الأخ رحمة:
أنا أيضاً مشغول جداً ، لدي مشاغل كثيرة داخل الإنترنت أحرى خارجها ، فلا تستعجلون :)
ملاحظة قبل أن أبدأ ردي: أتمنى أن تبتعد قليلاً عن النسخ واللصق ، وإن كان لا محالة فحاول أن تلخص الأفكار ، وهذا الاسلوب متعب ، وبإمكاني أنا أيضاً أن أنسخ لك هنا عشرات المجلدات الإلحادية ، وهذا طبعاً سيؤدي إلى تضييع وقتي ووقتك
بخصوص ما نقلته عن السيد الصدر:
مقارنة طويلة بين المذهبين العقلي والتجريبي ليس لها أي فائدة على نقاشنا لمسألة وجود الله
السيد الصدر يريد إثبات أن الاستقراء وسيلة سليمة للمعرفة ومن ثم يستخدمه لإثبات وجود الله
وأنا تجاوزت معك هذه المرحلة ، فقد قلت لك إنني سأسلم معك بالاستقراء وسأسلم بقانون السببية الذي استخلصناه بالاستقراء وكذلك سأسلم باستحالة التسلسل إلى ما لانهاية
ولكن: ماذا يستفيد المؤمنون من هذا كله؟؟؟
هذا كله غير مفيد لكم ، لأنكم ستضطرون لوقف المنطق في نقطة ما ، وهذا ما نرفضه
كما أنني تنزلت معك أكثر وقلت لك إنني سأسلم بفرضية "الله" كوسيلة لوقف مشكلة التسلسل بشرط أن لاتوقعنا هذه الفرضية في مآزق منطقية أخرى (التناقض و الدور ونحوها كما بينته لك سابقاً)
أذكِّر هنا ببيتين مشهورين في هذا المقام
لما جهلتَ من الطبيعةِ أمرَها - واقمتَ نفسك في مقامِ مُـعـلِّـلِ (معلل: أي مفسر لمشاكل الطبيعة)
أثبتَّ رباً تبتغي حلاً به - للمشكلاتِ فكان أكبر مُشكلِ!
كما قلت لك : أرى أن الموقف الأفضل في هذه القضية هو أن نعترف بأننا نجهل الطريقة التي يمكننا بها إيقاف هذا التسلسل ، وبجهلنا بمصدر الكون وسر وجوده (كما قال د. صادق جلال العظم) وهذا الجهل ليس عيباً ، وعلينا أن نواصل البحث حتى نصل إلى نتيجة (نواصل البحث بطريقة علمية طبعاً لا طريقة خرافية نسبغ عليها لبوس العلم)
إن الاحتمال الأول (أو الفرضية الأولى) التي يريد السيد الصدر إثباتها ونفي ما سواها تواجهها مشاكل منطقية كثيرة كالتي أشرنا إليها سابقاً ، وبالتالي من حقنا أن نعتبر أن ما قدمه السيد الصدر لا يعتبر دليلاً على وجود الله بقدر ما هي حركة استعراضية بهلوانية على مسرح المنطق والرياضيات يراد منها إيهام الناس بيقينية الفرضية الأولى عن طريق نفي الاحتمالات الثلاثة الأخرى وذلك بأن يبين الإشكاليات المنطقية التي تكتنف الاحتمالات الثلاثة الباقية طبعاً بدون أن يتطرق السيد الصدر المحترم إلى الإشكاليات التي تكتنف الاحتمال الأول!
قلت في ردك:
[QUOTE]
لا ادري كيف كنت اشعريا ولا تعرف مباني القوم
ومبناهم هو :ليس للفعل نفسه حسن ولا قبح ذاتيان ولا لصفة توجبهما عقليا وإنما حسنه ورود الشرع بالاذن لنا فيه على سبيل الوجوب فالزنى والسرقة والقتل عدواناً بغير حق وأكل أموال الناس بالباطل كل ذلك قبيح لنهي النص عنه فقط فما منعه الشرع كان شرا محضا وما امر به كان خيرا محضاوما علاقة مسألة (التحسين والتقبيح) بموضوعنا؟؟؟
أنا قلت إن وجه الشبه بين المنهجين الاشعري والمعتزلي هو استخدام الأدلة العقلية لإثبات وجود الله وهو أمر معروف مشهور وليس محل جدال ، أما ما تشير إليه أنت فهو مسألة فرعية في هذا الباب وهي (التحسين والتقبيح) ، وبالفعل الأشاعرة يرون أن التقبيح شرعي لا عقلي ، إلا أن أدلتهم في ذلك عقلية لا نقلية! ، ولو تتذكر في باب القياس أن (القياس الخطابي) هو القياس الذي يستند إلى مقدمات مشهورة بين الناس "دون أن تكون مسلمة أو صادقة بالضرورة" ولذلك فإن القياس الخطابي غير يقيني ، ومن أول أمثلة مقدمات القياس الخطابي عند أهل المنطق هو المقدمة القائلة بأن [العدل خير والظلم شر] أو [أن الكرم حسن والبخل قبيح] ، وبهذا يعتبر الأشاعرة أن مبدأ (التحسين والتقبيح العقليين) الذي يقول به المعتزلة هو مبدأ (خطابي) أي أنه ظني وليس قطعياً (يقينياً) كما جرت العادة أن تكون مباحث العقيدة..
