشنطن بدعم التظاهرات في سورية، أكد المسؤول أن هذا الدعم «مهم»، انما «
القمع الذي يجري يتم على يدي القوات السورية الذين يعتقلون. والايرانيون لا يفعلون ذلك بل يقومون بدور خلف الكواليس بتقديم خبرتهم من تجربتهم بقمع شعبهم وتقديم أجهزة وتدريب في بعض الحالات.» وسئل اذا كان الدور الايراني يتم عبر «فيلق القدس» أو منظمات أخرى تدعمها ايران مثل «حزب الله» فاجاب أن «ما نراه هو الايرانيين مباشرة. ليس لدينا أي شيئ للاشارة الى حزب الله في هذا الوقت».
قال المسؤول الاميركي أن أنقرة لديها علاقات أمنية وسياسية واقتصادية قوية مع سورية، وللاتراك «صدقية لدى سورية... ونحن نرى الوضع بالمنظار نفسه». ولفت الى أن المحادثات مع الجانب السوري تتم عبر وسطاء،
like this visit
الأسد يؤكد الثقة بقدرة السوريين على الخروج من الأزمة أقوى وأكثر تلاحماً
الخميس, 16 يونيو 2011
سوريون يحملون العلم السوري في دمشق أمس. (رويترز).jpg
دمشق - إبراهيم حميدي
أعرب الرئيس بشار الأسد خلال لقائه وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي أمس عن «الثقة بقدرة السوريين على الخروج من الأزمة أقوى وأكثر تلاحماً»، فيما عبر بن علوي عن «الدعم الكامل لجملة الإصلاحات» الجارية في سورية.
وأفاد بيان رئاسي بأن بن علوي نقل إلى الأسد «رسالة من السلطان قابوس بن سعيد تتعلق بآخر تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة في اليمن وليبيا»، وأن اللقاء الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم تناول «الأوضاع في سورية حيث وضع الأسد وزير خارجية سلطنة عُمان بصورة ما تقوم به التنظيمات المسلحة من عمليات قتل وترهيب واستهداف لأمن سورية ومواطنيها. كما أطلعه الرئيس الأسد على جملة الإصلاحات الجارية في سورية، حيث أعرب الوزير العماني عن دعم بلاده الكامل لهذه الإصلاحات ووقوفها إلى جانب سورية ضد محاولات استهداف استقرارها وترويع شعبها».
أضعف الإيمان - موسى تأخر ولكن...
الخميس, 16 يونيو 2011
داود الشريان
تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، المنتهية ولايته، عمرو موسى، حول الاشتباكات في سورية، وانقسام أعضاء الجامعة على كيفية التعامل معها، أغضبت دمشق، فوصفتها بأنها «غير متوازنة ولا تعدو كونها تجاهلاً فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سورية من استهداف خارجي». وعلى رغم أن تصريحات المسؤولين السوريين في الأزمة الراهنة اتسمت بمجافاة الواقعية، إلا أن ردهم على موسى كان واقعياً الى حد بعيد، وإن شئت كان محقاً على نحو ما.
موسى خرج عن صمته بعد تزايد الانتقادات لموقف الجامعة السلبي مما يجري في سورية، لكن حماسة الأمين العام، وحديثه عن سقوط ضحايا، ودعوته الى عدم ترك الأمور في سورية بهذا الوضع، لا تعبّر عن موقف عربي عام. وهو أشار الى خلاف بين الدول العربية، ما يعني ان تصريحاته أقرب الى رأي شخصي منها الى موقف عربي عام. وربما تدل تصريحات موسى - كما أشارت دمشق - على محاولته تحسين موقعه على الساحة المصرية، وسعيه الى كسب صوت الناخب المصري، والوقوف الى جانب الثورات لخدمة غايته، وطموحاته الخاصة على حساب الأحداث السورية، فضلاً عن ان الأمين العام كان له موقف متسرّع، وغير محمود إزاء الأحداث في ليبيا. وهو سهّل، من موقعه في الجامعة العربية، مهمة حلف شمال الأطلسي لشن غارات على ليبيا، وقَبِل بنص القرار الدولي الذي فوّض الدول الغربية بالتدخل، من دون شروط، وباتت له تفسيرات بعدد الدول التي تشكل الحلف.
بصرف النظر عن محاسبة نية عمرو موسى، فإن موقف الأمين العام كان مفيداً، ويعد تطوّراً في الخطاب السياسي العربي مع الأحداث التي تشهدها المدن السورية، ويعبّر عن صحوة ضمير، وندم على صمت مفزع. لهذا ينبغي أن يتحول هذا الوعي الذي تأخر كثيراً، الى نهج في عمل الجامعة. فصمت الدول العربية عما جرى ويجري من عنف ضد المدنيين، في غير بلد عربي، ساهم في تفاقم الأوضاع في سورية كما في اليمن، وأساء الى صورة الدول الأخرى العربية، وخوّل إلى الدول الغربية أخذ زمام المبادرة، والتدخل في شؤون البلاد العربية، وفرض واقع سياسي ينذر بتطورات خطرة.
