(07-09-2011, 02:34 AM)نظام الملك كتب:  الزميل العزيز كايروس

أشكر لك سعة أفقك والتى تفيدنى كثيرا ، ليس فى الرد عليها ولكن فيما تفعله فى تقليب الافكار الراكدة واخضاعها لمعايير مختلفة عن التى اعتادها الانسان من خلال الحلال والحرام كفر ثابت لدى المسلم.

الزميل العزيز نظام الملك،

لك الشكر ايضاً على رحابة صدرك واخلاقك ورصانتك اتزانك في اصول التحاور.

اقتباس:كلامك صحيح، ولكن الواقع يثبت أنها فرضية خيالية أو أنها أمل راق لن يتحقق فالواقع يقول إن حرية التعبير والمعتقد تسير وفقا لمشيئة الأقوى

- ففى وقت قريب مضى لم يكن مسموح فى أمريكا حرية المعتقد أو التعبير الشيوعى
- وفى فرنسا يتم تحديد حرية العقيدة الإسلامية فى لبس النقاب بدعوى حماية الأمن
- وفى الغرب يتم تحجيم حرية التعبير بدعوى معاداة السامية
- ويوما بعد يوم سيتم تعديل قانون حرية التعبير والمعتقد لتتوافق دائما مع منطق من الأقوى وما يؤمن به.

لذلك فحرية التعبير والمعتقد فى المشروع الإسلامى يجب أن تسير وفق مشيئة الأقوى (الله) وهو لن يتبدل.

ولكن المشروع الاسلامى من البداية يقرر مساحة حرية التعبير والتعبير من خلال تفسيرات الحلال والحرام وهى منهج اكثر وضوحا بسبب قدم النص ولكن سيتم تفسيره وفقا للظروف التى تسود وذلك نرى تفسيرات ابن تيمية اكثر تشددا بسبب الظروف التى نشأت فيها.

وقد لا يعجب الكثير مثل هذا القول ولكنه للتأكد يمكن دراسة الواقع جيدا لنعرف حجم حرية المعتقد المسموح به لمن هم من خارج المنظومة الغربية ،

هنا نقطة الخلاف الأولى، فبينما انت تنادي بثابت لا يتحول، العالم، لا بل الطبيعة والكون يخالفوك الرأي وبشدة؛ سنة الكون الثابتة انه ليس ثابتاً. بل طبيعة الإنسان متحولة متغيرة ابدا —انت لست انت الذي كان البارحة— وطبقاً لنفس المعيار، الأخلاق التي هي من صنع البشر —واشدد على هذه الفكرة— تتحول وتتطور، لتلائم وقتها وزمنها. ما كان ساري المفعول البارحة تم ايقافه اليوم؛ وحتى فيما تدعوه ثابتاً —الحلال والحرام— تم وضع فقراته تحت الحجر؛ مثال على ذلك، قصية قطع الأيادي —أي من البلدان يمارس هذه العادة المقززة الأن؟ ...قبل ان تجيب، السعودية ليست بلداً— وقضايا اخرى كملك اليمين وجلد الزاني وما الى هنالك من امور انتهت. فبالتالي ما تقول انه شرع الله قابل للتعديل البشري على ما نرى، وبالتالي سقطت حجة الثبات في التحليل والحرام.

اقتباس:ألا ترى بنفسك كيف يتم فرض ارادة امريكا واسرائيل على العالم كله رغم ان امريكا اكثر الدول مناداة بحرية الرأى والعقيدة للعرب ولكن مع ذلك تهدر عقيدتهم وتقول ان القدس عاصمة ابدية لأسرائيل وستفعلها فى كل حرية رأى وحرية عقيدة تقف امام مصلحتها ، فحرية التعبير والمعتقد يجب ان لا تمس ثوابتهم هم وليس ثوابتنا نحن.

ولكنهم يقولون لنا انهم المدافعين عن حرية الرأى والعقيدة ، بربك كيف تصدق هذا !!

وعلى سبيل المثال من حرية العقيدة ان يعبد المسلم الله كما يريد فى المسجد او يصلى او يصوم ، ولكن يأتى من يخرجه عن هذا بأن يضغط عليه بحرية التعبير فيسب مقدساته او يسخر منها ونطلب من المسلم التعايش مع حرية الرآى والتعبير!!!!

وهذا الأمر ايضاً من سنة الكون، الأكبر يجذب الأصغر، والأقوى يهيمن على الأضعف. وحتى في الإسلام، الشواهد عديدة وكثيرة بأن الإسلام ليس مبني على الفكرة الفضفاضة التي اسمها العدالة: فالرسول اكتفى برفع يديه الى السماء —يصر المحدثون على ان بياض إبطي النبي بانا لدى رفعه ليديه! هذا امر مهم جداً بالنسبة للإسلام على ما يبدو— وبالدعاء على خالد ابن الوليد عندما اغار الأخير على بني جذيمة وذبح الكثير منهم —كانوا من المسلمين؛ وغارته عليهم كان انتقاماً لأنهم في الجاهلية قتلوا عمه—؛ لكنه —أي الرسول— قام بتقطيع الأيدي والأرجل وسمل اعين العرنيين —وكانوا من المسلمين— بالحديد المحمى، لا لشيء سوى لأنهم سرقوا من إبله!
محمد بن ابي بكر —ابن الخليفة الأول، وربيب الخليفة الرابع، وشقيق ام المؤمنين—، قُتِلَ شر قتلة، قُطِّع وتم وضعه في داخل بطن حمار وتم حرق جثته مع الحمار! أما قاتله فبات اميراً على احد اقطار الدولة الإلهية العادلة —مصر—.
الشواهد كثيرة ولا تنتهي عن العدالة الإلهية التي تدعوني اليها يا زميلي العزيز، لكن اكتفي بهذا المقدار لأقول بأن الإسلام مثله مثل كل الأنظمة الديكتاتورية، يطغى القوي على الضعيف، ولا يحاسب فيها الا الضعيف الفقير بالجلد وقطع الأيادي والأرجل والرجم والترهيب والسجن، بينما من هم في حاشية "الله" يصبحون امراء واولياء امور واكابر قوم وإن زنوا يقام الحد على الشهود! —اقصد المغيرة بن شعبة.

اقتباس:هناك ثوابت لكل مشروع لا يسمح بالعبث بها ويكون الحكم فيها للأغلبية وهى فى مفهومها الغربى تختلف عن مفهومها الاسلامى وتختلف عنها فى مفهومها الشرقى ولكن كل مشروع له ثوابت تمثل إجماع الأمة عليها وعندها تكون مشيئة الاغلبية وليس الاقلية وهذه ستجدها فى كل العالم ولكن تختلف من مشروع اسلامى الى مشروع امريكى الى مشروع صهيونى ، فلا اعتقد أن الديمقراطية عندهم هى المحافظة على الاقلية لو تعارضت مع الاغلبية.

