أعطانا الرب هذا الإعلان الذي بامكانه تغيير مسار حياتنا. كنّا حديثاً قد عرِفنا عن الرب وعن كلمته. نحن سبعة شباب أعطانا الله إمتيازاً ومسؤوليةً عظيمة لمشاركة هذا الإعلان مع العالم.
إبتدأ كل شئ يوم 11 نيسان 1995 عند الساعة العاشرة صباحاً. كنّا نصلي معاً وكنّا متحضرين للذهاب الى نزهة في ذلك اليوم. وفجأة أنار نورٌ قويٌّ جداً الغرفةَ من خلال إحدى نوافذها. حينما ظهر ذلك النور إبتدأنا نتكلم بألسنةٍ متعمدين جميعاً بالروح القدس. في تلك اللحظة إمتلكتنا الدهشة لِما رأينا. كان النور المتألق يُنير كل الغرفة حيث مكان تواجدنا. كان النور أقوى بكثير من نور الشمس، وفي وسط النور رأينا جمهور من الملائكة مرتدين ثياباً بيضاء. كانت الملائكة جميلة جداً، طويلة القامة، وبهيّة المظهر. وفي وسط تلك الملائكة رأينا شيئاً أدهشنا، كانت هيئة رجل، عائدة لكائنٍ خاص. وكان الرجل مرتدياً رِداءً شديد البياض. كان شعره كخيوط ذهبية. لم نستطع رؤية وجهه لأنه كان متألقاً جداً. كما رأينا حِزاماً ذهبياً حول صدره، وكان مكتوبٌ على الحزام بالذهب هذه الكلمات: "ملك الملوك ورب الأرباب" وكان لابساً صندلاً ذهبياً خالِصاً في قدميه، ولا مقارنة لجماله.
حينما رأينا حضور ذلك الشخص جثونا جميعاً على ركبتنا. ثم بدأنا سماع صوتهِ. كان لصوته نبرة خاصة ورائعة. وكانت كل كلمة تثقب قلوبنا مثل سيف ذي حدين، كما مكتوب في كلمة الله في عبرانيين 12:4 "لأن كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كُلِّ سيفٍ ذي حدّين وخارِقة الى مفرقِ النّفسِ والروحِ والمفاصِلِ والمخاخِ ومُميّزةٌ أفكارَ القلبِ ونيَّاتِهِ"
تكلم إلينا بكلمات بسيطة لكنها قوية. إستطعنا سماع صوته وهو يقول لنا: "يا أطفالي الصغار، لا تخافوا. أنا يسوع الناصري وأنا زرتكم لاُريكم لغزاً كي تظهرونه وتقولونه للقرى والمدن والأمم والكنائس ولكل الأماكن. وأينما أقول لكم إذهبوا تذهبون وأينما أقول لكم لا تذهبوا لا تذهبون"
تقول كلمة الله في يوئيل 28:2 "ويكونُ بعد ذلك أني أسكبُ روحي على كلِّ بشرٍ فيتنبأ بَنوكُم وبَناتكُم ويحلمُ شيوخكُم أحلاماً ويرى شبابكُم رؤى"
هذه هي الأوقات التي يعدّها الله لكل واحدٍ. وفي تلك اللحظة حدث شئ غامض. ظهرت صخرة في منتصف الغرفة، وجعلنا الرب المتواجد معنا أن نصعد عليها. وكان إرتفاع الصخرة عن الأرضية بنحو 9 إنشات، وظهرت على الأرضية حفرة عميقة. كانت الحفرة هائلة وسوداء وكان جوفها رهيباً. وللتو وقعنا على الصخرة ونزلنا من خلال الجوف. كان ظلامٌ قادنا الى مركز الأرض. فيما كنا في تلك الظلمة الكئيبة كنا خائفين جداً لدرجة أننا قلنا للرب: "يا رب لا نريد أن نذهب الى ذلك المكان. لا تأخذنا الى ذلك المكان يا رب. أخرجنا من هنا يا رب" أما الرب فأجابنا بصوت جميل وحنون: "هذا الإختبار ضروري كي تنظروا وتقولوا للأخرين"
وفي طريقنا داخل نفقٍ يُشبه قرنٍ بدأنا رؤية ظِلالٍ حيث كانت شياطين وأشكال أخرى تتحرك من مكان الى أخر. ثم نزلنا الى عمق أكثر. فبدأنا نشعر بالفراغ وبخوف عظيم في وقت لا يتعدى ثوانٍ. ثم وصلنا الى بعض الكهوف وبعض الأبواب الرهيبة وكان المكان متاهةٌ لكثرة الممرات الموجودة فيه ولم نرِد الدخول. ثم بدأنا نشم رائحة كريهة ونشعر بحماوة تكاد تخنقنا. وعند وصولنا الى ذلك المكان بدأنا ننظر أشياءً رهيبة وأشكالاً مخيفة. كان المكان كله مولّعاً باللهيب وفي وسط ذلك اللهيب رأينا أجساد الألاف من الناس وهي تتعذب عذاباً عظيماً. كان المنظر رهيباً جداً، لم نرد أبداً أن ننظر ما كان معروضاً قدامنا.
