اقتباس:المؤمنون لا تبين حالة معينة ، وإنما تدل على اسم .
أما الاستمرار الذي قصدته فقد ذكرته من أجل التفريق بين المقيمين التي وردت كصفة والمؤتون كاسم فاعل لتشابههما في اللفظ،.
وإذا عدت للأية تجد أن المؤمنون هي في جملة مستقلة عما بعدها ،
لكن الراسخون : لكن استدراكية ، الراسخون مبتدأ مرفوع ،
والمؤمنون معطوفة على المبتدأ مرفوعة ، وجملة "يؤمنون" خبرها
يا عزيزي ، لو كانت "يؤمنون" هي خبر الراسخون كما تقول ، لكانت الجملة تامة ، وبعد ذلك يقول "والمقيمين الصلاة" فكيف تفسره بأنه نصب على المدح بوجود حرف العطف ؟
فلو كانت الآية :
" لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ [COLOR=Blue]الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ "
فهذه تناسب الأمثلة التي ذكرتَها في البداية والتي تنصب النعوت على المدح لا العطف .
ألستَ الكاتب :
اقتباس:قالت الخرنق امرأة من العرب :
- ( لا يبعدون قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر )
( النازلون معاقد الأزر ) " ( الإنصاف في مسائل الخلاف )
والعرب قد يعطفون بالرفع على النصب ، كما يعطفون بالنصب على الرفع في حالة التفخيم أو المدح ، مثل قول الشاعر :
( وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها )
( الظاعنين ولما يظعنوا أحدا ... والقائلون لمن دار نخليها )
يا عزيزي عبد التواب ، هذا الشعر الذي نقلته لنا ، ورد عن سيبويه بصيغتين متناقضتين ، فمرة يذكره برفع "النازلين" بحيث تكون "النازلون" ومرة يذكره بنصب "النازلين" ويقول أن هذا من باب النصب على المدح والتعظيم .
أنظر إلى ما يقوله في باب الصفة المشبهة بالفاعل فيما عملت فيه :
"وقالت خرنق " من بني قيس ":
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وافة الجزر
[COLOR=Red]النازلون
فان كففت النون جررت كان المعمول فيه نكرة او فيه الف ولام كما قلت: هؤلاء الضاربو زيد وذلك قولهم: هم الطيبو اخبار. " انتهى كلام سيبويه .
ثم انظر كيف يذكر البيت في باب نصب الاسم :
"وتقول: اصنعْ ما سَرّ اخاك واحبَّ ابوك الرجلان الصالحان على الابتداء وتنصبه على المدح والتعظيم كقول الخِرْنق من قيس بن ثعلبة:
لا يَبعَدنْ قومي الذين هُمُ سَمُّ العُداةِ وافةُ الجُزْرِ
[COLOR=Red]النازلين " انتهى كلام سيبويه .
والغريب أن تنقل البيت برفع "النازلين" ونصب "الطيبون" ، وهذه رواية ثالثة يذكرها سيبويه حيث يقول :
"وزعم يونس ان من العرب من يقول: " النازلون بكل معترك والطيبين " فهذا مثل " والصابرين "." انتهى كلام سيبويه .
وعليه يكون لدينا ثلاث روايات لبيت الشعر الذي تستشهد به ، وهي :
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وافة الجزر
[COLOR=Red]النازلون معاقد الازر
لا يَبعَدنْ قومي الذين هُمُ سَمُّ العُداةِ وافةُ الجُزْرِ
النازلين معاقدَ الازْرِ
لا يَبعَدنْ قومي الذين هُمُ سَمُّ العُداةِ وافةُ الجُزْرِ
النازلون
فهل يُعقَل أن يستشهد بهكذا بيت مضطرب الرواية !!!
وعليه ، فوجود حرف العطف يجعل المقيمين معطوفة على الراسخين ، وهو ما طرحناه منذ البداية ، ويجعل خبر الراسخين "أولئك لهم أجرهم" وكل ما قبلها عطف على المبتدأ .
باختصار : لا يمكنك أن تسقط واو العطف بهذه السهولة يا صديقي .
----------------------------------------------------------
تقول :
اقتباس:[QUOTE]يعني أنت تجعل "جُنَاحَ عَلَيْكُمْ" خبر ل "الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ " وفي نفس الوقت تجعلها جواب شرط "فَإِذَا بَلَغْنَ" !!!
هل يُغقل هذا ؟
تكون الجملة بإعرابين في نفس الوقت !!
خبر وجواب شرط !!!
نعم وهذا من البلاغة والجزالة وقوة التعبير.
يا رجل ما هذا الكلام !!!!
الآية تقول :
"
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"
لدينا هنا ثلاث جمل تامة كل واحدة جعلتها بلون تفصل بينها حروف استئنافية لونها برتقالي ، فكيف تجعل "فلا جناح عليكم" خبرا للجملة الأولى !!!!!!!
وإن جعلتها خبراً للجملة الأولى فماذا يصبح إعراب "فإذا بلغن أجلهن" وأين جواب الشرط عندئذ !!!