راجع النقطة اعلاه حول الثوابت وحقوق المواطنين في مقابل حقوق الأمراء والمبشرين بالجنة.

اقتباس:وكيف تكون الشورى فى مجتمع يشجع المسيحى على مسيحيته. وكما قلت التاريخ جاثماً على مناكبنا ، فما لنا والنسيان؟
انا لا أنسى ان معظم فترات التاريخ كانت العلاقة جيدة بين المسلم والمسيحى كمواطنين وأن الفترات السيئة كانت بسبب سلوكيات حكام اكثر منها سلوكيات مواطنين.

بما انني لست مسيحياً فأترك لك ان تسأل المسيحيين عن رأيهم في مشروعك الإسلامي، وما رأيهم في الحقبات التاريخية التي قضوها في كنف الدولة الإسلامية.
هذا ومع تفهمي لنواياك الصادقة، ولرؤيتك "اليوتوبية" للغد النابعة من هول ركام الحاضر.

اقتباس:البارحة بالنسبة للمسلم او المسيحى هى ديانته والتى قد تدخلها بعض الدراسات والأراء ولكن جوهرها واحد، ولكن ساحات اليوم والغد لا كيان ثابت لها ، وهى بين شيوعية وبين علمانية وبين حداثة وبين ليبرالية ... الخ ، وكل يوم سيكون هناك جديد ، لأننا سنسلم قيمنا لعقولنا التى كل يوم فى حال وتفتقر الى الرؤية الحقيقية بل هى نتاج إعلام مسيطر عليه عالميا ونتاج تيارات فكرية لا نعرف شيئا عن مفجريها ولكن نبدأ نعرف عنهم بعد أن تصلنا الفكرة ، إنه عالم افتراضى شديد الخطورة الذى تريدنى أن أركن ظهرى له فهو عالم يعتمد على معايير ثابتة بل معايير متغيرة جيلا بعد جيل.

وهذا ما اريدك ان تركن اليه، وتعتمده وتتقبله —شخصياً— دون معاندة لأن الثبات وهم، والمُطْلَقات معدومة، والحياة صيرورة، وما دمنا مصرين على الثبات، سنبقى مكاننا —وحتى هذا الثبات الوهمي في المكان والزمان هو في الحقيقة تغيير وحركة، إنما الى الوراء، لأن الزمن لا يتوقف.

اقتباس:الابن الاصلى لا يهدم الديار وديارنا ليست ارضا فقط بل ارض بأهلها بثقافة اهلها وتاريخهم. فكيف للأبن ان يطلب تغيير كل هذا ويظل ابنا.

ولكنك وجهت نظرى لكى احاول البحث فى فترة معينة فى التاريخ الاسلامى حينما انتشرت افكار الزنادقة فى المجتمع العباسى ، من حيث لماذا ظهرت وكيف أثرت فى المجتمع هل هى نتاج مجتمع تحلل ام ساهمت فى تحلله ام حققت له مزايا ، هذه فقط دراسة قد تفيدنى فى تقييم انتشار الافكار الغير اسلامية فى مجتمع اسلامى.

اتعرف ما المشكلة، أنك لا تستطيع ان تدرس وتفهم حياتك وتاريخك إلا الى الخلف، لكنك لن تحياهما إلا الى الأمام. عاجلاً ام آجلاً هذا الشرق وهذه الشعوب ستلقي التاريخ في التاريخ وتمد يدها الى المستقبل بعيداً عن الدين ولامعقولاته واساطيره. الدين الجديد هو العلوم وهذا دين متحول متغير، لا يفنى ويبقى خالداً وشاباً ابدا؛ اما الثوابت فتهرم وتشيخ وفي المحصلة تموت وتندثر، وأية محاولة انعاش او "صحوة" لهذا الشيخ الكهل، لن تزيده واهله الا الماً وارهاقاً وعذاباً... دعوه يموت.

اما بخصوص الزنادقة، فهؤلاء الزنادقة هم من اثروا التاريخ الإسلامي في القرن الثالث الهجري، قبل ان يندثروا تحت وطئة التعذيب والإضطهاد ومحاربة الرأي الأخر والقتل والتجويع، والفلسفة وبنتها الشرعية —الحرية— لا تقبل ان تحتضنها الا سواعد الأحرار، وكل ما عدا ذلك يبقى "كلام ومتكلمين". اتمنى ان تقوم ببحثك في الموضوع وتدرسه بحيادية، وتطلع على افكار المانوية والمثنية والدهرية، وتقارن ذاك العصر مع ما سبقه ولحقه، وإن كنت حراً احكم يَحكُم عقلك.

اقتباس:وتقبل احترامى ورجائى بأن لا يفسد الخلاف فى الرأى مشاعر المودة بيننا.

ولك مني كامل الود والإحترام، دمت بخير.

Kairos

احيانا يدور حوار بين عقلى وقلبى او بين روحى ونفسى او بينى وبين الله.

لا اعلم ولكن هكذا أؤمن بالامر واصدق به.

يستحيل على اى انسان متحضر ان يقر بممارسة الحدود فى الاسلام ، وكيف لى ان اشاهد رجل يبكى وهو يجلد او أمرأة تضرب او رجل يقطع يده او عنقه.

مستحيل ان اقبل هذا ، وإننى لو رأيت الدماء تسيل من انسان او جرح غائر اجد قلبى ينفطر حزنا على صاحبه،

ولكننى نسيت إننى شخصيا هو نفس الانسان الذى يسعد برؤية دماء ظالم او طاغية او بلطجى او جلاد تسيل ، بل قد اسعد برؤية اوصاله وهى تتقطع.

إذا المشكلة ليست فى الاصابة او طريقتها ولكن المشكلة فيمن يقع عليه العقوبة.

إذا هناك شئ هام قبل تطبيق الحدود الاسلامية ، يجب ان انشر روح المحبة بين قومى وروح الأخوة حتى يشفق منفذ العقوبة على من تقع عليه العقوبة.

وهناك شئ اخر: فمن شروط الايمان ان احب لأخى ما أحب لنفسى ، ومعنى ان يقوم شخص بالسرقة فمعنى هذا أننى قد أوصلته لذلك سواء عن طريق عدم توفير حياة كريمة او لم أرعاه وهو مريض أو لم اشعره بأبوتى وهو يتيم او أو لم أوجه له أى نوع من التكافل عندما احتاج لهذا التكافل.