التركي الحائر و«المعلّم المتآمر»
الخميس, 16 يونيو 2011
زهير قصيباتي
ليس من الإنصاف اقتياد «الربيع العربي» وثوراته، بعد نصف سنة من الآمال والدماء والتضحيات، الى مقصلة الأحكام المتسرعة، لانتخاب «الخيبة» بوصفها المنتصر الكبير. تلك الخيبة هي الثورة المضادة التي تُقاد حتى عبر وسائل إعلام و «خبراء» في شؤون الأمة وأحوالها ونكساتها ونكباتها، وسباتها وصحوتها.
نصف سنة من زلزال الانتفاضات، لا يكفي النزول الى الشوارع ولا تحدي الدبابات بالصدور العارية، كما يصح القول ان قطف ثمار الربيع غداً وهمٌ يظلم شباب العرب.
وإذ لا تستقيم السياسة مع الأوهام، ولا التمنيات مع الوقائع، يجدر تتبّع رياح القلق لدى الدول المؤثرة في المنطقة وهي تواكب الفصل المرير في الربيع، كما لدى الغرب الذي لم يحوِّل بعد مجلس الأمن إلى جمعية خيرية، رفقاً بالإنسان العربي وحقوقه. ألم تستنفر إيطاليا وترتعب من «قنبلة» اللاجئين الفارين من جحيم كتائب القذافي... ألم تشترط المستشارة الألمانية انغيلا مركل لعهد الحرية في العالم العربي، فرص عمل للشباب العرب في بلدانهم؟
في الشهر السابع ربيعاً، لن تنجب الأنظمة ذات الشعبية الهابطة، الحريات هبةً سخية لمن يحتلون شوارع التغيير وساحاته. المنطقة مرشحة لمزيد من المواجهات مع المجهول الذي يجهله الغرب ذاته، ويتعمم انعدام الوزن.
القلق سيّد، بل الخوف على الكيانات، ومن الحروب «الطارئة»، وأسئلة معلّقة من نوع:
الثورة المضادة في مصر، هل يخمدها تفاهم متجدد بين المجلس العسكري و «ائتلاف شباب الثورة»؟ الائتلاف ذاته، من يجدد وحدته لتحصين الحوار؟
أي جديد يُقلِق دول مجلس التعاون الخليجي من إيران، فتكرر إدانة «استفزازاتها السافرة» و «التآمر» على أمن الدول الست الأعضاء في المجلس؟
لماذا تستنفر أنقرة سفراءها، فتستدعيهم،
وتعتبر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة انقلاباً في «التوازن» اللبناني قد يمهد لازدياد النفوذ الإيراني في المنطقة؟
... ولماذا يخشى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أهدى الانتصار الكبير لحزبه في الانتخابات إلى بيروت ودمشق وغزة والمنطقة،
ان «تستغل» طهران المأزق السوري لتحقيق هيمنة ساحقة في لبنان، تمهيداً لاستيعاب الصدمة التي تلقتها بالرد الخليجي الموحد على أحداث البحرين؟
على وقع مشهد «المخيمات السورية» في تركيا، هل من المبالغة القلق من استعادة السيناريو العراقي ورعاية الغرب «المنطقة الآمنة» الكردية في شمال العراق، بعدما أُرغم مئات الآلاف من أكراد هذا البلد على النزوح إلى ما وراء الحدود التركية؟
هل لتركيا أردوغان مزيد من الوقت والأمل بإقناع الحكم في سورية بأن انطلاقاً سريعاً لقطار الإصلاحات، وإبعاد أذرع أجهزة الأمن عن الشارع والمتظاهرين، هما المخرج الوحيد لإنقاذ سورية من سكة التدويل والتدخل الخارجي... وربما من نصائح مضلِّلة بالإصرار على «الحل الأمني»؟
لدى أنقرة، بات القلق من انزلاق المنطقة الى تقسيمات «طائفية»، يتجاوز سلاح بعضهم حين يوحي بسيناريوات «مؤامرة» بوصفها محركاً لزلزال الشارع. وما دام حزب أردوغان (العدالة والتنمية) لا يستبعد وهو ينصب الخيم للنازحين من سورية، «الاحتمالات الأسوأ» لليوم التالي، لا يخطئ على الأرجح من يعتقدون بتوجيه أنقرة أصابع «المؤامرة» الى دور ما لجهات في إيران، قد تسعى الى التعويض عن «الورقة السورية» إذا فقدت الأمل بقدرة النظام في دمشق على احتواء زلزال الغضب.
... وفي ربيع العرب، يصعب توقّع تنازل تركيا عن دورها، فيما إيران لا تكف عن تلقين الثورات دروساً في الحريات، وعن تحريض حكومات على الاقتداء بخبرتها في خنق أصوات الشباب!
وأما المنازلة التركية – الإيرانية التي تفادتها أنقرة في العراق، فلعلها اليوم باتت على مسافة قصيرة، هي ذاتها المسافة الفاصلة بين تركيا أردوغان وبيروت أو دمشق.