{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #41
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
أصحاب السيادة أساقفة دمشق.. رفقاً بالوطن وبالمسيحية!

بطرس الحلاق
سمع الله دعاءكم وقبل صيامكم حماية للوطن من أي تدخل أجنبي ودعما للوحدة الوطنية. ذاك التدخل، عرفنا قسوته أثناء الانتداب الفرنسي ثم ذقنا مره في أكثر من عدوان إسرائيلي، ولذا لم ننكر على المسؤولين فضل تجنبه حين اشتعل الجوار. كما رأينا عاقبته المأساوية في وجوه أهلنا في العراق (وآخره مسيحيوها)، وكم نرجو أن ينجو منها شعب ليبيا الذي، بعكس شعبي تونس ومصر، ضل طريقه إلى مقاومة مسلحة ثم لجأ إلى الأجنبي فارتهن له. ويعرف بعض من يقرأني أني نبهت منذ البدايات إلى خطورة تبني المعارضة الليبية للمقاومة المسلحة مستأثرة بالحراك الشعبي وتستنجد بالأجنبي، كما حذرت، في بيان مشترك (سورية، الوطن في خطر)، المعارضة السورية من الوقوع في ذلك الفخ. أما الوحدة الوطنية فهي شعار الجميع بدون استثناء، حكاما ومحكومين، ولكنه يجمع النقيض إلى نقيضه. وأتساءل: لمن توجهون نداءكم هذا؟ (صادر في 16/6/2011) - ألمسيحيي سوريا؟ إذن تشتبهوا بأن بعضهم قد يقع في شرك الأجنبي أو يرمي إلى شق الصفوف؟ شبهة مستهجنة ينكرها تاريخهم الحديث العامر بأسماء المناضلين الكبار منهم. - ألكافة المواطنين؟
وستنسبون الحراك الشعبي لمؤامرة ضد الوطن ضلع بها السواد الأعظم من الشعب؟ - أم للمسؤولين؟ وما حاجتهم إليه وهم أصحاب هذا الخطاب المبهم؟ إذن تتبنوه في إبهامه دون تمحيص إرضاء لسلطة قد يعتبر بعض المسيحيين الهلعين أنها ضمانة لهم (لا سيما بعد ما حدث لأهلنا في العراق)، في حين أن لا ضمانة لمواطن سوى مواطنيه، فهم الباقون حين يتبدل القيمون على الدولة ! أنزهكم عن هذه التهم جملة وتفصيلا. يبقى إذاً أنكم تعللون ظاهرة عامة بتصرف بعض المغرضين، فتبتسرون إشكالية الأزمة الراهنة إلى مجرد انسياق وراء بعض «المندسين». أفليس في ذلك اجتزاء لحقيقة لا تخفى عليكم؟ أما كل اجتزاء للحقيقة إجهاز عليها، مهما صفت النوايا؟
لا بأس من الدعاء والصلاة والصيام التماسا لمنعة الوطن، أسوة بالاستسقاء. ولكن هل ترون مانعا من اعتماد وسائل أخرى -لنقُل مساعِدة- تتلاءم ومفهوم التجسد، وفّرها الخالق للإنسان بحكمته عندما زينه بالعقل ليتدبر أموره بحكمة: اللجوء إلى التحليل العقلاني وميزته أنه يخول كافة المواطنين المساهمة في بناء المستقبل المشترك؟
تعلمنا من التاريخ أن كل تدخل أجنبي، إذ يتذرع معنويا بنصرة المبادئ الأخلاقية وعلى رأسها نصرة الأقليات والديمقراطية، يعتمد في تحركه العملي على الثغرات القائمة -أو التي يستحدثها- في بنية المجتمع، علما منه أنه قلما ينجح في اقتحام مجتمع متراص. ينجم عن ذلك أن حماية الوطن من العدوان تقتضي تحصين المواطن من غواية الانسياق لدعوى الأجنبي، ولا يتم ذلك إلا إذا شعر أنه يتمتع فعلا بحقوق المواطن، حقوق تفرض عليه واجبات. مناعة الوطن تتأتى من كرامة المواطن. فلماذا لا نسعى - بموازاة الصلاة - إلى تأمين كرامة المواطن؟ وهل تعتقدون بإخلاص، سادتي الأساقفة، أن الحراك الشعبي السلمي ينصاع إلى أيد خارجية، أم أنه مطالبة بالإصلاح ليستعيد المواطن والوطن كرامتهما، رغم حفنة من المدسوسين؟ وكذا يقال عن الوحدة الوطنية.
وصية أنطون المقدسي
واستتباعا لما تقدم، هل تعتقدون بإخلاص، سادتي الأساقفة، أن الكرامة متوفرة للمواطن السوري؟ تدهور في مستوى المعيشة يشكو منه السواد الأعظم ولا سيما الطبقة الوسطى، وهي الركن التاريخي للتحديث في مجتمعاتنا، بينما تستحوذ الأقلية على الثروات وتغتني من اقتصاد ريعي أو خدماتي دون انتاج مادي عليه تقوم الثروة الوطنية. احتكار للحياة السياسية والفكرية والتضييق على نشاط المجتمع المدني وعلى حرية الرأي والفكر حتى في الميدان الروحي، كما تعلمون. انسداد أفق المستقبل أمام الأجيال الشابة، فلا يبقى أمامها إلا الهجرة أو الاندماج القسري في حلبة صراع عنيف لا يستساغ. فأين الكرامة؟ وعود حلوة منذ ولايتين رئاسيتين بتصويب المسار، استعذبناها وترقبناها ترقبنا لصباح جديد فخذلتنا حتى هذه الساعة. حالتنا هذه حللتها أقلام باحثين، أكثرهم من المواطنين الشرفاء الكفوئين، وكتاباتهم متوفرة في كل مكان لمن شاء الاستنارة. فمن المسؤول الأول عن هذا الوضع الذي يهمش المواطن ثم يدفعه إلى مواجهة البندقية بصدر عار؟
قد تكون صلاتنا ضربا من العبث إن لم تقترن بالفعل، أقله المطالبة بإصلاح بات اليوم إلزاميا. وهو، كما لا يخفى عليكم أيضا، المطلب الأساسي لشبيبة مسلحة بوعي رائع يحصنها ضد العنف (سلمية! سلمية! يهتفون)، وضد الطائفية والانقسام الداخلي (واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد!) وضد الانسياق للأجنبي.
كم أود أن أذكركم بوجه جميل من مواطنيكم ومؤمنيكم، شهد له الجميع بصفاء النضال في الميدان الفكري والسياسي والروحي: المرحوم أنطون مقدسي. ففي رسالة وجهها للرئيس بشار الأسد إثر إعادة انتخابه بعنوان «من الرعية إلى المواطنة»، يصف فيها الوضع آنذاك ورد:
«سيدي، اسمح لي أن أهنئك بالرئاسة الأولى، وأيضا بكلمات وردت في بيانك، حقا واعدة (احترام الرأي الآخر، ترجيح وجهة نظر الدولة على وجهة نظر الزعامة...) ...
إنها بداية لدرب طويل، إذا سلكناه يمكن أن ننتقل تدريجا من البداوة والحكم العشائري إلى حكم القانون وبداية الدخول في القرن الواحد والعشرين.
لقد كفانا يا سيدي من الكلام الفضفاض: مكاسب الشعب، انجازات الشعب، إرادة الشعب.
الشعب غائب يا سيدي منذ زمن طويل، إرادته مشلولة تقوم اليوم على تحقيق هدفين: الأول على الصعيد الخاص أن يعمل ليلا ونهارا كي يضمن قوت أولاده. والثاني على الصعيد العام أن يقول ما طُلب منه قوله، ويتبنى السلوك المطلوب منه (مسيرات، هتافات...) ...
الوضع العام، باختصار يا سيدي: انهيار عام، سياسي واقتصادي، وايضا ثقافي وإنساني...»
ثم ينهي بقوله:
«إن الشعب بحاجة، بادئ ذي بدء، إلى أن تعود إليه ثقته بنفسه وبحكومته - والاثنان واحد - وهذا ليس بالأمر السهل، فقد يحتاج إلى أخذ الرأي الآخر بالاعتبار، كما قلت، ومن ثم يتحول تدريجيا من وضع الرعية إلى وضع المواطنة». (ورد النص مقدمة لثلاثة مقالات تحليلية مستفيضة عن تطور المجتمع السوري منذ الاستقلال، نشرت تباعا في جريدة الحياة ابتداء من 21 أيار 2002، ولمن يشاء أن يراجع آخر مقالاته المهمة في كتاب أشرفت على تحريره: «المسألة القومية على مشارف الألف الثالث»، دارالنهار، 1998).
فهل منكم من يجرؤ، وهو يحدق بوجه أنطون مقدسي، على تكذيب أو استنكار ما قاله؟ وإلا، فلٍمَ لا نشهد للحق كما فعل وكما دعانا إليه ذلك الناصري الرائع الذي إليه ننتسب؟
بيان الآباء اليسوعيين
وفرضا عزفتم عن الأخذ بهذا الموقف بحجة أنه صادر عن علماني يتحدث من غير موقع، فلم لا تأخذون «بالرأي الآخر» الصادر عن إخوة لكم في الإيمان والرسالة، هم الآباء اليسوعيون في سوريا؟ يأتي في بيانهم «تأمّلات في ما يجري اليوم في سوريا» بتاريخ 3 حزيران 2011 ما يلي:
«نشهد في مجتمعنا، ومنذ بضعة أشهر، كما في أغلب مجتمعات الوطن العربيّ، مطالبات مجتمعيّة وسياسيّة، من أجل المضيّ ببلدنا نحو حضارةٍ أكبر. تتمحور هذه المطالبات حول القيام بإصلاحاتٍ متعدِّدة وإتاحة حريّة أوسع، بما يسمح لكلِّ فردٍ أن يكون عضواً فاعلاً في تطوير هذا المجتمع، وهذا حقٌّ مشروع ومعترف به للجميع. ... وأمام هذه الأحداث الدامية، ذات الوتيرة المتصاعدة في شدّتها وقسوتها أسبوعاً بعد أسبوع، والتي تسفك دماءً بريئة لا علاقة لها بالصراع الدائر، نجدُ أنفسنا مضطرِّين إلى إطلاق صرخةٍ تُخاطب ضمائر مواطنينا كافةً وعلى اختلاف مشاربهم....
إن التحوّلات الجارية في الوطن العربيّ، وفي سياقها تندرج الاضطرابات الحاليّة في المجتمع السوريّ، حُبلى برجاءٍ جديدٍ لا بدّ من أخذه بعين الاعتبار. يتّصف هذا الرجاء بالدرجة الأولى بالتعبير الحرّ عن الرأي، والبحث المشترك عن الحقّ. فالإصلاحات المجتمعيّة والسياسيّة باتت ضرورة ملّحة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها...
لا يسعنا أن نذكر كلّ أسباب الأزمة، لكننا نتساءل عن الكيفيّة التي تتيح لنا تخطيَ هذا الوضع المؤلم للوصول إلى محاولة حوارٍ جادٍّ بين كل الأطراف، هذا الحوار ليس بالأمر السهل إذ أنه يفترض أولاً الثقة بالآخر والإصغاء إلى كلامه... إنّنا نرفض الدخول في الحلقة المفرغة التي تولِّد الخوف المستمرّ من الآخر، وتخنق كلّ النيات الصادقة والراغبة في بناء الوطن...
وفي هذا السياق، نأملُ ألاّ تكون المشاعر الوطنيّة الصادقة التي حرّكت الكثيرين خلال الأيام الماضية مبرِّراً للانزلاق، عند البعض منهم، نحو استخدام لغةٍ ومفردات ترفض الآخر وتهمِّشه، فتلغيَ كلَّ إمكانات التواصل معه.... وهنا لا يفوتنا أن نعبِّر عن عميق حزننا لعائلات الضحايا والمعتقلين، من الأطراف كافة، ونعلن التزامنا على قدر استطاعتنا العمل على مساعدتهم وتخفيف آلامهم جميعاً من دون أيّ تمييز كان.
ختاماً، وانطلاقاً من إحساسنا بحراجة الموقف، فإنّنا وباسم الدماء الطاهرة التي أُريقت على تراب وطننا الغالي، نناشد جميع السوريين ومن كل الأطراف، الإسراع بالانخراط الفوري في عملية حوار وطني حقيقي وجاد لإيجاد مخرج لهذه الأزمة».
وينتهي البيان بهذا القول الجامع:
«نرفع دعاءنا إلى العليّ طالبيين أن نلتزم فوق كلّ شيء الدفاع عن مصلحة المواطن السوريّ وكرامته. وبذلك نتخلىّ عن كلّ العصبيات الضيّقة، واضعين نصب أعْـيُننا سلامة الوطن وخلاصه».
ما أجمل الإيمان إذ يتجسد في واقع راهن اليوم والآن، فلا يكتفي بإعلان مبادئ عامة ! وما أجدركم، سادتي الأساقفة، أن تنيروا الطريق بمثل هذا الإيمان المتجسد المترسخ في الإنسانية، المسلح بقوة الحق والمحبة، المزين بالشجاعة التي تجهر بالحق لوجه الله وخدمة للإنسان -وهو صورته- ووفاء للوطن. فالرهان هو على مصير الوطن، ولا وطن بلا مواطن حر، ويبقى المسلك الإيماني على اختلافه وكذلك نقيضه فائضا عن الوجود. فهلا استدركتم بيانكم الحالي، الذي يبث الشبهات بدون طائل ويتغاضى عن الجوهر فيمس من مصداقية موقعكم كمواطنين ومسؤولين روحيين، ببيان آخر تستودعونه رؤيتكم الإنسانية والروحية السامية المعروفة عنكم وعن أسلافكم، خدمة للوطن أجمع بما فيه أصحاب القرار، ووفاء لتاريخ المواطنين السوريين المسيحيين، وإخلاصا لبشرى (أي إنجيل) الناصري الرائعة؟
واسمحوا لي نهاية، انطلاقا من قناعتي بأن صوت الكنيسة لا يكتمل إلا بصوت المؤمنين (المجمع الفاتيكاني الثاني)، ان أقترح عليكم نشر كتيب يجمع جملة من آراء المسيحيين السوريين على اختلاف أطيافهم في الازمة الراهنة وفي سبيل تجاوزها. بذا تبادرون إلى تقديم مثال ساطع على الحوار الذي تسعون إليه وتطالب به شبيبتنا، وهو السبيل الوحيد لتحصين الوطن ضد الأطماع الخارجية والتشرذم واستقواء القوي على الضعيف، وضد الساعين للاستئثار بالسلطة، وإن باسم الديموقراطية، على حساب وحدة الوطن. «فليكن كلامكم: لا لا ونعم نعم» (الإنجيل المقدس).
ولكم فائق الاحترام من مجرد مواطن سوري مسيحي يلتمس دعاءكم ومثالكم الإنجيلي.
07-16-2011, 11:11 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #42
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
مسيحي يرفض : الله سوريا بشار و بس .. في كنيسة الصليب بدمشق !!!
George Ake