ومن هنا وجب فى المشروع الاسلامى ان يوفر كل اوجه منع السرقة فى المستقبل سواء تم هذا بــ (العدالة الاجتماعية – رعاية الايتام والمشردين والأرامل – الرقابة على كل اوجه الفساد الادارى بين القضاء والجند والشرطة خاصة وباقى اوجه الجهاز الادارى عامة – زيادة البحوث الاجتماعية – دراسة سلوكيات الافراد وكيف تنمو العادات السلوكية .... إلخ).

بمعنى يجب على المجتمع الاسلامى قبل تطبيق الحدود القيام بدور كبير الاسرة او الاب للمواطن (ولكنه اب جاد حازم فى مواقف ورؤوف رحيم فى مواقف اخرى)

قدم لنا الاسلام وسائل لهذا النوع من التكافل بصورة بسيطة تمثلت فى كفالة اليتيم وثواب المسح على رأس اليتيم والنهى عن الظلم وكافة اوجه الخير الفردية سواء تم ادائها بالنفس او بالمال ، وجعل هناك اسلوب لتفعيل التواصل الاجتماعى بين الافراد لمعرفة حالهم والانتقال من مرحلة ممارسة الخير فرديا الى العمل الجماعى ،

ومن هنا فقد شرع الله صلاة الجماعة وهدد احيانا بعدم قبول صلاة الفرد فى بيته، بل لم يعطى الحجة للأعمى ان يصلى الفجر فى بيته.

تخيلوا كيف يكون حال الاعمى الذى لن يجد من يوصله الى المسجد ليصلى ، هل عندما يصل بعدما تخبط وتعثر فى الطريق ، ألن يرفع صوته فى المسجد قائلا يا رب أنت ظلمتنى وحملتنى ما لم تحمله لعبادك المبصرين ، فإما ترفع الظلم عنى وتعيد لى بصرى او تسخر لى من عبادك المبصرين من يقضى لى شأنى ويعيننى عليه ، او تعطنى فى الجنة اضعاف ما اعطيت للمبصر.

كل الخيارات مطروحة للاعمى والله اعلم به ، وكذلك كل الخيارات مطروحة لمن يحتاج للمال لسبب مشروع ولم يحصل عليه ،

وحتى ينجوا الحاكم المسلم من تعسير شئون الدنيا على الناس فيجب بذل قصارى جهده حتى لا يكون لأحد الرعية حجة على الحاكم ، يجب ان لا تكون هناك اسباب مقنعة للسرقة حتى يتم تنفيذ الحد بضمير مرتاح ، يجب لا يكون للناس على الحاكم حجة أمام الله حتى لا يكون لله عليه حجة امام الناس.

وهناك امر اخر يجب النظر له ، وهو لماذا اتخيل ان السارق مظلوما ، لو وصلت الى مرحلة يصير بها المجتمع اخوان لوجب عقاب الاخ الذى يظلم اخاه عقابا مشددا ، فتخيل ان اخاك سرقك وجارك سرقك وشخص غريب سرقك.

حكم مراراتك من الفعل تكون مع من ، تخيل حجم الغدر من الاقربين ،

قد تقول لى هذا أدعى ان اسامح أخى ، اقول لك ان الاسلام يشترط فى تطبيق الحد اربعة شهود مما ينفى صفة الاخوة عن فاعله وكذلك هناك قول ادرءوا الحدود بالشبهات وهناك قول تراضوا فى الحدود قبل ان تصل لولى الامر.

ومن لا يستطيع التواصل مع المجتمع فى زماننا هذا ولم يؤدى صلاة الجماعة ، عندها ننظر للامر من زاوية اخرى منفصلة عما سبق او مكملة له.

يقول الله (احكم الجاهلية تبغون) وما هو حكم الجاهلية ، فقد اكد الله ان من يحكم على الضعيف ويسامح القوى او يحاكم الفقير ويسامح الغنى فهو يحكم بحكم الجاهلية.

اما حكم الله فهو قائم على المساواة بين الناس.

وكم من انسان يسعى نحو المساواة بينه وبين غيره ، فما رأيك ان تكون ضريبة المساواة هى الحدود وبدلا من اراقة الدماء والوقت والجهد للبحث عن المساواة فما رأيك ان تكون الحدود هى ثمن المساواة.

لا توافق.

حسنا ولماذا تعتبر ان من يتم تنفيذ الحد عليه هو من سرق متجر او بعض المال ، سوف انفذه ايضا على من يسرق موارد الدولة ويتسبب فى افقار وتخلف وفساد شعب بأكمله ويحول حياتهم الى جحيم بسبب نهب موارد الدولة.

لن اطبق الحدود إلا بشروط :
1) لا حجة للسارق ولا مبرر له الا المرض بالسرقة والله يقول ليس على المريض حرج ، فإن ثبت لى مرضه فينبغى الا اقيم عليه الحد ولكن قد الجأ الى السجن او الرعاية النفسية او أى شئ أخر مما يتيحه لى العلم الحديث والمدنية.
2) لن اطبق الحدود إلا لو أمكن محاسبة كل انسان فى الدولة عن ما يملك حتى رئيس الجمهورية نفسه.


حسنا ايها المسلم وماذا عن المسيحى وغير المسلم ؟

سأسله هل لديك مبرر لفعل ما يستوجب الحد ؟

هل تقبل نفس العقوبة على المسلم لو فعل معك نفس الذنب ؟

هل ترضى على نفسك بأن يفعل معك احد هذا الذنب ؟

ولكن عند تطبيق الحدود ينبغى ان يكون احد طرفى الجرم مسلم ولن اطبقها على جريمة طرفيها من خارج الاسلام .

ومن هنا يجب انشاء محاكم لغير المسلمين مع اتاحة المحاكم الاسلامية لمن يرغب من غير المسلمين.

حسنا أنا لن ارضى بالاسلام وسوف اخرج منه ؟

كما تحب ولكن لو ارتكبت جرما مع مسلم فسوف اطبق عليك حد الردة وقتها، ولك ان تقول فى الحياة لا مساس وانت حر ما لم تضر مسلم.

أسف صدعتكم معى ولكن شعورى اننى احبكم فتح قلبى للحديث عن ما يجول بصدرى.

ولا زلت اجد صعوبة فى رؤية العقوبات الاسلامية وأسال نفسى كيف اصل لمرحلة قبول العقوبات الاسلامية ، ليس قبولها مشهدا فنحن نشاهد سلسلة افلام Saw وكذالك نشاهد اشلاء العراقيين والفلسطينين واللبنانيين على يد الامريكان واليهود.