قرأنا تخريجات عديدة لهذه الآية لكن كهذا التخريج لم نقرأ ولن نقرأ !
نفس الجملة تكون خبراً يتم به الكلام عن المبتدأ وتكون جواباً للشرط !!!! هذه من العجب .
----------------------------------------------------------
تقول :
اقتباس:سأورد لك بعض فقرات من ذلك الكتاب :
" إن رحمة الله قريب من المحسنين" يقصد بها المطر ، ولم يقل رحمة الله قريبة من المحسنين.
" وأما بيت الحكمى :
ككمون النار في حجرِه
فيكون على هذا لأنه ذهب إلى النور والضياء."
هنا كان يمكنه أن يقول في حجرها دون أن يختل التوازن الشعري.
كذلك هنا :
أتهجر بيتا بالحجاز تلفَّعتْ ... به الخوفُ والأعداءُ من كلّ جانب
يمكن أن يقول : تلفعت . . بها دون اختلال .
" وحكى الأصمعي عن أبى عمرو أنه سمع رجلا من أهل اليمن يقول : فلان لغوب جاءته كتابى فاحتقرها ! فقلت له : أتقول : جاءته كتابى ! فقال نعم أليس بصحيفة ! قلت : فما اللغوب قال : الأحمق."
تقول :
اقتباس:" إن رحمة الله قريب من المحسنين" يقصد بها المطر ، ولم يقل رحمة الله قريبة من المحسنين."
عندما يستشهد الشخص بشيء ، فيجب أن يذكره كاملاً لا مجزوءاً مقتصراً على ما يوافق زعمه مبتسراً .
فهل هذا فقط ما جاء في كتاب الخصائص يا عزيزي ؟
لماذا لا تنقل النص كاملاً ؟
أم لأنه يأتي على حجتك ويقوّضها ؟
دعنا نرجع إلى النص الأصلي ونقرأ :
"وقالوا في قوله سبحانه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} إنه أراد بالرحمة هنا المطر.
ويجوز أن يكون التذكير هنا إنما هو لأجل فَعِيل على قوله: بأعينٍ أعداءٍ وهن صديق وقوله:
ولا عفراء منك قريب " انتهى كلام ابن جني
وذلك من باب أن الصفة إذا كانت على وزن فعيل فلا تلحقها علامة التأنيث
فلماذا اجتزأتَ الكلام ولم تذكر الوجه الآخر في كلمة "قريب" ؟
.
ثم تفعل الفعلة ذاتها مع بيت الحكمي وتجتزيء ما تريد وتختصر ما لا يخدم زعمك ، فتقول :
اقتباس:" وأما بيت الحكمى :
ككمون النار في حجرِه
فيكون على هذا لأنه ذهب إلى النور والضياء."
بينما النص الكامل في الخصائص هو :
"وأما بيت الحكمى: ككمون النار في حجره فيكون على هذا لأنه ذهب إلى النور والضياء
ويجوز أن تكون الهاء عائدة على الكمون أي في حجر الكمون. "
ترى لماذا أسقط عبدالتواب إسماعيل هذه التتمة في الاقتباسين اللذين اقتبسهما من الخصائص واللذين لوّنتهما بالأحمر ؟؟؟
ألأنهما يجعلان المسألة احتمالية فيسقط بها الاستدلال على تذكير المؤنث ؟؟!!!!
نترك الجواب للقاريء .
التعليق من زاوية أخرى :
من يبحث عن هذا البيت يجده برواية أخرى وهي :
ككمون النار في الحجرِ
لذلك نرجو من الزميل أن يُحضر لنا القصيدة كاملة أو على الأقل بضعة أبيات قبل هذا البيت وبعده حتى نعرف حرف الرويّ وصحة الاستشهاد هنا .
فسيبويه نفسه كان يخطيء في بعض الأبيات حين يستشهد بها .
تريد أمثلة ؟
لا بأس بهذه التفريعة .
يقول ابن عبد ربه في العقد الفريد :
"وأكثر مَا أدرك على الشعراء له مجاز وتوجيه حسن ولكنّ أصحاب اللغة لا يُنصفونهم وربمَا غَلّطوا عليهم وتأوّلوا غير معانيهم التي ذهبوا إليها.
فمن ذلك قولُ سيبويه واستشهد ببيت في كتابه في إعراب الشيء على المعنى لا على اللفظ وأخطأ فيه:
مُعاوِي إننا بَشر فأسْجح فَلَسنَا بالجبال ولا الحَدِيدَا
كذا رواه سيبويه على النَّصب وزعم أنّ إعرابه على معنى الخبر الذي في ليس.