ياللعار .. أقولها من سوري مسيحي دمشقي الأب و الجد و الأصل .. و لا أخجل بإشهار أسفي و صدمتي .. ليس لأن ما قيل يمس رأس السلطة فقط و لكن لفداحة هذا الموقف الذي لا أجد فيه إلا دفعاً للصدام بين المسلمين و المسيحيين .. و لعبة بدافع من الخبث و قد تكون بدافع من الجهالة المفرطة .. قامت بها أطراف لا يمكن أن نتهمها دون أدلة !!
إلى أخوتي المسيحيين إلى بعض من ادعوا يوما أنهم نور العالم .. آسف لكم يا أخوتي و أنا منكم .. فقد صرتم ظلمة العالم و لم تعودوا ملح الأرض كما أوصانا المسيح يوماً .. حين قال لأتباعه :أنتم ملح الأرض ، ولكن إن فسد الملح فبماذا يُملَّح؟
هل نسيتم من أنتم و من هو معلمكم ؟؟ هو المسيح و هل نسيتم أجدادكم الذين علقوا مع أخوانهم المسلمين على أخشاب المشانق في السادس من أيار ؟؟ و هل نسيتم أن الرهبان في سوريا و لبنان كان لهم الدور الابرز إلى جانب علماء المسلمين في الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار و الضياع حين هاجمتها حملة تتريك قومية أيام العثمانيين ؟؟ و هل نسيتم من جدكم الاقرب فارس الخوري الذي تولى في الخمسينات رئاسة البرلمان ثم وزارة الاوقاف !!! ؟
إني من تاريخي أخجل و أتبرأ من كل من يدعو إلى إدخال الكنيسة في مواجهة بلهاء و حمقاء مع الجامع .. فعلى الكنيسة أن تضم كما الجامع كل الناس دون تفرقة و دون أن تقف في وجه إرادة الشعب السوري بمسلميه و مسيحييه من أجل التغيير السلمي الحر الديمقراطي .. نحو بلاد يكون لكل السوريين فيها نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ..
ما أشد ظلمكم .. و ما أشد حزني لغياب انسانيتي بينكم .. أنتم كرام و أنتم أهل و أنتم الحب الأول .. و أنتم الخذلان الأكبر في حياتي ..
عودوا نوراً و حداثة .. و لا تأتوني بمظاهرالحب و انتم تتعفنون بالكراهية .. عودوا كما اعرفكم مسالمين نعم .. راضين بالذل لا و ألف لا ..
و لا اشاء بهذه الرسالة ان اثير أحدا ضد المسيحيين .. لا سمح الله و لكن لرسالتي مقصدين الأول أن أحث الهمة والحق في قلوب المسيحيين السوريين و الثانية لأظهر لكل أحبتي من المسلمين ان ما حدث لا يعبر عن رأي كل المسيحيين و لا يرضى عنه إلا قليل الوجدان و الضمير و لأعلن أيضاً أني لن أنسلخ عن وفائي لسوريا الحرة الديمقراطية المدنية دولة لكل السوريين و عن وفائي لشعبها و لن أنسلخ عن شعب بلادي .. و لن اكون أبخل من أجدادي على وطني ..
و العزة لسوريا
14 – 7 - 2011
07-16-2011, 06:18 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #43
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
07-17-2011, 09:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #44
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
http://www.facebook.com/notes/nadia-hann...7757825365