ولكن اسأل نفسى متى اصل لمرحلة من العطاء للفرد تجعلنى أقر فى نفسى صحة العقوبة عليه وأقول يستاهل.

نعم يجب أن يكون هناك عطاء قبل العقوبة.

أوليس مشهد جسد الخائن متدلى من حبل المشنقة يسعد الوطنيين.

وشكرا لوقتكم.

الزملاء الاعزاء

فكر نظام الملك فى مشروعه الاسلامى.... ووجد ان مشروعه سيفشل من أول لحظة ... ويرجع سبب هذا الفشل أنه لا يوجد خليفة. أى باللفظ الحديث رئيس جمهورية

كان لابد من وجود خليفة فى الدراسة التى اضعها عن تصورى لنجاح المشروع الاسلامى ... وذلك حتى يتحاور معه نظام الملك ويستدل برأيه ، الامر تماما كما فعل الاخوة الشيعة وكان عندهم المرشد الاعلى فيجب ان يكون للنظام الملك خليفة حتى ينجح.

نظام : السلام عليكم يا مولاى.

الخليفة: وعليكم السلام يا نظام الملك

نظم : كيف نبدأ يا مولاى

الخليفة : من حيث ابتدأ الله

نظام : كيف؟

الخليفة : فى الاصل كانت الكلمة
وانت تعلم أن لغتنا العربية هى أثرى اللغات والله يقول لنا هذا ، عليك يا نظام بأن تفكر فى كيفية جعل مدلول الكلمة عند المواطن مدلول خير ، نقى الفن من الهبوط والابتذال ... أيقظ صحوة أدبية محافظة تنهج نهج المحافظين من مختلف بلدان العالم ولكن إنتقى الافضل الذى لا يخالف ديننا.

نظام : ولكن ديننا صعب جدا يا مولاى ويدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى حياة المسلم حتى فى دخوله دورة المياه او علاقته الزوجية وعند النوم وعند صعود السلم .... الخ
أخشى أن هذا سؤدى الى هوس الناس بالدين ما بين وسوسة وشك يؤدى للتطرف او تجار أديان يروجون للتطرف من خلال المتاجرة بالنصوص وتحميل النص اكثر من معناه او تحريف الكلم عن مواضعه بحيث يعرف المسلم النص ولا يعرف متى قيل ويدخل فى دوامة تغذى السلفية والوهابية.

الخلفية : ما الفارق بين السلفية والوهابية ؟

نظام : اعتقد ان السلفية هى الاقتداء بالسلف لدرء الشبهات وضمان رضا الله وهى تعادل التخلف عن ركب الحضارة بما تحتويه من تمسك بالماضى

الخليفة : والوهابية؟

نظام : أرى فيها سيطرة ثقافة يتولى ادارتها فرد او عائلة بنشر نصوص دينية تساعد على بث روح التأخر فى الأمة وعلى الجانب الآخر تؤمن الحاكم للحاكم

الخليفة : لهذا أحذرك من أن يكون المشروع الاسلامى هو مشروع اسلامى من حيث قمة الخلافة الاسلامية الراشدة ولكن من مجتمع مكة فى ضوء علاقة الله بالبشر وكيف كانت الرسالة.
عليك أن تعلم يا نظام الملك ان اول ما نزل الاسلام، فإنه قد نزل على مجتمع جاهلى منظم فيه سادة وعبيد ونساء شريفات ونساء رخيصات وفيه أدب وتجارة واعمال ....
ولكنه وصف بالجاهلية لانه كان يسود فيه حكم الجاهلية ، ومجتمعنا الآن متشابه به فى سيادة هذه الروح ، روح المجتمع يفرق بين البشر فى العدل فى كل شئ فالمجتمع يفرق بين من يملك مال او جاه ومن لا يملك فى العلاج والتعليم والسكن وكل شئ.
العدل ليس فى تطبيق العقوبات على الجميع لرد الحقوق ولكن العدل ان تقوم الدولة أولا بإشعار المواطن بأنه إبنها فعلا فالخلافة خلافة لأدم وادم خليفة الله والله لم يفرق بيننا إلا فى حالات شاذة لحمكة
عليك أولا قبل أى شئ فى إذابة الفوارق الطبيقية وتأكيد مبدأ أن كلنا سواء حتى تستطيع أن تبدأ فى مشروعك

فهذا هو سبب الرسالة التى نحن لها خلفاء.

هل تعلم كيف تفعلها

نظام : عن طريق تنمية شاملة هدفها الصحة للجميع والمسكن للجميع العدل للجميع

الخليفة : لا ... ولكن عن طريق رد الحقوق لأهلها فى كل مجال ، كافح الفساد وأبدأ بنفسك ورجالك ووسع الدائرة يوما بعد يوم حتى تطول المجتمع كله.

وبعد ذلك تبدأ بقواعد الاسلام الخمس
وهذه لها وقتها

نظام : وضح لى أكثر يا مولاى

الخليفة : الشهادة = يجب ان يشهد الجميع بسيطرة الدولة على كل شئ ولا شئ خارج سيطرتها القانونية والعسكرية وكل أوجه الدولة إما بتدخل مباشر او بإشراف حازم لا تهاون فيه
اقامة الصلاة = يجب ان يكون المواطن مرتبط بالدولة يوميا وفى كنفها فى كل لحظة من أمن وآمان وعدل ومشاركة ... صلة العبد بربه صلة الموطن بدولته
نؤتى الزكاة = السعى لتخفيض الضرائب مع الوقت بحيث لا تزيد عن حدود الزكاة الشرعية وفقا لنوع المزكى عنه وهذه تحتاج خطة تنمية متوافقة مع المبدأ. وسوف اشرحها لك فيما بعد
نصوم رمضان = يجب ان تعود الدولة مواطنيها على ان يحرموا انفسهم من اجل الدولة بإختيارهم وليس بإجبارهم ويجب ان يكون ما يقدموه نظيفا لا ظلم فيه من خلال تحرى العدل فى المجتمع بحيث لا تكون هناك فرصة لاموال شابها ظلم للمجتمع
حج البيت = لم استدل على موافق عقلى لها حتى الآن ونتركها لله يجليها لوقتها.

إذهب ولا تنس اللغة العربية ومفرداتها ومعانيها وقوتها .. فستفتح لك أفاقا لم تخطر ببالك .. وتذكر أن الكلمة هى ما قام عليها الكون.