وإنما قاله الشاعر على الخَفض والشعر كله مخفوض فما كان يضطره أن ينصب هذا البيت ويحتال على إعرابه بهذه الحِيلة الضعيفة وإنما الشعر:
مُعاوي إنّنا بَشر فأَسْجِحْ فلسنا بالجبال ولا الحَديدِ
أكلتُم أرضنا فَجَردْتُمُوها فهل من قَائمٍ أو من حَصِيدِ
أتطمع في الخُلود إذا هَلكنا وليس لنا ولا لك من خُلودِ
فهَبْنا أمةً هلكتْ ضَياعاً يزيدُ أميرُها وأبو يَزيدِ " انتهى كلام ابن عبد ربه
وكلام سيبويه الذي عناه هو قوله في الكتاب :
"وقال رجل من بني مَذحِج: هذا لعَمرُكم الصَّغارُ بعينه لا أمَّ لي إن كان ذاك ولا أبُ فزعم الخليل رحمه الله أن هذا يجري على الموضع لا على الحرف الذي عمل في الاسم كما أن الشاعر حين قال: فلسنا بالجبال ولا الحديدا أجراه على الموضع." انتهى كلام سيبويه .
ويقول ابن عبد ربه في نفس الموضع :
"ونظير هذا البيت ما ذكره في كتابه أيضاً واحتج به في باب النون الخفيفة: وهذا البيت للنَّجاشيَّ.
وقد ذكره عمرو بن بحر الجاحظ في فخر قَحطان على عدنان.
في شعر كُله مخفوض وهو: أيا راكباً إمّا عرضتَ فبلِّغن بني عامر عنّي يزيدَ بن صَعْصع نَبتم نَبات الخَيزرانيّ في الثرى حديثاً متى ما يأتك الخيرُ يَنفع " انتهى كلام ابن عبد ربه .
يقصد قول سيبويه في الكتاب :
"وقال الشاعر:
نبتم نبات الخيزرانيِّ في الثَّرى ** حديثاً متى ما يأتك الخير ينفعا " انتهى كلام سيبويه .
لذلك نرجو منك أن تعطينا شواهدك الشعرية ضمن سياقاتها .
الشاهد الثالث الذي اقتبسته :
اقتباس:"أتهجر بيتا بالحجاز تلفَّعتْ ... به الخوفُ والأعداءُ من كلّ جانب
يمكن أن يقول : تلفعت . . بها دون اختلال ."
يا عزيزي
الهاء في (به) تعود على البيت ، وهو مذكر لذلك وافقته تذكيراً .
أما تأنيث المذكر فجاء في "تلفعت" حيث أنه أنث "الخوف" ، وهذا من باب الاضطرار (لأن أحد أبواب الاضطرار إن كنت لا تعلم هو تأنيث المذكر أو تذكير المؤنث) ، لأنه لو شاء تذكير الفعل "تلفّع" لاختل الوزن وهنا يتضح الاضطرار . فيصبح البيت :
أتهجر بيتا بالحجاز تلفَّعَ ... به الخوفُ والأعداءُ
وقد يكون سوّغ اضطراره بتأخير الأعداء على الخوف ، حتى يوافق حرف الروي ، حيث يكون المعنى :
أتهجر بيتا بالحجاز تلفَّعتْ ... به الأعداءُ و الخوفُ
ولكنه لم يفعل مراعاة لحرف الروي ، وهذا بابٌ ثان للاضطرار ، وهو التقديم والتأخير .
أما بالنسبة لـ"جاءته كتابى" فهذه ليست قياسية أبداً ، حتى أن الأصمعي استغربها ، ولو رجعت إلى الرواية كاملة في الخصائص لابن جني لوجدته يقول
هنـــــــــــــا :
"منه ما حكى الأصمعي عن أبي عمرو قال: سمعت رجلاً من اليمن يقول: فلان لغوب جاءته كتابي فاحتقرها. فقلت له: أتقول جاءته كتابي! قال: نعم أليس بصحيفة. أفتراك تريد من أبي عمرو وطبقته وقد نظروا وتدربوا وقاسوا وتصرفوا أن يسمعوا أعرابياً جافياً غفلاً يعلل هذا الموضع بهذه العلة ويحتج لتأنيث المذكر بما ذكره فلا " يهتاجوا هم " لمثله ولا يسلكوا فيه طريقته فيقولوا: فعلوا كذا لكذا وصنعوا كذا لكذا وقد شرع لهم العربي ذلك ووقفهم على سمته وأمه"
ولو راجعت الباب كله لوجدته يتحدث عن تبرير العرب الأقحاح للغتهم وشغفهم بها حتى لو خالفت القياس ، ولكن هذا إن كان سماعياً فلا يُقاس عليه ، والشواهد لا تكون بالنادر بل بالغالب وهذا من أبجديات علوم اللغة .
فلا تُتعب نفسك في ما ذكّره العرب في أشعارهم من مؤنث أو العكس ، وإن وجدتَ ما هو على غرار "جاءته كتابي" فلا تبني عليه قواعدَ ولا تقِس عليه . إلا إن جئتنا بمن ذكّر الحياة كما في الآية موضع النقاش فعندها يُسمى شاهدٌ .
----------------------------------------------------------
باقي النقاط هي تكرار لما سبق وقلتَه في ردودك السابقة وردنا عليها هو هو .
تحياتي لك