ثم لاحظنا أن المكان منقسم الى عدة أقسام عناء وتعذيب. سمح لنا الرب أن ننظر ما يتواجد في أحد أقسامه الأولى وهناك رأينا "وادي القِدور" حيث تواجدت الملايين من القِدور. كانت القِدور موضوعة على مستوى الأرضية، وكان كل قِدرٍ يغلي مع حُمم نار. وكان داخل كل قِدر نفسٌ ماتت وذهبت الى الجحيم.
وحالما رأت النفوسُ الرّب بدأت بالصراخ قائلة: "يا رب رحمتك علينا. يا رب اعطيني فرصة لأخرج من هذا المكان. يا رب أخرجني من هنا وسأقول للعالم أن هذا المكان حقيقي" ولم يُلقِ الرب حتى نظرة واحدة عليهم. وكان في ذلك المكان الملايين من الرجال والنساء والشباب. كما رأينا الشاذين جنسياً والسكارى وهم يتعذبون. كنا ننظر الى جميع هؤلاء النفوس وهي تصرخ وتتعذب عذاباً عظيماً. وما هزّنا هو رؤية أجسادهم وهي تتدمّر. كانت الديدان تدخل وتخرج من تجويفات عيونهم الفارغة ومن أفواههم وأذانهم وكانت تخترق أجسادهم من خلال جلودهم. وهذا ما تذكره كلمة الله في أشعياء 24:66 "ويخرجونَ ويرونَ جُثثَ الناسِ الذين عَصَوا عليَّ لأنَّ دودهُم لا يموتُ ونارَهُم لا تُطفأ. ويكونونَ رذالةً لكُلِّ ذي جسدٍ" كما مذكور أيضاً في إنجيل مرقس 44:9 "حيثُ دودَهُم لا يموتُ والنارُ لا تُطفاًُ"
كنا مرتاعين جداً لِما كنا نراه. رأينا لُهباً بارتفاع 9 الى 12 قدم. وفي كل لهيب من اللهب كانت تسكن نفسٌ قد ماتت ووصلت الى الجحيم.
سمح لنا الرب برؤية شخصٍ داخل أحد هذه القِدور. وكان الشخص رجلاً وأخِذاً شكلاً مقلوباً وكان لحم وجهه يتساقط قطعة بعد أخرى. وبقي الشخص ينظرُ الى الرّب متقصداً ثم بدأ الرجل يصرخ ويدعو إسم يسوع، فقال: "يا رب إرحمني! يا رب أعطيني فرصة! يا رب أخرجني من هنا!" أما الرب فلم يُرِد أن ينظر إليه بل أدار ظهره عليه. حينما فعل الرّب ذلك، بدأ الرجل باللعن والتجديف على الرب. كان هذا الرجل جون لينون، عضو فرقة الموسيقى الشيطانية "البيتلز". كان جون لينون يستهزأ ويسخر من الرب خلال حياته على الارض حيث قال أن المسيحية في طريقها الى الزوال وأن يسوع المسيح سينساه الناس. على أية حال، هذا الرجل في الجحيم الأن أما يسوع المسيح فهو حيٍّ! كما أن المسيحية لم تزول.