نظام : ماذا تقصد يا مولاى

الخليفة : اقصد انه الكون هو الذى طور نفسه وفقا لقوانين الله ، فلم يخلق الله الشمس لتوها شمسا ولكن نتجت عن شئ اخر وهكذا
ستتطور دولتك وفقا لما تضعه من قوانين وعليك باليقظة تماما حتى تعدل الفرع المايل فى وقته قبل ان يتشوه ويزداد ميلا مع الايام.

وأذكرك أيضا بأن الرسالة نزلت فى مكة حيث كان هناك مشركين لهم اصنامهم وصابئة ونصارى ويهود وفرس وتشكيلة كبيرة ، فأقبل الكل وعدهم بالعدل حتى تنجح

فكر نظام الملك وأعجبته تلك المحاورة العقلية وقرر ان يطبقها بنفسه متدربا عليها .....

ماذا يحدث لو جربتها على بداية الرسالة ... ماذا قال الله

اقرأ

يجب ان يكون الحاكم هو ظل الله على الارض فالله له عرش وملائكة مقربون ، إنه نظام حكم على الانسان ان يحاول محاكاته

أكمل فيما بعد إن شاء الله

الزملاء الأعزاء

قرر نظام الملك ان يعرض امر بداية الاصلاح من بداية الرسالة بآيات :


(اقرأ بسم ربك الذى خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذى علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم)

يجب عليه ان يصيغ البداية من العلم ولكنه علم يخشى الله الذى خلق ليس له فى اسلحة الدمار الشامل ولا اى علوم تضر بالبيئة وعليه التخلص منها عند ثبوت ضررها على الناس مهما كانت التكلفة

ولماذا العلق ؟ لماذا قالها علق ولم يقل نطفة او مضغة او كلمة اخرى ؟

هل يشير الى التحذير مما قد يتعلق به قلب الانسان حتى يصير صفة لبلده وإناسه ويتم تنظيم (سستمة) حياته على ما يتعلق به قلبه ويتم صياغة مفاهيم الخير والجمال والحق وفقا لما يتعلق به قلبه ؟

ولماذا الاكرم ؟

لا بد انه يريد الاكرام والكرم سلوكا للجميع ... يجب إيقاظ مشاعر ومفاهيم الكرم والإكرام لدى الناس حكاما ومحكومين ومنها الكرامة ومنا الحياة الكريمة ومنها كل ما يكرم الانسان وإنسانيته.

وماذا عن القلم ؟

اراه الحرص على تدوين الاحداث وتسجيلها حتى لا تضيع ذاكرتنا فنقع فى الخطأ مرات ومرات دون ان نتعلم ، وربما اكد به على اهمية العلم الذى يحتاج الى القلم

اعتقد انه يتحدث عن العلم اكثر لانه يقول ان به علما للأنسان لم يعلمه وهو هنا يتحدث عن المستقبل ......

لا بل فى تحليل الماضى عظيم الاستفادة بشرط ان نحلله بصورة متجردة فلا ننحاز ولا نناهض فى انتقاء التاريخ ولكن نعلم اننا لو كنا مكانهم لربما فعلنا اسوء منهم او أفضل منهم ...


فقرر نظام الملك عرض الامر على الخليفة عله يجد ردا عنده .

نظام : السلام عليكم يا مولاى الخليفة

الخليفة : وعليكم السلام يا نظام الملك

وعرض نظام الملك رؤيته على الخليفة .....

الخليفة : قولا جيد لا ضرر فيه

نظام : وماذا ترى يا مولاى ؟

الخليفة : فلنبدأ يا نظام الملك بالعلم .... لا يوجد علم فى بلدنا بل لدينا قشورا للعلم وزادت نسبة الامية المتعلمة بصورة غير مسبوقة تنذر بكارثة ...

ولكن كيف نبدأ ؟......

نظام : من المدرسة الابتدائية ؟

الخليفة : لا اتحدث عن التعليم يا نظام الملك بل اتحدث عن العلم ..... يجب ان تخاطب كل العقول بالعلم وتعرفهم بالعلم وتسعى لنشر المعرفة بكل الوسائل المتاحة لديك من مدارس لجامعات لبيوت ثقافة لمكتبات عامة لمراكز بحثية وفضائيات وانترنت وراديو
عليك ان تسحب البساط من تحت اقدام الغثاء لتحل العلم مكانه فى الفن والصحافة والاعلام والتعليم والبحث العلمى.

نظام : ما رأى مولاى فى ارسال البعثات العلمية للخارج ؟

الخليفة : وهل نحن لم نرسل بعثات تعليمية تتعلم العلوم فى الخارج ... بل لدينا ملحقين ثقافيين فى السفارات ولكن لا يوجد لدينا مكاتب علمية فى السفارات ... وكيف نبعث طالب يتلقى العلم فى الخارج ثم نساويه بمن حصل على علمه من احدى الجامعات المصرية التى لم يعترف بها دوليا كجامعة ولا يعترف بشهاداتها بل لابد من عمل معادلة.....

نظام : ما هى البداية ؟

الخليفة : هناك بدايات وليست بداية واحدة ... فأمامك آلاف الطرق لن تنتهى إلا بنهاية الحياة فنحن نتحدث عن العلم ولم يحن وقت ان لا نعلم من بعد علم شيئا.
أنصحك بأن تكون هناك أربعة بدايات متزامنة :
1) الكليات التى تخرج المعلمين من مرحلة الحضانة وحتى الجامعات نفسها ... يجب ان يكون المعلم مثالا يحتذى به كما هناك هيبة للقوات المسلحة او الشرطة تكون للمعلم ... من خلال علمه واخلاقه وفضله على الناس.
2) بث المواد العلمية العالمية والمحلية والتاريخية والثقافية المحترمة المفيدة على الفضائيات ... ولا تكون مملة لمن يتابعها وتراعى فروق المستوى الثقافى إعتبارا من الامية وحتى اعلى درجات الثقافة والعلم ... الكل يجب ان يشعر بفائدتها. وواقعيتها حيث تخاطب عقولهم هم وليس عقول غيرهم ولا مانع من مخاطبة الجانب المهنى ايضا بصورة علمية مناسبة حتى للعربجى بتوضيح فائدة شراء عربة نصف نقل على رزقه وعلى توفير البرسيم الذى يأكله حصانه لإطعام بقرة تكون له طعاما وشرابا.
3) سحب تدريجى لمنح الجامعات المحلية إجازات علمية عليا إلا لو أحرزت المركز العالمى الملائم فى ترتيب الجامعات.
4) إدارة البعثات العلمية الخارجية بأسلوب الهدف ... الإدارة بالأهداف وليست فتح باب عشوائى للبعثات العلمية ... ولا تنس قسوة محمد على باشا مع الطلاب المستهترين او الفاشلين من طلبة البعثات الخارجية ... كان يرجعهم إلى مصر والكلابشات الحديدية فى أيديهم.