بقلم ناديا حنا

استيقظ أهالي باب توما والقصاع والمناطق المجاورة صباح السبت بعد احتفالاتِ الليلة الماضية ليجدوا جدرانهم مملوءةً بملصقات وزعها شباب المنطقة ذاتها مذيلةً بشعار السمكة كتوقيع يوضح هويتهم، وقد أعلنوا من خلال هذه الملصقات رفضهم لما يتم من ممارسات بدفعٍ من النظام للاحتفال في آخر كل يوم جمعة واستفزاز شارعٍ على حساب آخر في دمشق... ففي الأسابيع القليلة الفائتة أقيمت احتفالات في أهم ساحات العاصمة كان جلها في ساحة "باب توما" برعاية علنية من بعض رجال الأعمال منهم "قبنض وبلان" ورعاية ضمنية من النظام نفسه، وربما كان هذا التركيز عليها آتياً من اعتباراتٍ عدة؛ منها المعلن كونها من أعرق الساحات وأقدمها ولما كان لها من أهمية ثقافية؛ ومنها غير المعلن وهو ترسيخ فكرة طائفية بخروج منطقةٍ تسكنها غالبية معروفة من الأقليات للاحتفال المجاني في الوقت الذي تتم فيه انتهاكات إنسانية في كافة أنحاء سوريا. 103

عوّل النظام السياسي منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا على صمت الأقليات، مرسخاً تخوفاتهم، في محاولةٍ لإبراز حالةٍ من الطائفية التي يتذرع بها للحفاظ على وجوده... وفيما انطلت اللعبة على جزء.(خاصةً عن طريق تدخل بعض رجال الدين بتعليمات من النظام نفسه)، كانت هنالك مجموعات من الرافضين لزج الشعب السوري في مواجهةٍ مع بعضه البعض، ومنها حملة "ملصقات السمكة" التي وجدها سكان دمشق صباح اليوم_السبت_، فإن كانت فكرة الطائفية موجودة بشكل من الأشكال فيما سبق، إلا أن الأحداث الأخيرة "برأي بعض الناشطين" قد ألغت أي مجال للانقسام تقريباً، مراهنةً على درجة الوعي عند الشباب السوري التي جعلته يدرك أن الرصاص والمعتقل لا يميز بين مواطن وآخر.

ومن الملفت أن "ملصقات السمكة" حملت رسالةً محددة دون إطلاق الاتهامات على أحد... حيث طرحت تساؤلاتٍ بسيطة، تحاكي المنطق العام، دون الدخول بالمواضيع السياسية ليكتبوا فيها: "في كل جمعة يستشهد العديد من المدنيين وعناصر الأمن والجيش فهل تستحق دماؤهم منا كل هذا الاحتفال؟.. لن نرضى بالرقص على دماء من ضحوا بحياتهم""... مؤكدين رفضهم لمظاهر الفرح كون أن حال البلاد لا يسمح بمثل هذه الاحتفالات من أي طرفٍ من الأطراف، حيث أن طرح اسم شهداء عناصر الأمن والجيش تمثل وجهة نظر الموالين للنظام، وتبرز حالة التناقض التي يعيشونها، ففي حين تعلن وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية أخباراً لمجازر جماعية أو جرائم ارتكبها "مسلحون" كما يسمونهم، تنقل شاشاتها صور امتلاء شوارع المدينة بمظاهر الفرح وبإعلانات طرقية بعنوان "سورية بخير". ولم تكن هذه الحركة الأولى خلال "الثورة السورية" لرفض القمع وتشجيع الشارع الدمشقي على التحرك، حيث أن مجموعة من الشباب أطلقت على نفسها اسم "تسونامي الحرية" قامت بتوزيع عدد من الملصقات مطلع الأسبوع الفائت في كافة أنحاء دمشق وقد استخدموا فيها صورة الكف الذي استعمله النظام في حملاته الإعلانية للدلالة على كلمة "أنا" وبنفس طريقة التصميم، لكن بشكل محرف وساخر بما يخدم أهداف الثورة ومنها عبارة "أنا طريقي هو طريقك... بس الدبابة سادة الطريق"، كما انتشرت في دمشق قصاصات ورقية صغيرة لم تتبناها أية مجموعة تحمل عبارات مختصرة جداً وواضحة ومنها: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"سوريا بدها حرية"، ويتم الحديث عن كمية من المنشورات الأخرى لمجموعات لم نستطع أن نعرفها في العاصمة وفي المحافظات... الأمر الذي أنهك القوى الأمنية وجعلهم على أشد درجة من الاستنفار، ليشكل استنزافاً جديداً لقواهم وجهودهم بالإضافة إلى المظاهرات، حيث تم تطويق بعض مناطق العاصمة بعد انتشار خبر المنشورات ببضعة دقائق من قبل عناصر منهم، مرفقة بسيارات النظافة، للتخلص منها قبل أن يراها الناس في الشوارع، الأمر الذي وضعهم في موقف محرج مع المسؤولين عنهم الذين اعتبروا حالة المنشورات تشكل اختراقاً أمنياً كبيراً، متوعدين بأقصى العقوبات لها. ربما يظن الكثيرون أن دمشق لم تصحو بعد من غفوتها في زخم الثورة السورية... لكن دمشق لم تنم منذ أربعين عاماً... وأبناؤها يحملون أحلاماً قد تحمل صحوةً أكبر من كثير مما راهن البعض.
07-24-2011, 05:17 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #45
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
رجعية المسيحية اللبنانية في هذا الزمن السوري
الجمعة, 05 أغسطس 2011
سامر فرنجيّة *

ليس سراً أن جزءاً لا بأس به من القوى المسيحية اللبنانية يقف اليوم إلى جانب النظام السوري، متخوفاً من ارتدادات سقوطه على موازين القوى الطائفية في المنطقة. ويتزامن هذا الموقف مع معركة هذه القوى لاستعادة دور المسيحيين في لبنان، بعد فترة استبعاد يتحمّل مسؤوليتها الشريك المسلم، وفق رواية هذه القوى. ومن خلال هذا التزامن، يعاد إحياء مبدأ حلف الأقليات كضمانة لوجود المسيحيين في لبنان، وإن كان الحلف يضم على رأسه المسؤول الأول عن استبعادهم في فترة التسعينات من القرن الماضي.