وفيما بدأنا بالتمشي على حواف ذلك المكان، كانت النفوس تمُدُّ أياديها نحونا وترجو الرحمة. كانت تطلب من يسوع إخراجها من هناك أما الرب فلم يكن ينظر إليها أبداً. ثم بدأنا بالدخول في أقسام مختلفة للجحيم وبالأخص الى قسم أكثر فظاعة. حيث كانت تحدث فيه أفظع أنواع التعذيب، وكان هذا مركز الجحيم. وفيه تواجدت كل أشكال التعذيب: لا يستطيع الإنسان أن يُعبِّر عن هكذا تعذيب بكلماتٍ. وكان هناك أناس من الذين عَرِفوا يسوع وكلمة الله، إذ تواجد هناك رعاة كنائس وكارزين ومبشرين وكل أنواع الناس الذين قبِلوا يسوع ذات مرةٍ وعرِفوا الحقَّ، لكنهم عاشوا حياةً مزدوجة. وكان هناك أيضاً أناس من الذين إرتدوا عن طريق المسيح: وهؤلاء كانوا يعانون أسوأ بألفِ مرّةٍ عن أي واحدٍ أخر. كانوا يصرخون ويتوسلون بالرب طالبين الرحمة، لكن كلمة الرب تقول في سفر عبرانيين 26:10 "فإنهُ إن أخطأنا باختيارنا بعدَ ما أخذنا معرِفة الحقِّ لا تبقى بعد ذبيحةٌ عن الخطايا، بل قبولُ دينونةٍ مُخيفٌ وغيرةُ نارٍ عتيدةٌ أن تأكُلَ المُضادِّينَ"
كانت تلك النفوس هناك لأنها كرزت وصامت ورنمت ورفعت أياديها في الكنيسة لكنها في الشارع وفي بيوتها كانت ترتكب زِنا وفِسق وكذب وسرقة. لا نستطيع أن نكذب على الله. إذ يقول الإنجيل أنه للذي اُعطي الكثير يُطلب منه الكثير أيضاً (لوقا 48:12).
وسمح لنا الله أن نرى سيدتان كانا من الأخوات المسيحيات على الأرض، لكن كلاهما لم تعيشان حياة مستقيمة قدام الرب. قالت الواحدة للأخرى، "أنتِ أيتها التعيسة الملعونة! إنها غلطتك إني موجودة هنا في هذا المكان! لم تكرزي لي إنجيلاً مقدّساً! ولأنه لم تقولي لي عن الحق، فإني هنا في الجحيم" وكانت الواحدة تقول للأخرى هذه الأشياء وهما في وسط اللهيب، وكانت الواحدة تكره الأخرى لأنه ليس في الجحيم محبّة ولا رحمة ولا غفران. كان هناك الألاف من النفوس من الذين عرِفوا كلمة الرب، لكن حياتهم لم تكن مستقيمة قدام محضر الله القدوس. قال لنا الرب "لا تستطيع أن تلعب مع الله أو مع اللهيب في الجحيم!" وأضاف الرب: "يا أولادي، جميع المعاناة المرتكزة في أي مكان معيّن على الأرض ليست شيئاً أبداً بالمقارنة مع المعاناة التي يعانيها الشخص في أفضل مكانٍ في الجحيم"
فإن كان العذاب رهيباً لهؤلاء الذين يعانون أقل معاناة في الجحيم، فكم يكون العذاب لهؤلاء المتواجدين في مركز الجحيم، الذين عرِفوا كلمة الرب وتَخلّوا عنها. في هذا الوقت قال لنا الرب أنه بإمكاننا اللعب بالنار على الأرض لكنه لا تستطيع أن تلعب أبداً بالنار في الجحيم.
وإبتدأنا نتمشى خلال عدة أماكن، وأرانا الرب أعداداً من مختلف الناس. واستطعنا رؤية ستة أنواع من التعذيب هناك. فهناك نفوس تُعذبها الشياطين مستخدمة كل أنواع التعذيب. ونوع أخر من التعذيب كان وعي الناس الذي كان يُذكِّرهُم بالقول "تذكّر حينما كرزوا لك، تذكّر حين سمِعتَ كلمة الله، تذكّر حينما قالوا لك عن الجحيم وأنت ضحكت على كلامهم!" كان وعيهم الذاتي يشكل عذاباً كبيراً لهم، كما كانت الديدان تزحف على أجسادهم مثل نار ملتهمة تزيد بألاف ألاف المرات عن الحماوة التي نعرفها. هذه هي المكافأة التي يهديها إبليس لكل هؤلاء الذين يُريدونه ولكل أؤلئك الذين يتبعونه.