نظام : وماذا عن تطوير المناهج ؟

الخليفة : إجعل التطوير يصدر من معلميك الجدد ولا تجعل غيرهم يضع المناهج لهم . فلن يجيدوا إلا صنع أيديهم.

نظام : حسنا يا مولاى الخليفة ... سأبدا فى استشارة اهل العلم ورجال الدولة فى كيفية صياغة تلك الاهداف وتنفيذ هذه التوصيات ... وسأرفع لك تحفظاتهم وتعليقاتهم .
السلام عليكم يا مولاى.

الخليفة :وعليكم السلام يا نظام الملك ................... نظام الملك لا تنس!

نظام : أنس ماذا يا مولاى

الخليفة : لا تسنى سورة الحديد وأن الله قد ألان الحديد لنبيه داود الذى أنجب صاحب اكبر ملك فى الدنيا .... ولا تنس قارون صاحب اكبر مال وزينة فى الدنيا....

نظام : ماذا تعنى يا مولاى .

الخليفة : أهتم بعلوم الفيزياء والكيمياء بكل دروبها الحديثة.

أكمل فيما بعد إن شاء الله

الزملاء الاعزاء

استعدانى مولاى الخليفة على عجل وعندما دخلت مكتبه وجدته مبتسما قائلا :

السلام عليك يا نظام الملك

نظام : وعليكم السلام يا مولاى الخليفة

الخليفة : هل تستطيع يا نظام الملك اصطياد ثلاث سمكات بطعم واحد؟

نظام : صعب جدا يا مولاى ولكن لا شئ بيعد عن الله

الخليفة : فلنتوكل على الله .... اريد اصطياد البابا واقباط المهجر والاسرائليين معا !

نظام : كيف يا مولاى ؟

الخليفة : انت تعلم ان اقباط المهجر موالون للبابا وتعلم أن اسرائيل تغلغلت بين اقباط المهجر وتستخدمهم لقلقلة الاوضاع فى مصر ... أليس كذلك ؟

نظام : نعم يا مولاى

الخليفة : حسنا ... لما لا نوقع بينهم حتى نبدد بعض ضغطهم علينا ونستعين بقوة خصم لإضعاف خصم أخر ؟

نظام : وما هو الطعم يا مولاى ؟

الخليفة : القدس والحج للقدس ..... كلمة سر الحروب الصليبية الاولى تكون بإذن الله وتوفيقه سر الحروب الاسلامية الجديدة بمفهوم العصر.

نظام : بدأت تتشكل ملامح عندى يا مولاى لما تفكر فيه...

الخليفة : أشرحها

نظام : البابا يمنع الحج للقدس وهو يقول انه لن يغضب العرب بالحج وهى تحت يد الاحتلال .... ورغم هذا فالعرب انفسهم دخلوا فى تعامل مع اسرائيل حتى صارت قطر إحدى بلديات اسرائيل وكل العرب يلعقون يد امريكا ونفس البابا رايح جاى على امريكا ولم يغضب لدعمها لأسرائيل

الخليفة : وما فى رأيك السبب ؟

نظام : اعتقد ان السبب دينى وليس سياسى ... واعتقد اكثر انه دينى جدلى لا يوجد به برهان صريح لا يختلف عليه المسيحيين بل هناك اختلاف بين المسيحيين انفسهم ما بين مؤيد ومعارض

الخليفة : هذه هى السمكة الاولى ...... أما الثانية فهى اقباط المهجر

نظام : كيف يا مولاى ؟

الخليفة : اقباط المهجر هم من سيذبحهم مسيحى الداخل ويضربونهم فى مقتل .... ضرب علاقتهم باسرائيل

نظام : كيف هذا ؟

الخليفة : بنفس الطعم ... القدس والحج للقدس .... إنهم رسلنا فى الخارج وعليهم عرض صوت مسيحى الداخل على المجتمع العالمى وكيف يتم ازعاج الحجاج المسيحيين وإيذائهم .... ولهذه أريدك أن تعد (بطرس الناسك) جديد وكذلك فيلم تسجيلى عن وضع المسيحيين فى مدينة القدس التى تم تهويدها يتكلم فيه رجال كنيسة القيامة وكنائس القدس واسرائيل كلها. ونبدأ حملة عالمية نستطعف قلوب العالم بها وخاصة الامريكان العلمانيين

نظام : وكيف تصطاد اليهود يا مولاى

الخليفة : سيكون امام اليهود خياران ، الاول تكذيب الحملة وبهذا يفتحوا الباب لأن يتدفق الحجيج على القدس ونعيد نحن تلاحم مسيحى القدس مع الوطن العربى ونعطل مشروع اليهود القومى ..... والثانى هو تحدى المجتمع الدولى وقيم الحرية والعدالة والاخاء

وفى كلا الخياران سيخسرون ... وعلينا مراقبة الوضع للتدخل بلمساتنا

نظام : سأبدأ بالتنفيذ يا مولاى

الخلفية : ولا تنس أخواننا الفلسطينيين .. فهم فى حاجة للأخوة الصادقة .. فبدلا من نعزز الجبهة الداخلية لهم فتتنا من عضدهم بأن جعلنا تعليم ابنائهم حملا ثقيلا يصرفهم عن الدفاع عن القضية من اجل ابنائهم.

ولهذا مقالا آخر وأستودعك الله ... اذهب لما عزمت عليه

السلام عليكم يا مولاى

أكمل فيما بعد إن شاء الله

الزملاء الاعزاء

دار بينى وبين الخليفة حوارا حول اعتراف الدولة بالديانة البهائية وإدراجها ضمن خانة الديانة فى بطاقات الهوية.

نظام: إنهم يطلبون الاعتراف بهم رسميا يا مولاى

الخليفة: وما المانع ؟

نظام : هل تقبل يا مولاى الاعتراف بدين بخلاف الاديان السماوية ؟

الخليفة: وهل اعترافى به يعنى إيمانى به ؟ ما الفارق عندك بين المسيحية والبهائية بالنسبة لك كمسلم ؟

نظام : لا يجوز الاعتراف بدين غير سماوى وان نقول عنه أنه دين بل هو مذهب او عقيدة او ...