لقد ترأس النائب ميشال عون هذا الخيار السياسي، رابطاً مصير تياره ومسيحييه بمصير الرئيس السوري، ومواجهاً من نقاده تهماً تقول إنه سخّر نفط لبنان، من خلال صهره، لمصلحة تفاوض النظام السوري مع روسيا.

وامتد هذا الموقف الى مواقع مسيحية أخرى. فعبّر عن هذه العدوى التقوقعية البطريرك الجديد للموارنة، الذي قرر توحيد المسيحيين حول معركة خارجة عن الزمن لاستعادة الأراضي المحتلة والمباعة، مرجّحاً مستقبلاً من اثنين لما يحصل في المنطقة: فإما «تبرز أنظمة أكثر تشدّداً وتعصّباً من تلك الموجودة حاليّاً، وإمّا يطبق - وللأسف - مشروع الشرق الأوسط الجديد وعنوانه تفتيت العالم العربيّ». فمعركة توحيد المسيحيين تمرّ، وفق البطريرك الممانع، من خلال الوقوف ضد الثورات، متلطياً وراء «تقدمية» باتت اليوم الحليف الأول لأنظمة استبدادية في المنطقة، ذاق طعمها مسيحيو لبنان قبل غيرهم.

يأتي موقف هذه القوى من الثورات العربية في سياق أزمة المسيحيين في لبنان. فبعد انحسار دورهم الاقتصادي والثقافي خلال النصف الثاني من القرن الفائت، عانوا تهميشاً سياسياً على يد النظام السوري في التسعينات، أدّى إلى ما عرف بـ «الإحباط المسيحي». وإذا كانت لهذه الأزمة أسباب سياسية يمكن أن تعالج من خلال نزعة إرادوية وإصلاحوية، فإن الجزء الأكبر من الأزمة ناتج من تغيرات عميقة في لبنان والمنطقة، أضعفت الشروط الموضوعية للدور المسيحي، عما كانه قبل الحرب، مقلّصةً الفوارق الطائفية والتمايز المسيحي الناجم عنها.

وثمة تشابه بين مصير المسيحيين ومصير لبنان، البلد الذي ارتبطت نشأته و «فلسفته» بتاريخ هذه الجماعة. بهذا المعنى، لا يمكن عزل أزمتهم عن أزمة بلدهم وفقدان دوره الذي برر وجوده ككيان مستقل.

وقد قام هذا الدور، بعد الاستقلال، على مبدأ تمايز لبنان عن محيطه، شارطاً وجود هذا الكيان ومسيحييه بعلاقة التضاد هذه. ومن باب التبسيط، يمكن تلخيص هذا التبرير بالتعبير الشعبي «ديك على مزبلة»، الذي يفسر ميزات لبنان من خلال تمايزه عن مساوئ جيرانه. لكن قدرة هذه الرواية على الإقناع بدأت تنحسر مع أواخر القرن الماضي، مع الاختفاء التدريجي للقدرة على التمايز. فمع انفتاح المنطقة العربية الاقتصادي والثقافي، لم يعد لبنان مختلفاً عن محيطه، وخسر دوره كوسيط.

وشكلت الثورات العربية الترجمة السياسية لهذا الاستواء الاقتصادي والثقافي، محولةً، بين ليلة وضحاها، لبنان من نموذج وحيد للديموقراطية في الشرق الأوسط إلى النظام الأكثر تأخراً في المنطقة. فالمزبلة لم تعد مزبلة، والديك تبين أنه دجاجة منتوفة.

لقد كانت الأطراف المسيحية، المتماهية مع هذه الأيديولوجية اللبنانية، سباقة في التقاط انحسار الدور الذي عملت مديداً على ترسيخه. وبهذا المعنى، شكّلت مقولة «الإحباط المسيحي» أولى إشارات هذا الانحسار وبداية نهاية أسطورة التمايز. فكان الإحباط، وإن كان التعبير عنه مسيحياً، لبنانياً في بعده الأيديولوجي، ملتقطاً، وإن بلغة طائفية، مأزق هذا البلد جراء التغيرات التي بدأت تعصف بالمنطقة.

إزاء هذا الوضع، حاولت بعض القوى المسيحية، وعلى رأسها الكنيسة المارونية والبطريرك السابق، أن تعيد إنتاج هذا الدور من خلال الانخراط في معركة الاستقلال والعمل على إنتاج تصورٍ جديد لدور الطائفة والبلد. وكان المجمّع البطريركي الماروني دلالة على هذه المحاولة، سباقاً في طرح مسألة المسيحيين، «تقدمياً» في جوانب عدة، وإن لم يلق الاهتمام الكافي في السياسة اللبنانية.

لكن في لحظات الأزمة، تطفو الرجعيات على سطح الواقع، كما تشير إلى ذلك تجربة «حزب الشاي» في الولايات المتحدة مثلاً. فمنذ انتهاء الحرب الأهلية، بدأت تتشكل بوادر هذه الرجعية من خلال معارك وهمية للمحافظة على الدور، كالدفاع عن الامتيازات التجارية أو عدد المسيحيين في إطفائية بيروت. واستكمل تشكيل هذا الخط السياسي بعد انسحاب الجيش السوري، مع انضواء حلفاء هذا النظام في المعركة وترؤس التيار العوني حلف «المسيحيين الجدد». فازدهرت الرجعية على يد الطرف الأكثر اعتناقاً للحداثة ولغتها عند المسيحيين، وليس من خلال المؤسسة التي طالما اعتبرها العلمانيون واليساريون قلعة الرجعية، الكنيسة المارونية.

ومع وصول هذا الخط إلى سدة الحكم، وتحوله إلى ممثل حصري للمسيحيين في الحكومة الجديدة، أصبحت عناوينه السياسية هي الحاكمة، وبدأت لعبة العد القاتلة. فتحولت نسب بيع الأراضي وعدد المسيحيين في الخارج وعدد أيام العطلة المخصصة للأعياد المسيحية إلى أمور مصيرية. وفتحت المعركة على اتفاقية الطائف، بلا تفكير في بديل أو حساب لموازين القوى، مسلحةً المسيحيين بمجرد نص لمحاربة التاريخ (وفي هذه الحالة، الجغرافيا أيضاً). وبرر الخطر على الوجود التحالف مع السلاح في الداخل، كما برر التـحالف مع أنظـمة اسـتبدادية في الخارج.

وفي سياق هذه الرجعية، يصبح التحالف مع النظام البعثي مبرراً، ووسيلة كغيرها من الوسائل، لإعادة بعض المديرين العامين إلى حصة الطائفة.