تقول كلمة الرب في رؤيا يوحنا 8:21 "وأمّا الخائِفون وغيرُ المؤمنينَ والرَّجِسونَ والقاتِلونَ والزُّناةُ والسَّحرةُ وعبدةُ الأوثانِ وجميعُ الكذبةِ فنصيبهم في البحيرةِ المُتقدةِ بنارٍ كبريتٍ الذي هو الموت الثاني"
ثم سمح لنا الرب ان نرى رجلاً قتل على الأرض ستة أشخاصٍ. وكان هؤلاء الأشخاص الستة من حوله يصرخون عليه قائلين: "إنها غلطتك إننا في هذا المكان. إنها غلطتك" وكان القاتل يحاول كل جهده أن يسد أذنيه لأنه لم يرِد أن يستمع إليهم، لكنه لم يستطع ذلك حيث في الجحيم تصبح جميع حواسك أكثر حساسة.
كما أن النفوس هناك كانت مُعذّبة لِعطشها للماء لا يمكن تحمّلهُ كما مذكور في الإنجيل عن قصة الغني الذي طلب قطرة ماءٍ قد تكفي سدَّ الظمأِ (لوقا 19:16). كما تقول كلمة الرب في أشعياء 9:34 "وتتحوّلُ أنهارُها زِفتاً وتُرابُها كِبريتاً وتصيرُ أرضُها زِفتاً مُشتَعِلاًً"
هناك، في ذلك المكان، كانت جميعُ النفوس في وسط اللهيب. رأتِ الناس سراباً من أنهار بلورية النقاوة في وسط اللهيب، ولكن حينما حاولت الوصول إليها، تحولت الأنهار الى نيران. كما رأتِ الناس أشجاراً وعليها ثمار ولكن حينما حاولوا قطفها كانت أياديهم تحترق وكانت الشياطين تسخر منهم.
ومن ذلك المكان سمح لنا الرب الذهاب الى مكان أسوأ عن بقية الأماكن التي رأيناها. رأينا بحيرة النار والكبريت. وكان على جانب من البحيرة بحيرةٍ أصغر. وفي تلك البحيرة الصغيرة تواجدت الملايين الملايين من النفوس وكانت جميعها تصرخ وتتوسل بالرب طالبة الرحمة. وكانوا يقولون له: "يا رب أرجوك! أخرجنا من هنا ولو للحظة! أرجوك أعطيني الفرصة لأخرج من هنا!" على أية حال لم يستطع الرب أن يفعل شيئاً لهم لأن الحُكم كان قد صُدرَ بِحقِهم. وما بين تلك الملايين الملايين من النفوس سمح لنا الرب أن نصبّ تركيزنا على رجلٍ كان نصف جسده مغطوس في بحيرة النار.
سمح لنا الرب أن نفهم ونعرِف أفكار الرجل. كان إسم الرجل مارك. وأذهلنا ما قاله الرجل لنفسه. علّمنا الرجل درساً أبدياً بأفكاره هذه، إذ قال "أتمنى إعطاء كل شئ لأكون في مكانكم الأن. أتمنى إعطاء كل شئ لأرجع الى الأرض لدقيقة واحدة. ولست أهتم إن أصبحت الأكثر بؤساً او ألأكثر مرضاً، أو الأفقر إنساناً في العالم. أتمنى إعطاء كل شئ لأرجع ثانية! فقط لدقيقة واحدة على الارض." وكان الرب ماسكٌ بيدي ويعرِف أفكار الرجل، فاستجاب الرب لأفكار مارك قائلاً: "يا مارك لماذا تريد أن ترجع الى الارض ولو لدقيقة واحدة؟" قال مارك للرب وهو يبكي بصوت مُعذبٍ: "يا رب ساُعطي كل شئ لأرجع الى الأرض حتى ولو لدقيقة واحدة لكي أتوب وأخلص" حين سمِعَ الرب ما قاله مارك رأيتُ الدم يخرج من جروح يسوع والدموع تملأ عينيه حينما قال للرجل: "يا مارك لقد فات وقتك، ديدان ستكون سريرك وديدان ستغطيك" (أشعياء 11:14). ولما قال الرب هذه الكلمات، غطس الرجل في البحيرة الى الأبد. وللأسف لا رجاء لجميع تلك النفوس. فرصتنا هي الأن فقط للتوبة والذهاب الى السماء مع الرب يسوع المسيح.
سأترككم الأن مع الشهادة الثانية. شكراً