الخليفة : ماذا تقول يا نظام الملك؟ وما هو قولك فى قول الله (لكم دينكم ولى دين)؟ ألم يشر بها الى الكافرين المشركين واعترف بأن لهم دين ، لهم دين نراه كفرا ولكنه دينهم وتذكر ان الذى بيننا وبينهم هو قانون الدولة وليس القانون الدينى حتى لا نقع فى مشاكل واجراءات داخلية على مستويات عديدة ضررها اكبر من نفعها.

نظام : ولكن الاسلامين سيشعلون الدنيا علينا

الخليفة : ولماذا علينا ؟

نظام : هل يقوم بها غيرنا ؟

الخليفة : نعم ... يقوم بها بعض الشيوخ الليبراليين او المحدثين او أيا كان اسمهم ، ويتم تركيز الحملة الاعلامية على نقطة ارتكاز رئيسية ومحور اساسى هو عدم رفض كتاب الله وما جاء فيه فهو الذى قال ان للكافرين دين وليس معنى ان دين الدولة الرسمى هو الاسلام انها لا تعترف بباقى الاديان سواء ما يراه الإسلام سماويا او دنيويا ولكن يجب ان يعلموا انه (لكم دينكم ولى دين).

نظام : وهل تقبل لهم بدور عبادة ؟

الخليفة : لا يهم قبولى او رفضى ولكننى اسعى لقبول المجتمع نفسه ولا تنس أنه قبل قيام ثورة 23 يوليو كان الملك بيرسل مبعوث يحضر الاحتفالات البهائية فى محفل البهائيين ”حظيرة القدس“ في حي العباسية فى القاهرة.

وكذلك لا تنس إننا بهذا نمنع أو نقلل من وجود المنافقين بين صفوف المسلمين ، فهل البهائى لو أجبر على إخفاء دينه ... ألن ينخرط بين صفوف المسلمين أو المسيحيين مخربا هادما لحنقه عليهم ؟

نظام : أخشى ان أرتكب ذنبا أمام الله ؟

الخليفة : وهل ترك الأمور بلا حل وتركها تنمو وتكبر لا يعد ذنبا أمام الله ؟

نظام : ولكنهم عملاء لليهود يا مولاى ؟

الخليفة : . سبق وأن اتهموا بالعمالة للروس في القرن التاسع عشر ثم صاروا يتهمون بالعمالة للإنجليز في بداية القرن العشرين، ثم تحولت التهم إلى العمالة لليهود منذ أواسط القرن العشرين وخاصة بعد نشوء دولة إسرائيل. وذلك رغم أن المبادئ البهائية تمنع أتباعها من المشاركة والتدخل في السياسة بصريح النص، وبتأكيد الهيئات الإدارية والأفراد البهائيين.

وهل لا يوجد يا نظام الملك بين رجالنا من هو عميل لإسرائيل ؟ على الأقل البهائيين سنعرفهم فلما الخوف منهم .. إنما الخوف ممن لا نعرفهم ... ولذا علينا وضع نظام يضمن مصلحة الدولة العليا ويكون فوق رقاب الجميع.

نظام : ولكن الشعب لن يقبلهم ؟

الخليفة : أنت الذى لا تقبلهم والشعب لم يقل كلمته ... بل قد لا يعنيه الأمر إن تم عرضه بصورة علمية من خلال إعداد برنامج عمل اعلامى يستند إلى منهج توجيه رأى الجمهور ورغباته .. تماما مثل الإعلانات التليفزيونية.

نظام : ولكن يا مولاى سيحدث اشتباكات بين المسلمين والبهائيين وقد حدث من قبل فى صعيد مصر

الخليفة : نحن بصدد تغيير ثقافة المجتمع وقرائته للنصوص وعلينا الصبر وعلى البهائيين التحمل وسنسعى لحمايتهم قانونيا كمواطنين مصريين ولكن لا يسمح لهم بالانخراط فى العمل السياسى وهذا يوافق دينهم الذى ينص على هذا صراحة كما يقولون ، ولا ينخرطوا فى العمل الاجتماعى بوصفهم بهائيين ولكن بوصفهم مصريين.

نظام : هل تسمح لى بالانصراف يا مولاى

الخليفة : انصرف فى رعاية الله..... ولا شأن لك بقضية البهائيين فأنا من سيقضى فيها لأن حماسك المحمود للإسلام سيمنعك من إدارة الأمر جيدا

ولا تنس يا نظام الملك فى عالم الملك والسياسة ما على الوجوه خلاف ما فى الصدور وكل الدول العظمى لديهم المنظف او Cleaner كما يسمونه وأنا أيضا يمكننى استخدامه عند عجزى عن سبيل أخر وعندها لن أخشى الله إن استخدمته.

السلام عليكم يا مولاى

(وخرج نظام الملك متمتما فى سره .. لن يمر الأمر على خير أبدا ... ألا هل بلغت... اللهم فاشهد)

أكمل فيما بعد إن شاء الله

الزملاء الاعزاء

استدعانى مولاى الخليفة وكان ينتظر فى قاعة العرض السينمائى وعرض علىَّ هذا الفيلم



الخليفة : ما رأيك ؟

نظام : فى الفيلم ام فى القرود ؟

الخليفة : أصبت ... فى القرود؟

نظام : أمرهم غريب يا مولاى فلقد سمعت عنهم الكثير سواء فى دراسة سلوك البشر او فى التاريخ و الاساطير وتراث الشعوب

الخليفة : ماذا عن دراسة سلوك البشر؟

نظام : من اطرف ما سمعت تلك الدراسة عن سلوك البشر فى احترام القواعد فى المجتمع .... تم جلب خمسة قرود ووضعهم فى قفص كبير وفى منتصف القفص سلم فى اعلاه يوجد موز وبمجرد صعود احد القردة على السلم لأخذ الموز يتم فتح دش ماء مثلج فى القفص فتفزع القرود وتهرب.
وبعد يومان لم يجروء قرد واحد على صعود السلم
فتم استبدال قرد من القدامى بقرد جديد ، .... ولأن القرد الجديد لا يعرف موضوع الموز والدش المثلج فقد حاول صعود السلم لأخذ الموز ... فما كان من القردة إلا أن قامت بضربه وإبعاده عن السلم.
وكل يوم يتم استبدال قرد جديد بأحد القدامى حتى لم يبق فى القفص أى قرد قديم عاصر واقعة الموز والدش المثلج .. ورغم هذا كلما حضر قرد جديد على المجموعة الجديدة وحاول صعود السلم فإنها تضربه وتمنعه وهى لا تعرف لماذا تفعل هذا بل هى تتبع قواعد وعرف للمجتمع.