فقوى الرجعية عند المسيحيين قررت إذاً أن تواجه التغيرات التاريخية من خلال البحث عن كبش فداء محلي لتفسير ما آل إليه الوضع، مدعومةً بفائض قوة، تتخيل أنها تسيطر عليه. وهذه القوة، التي تنحسر تدريجاً، أعفتها من صعوبة التفكير بشروط هذا الدور المستحدث، أو عواقب هذا المشروع. فلا شيء أسوأ من الرجعية إلاّ الرجعية المنتصرة، التي غالباً ما تنتهي تجربتها بكارثة. لقد نجح العونيون في أن يحولوا مسيحيي لبنان إلى أسرى لمشاريع انتحارية، كالوقوف إلى جانب نظام استبدادي في لحظة تهاويه، أو لمطالب تافهة. وربمّا كمن الخطر الأكبر اليوم في استمرار هذه الرجعية بتحقيق انتصاراتها العبثية، التي تهدد بتحويل المسيحيين من ديك على مزبلة إلى ديك في مزبلة التاريخ، تاركةً لآخر مسيحي منتصر شرف إغلاق هذه المزبلة، لئلا تلوث رائحةُ العفن، مهما تزينت بعطر الليمون، أجواء العالم العربي الجديد.

* كاتب وجامعي لبناني

مقابلة مع سهى بشارة christ woman من حول ما يجري في سورية ولبنان
von Ali Atassi, Donnerstag, 4. August 2011 um 13:51

سهى بشارةchrist woman المقاومة العنيدة والجريئة التي لم تتردد في توجيه فوهة مسدسها إلى صدر العميل أنطوان لحد، هي بالنسبة لي أولا وقبل أي شيء آخر الصديقة العزيزة والمرأة الرقيقة والإنسانة الصلبة كالفولاذ عندما يتعلق الأمر بإشهار كلمة الحق. التقيت سهى قبل عدة أيام في بيروت، وأثناء الدردشة خطرت لي فكرة إجراء هذا الحوار للإيصال موقفها المشرف من الثورة السورية إلى أوسع الدوائر، خصوصا في الوقت الذي يكثر في اللغط في لبنان من حول ما يجري في سورية. تناولت هاتفي النقال وبدأت في التسجيل، فكان هذا الحوار الذي أنشره اليوم على الفيسبوك على أمل أن يجد طريقه إلى أوسع الدوائر بين الأصدقاء ومنهم إلى وسائل الإعلام، وذلك لأهمية ووضوح رؤية سهى بشارة وقدرتها على وضع النقاط على الحروف، وصعوبة أن تمر وجهة نظرها في ما يسمى "تعددية" وسائل الإعلام اللبنانية.

محمد علي الأتاسي



س/ كثر اللغط من حول الثورة السورية في لبنان، نتيجة إصرار البعض على أن النظام في سورية هو نظام ممانعة وأن الحالة السورية تختلف عن بقية الدول العربية بالتالي فلا داعي لإنهاكه بتحركات شعبيه! ما رأيك بهذا "المنطق" الممانع وهل تضيعين الثورة السورية في سياق ما بات يسمى "الربيع العربي"؟

سوريا والشعب السوري هم بالتأكيد ضمن هذا السياق. السؤال كان على الدوام إلى متى سيستمر الشعب السوري تحت سلطة نظام ديكتاتوري إجرامي فاسد، يضطهد شعبه تحت حجة المقاومة والممانعة. ومن ثم ممانعة ومقاومه ضد من؟ ضد شعبه!!

لكن لتكتمل الثورة، على التغيير أن لا يقتصر على تغيير الأسماء. لا تغيير عندما يظل الرئيس هو ذاته والعائلة الحاكمة هي ذاتها، والمؤسسات هي ذاتها، وشبكات الفساد هي ذاتها. طالبنا في البداية برحيل مبارك لنكتشف بعدها أن المشكلة أكبر من الأسماء وأن التغيير الحقيقي يكون بالبنى والمؤسسات والقوانين. عندها، وعندها فقط، نستطيع الكلام عن ثورات عربية، وعندها نستطيع أن نعيد الاعتبار لمفهوم المواطنة.



س/ ما رأيك بمن يشكك بالثورة السورية كونها تقوم في مواجهة ما يعتبرونه "نظاما وطنيا"؟

يا عزيزي دعنا من هذا الكذب! ما معنى هذا الكلام هل بات الشعب مشبوه والنظام غير مشبوه! هل أصبح الشعب السوري غير وطني كونه يطالب بحقوقه المشروعة ويواجه نظاما يطلقون عليه صفة "الوطني"!؟ وما هذه الوطنية التي تستبيح الشعب وتمعن فيه قتلا وسجنا وتعذيبا.

الشعب السوري هو شعب وطني، ينشد التغيير ويناضل لاستعادة حريته. وهذا التغيير سيكلف بالتأكيد دما وشهداء وتضحيات جمة. فالتغيير لا يكون بالورود، ولكن بالنضال والتضحيات.



س/ ما رأيك بموقف حزب الله وبعض الأحزاب اللبنانية التي تدعو لأن يتم التغيير من خلال النظام وبالتعاون والتحاور معه؟

هذا كلام فارغ. وكل الأحزاب في لبنان لم يكن لديها للآسف موقف بمستوى قضية الشعب السوري. ومن ثم كيف يمكن لنا أن نتوقع من مثل هذا هكذا نظام ديكتاتوري أن يقود عملية التغيير والإصلاح؟! وهل من المعقول أن يغير النظام ذاته ويصبح ديمقراطيا؟! هذه المعادلة العوجاء لا يمكن لها أن تستقيم في أي بلد، فلماذا يريدون أن تنجح مع الشعب السوري وفي مواجهة هذا النظام الديكتاتوري بالذات!؟ هذا الأمر مستحيل.

س/ ما تقولين بمحاولة وضع المقاومة بتعارض وتضاد مع الديمقراطية وحريات الشعوب؟

أن أرفض هذا المنطق بالمطلق. فهذا معناه ممارسة الوصاية على الناس وفقدان الثقة بالشعب وبقدرته ليس فقط على ممارسة حرياته ولكن على مواجهة أي احتلال يمكن أن يتعرض له. ومن ثم، إلى متى يمكن للناس أن تقبل بأن تذل وتهان كرامتها، وكل هذا تحت مسمى الممانعة ودعم المقاومة!

س/ هل توافقين الرأي القائل بوجود لامبالاة في المجتمع اللبناني حيال ما يجري اليوم في سوريا؟

لا أعتقد بوجود لامبالاة. هناك في الواقع منطق لبناني يخاف ويتخوف من انعكاسات ما يجري في سوريا على لبنان. فحزب الله مثلا يخاف من موضوع توقف إمدادات السلاح واختلال التوازن الإستراتيجي مع العدو. أما في بعض الأوساط المسيحية اللبنانية، فهناك تخوف على موضوع الأقليات وحمايتها. وهناك أيضا تخوف بالنسبة للاقتصاد كون سوريا هي عصب لبنان. هناك قناعة لدى الجميع أن استقرار لبنان هو من استقرار سورية. لكنهم يتناسون في ذات الوقت أن حرية سورية هي من حرية لبنان وأنه لا يمكن لنا أن نطالب الشعب السوري بالحفاظ على استقراره مقابل التمتع برفاهيتنا في لبنان!

س/ هناك بعض الأصوات التي تتخوف من ما يسمى بالخطر الإسلامي ووصول الإسلاميين إلى السلطة،؟ ما رأيك بهذا الكلام؟

إن ثقتي بالشعب السوري كبيرة جدا، وبالنسبة لي فإن هذا الشعب قادر على تقرير مصيره واختيار شكل النظام الذي يريده. وأنا أدرك أن هذا الشعب الذي يدفع اليوم أفدح الأثمان لنيل حريته، لا يمكن له أن يقبل العيش في ظل أي نظام بديل يحرم المرأة من حقوقها ويمنع المساواة ويلغي القوانين المدنية. مع ذلك، دعني أذهب معك إلى النهاية ولأفترض أن الإسلاميين وصولوا إلى السلطة، فهذا سيكون قرار الشعب السوري وعلينا احترامه، وأنا أكيدة أنه إذا ما حاول هؤلاء النيل من الحريات العامة، فإن الشعب الذي واجه الديكتاتورية الأسدية، سيواجه من جديد أي ديكتاتورية إسلامية.