وعلى أية حال: سواء كان الحق مع الأشاعرة أو مع المعتزلة في مسألة (التحسين والتقبيح هل هما شرعيان أم عقليان) فإن هذه المسألة لا علاقة لها ببحثنا هنا (أقصد بحثي أنا وأنت طبعاً وليس الموضوع ككل)، فنحن نتناقش في مسائل وجود الله ونظرية الخلق ، ومسألة "التحسين والتقبيح" مسألة فرعية هنا ، بمعنى أنه لا ينبغي الحديث عنها إلا بعد الانتهاء من إثبات وجود الله (لكي يكون هناك ترتيب منطقي للأمور) فمن غير المعقول أن نتناقش في الفروع ونحن لمّا نتفق على الأصول
قلت أيضاً:
[QUOTE]
المنطق الوضعي الذي تؤمن به لا يفيد علما يقينيا الا في ظل مجموعة قوانين وقواعد عقلية ترتبط بمعطيات الحس تنطلق منها الحواس لتؤلف مقدمات لمعرفة استقرائية او تجريبيةوكذلك أي منطق في العالم!
الحس أساس أغلبية القضايا المنطقية ، ومن واقع خبراتنا الحسية نبني مجموعة من القوانين النظرية التي قد نطورها لتصبح أكثر تعقيداً ، لكن في النهاية يبقى الحس هو الأساس إما بشكل مباشر أو غير مباشر ، لذلك أرى أن هذه العبارة التي أوردتها غير ذات جدوى في حوارنا (إلا إذا كنت تقصد منها شيئاً آخر غير ما هو متبادر منها فأرجو التوضيح)
والكلام الطويل الذي أوردته منسوباً للسيد الصدر يدل على ما قلته بوضوح ، فقد أثبت صحة الاستقراء كمنهج معرفي والاستقراء قائم على التجربة والحس
قلت أيضاً:
[QUOTE]
اذا اردت ان تشكل
انا اعلمك كيف تشكل بشكل جدي على كل من يؤمن بإله
إذ يمكنك ان تشكل باصعب مما اتيت به على كل من يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويمكنك ان تفتح موضوعا جديدا وتسأل كل المؤمنين سؤال واحد يهدم عقيدة بعضهم ويعقم عقيدة آخرين
والسؤال وهو :
لماذا خلق الله الكافر وهو عالم بكفره وخلوده في الجحيم؟بالله عليك: هل تعتقد أن سؤالاً بسيطاً مثل هذا لم يخطر ببال ملحد عجوز مثلي؟؟؟ :)
هذا السؤال طُرح مليار مرة في هذا الموقع ، وأنا شخصياً أشرت إليه في مداخلة سابقة في هذا الشريط عندما احتج الأخ beammer بالتخيير (Choice) فقمت أنا بتذكيره بحوارنا السابق الذي طرحت أنا فيه هذا السؤال مع أسئلة أخرى ، وإليك رابط الحوار (اقرأ عدة مداخلات وستصل إلى المطلوب بعد المداخلة الثالثة أو الرابعة تقريباً)
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...07263#pid307263
قلت أيضاً:
[QUOTE]
بالنسبة لتعقيبك اعلاه اقتباسا بالشبهة التي تريد ان تقولها لي
وملخصها المنطقي مبني على شرطية تالية تنتج نقيض الشرطية الاولى المقدمة
لو ان الله موجودا لخلا العالم من الشرور
العالم ليس خال من الشرور
النتيجة الله ليس موجودا
يعني افضل حل عندك هو ان تنفي وجود الله سبحانه وتعالى لان العالم لا يمتاز بالكمال الذي تتصوره او يتصوره عقلك الذي لا يتصور الا كل شي ضمن حيز زماني ومكاني
عجيب !!!وهذا بالضبط هو ما أردت أنا أن أصل إليه
أن الإسلاميين يضطرون إلى وقف المنطق في نقطة معينة عندما تقام عليهم الحجة
يا أخي :
هل لك وسيلة أخرى تفكر بها غير عقلك "القاصر"؟؟
حينما نقول إن قضية ما إنها قضية {غير منطقية} فما معنى ذلك؟؟
معناه أنها غير متصورة بالعقل البشري (القاصر طبعاً) .. وهذا هو ما أريدك أن تعترف به
أي أن تعترف أن الصفات التي تسبغونها على الله غير منطقية (وهي الصفات التي بدونها لا يكون إلهاً طبعاً في نظركم)
إذا كان باب الحلول غير المنطقية (غير المتصورة عقلاً) مفتوحاً فلنفتحه للجميع (ملحدين و مؤمنين)
أما أن نقصره على المؤمنين ونحرم من الملحدين فهذا إجحاف وتعسف غير مقبول
بالنسبة للنظام الكونيالكلي؟؟
الأختلاف في الأنظمة الكونية الذي أشرت أنت إليه إنما هو اختلاف جزئي بينما الاختلاف الذي أقصده هو كلي ، وبالتالي يعتبر جوابك خارجاً عن الموضوع
لم تجبني عن قضية الوحدة والتعدد في الآلهة
إذا سلمنا معكم جدلاً بأن فرضية "الإله" هي الحل الأمثل لمشكلة التسلسل (تسلسل الفاعلين)
فماهي طبيعة هذه الآلهة؟؟ إن الآلهة لا تخلو من أحد أمرين إما أن تكون إلهاً واحداً أو آلهةً متعددةً وفي الحالتين هناك إشكاليات منطقية كما سبق ، فما الحل برأيك؟
تحياتي للجميع