الخليفة : وماذا عن التاريخ والاساطير وتراث الشعوب ؟

نظام : يكفى ان القرد "جحوتي" كان إله الحكمة فى مصر القديمة والتراث يروى أن القرد كان حكيم وماهر وحاذق ولا اذكر اننى صادفنى أنه مهرج ومضحك.

الخليفة : أريد منك ان تطلب من أهل العلم بطبائع الحيوان والحيوانات البرية وكذا علماء التاريخ والميثالوجيا وعلماء النفس والسلوكيات بعض الدراسات عن القرود وتعرضها علىَّ.

نظام : لماذا يا مولاى ؟

الخليفة : أهل الصين القدماء اكتشفوا من الحيوانات ومنها القرد أساليب قتالية ... وربما أجد فى حكمة القرود شيئا ما .... من يعلم ؟ عموما هو علم لن يضر إن لم ينفع.

تستطيع الانصراف

السلام عليكم يا مولاى

أكمل فيما بعد إن شاء الله

الزملاء الاعزاء
تحية للجميع
--------

الخليفة : هناك فكرة يا نظام الملك اريد عرضها عليك

نظام : تفضل يا مولاى ؟

الخليفة : هل ينبغى ان تقتصر دولتنا على مصر ؟

نظام : بالطبع لا..

الخليفة : كما تعرف ان هناك مبدأ استراتيجى يقول "دفع الحدود إلى الأمام " وهو مبدأ يستند إلى "معيار القوة المتقدمة" The advanced power ومفاده أن القوة التى لا تتقدم فلابد أن تتقهقر، وأن الدولة التى لا تنمو من كل النواحى (بشريا وجغرافيا وعسكريا) تنهار تدريجيا.

نظام : ولكنه مبدأ يخالف الاسلام يا مولاى

الخليفة : كيف هذا ؟ ألا تقوم الدولة الاسلامية على مبدأ دفع الحدود للأمام ؟

نظام : كان هذا فى زمن لا يوجد مواثيق دولية فيه وكان لابد من ابلاغ الدعوة ولكننا جميعا نخضع للقانون الدولى الذى ينظم العلاقة بين الدول.

الخليفة : هذا القانون تم وضعه بعد الحرب العالمية الثانية ويتم تعديله وخرقه يوما بعد يوم

نظام : وماذا ترى يا مولاى ؟

الخليفة : لقد منح الله مصر موقعا تاريخيا فريدا بكل المقاييس وببعض الصبر والتخطيط يمكن ان نستغل الامر ونستفيد من كل ما منحنا الله فنحن مسلمين وعرب وأفارقة وبحر متوسطين وأهم شئ نحن خير اجناد الارض.

نظام : حديث خير اجناد الارض يضعفه بعض اهل الحديث

الخليفة : ولكن القرآن يقويه ويؤيده

نظام : كيف يا مولاى ؟

الخليفة : عندما ذكر الجنود فى القرآن ذكرهم مع نبى الله سليمان عليه السلام صاحب اكبر ملك وذكرهم مع فرعون.

نظام : فرعون ملعون يا مولاى

الخليفة : وهل بلعن فرعون لعن الجند ... لما لا نكون جند الله ؟

نظام : كيف يا مولاى ... إن فتحنا دولا مجاورة فهو عدوان وليس دعوة

الخليفة : معك فى هذا ... ولكن إن حمينا مصالحنا العادلة لا يكون عدوان بل دفاع عن النفس

نظام : وما هى البداية يا مولاى

الخليفة : أريد توسيع قاعدة "جهاز الخدمة الوطنية لمشروعات القوات المسلحة" وزيادة عدد أفراده وتزويده بأطباء ومعمليين وأخصائى تحاليل وزيادة عدد حملة المؤهلات المتوسطة به من التعليم الفنى ولاسيما الزراعى.

نظام : وبعد ذلك ؟

الخليفة : بل قبل ذلك مزيد من الجهد الدبلوماسى فى افريقيا وتنشيط صندوق التعاون مع دول افريقيا

نظام : يمكننا الاستعانة بالدكتور / بطرس غالى ، فهو يعتبر الأب الروحي للعلاقات المصرية الأفريقية

ابتسم الخليفة قائلا : أب روحى لعلاقة فاشلة بشهادة الجميع حتى غير المختصين .. أى أب هذا؟ دعك منه فهو لا يناسبنا. بل يجب ان نقوم بها نحن وليس مندوبا عنا ... أنا وأنت بأنفسنا.

نظام : وكيف نبدأ فى التنفيذ

الخليفة : أبدأ بوزارة الخارجية ... أريد أكفأ السفراء والدبلوماسيين لأفريقيا وإن عرفت تقاعس أحدهم يفصل فورا ويحال لوظيفة ادارية لا تمت للاعمال الدبلوماسية او القنصلية بصلة. وزود السفارات بمكاتب تجارية ومكاتب علمية بها متخصصون فى الزراعة والأراضى والرى ودربهم جيدا على كيفية كتابة التقارير الوافية عن البلدان التى هم فيها حتى نستطيع اتخاذ القرار .

نظام : وماذا عن جهاز الخدمة الوطنية لمشروعات القوات المسلحة؟

الخليفة : اعد كوادره ودربه داخل السوق المصرى .. فإننى أريده فى مجال الأعمال ضابطا للكل كما الله فى قانون الإيمان المسيحى

نظام : ألا يحدث هذا هرجا فى السوق ويخيف القطاع الخاص ؟

الخليفة : لست مؤمنا بالقطاع الخاص لأننى مهما فعلت فلن اسيطر عليه ولكن اريد قطاع عام شبه عسكرى ينتج ويضبط الاسواق ويستوعب الخريجين الجدد وينفذ خطة الدولة وعند الحاجة أجدهم جندا شديد البأس ... أما القطاع الخاص لو تركته يتحكم فى الاقتصاد لزادت وحشية الرأسمالية مهما حاولت كبح جماحها وستنهش الأنسان من كل جانب فى حياته حتى تقضى على السكينة وصلات الرحم والجيرة. ومع هذا فلن اقضى على القطاع الخاص ولكن له دوره الكبير والذى اسمح به ولن تكون الاستثمارات الأجنبية هى الأمل لنا بل أموالنا وقوتنا العسكرية هى الأمان لنا.

نظام : كل النقاط السابقة تحتاج شرحا أكثر يا مولاى

الخلفية : المهم اريد ان اعرف فى اقرب وقت ماذا تحتاج دول حوض النيل من مصر وماذا نستطيع ان نقدمه لها وما هى القيود التى تقف حائلا أمامنا وخاصة القوى العظمى.

تفضل فى رعاية الله

السلام عليكم يا مولاى

أكمل فيما بعد إن شاء الله