س/ماذا عن تخوف البعض في الأقليات الدينية من التغيير، وتلويحهم بالأخطار التي تتهدد الأقليات إن تغير النظام في سورية؟

المشكلة هنا أن البعض يتذكر فجأة، أنه أصبح مسيحي أو أصبح من الأقليات. أنت يا أخي، إما أنك أولا مواطن، أو أنك ابن طائفة معينة. لتكن مواطنيتك هي انتماءك الأول، وليأتي بعدها، إذا أردت، انتماءك الديني أو المذهبي. إنه من المعيب أن البعض، بات ينسى فجأة انتمائه الوطني وراح يتذكر فقط أنه سني أو علوي أو مسيحي. مع ذلك فأنا أعتقد أن هذه المشكلة لا توجد بقوة لدى المسيحيين السوريين، في حين أنها تظهر بوضوح لدى بعض القوى والجماعات اليمينية المسيحية في لبنان التي لا تزال تقنع نفسها بأن هذا النظام يحمي الأقليات، على غرار نظام صدام حسين في العراق؟! متناسين أن التغيير في الحالة السورية يأتي من الداخل وبقوة الشعب وبعيدا عن أي تدخل خارجي.



س/هناك بعض الألسنة حاولت أن تشكك بحقيقة موقفك من انتفاضة الشعب السوري، كونك سبق لك أن زرت سورية بعيد خروجك من معتقل الخيام. ما هي حقيقة موقفك من النظام السوري بالماضي والحاضر؟

بالماضي والحاضر والمستقبل، أنا لا يمكن لي أن أكون مع أي نظام ديكتاتوري يضطهد شعبه ويحرمه من حقه الانتخابات والتمثيل الصحيح. من هنا فلا يمكن لي، أنا سهى بشارة، إلا أن أنحني أمام الشعب السوري وثورته.





س/ سهى سبق لك أن حملت السلاح دفاعا عن وطنك؟ ماذا تقولين اليوم للشباب السوري الثائر؟ خصوصا في ظل دعوات البعض لحمل السلاح في وجه قمع وجرائم النظام؟

ذاك الأمر كان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعملائه. أما في الحالة السورية فأنا بالمطلق ضد حمل السلاح في مواجهة الاستبداد. إن الضامن الأساسي لتجذر الحراك السوري وتحوله إلى ثورة شاملة، يكون في الحفاظ على سلميته. إن أي سلاح ينزل إلى الشارع، معناه الدخول في نفق الحرب الأهلية التي يخسر فيها الجميع. وسبق لنا في لبنان أن جربنا هذا النفق المظلم، وكنا نتصور أنه يمكن لنا أن نقفز فورا إلى الاشتراكية، فإذا بنا نقفز من شارع مار إلياس إلى شارع البسطة ومن الأشرفية إلى رأس النبع. ووجدنا أنفسنا في النهاية نتحول من الاشتراكية إلى حرب الشوارع!



س؟ هل لديك شيء تحبين أن تضيفيه وتقوليه لبعض أصدقائك المتخفين اليوم في سوريا؟

لم أكن أتخيل يوما أنني سأعيش هذه اللحظة التي سيدخلون فيها من جديد في الحياة السرية، وهذا في الحقيقة فخر لهم ولنا.



س/ برأيك ما هو المخرج اليوم بالنسبة للاستعصاء السوري؟

على الانتفاضة أن تستمر وعلى الشباب أن يستمروا في النزول إلى الشارع. لا مخرج أمام سوريا اليوم إلا بتغيير النظام. أعرف أن الوضع في هذا البلد ليس كمصر وتونس، وأن الكلفة ستكون عالية جدا وستسيل دماء كثيرة، لكن لا مجال أمام المتظاهرين إلا الصمود بأجسادهم في مواجهة آلة القتل العسكرية. الشعب السوري اليوم مصمم على التغيير، وهذا التغيير لا يمكن أن يتم إلا في مواجهة عقلية سلطوية، هي في أساس تكوينها معادية لأي تغيير
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-06-2011, 12:23 PM بواسطة بسام الخوري.)
08-06-2011, 12:14 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
((الراعي)) غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,100
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #46
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
اسمحنا بسام :

السادة الأساقفة،
على مذابحنا بقعٌ من دم

نيراس شحيد
نادت الكنيسة دائماً بحق كل إنسانٍ في الحرية والكرامة، وحثت العلمانيــين على النضــال المســتنير من أجل هذا الهدف النبيل، وطلبت من رجال الدين دعم هذا الواجب، ولكن من دون الانخراط المباشر في العمل السياسي الميداني، مما يؤهلهم لأن يكونوا مرجعاً للجميع. أين نحن من هذا النداء في سوريا؟ مِن كهنتنا من هو بعثي، ومِن أساقفتنا من لا يتردد في تخوين كل المتظاهرين، ومِن بطاركتنا من لا يكف عن كـيل المدائح للنظام، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه كاهنٌ على غسل جراح ماضينا، أو أسقفٌ على الوقوف في وجه أجهــزة الأمن ليكرر وصية من لا يموت: «كفاكم قتلاً!». وبدلاً من أن يكون يوم الثالث والعشرين من حزيران المنصرم يوم صومٍ وصلاة، كما ورد في بيان أساقفة دمشق، تحول تجمع المؤمنين في كنيسة الصليب الدمشقية إلى مهرجانٍ خطابيٍ سياسي، وازدادت الدمعة بريقاً.
لا يُسأل شعبنا بل يتكلم بعض أساقفته عوضاً عنه ليقولوا للجميع: «هو لونٌ واحدٌ هذا الذي لا ينـفك يردد «نعم نعم...»». أما الحرية فليست إلا «مؤامرةً» و«عصابات»، وكأن أناساً لم يوجدوا يوماً ليخرجوا من دون أن يعودوا، وتصدح أصوات من يحملون أشلاءهم «سلمية سلمية» فيكرر الواعظ «مندسون مندسون». ويدخل الجيش المدن وتتعالى هتافات الشارع وتغرق الكنيسة في صمتها، «نعم نعم...»، وتبرق الدمعة من جديد. أما مستقبل الحراك فلـيس إلا «إماراتٍ سلفــية»، وكأن لا مسيحيين ولا علمانيين يخرجون كل جمـعةٍ من المساجد، وكأن لا مناضلين مدنيين يُخطفون من ديارهم، وكأننا لم نكن جيراناً، وكأن لا ماضيَ مشتركاً لنا، وكأن لا خـبز ولا ملـح ولا قهوة بيننا. من أفواه بعض خطبائنا يطلق رصاص الكلـمات، ومن حناجرهم تصـدح عبارات المديح والولاء لتُخــرس ما لا يمكن إخراسه: حنجرة ابراهيم قاشوش. من جــسد المسيح على الهياكل ينزف حمزة وهاجر، ومن جنب ذلك الـناصري تمتزج حماة بدير الزور، ويردد الواعظ من جديد «مندسون مندسون».
وبدلاً من أن تقوم الكنيسة الرسمية بالتأكيد على القيم الإنسانية، وبدلاً من أن تترك لمؤمنيها حرية خــياراتهم السياسية بحسب صوت ضمائرهم، وبدلاً من أن توصي المسؤولين بوقف القمع، والمتظاهرين بضبط النفس كي لا تنجرف البلاد إلى مزيدٍ من المآسي، وبدلاً من أن تطرح تأجج الشارع السوري في إطاره التاريخي حيث استفــحل الفــساد وصودرت الحريات لعقودٍ مديدة، يتبنى بعض رجال الكنــيسة في سوريا موقفاً سياسياً واضحاً مؤيداً للنــظام الــقائم، وتُعزف الموسيقى ويُزج بشبابنا في احتفالات ساحة الأمويين بدلاً من الحداد على أرواح من سقطوا، ويزداد الجرح عمقاً، فيتردد صوت المسيح قادماً من بعيد: «أعطوا لله ما لله ولقيصر ما لقيصر»، ولكن الواعظ يردد من جديد «مندسون مندسون». وكأن شيئاً لم يكن، وكأن لا ذكريات نازفةً لشعبنا، وكأن كل المتظاهرين مجرمون يباعون ويشترون، وكأن الخوف قد صلب الرجاء...
اعذروا، سادتي وأساقفتي، أشجان راهبٍ صغيرٍ مثلي لا يفقه في الحياة إلا القليل، واعذروا أصوات من رفض من أبنائكم انحياز العديد من رجال الدين، فللبلاد العربية ربيعٌ يهلّ يوماً وللكنيسة سيكون نوّارها...
08-06-2011, 04:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زرقاء اليمامة غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 210
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #47
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
يعني هاظا بوطي أو حسون و لكن مسيحي ؟!

