اقتباس: فيما يتعلق بتذكير المؤنث ، هل يوجد لديك يا عزيزي عبدالتواب شواهد من خارج القرآن ؟
لأنك تستدل بالقرآن الذي هو موضع النقاش والمحاكمة فكيف تحتكم إليه ؟
تريدني أن أصطاد لك سمكة ملونة مخططة في مياه البحر العميقة جانب الميناء ،
فأنت لا تريد الاستشهاد من أيات القرأن الكريم ، مع أنها كثيرة .
ولا تريد من أبيات الشعر الجاهلي مع أنهم أصحاب الفصاحة والذين تحداهم القرأن أن يأتوا بمثل فصاحته وبلاغته.
من تذكير المصدر( إقامة)
وروينا في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال بايعت رسول الله على شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والسمع والطاعة والنصح لكل مسلم( المستطرف )
اقتباس: نحن نقول أن في القرآن مشاكل لغوية ، سواء نتجت عن الكاتب الأصلي أم الرواة لا يهم ، فكيف تستدل على صحة الجملة القرآنية بجملة قرآنية أخرى ؟؟!!!
كيف يتم نقل عبارة واضحة وضوح الشمس في وضح النهار بصورة خاطئة ولا يتم تصحيحها من قبل الكتاب ؟
بل وأن يتم تكرار ذلك في عدة مواضع ؟
وكيف تبرر وجود عبارات معقدة اللفظ والإعراب مضبوطة متقنة بديعة ، وعبارات سهلة مثل التي ذكرتها ولا يخطر ببال محمد (ص) أو التابعين تصحيحها ؟
اقتباس: فلو كان تذكيره للصيحة مطرداً في القرآن لقلنا أنها لغة أو ما تقولون من تذكير المصدر وغيره ، لكن أن يذكّر واحدة ويؤنث خمساً فهذا هو الإشكال الذي نقوله .
قوله تعالى وأخذ الذين ظلموا الصيحة في حذف التاء ثلاثة أوجه أحدها أنه فصل بين الفعل والفاعل والثاني أن التأنيث غير حقيقي والثالث أن الصيحة بمعنى الصياح فحمل على المعنى( التبيان في إعراب القرأن )
"..قال النحاس : ... مصدر كما يذكر المصدر المؤنث مثل : { فمن جاءه موعظة من ربه } [ البقرة : 275 ] وكما قال : ( فقد عذرتنا في صحابته العذر ) ففي أحد الأقوال أنث العذر لأنه بمعنى المعذرة.."( القرطبي )
"..قوله تعالى فمن جاءه موعظة من ربه قال الزجاج كل تأنيث ليس بحقيقي فتذكيره جائز ألا ترى أن الوعظ والموعظة معبران عن معنى واحد.."( زاد المسير )
وأما تفسيري الخاص المتواضع
في قصة النبي صالح :
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ{66} وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ{67}
ورد في العذاب كلمة "خزي" فجاء بعدها " وأخذ الذين ظلموا الصيحة" فيها إشارة إلى الخزي وهو مذكر .
أما في قصة نبي الله شعيب :
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ{94}
"برحمة منا" جاء بعدها "وأخذت" ، وبما أنه يجوز تذكير الفعل وتأنيثه كان الأولى مجانسة الفعل لما قبله.
اقتباس: نفس الشيء بالنسبة لكلمة "موعظة" والتي يذكّرها في "فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ" لكنه يؤنثها في باقي المواضع في القرآن
{ فمن جاءه موعظة من ربه } أي وعظ وقوله:{ وإذا حضر القسمة } أي المال بدليل قوله منه ومثله قول الشاعر:
( ما هذه الصوت )
أي الصيحة وقال امرؤ القيس :
( برهرهة رؤدة رخصة ... كخرعوبة البانة المنفطر ) .. " ( تفسير القرطبي )
"..:الخامسة { ثم لم تكن } بالياء فتنهم رفع ويذكر الفتنة لأنها بمعنى الفتون ومثله { من جاءه موعظة من ربه فانتهى }.." (القرطبي)
فلو كان في كل تلك الأيات أخطاء لما اختلفت القراءات وفيها من تلك التي تسميها أخطاء.
ويجوز حذف تاء التأنيث لما يلي :
1 ـ إذا فصل بين الفعل والفاعل ،
2 ـ إذا كان التأنيث لفظياً مجازياً.
3 ـ حمل الفاعل على المعنى ( أو تأويله لمصدره ) مثل "موعظة" إلى ( وعظ ) مثل ( إقامة )
وفي الفعل المبني للمجهول :
"زين للذين كفروا الحياة الدنيا"
"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا"
فكلتاهما ( فدية ، الحياة ) نائب فاعل مؤنث ، فصلت عنه وعن فاعله ( جار ومجرور )
وكلتاهما مؤنث مجازي لفظي .
اقتباس: أو تذكيره لكلمة "الشمس" في"فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي" بينما يؤنثها في المواضع الأخرى.
اسم الإشارة "هذا" يعود على مذكر وهو"رب" وليس على الشمس .
ــــــــــــــــ
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28