08-06-2011, 04:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #48
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
دعوة المسيحية إلى العقل

ميشيل كيلو
يبدو أن الخراب صار عاما إلى الدرجة التي تجلعنا نغادر ونحن سعداء خير ما كان في حياتنا من عادات وتقاليد تضامنية ومفيدة. في طفولتي الأولى، اصطحبني والدي من القرية التي كان يخدم فيها كدركي إلى اللاذقية. خلال سيرنا في الشارع، كنت ارتبك واخف عندما يترك يدي أو تمر واحدة من السيارات، النادرة جدا تلك الأيام. وبينما نحن على هذه الحال، بدأ الخلق يغلقون حوانيتهم ويقفون أمامها لتلاوة الفاتحة، بينما كان المسيحيون يرسمون إشارة الصليب، ووالدي يقف باستعداد رافعا يده نحو رأسه بتحية عسكرية نظامية، بعد أن جمع قدميه بعضهما إلى بعض في وقفة انضباطية رسمية. بعد مرور الجنازة، علمت أن المتوفى كان رجلا يهوديا من آل شيحا، الأسرة المعروفة والمحترمة في لاذقية ذلك الزمن، رغم أنه لم تكن تفصلنا فترة طويلة عن مأساة فلسطين وتخلي الصهاينة العرب عنها للصهاينة اليهود .
... واليوم، تعقد في مكان محدد من دمشق حلقات رقص ودبكة وغناء، يمجد خلالها النظام القائم وتعظم رموزه، مع أن رائحة الموت تزكم أنف سوريا من مكان الرقص السعيد إلى أبواب بيوت وأحياء كثيرة يقتلها الحزن. ما الذي جرى للناس ولسوريا، حتى انقسمت إلى هذا الحد، وفقد بعض ناسها الشعور بالتضامن مع غيرهم؟ ممن يطلبون شيئا يريدونه للجميع، يفتقر إليه السوريون - بمن فيهم هؤلاء الراقصون في حضرة الموت - هو الحرية، ويعلنون في كل مناسبة أنهم يرون حتى في الراقصين أخوة لهم، وأن حريتهم هم أيضا، يجب أن تكون مضمونة بقوانين الدولة المدنية الديموقراطية، التي تستحق أن يضحي المرء من أجلها؟ أين كنا وأين صرنا؟
هذا الذي قلته هو مجرد مدخل إلى المسألة التي أريد مناقشـتها. صحيح أن الراقصين يمثلون أنفسهم فقط، بدليل أن هناك نيفا وستين صبية وشاباً مسيحيين اعتقلوا خلال الأسبوع الفائت وحده في حي باب توما، حيث يرقص هؤلاء. وصحيح أن الراقصين أحرار في أن يحبوا ويكرهوا من وما يريدون، لكن موقفهم يتحول إلى مشكلة بقدر ما يوهم بأنه يعكس حصة المسيحية السورية الرسمية من الأحداث العربية عموما والحدث السوري بوجه خاص، ويعد خروجا على تقاليد مجتمع يحترم الموتى، بغض النظر عن دينهم، وضربا من سلوك غير إنساني يصل إلى حد الرقص على جثث الآخرين، لمجرد أنهم ليسوا من طينة الراقصين، أو لأن هؤلاء يرفضون مواقفهم، مع أن بينهم ضحايا يجب أن يمتنع الراقص عن إبداء سعادته لمقتلهم هم جنود الجيش وعناصر جهاز الأمن!.
هل فاتت الراقصين هذه الحقيقة، وهل فات من يستطيعون التأثير عليهم أن رقصهم قد يفضي إلى مزيد من القطيعة والعداء بين مكونات الشعب الواحد، التي عاشت متآلفة متآخية على مر تاريخ يمتد لنيف وألف وخمسمائة عام، احترم المسلمون خلالها الوجود المسيحي في دياره، وحموه ودافعوا عنه، واعتبروه جزءا من ديانتهم الخاصة ووجودهم الثقافي والحضاري، ومكنوه من تجاوز محن وتحديات تاريخية هائلة الخطورة كالحروب الصليبية، التي دأبوا إلى اللحظة على تسميتها «حروب الفرنجة « لفصلها عن الدين المسيحي، وكالاستعمار الأوروبي، الذي لعب التبشير الديني دورا تمهيديا خطيرا في الإعداد له، ودورا لا يقل خطورة في ديمومته وسطوته، بينما لعب المسيحيون العرب، بالمقابل، دورا لا يقل أهمية في بناء وتوطيد الدولة العربية / الإسلامية، وفي التأسيس الفكري والمعرفي للثقافة التي عرفتها حقبة الازدهار التي أعقبت انتشار الدين الحنيف في أرض العرب. في حين بلغ التسامح المتبادل درجة جعلت الفهارس العربية، التي تحدثت عن علماء المسلمين، تبدأ بأسماء بن بختيشوع وحنين ابن إسحاق وسواهما من علماء الدولة والحضارة المسيحيين، من دون أن يجد مسلم واحد غضاضة في ذلك أو يسجل التاريخ أن أحدا من المسلمين اعترض على اعتبار هؤلاء العلماء المسيحيين مسلمين .
كان المسيحيون جزءا من الجماعة العربية / الإسلامية، ولأنهم رأوا أنفسهم بدلالتها، وليس بأية دلالة سياسية ضيقة، تمكنوا من لعب دورهم في حاضنة واسعة وعامة اعتبرتهم جزءا تكوينيا من نسيجها، لا حياة لها بدونهم، وبالعكس، لذلك حرصت عليهم وأبقت على إيمانهم، الذي لم يحفظ التنوع داخلها وحسب، بل وازدهر أيضا بفضل التكامل والتفاعل مع مكوناتها الإسلامية وغير الإسلامية.
بكلمات أخرى: لم تكن الجماعة - الأمة - المسلمة ترى الآخر في مسيحييها، بل كانت ترى نفسها فيهم أيضا، فهم هي، في صيغة خاصة، مغايرة. وكل مساس بهم يعد مساسا بوجودها وتكاملها وطريقتها في العيش، كما في تسامحها، الذي كان معياره الرئيس الموقف من المسيحيين وديانتهم. بينما استعرت في الوقت على جبهات التنوع الإسلامي الخاص صراعات قاسية لم تعرف التسامح في أحيان وحالات كثيرة. بدورهم، اعتبر المسيحيون أنفسهم جزءا تكوينيا من جماعة تاريخية سابقة للدولة والسياسة، فلم يروا حقوقهم بدلالتهما، لأن الجماعة نفسها لم تكن تنكر عليهم حقهم في الصعود والارتقاء داخلها، دون تمييز اجتماعي أو أخلاقي، حتى أنها سمحت لهم في بعض الحالات باستثناءات تتعلق بدورهم العسكري في الدولة، الذي كانوا عادة وتقليديا بمنأى عنه .
هل فقد مسيحيو العصور الحديثة هذا الدور وتحولوا من جزء في جماعة تاريخية إلى جزء من سلطة طارئة وعابرة، فبدلوا دورهم وغربوا أنفسهم عن حاضنتهم المجتمعية، التي كانت السلطة من خارجها معظم الوقت؟ وهل يعبر الرقص الحديث عن هذا الموقف بالطريقة الفظة التي يتقنها منخلعون عن الواقع يجهلون أو يزدرون تاريخهم، يظن من رباهم كنسيا على عنصرية دينية قاتلة أنهم يجب أن يكونوا كأسلافهم خدما للسلطة، وأن عليهم تمضية أعمارهم في اتقاء شرورها وخطب ودها ولعق قفاها؟
إذا كان هؤلاء قد أصبحوا جزءا من الســلطة، فما هي المزايا الـتي عادت عليهم من لذلك؟ هل يبرر التحاقهم بالسلطة انفكاكهم عن الجماعة التاريخية، التي لطالما انتموا إليـها وتكفلت باستــمرار وجودهم بينها، وبتمتعهم بقدر كبير من الحرية الدينية والمدنية، علما بأنها هزيمتها على يد السلطة الحالية ليست غير ضـرب من المحال أو من المصادفات العابرة؟ هل وازن هؤلاء بين الربح والخسارة، وقرروا الرقص على جثث الجماعة؟ وفي هذه الحـالة، ألا يرون ما وقع للمسيحيين في العراق، حيث كان ارتباطهم بالسلطة المسوغ الذي استخدمه مجانين الإسلاميين للقــضاء على وجودهــم في بلاد الرافدين؟ وهل فكر المسيحيون بالمعنى التاريخي الهائل للتغيير الذي يشهده العالم العربي الآن، وبانعكاساته على الجماعة التي ينتمون إليها وعليهم هم أنفسهم، ويرجح أن تعقبه حقبة نهوض غير مسبوقة ستبدل أوضاع المجتمعات والدول، ستكون قيمها متفقة لأول مرة في تاريخنا مع القيم التي يقوم عليها العالم الحديث، وستتيح مصالحة تاريخية تطوي صفحة الصراع بين عالمي الإسلام والمسيحية الأوروبية، الذي بدأ عند نهاية القرن السابع الميلادي واستمر إلى اليوم، دون أن يتأثروا هم بنتائجه، مع أنه شهد مراحل حلت خلالها هزائم جسيمة بالمسلمين؟ يبدو أن الكنائس المسيحية لا تفهم ما يجري، ولا تفكر بلعب أي دور جدي فيه، وأنها تفوت السانحة الفريدة على الجماعة التي تنتمي إليها، وهي في غالبيتها من المسلمين، وعلى نفسها، وتفضل البقاء حيث هي: إلى جانب الظلم والاستبداد، والرقص على أشلاء الأموات المظلومين.
والآن، وبما أن الدين ليس ملك الكنيسة، التي تبلد شعورها وفقدت علاقتها مع الواقع ومع حساسية المسيحية الإنسانية، ولأن للعلمانية الحق في ممارسة وفهم الدين بالطريقة التي تريدها، خارج وضد الكنيسة أيضا، فإنني أدعو العلمانيين من مسيحيي المولد إلى فتح نقاش أو عقد ندوة حول موضوع وحيد هو سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح من الجماعة العربية / الإسلامية، وإلى دورهم الثقافي / المجتمعي في خدمتها، بعيدا عن أية سلطة غير سلطة الجوامع الإنسانية والمشتركات الروحية والمادية التي تربطهم بها، في زمن التحول الاستثنائي الذي لا سابقة له في تاريخ العرب، ويمثل فرصتها لامتلاك وبناء الدولة التي تعبر عن حريتها وحضورها في شأن عام عاشت المسيحية فيه وبفضله، لأنه كان مرتبطا بالدولة في مفهومها المجرد والسامي، ومنفصلا عن شأن سلطوي استبدادي الطابع والدور، مما حمى المسيحية من شرور وبطش السلطوية وغرسها بعمق حاضنتها الطبيعية، المستقلة نسبيا عن السلطة والسياسة، بفضل الإسلام وفضائه الإنساني: المتسامح والرحب .
إذا كان العلمانيون في الدول العربية المختلفة يدركون أهمية هذا التحول التاريخي، الذي يجب أن يرد المسيــحية إلى مكانها الصحيح من مجتمعاتها، فإن واجبهم يكون المبادرة إلى فتح هذا النقاش أو عقد هذا المؤتمر الذي لا بد أن يضم ممثلين عنهم يلتقون في بيــروت أو القاهرة، يتدارسون خلاله كل ما هو ضروري لرد المسيحية إلى موقعها التاريخي كجزء من المجتمع العربي / الإسلامي، يخوض معاركه ويشاركه مصيره، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، ويرفض اعتبار نفسه جزءا من سلطاته أو خادما لديها، فيتقاسم مع مواطنيه أقدراهم، سهلة كانت أم صعبة. بغير ذلك، لن تبقى المسيحية في هذه المنطقة، وسيكون مصيرهم كمصير النظم التي يخدمونها: على كف عفريت، خاصة إن انتصرت بالفعل جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، التي ينتحرون اليوم انتحارا مؤكدا لشدة خوفهم غير المبرر منها، ولا يجدون طريقة يردون مخاطرها بواسطتها عن أنفسهم غير الارتباط المجنون باستبداد يعلمون تماما أنه إلى زوال مهما طال الوقت، وأن طريقهم إلى التوطن في قلوب وعقول مواطنيهم لا يمكن بحال من الأحوال أن يمر من خلاله أو على جثث ضحاياه .
باختصار شديد: إما أن تغير الكنيسة مواقفها وتعود ثانية إلى كنف مجتمعها العربي / الإسلامي، أو أن يؤسس العلمانيون كنيسة مدنية تأخذ المسيحيين إلى حيث يجب أن يكونوا، مواطنين حريتهم جزء من حرية مجتمعهم وفي خدمتها. وللعلم، فإن التاريخ لن ولا يجوز أن يرحم أحدا: كنسيا كان أم علمانيا، إن هو وقف جانبا، أو رقص على جثث من يموتون من أجل حريته!
08-13-2011, 12:33 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الطرطوسي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 340
الانضمام: Mar 2011
مشاركة: #49
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
(08-13-2011, 12:33 PM)بسام الخوري كتب:  بدليل أن هناك نيفا وستين صبية وشاباً مسيحيين اعتقلوا خلال الأسبوع الفائت وحده في حي باب توما، حيث يرقص هؤلاء. [/u]

صحيح و تم في نفس اليوم اعتقال ثلاثة آلاف علوي من سكان باب توما و أطلقت النيران بصورة عشوائية على مظاهرة تضم أربعة ملايين درزي
08-13-2011, 01:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #50
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
(08-13-2011, 01:39 PM)الطرطوسي كتب:  
(08-13-2011, 12:33 PM)بسام الخوري كتب:  بدليل أن هناك نيفا وستين صبية وشاباً مسيحيين اعتقلوا خلال الأسبوع الفائت وحده في حي باب توما، حيث يرقص هؤلاء. [/u]

صحيح و تم في نفس اليوم اعتقال ثلاثة آلاف علوي من سكان باب توما و أطلقت النيران بصورة عشوائية على مظاهرة تضم أربعة ملايين درزي




هذه العبارة لفتت نظري كذلك ولو حدث ذلك لعلمت بها ولانطبلت القصاع بها ...
08-13-2011, 01:57 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أكثر من 6 آلاف طفل سوري قتلوا بنيران النظام الوطن العربي 0 388 03-18-2013, 05:30 PM
آخر رد: الوطن العربي
  نجم عيد الحب سوري حلبي salem mohamed 7 1,068 02-16-2013, 07:50 PM
آخر رد: على نور الله
  حر سوري يضرب أحمدي نجاد بالجزمة demon 56 7,107 02-11-2013, 12:42 AM
آخر رد: Rfik_kamel
Exclamation عاقل سوري يكتب ويحلل كارثة سوريا حاليا ؟؟؟ لكم حرية النقد . زحل بن شمسين 0 629 12-03-2012, 07:28 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  ضابط عسكري سوري منشق شاهد على المذبحة في الحولة demon 3 1,253 06-21-2012, 06:13 AM
آخر رد: الكندي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS